------------ --------
Share |

لماذا لا تسمعك حلاوتهم؟

مضى اسبوع على مشاهدتي للفديو المعروض في الحوار المتمدن والذي حمل اسم النقاب الذي يخبأ المرأة المصرية .. والموجود على الرابط التالي
http://www.youtube.com/watch?v=tgAfV8TRHpY&feature=fvsr

واضاف الفلم الذي لم تزد مدة عرضه عن دقيقتين وسبعة عشر ثانية الى تساؤلاتي المستمرة سؤالا قديما جديدا" .. وبقيت افكر لوحدي واتابع المقالات التي تتحدث عن الاسلام ، والمرأة واحكام الشرع فيها .. الفتاوى ، ثم ظهر مقال الكاتب الدكتور يونس حنون الذي عصر القلب غصة تحدث فيه عن امنا التي ضربت واقصيت على يد هيئة الامر بالمعروف والتي نهت عن المنكر! . ولانشغالي سبقني من كتب تعليقاته ،وكانت بعضها قد كتبت بطريقة تدل على وعي ومتابعة ممتازة لا كما يعلق البعض وليس له هم الا التعليق وتسطير كلام ومن ضمن التعليقات القيمة على المقال الرائع كان هناك تعليقا" لعبد العزيز سالم .. ادرج فيه تضمينا" للكاتب نبيل فياض يقول ... إنّ أغرب ما في الإسلام، كمنظومة معقّدة للغاية، هو هذه القوة الاستلابيّة التي تجعل المرأة تدافع عن تحقيرها الذاتي....
العبارة في غايةالقسوة بحق المرأة بمعنى ان المرأة التي ترضى بكل احكام الدين وتدافع عنه باستماته هي امرأة ماسوخستيه(مازوخستية) ترضى بتعذيب وجلد الذات وتجد متعها في هذا .. والا ما قبلت بكل ما يصيبها ويقال بحقها ويباع ويشترى بها . وهي تدافع وتخرج الى الشوارع منددة ومستنكرة ، وتقود المسيرات من اجل الحجاب ثم النقاب . وتعد كل ما يقال من اجل حريتها وحقوقها مجرد هجمة شرسة من اعداء الاسلام الغرض منها اخراجها من النور الى الظلمات .. ومن الهداية الى الضلالة .. ومن العفة الى الفساد والانحلال والانحطاط شانها شان النساء الغربيات ونماذجهن المخزية من مارغريت تاتشر مرورا بوزيرات الخارجية الامريكية التي اصبحت حصرا" علىالنساء لثلاثة اجيال متتالية وانتهاءا بمستشارة المانيا انجيلا ميركل والتي تقود واحدة من اعظم الدول الصناعية في العالم والمصدر الاول فيه .. وكذلك الامثلة السيئة والمشينة عندنا في الشرق واللاتي يندى الجبين لسيرتهن من كاتبات ومفكرات وعالمات وسياسيات ، ومناضلات لا يهدء لهن بال ولا يعرفن الراحة ويتمزقن فرقا" على الاوضاع المزرية للمرأة وحالها!.

تسائلت لماذا .. كل هذه الكميات الهائلة من المقالات والكتب والاصدارات التي تحثها على تحسين اوضاعها واعادة التفكير بعلاقتها مع الخالق عموما" ومع الدين ونصوصه على وجه الخصوص لماذا كلها لم تلقى عندها اذنا" صاغية .. وظل البون شاسع بين ما يكتب وبين ما يحصل على مسرح الاحداث.. يقول شريط الفديو ان 80% من المصريات تحجبن خلال الثلاثين سنة الماضية على يد الجماعات الاسلامية المتطرفة . ومعركة النقاب التي تدافع عنها حلاوتهن اسم السيدة التي ظهرت بالشريط والتي تعمل كممرضة في احدى مستشفيات المصرية... قلت معركة النقاب هي التي تهيمن على الموضوعات الحالية وتتبارى القنوات الدينية والتي تتبع الخط العام الاسلامي ويطعم برامجها ببعض البرامج اللادينية .. تتبارى في اقامة الحلقات والندوات التي تطرح موضوع النقاب ، وتؤلب الرأي العام لغرض اثارة حماستهم للدفاع عن حرية المرأة الشخصية في ارتداء النقاب !!!. هذه الحرية التي دفعت بالقضاء الفرنسي الى الاقدام على خطوة بمنتهى الجرأة عندما سحبت جنسية زوج اجبر زوجته على ارتداء النقاب .. كل هذا وذاك يدفع المرء للتفكير بعشرات الاسئلة اولها هل تستطيع المراة اصلا ان تقرر .. هل تستطيع اصلا ان تميز بين خياراتها....هل حقا ولدت المرأة في العالم الاسلامي اساسا" وهي تملك خيارات... هل ربيت على ان تكون مشاركا" في عالم ام تابعا" هامشيا" يقرر له .. من التعليقات المريرة التي قراءتها ايضا في احدى المقالات وصف للمرأة المسلمة كان مضحكا" كالبكا كما قال المتنبي... من ضمن تعريفات المرأة المسلمة هي التي لا يحق لها السفر الا مع محرم لانها بنصف عقل وماتدبرها اذا ما سافرت لوحدها..... شقاء ولكنه حقيقة... هل المرأة متمكنة من التفكير بوعي ام مروضة لهجره وعدم السؤال عنه. هل تعرف المرأة حقها ، هل عندها جرح الكرامة النازف الذي يؤهلها للثار له والدفاع عن نفسها وتقديم طاعنها للعدالة .. هل المرأة منصفة بحق نفسها ...هل خرجت من قوالب المتبع والتقاليد التي تسير عبوديتها واضطهادها من قبل المرأة نفسها قبل ان تاتي العبودية والاضطهاد من قبل الرجل .. هل المرأة بمنأى عن اضطهاد المرأة للمرأة .. هل تمارس المرأة رياضة التخفيف من حنقها على المرأة وتكبيلها بقيود وضعها فيها المجتمع والعرف والتشريع .. هل تفكر المرأة بجهود الاخرى التي ضحت بكل شيء فقط لكي تصرخ من اجلها فجحدت موقفها ، بل ولم تناصره وتؤيده .. كتبت احدى السيدات في عيد المرأة العالمي الفائت بحرقة انها تتمنى لو الغي هذا اليوم فكل جهودها في سبيل خدمة قضايا المرأة راحت هباءا" والمرأة هي هي لم تتغير ولا تريد .. هل يعقل ان يكون هناك رجال على هذا القدر من الجرأة والقوة يتركون جنان التعددية .. وسوطا" مرفوعا" في مكان واضح للعيان ليرهب اهل بيته ويقول للمرأة لا لا ارضى لك الدونية والذلة ..انت رفيقتي وسيدتي ...شريكتي وحبيبتي ،فلا ترد عليه الا بأعوذ بالله منك ان كنت من الضالين.. مئات ان لم تكن ألاف من الأسئلة التي مازالت تبحث عن اجوبة.. ومن بينها هل ما يكتب يقرأ ، وهل يؤثر لماذا لم تستمع حلاوتهم لاي منها لماذا لم تلحظها .. هل لان قنواتها مشفرة .. هل لانها غير مفهومة .. هل لانها غير مقنعة.. هل هناك خلل في الحجج التي تسوقها.. هل كتابها مفكريها.. كاتباتها ليسوا من الثقاة .. لماذا تعتقد حلاوتهم ان فتاوى الشيوخ الذين اصبحوا بالمئات على حق في كل ما يتعلق بحياتها ، وترتجف لكل كلمة من كلماتهم ، ولا تعير اذنا" صاغية لاي من المقالات التي تدعو الى ايقاظها مما هي فيه والمطالبة بحقها في الحياة بعدالة يفترض ان تقرها السماء بين مخلوقاتها دون ان تميز فيما بينهم.
لماذا تستجيب حلاوتهم للغة الخوف والنار والثبور وجهنم بينما لا تستمع الى المنطق والتفكير والعقل.. هل من انهزم هنا العقل ام الارادة ...اين يكمن الخلل هذا ما على المفكرين والمصلحين ورواد التغير التفكير به. عندما لاتصل رسائلهم عليهم اما ان يغيروها او يغيروا رمزهم البريدي في احدهما يكمن السر في عدم ايصال الرسالة .



شذى احمد
shathaah@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

-----
Share |
------