------------ --------
Share |

ميريام ...هو حقك فلا تتنازلي عنه






لم يخطر ببالي وانا اكتب (ابطن عيني.....) ان السيدات والسادة القراء الكرام سيلفت انتباههم
فقرة امنيتي باعتلاء سدة الحكم في العراق سيدة لانني كنت مهتمة بايصال فكرة مميزات الحاكم القادم ، ورغم انني كتبت باني لم اشارك حتى بالانتخابات حيث لم يسمح لي بالمشاركة وهذا بدوره يعني الترشيح طبعا .. الا ان البعض تجاوز ذلك وبدأ بالكتابة وكانني مرشح يحصد الاصوات.. ولو بمحض الصدفة او مفارقة الا ان ترشيح بعض سادتي القراء لي قد امتعني ،ولن اجبن هنا واتردد بالقول ان الاحساس ممتعاُ عندما تكتب سيدة قبل السيد لي ذلك ..وبعد صحوتي من هذه الغفوة وحلمها الجميل اجدني ملزمة لتوضيح ماقصدته على وجه الدقة ... رددت وسوف اردد رغبتي بان تكون هناك سيدة في سدة الحكم ذلك لا سباب لاتعد ولا تحصر حيث ان
تفكير المرأة مجرد التفكير بان تكون الرأس ، وان تكون لها القيادة أمراً يعادل الاجرام في الكثير من المجتمعات العربية والاسلامية .
فالمرأة التي يصب على رأسها جام غضب التغيرات السياسية وتدفع ثمن الاضطرابات والحروب عليها ان تبقى دائما تنتظر فتات نتائجها.
لعبت على مدى دهور الافكار السياسية والسطوة الدينية والاحداث الدامية التي صبغت اشكال الحكم في الشرق دوراً كبيراً في ابعاد المرأة ، وحجبت عنها اي مظهر من مظاهر السيادة في القرار والمشاركة في الحكم. وكان الامر لا يعنيها في ادارة الامور بل تعنيها ما تتمخض عنه النتائج ،ويعنيها الدموع والقتلى التي تفرزها الصراعات لكي تتولى دفنهم والعويل عليهم.

ليس ترفا او مجرد اغثاث احلام ما اتمناه للمرأة ...ليس تعصباً او تطرفاً احمقاً ارغب فيه لكي اقول ما لا تقله الاخريات ..وان كان بعضهن قد قلنه علنا ً مثل الدكتورة نوال زينب السعداوي عندما رشحت لرئاسة الدولة في مصر وهي اعلم الناس بان ذلك لن يحصل لكنها ارادت ان تحرك المياه الراكدة وان تستفز المرأة التي تنوم منذ عقدين من الزمن او يزيد ،وتخدر بالادعية والبخور ،و تكفن بالنقاب والحجاب لتزداد انزوائاً ،وتضعضعاً وتزداد قوة التيارات المتطرفة وتتحقق اهدافها في ابعاد المرأة تماما عن القرار السياسي والمشاركة الفعلية في ادارة مصر اكبر دولة عربية ،واكثرها حراكاً سياسياُ وتنوعا فكريا .
في اخر تعليق ولم يسعفني الحظ بالرد عليه لابتعادي عن الحوار بضعة ايام كتبت لي السيدة ميريام تعليقا طيباً ومشاركة رقيقة تقول لي فيها ... انا اطن ان المراة العربية اضعف بكثير من الذي تتصوري لأن الرجل ماسكها من رقبتها وخانق انفاسها بمساعدة الدين كيف نتحرك قولي لي وانا تحت امركي اول واحدة ساعطيكي صوتي الحلم ضروري لكنه في مجتمعنا غير فابل للتحقيق ادعو لكي من كل قلبي بالتوفيق.....

السيدة مريام (وان كانت لا تعرف انني اعرف ذلك) واحدة من اكثر القراء حضورا في الحوار المتمدن وهي التي كتبت يوما للدكتور يونس حنون معلقة على احدى مقالاته المميزة .. بانها يئست من دفع ابنائها للقراءة لكنه بمقالاته نجح بما لم تستطعه .. فهي ام رائعة وحريصة ..لكن ميريام ترى ان المرأة ضعيفة وانا ارى عكس ذلك انها في بعض الحالات ولبعض الاسباب مغيبة او تستمرئ الضعف واللامبالاة لكن ليست ضعيفة.. قد تكون قد ربيت خطأ على ان تكون مخلوقاُ سلبياُ في ادق تفاصيل حياتها . وتعتقد بانها ستكون مطلوبة (للزواج )اذا ما اظهرت نفسها على انها حمل وديع ، ومغلوب على امره كما صورتها وتصورها الافلام والمسلسلات التي باتت للاسف تتحكم في توجهات المواطن العربي ، وصارت مصدر ثقافته الاول لسوء الحظ ..لكن رغم ذلك علينا ان لا نفقد الامل بالعودة الى جذور الانسان وفطرته ،ففي فطرته هو عاشق للحرية ، ومنحازا لكرامته ،وراغبا لابراز حضوره في مجتمعه . ليخلو كل منا الى نفسه ويتأمل بعض الوقت في كل ذلك. سيتفق معي بطريقة اوباخرى.

ثم تتابع بان الدين يقيدها ، ويعيقها ويخنقها، لم يكن للمؤسسة الدينية هذه السطوة الا بعد الفشل السياسي للحكومات العربية من الايفاء بالتزاماتها امام شعوبها والاخلاص لها والاخذ بيدها الى حيث المجتمعات المدنية الاخرى ، لقد برزت التيارات الدينية واستحوذت على الساحة بسبب عجز وفشل الدولة وصارت تقوى على مر الايام وتنمو مشجعة المجتمع والمرأة على مزيد من الامية والتخلف ، والتخلف الذي صار اسمه الاصول الواجب العودة اليها.. كيف يتم انتشال المرأة من كل ذلك .؟ لا احد يملك عصا سحرية . وهابركادابره. لكن هناك بوادر يمكن للمرء ان يستشف منها امكانية حدوث شيء من عدمه. ولعل ابرزها هذا الوعي الرائع والامكانيات المأهولة والقدرة المميزة لنساء كسرن حاجز الصمت ،والمنع وركبن الصعب . حتى في السعودية اكثر المجتمعات العربية تهميشا للمرأة واجحافا لحقها ، فان هناك نساء صرخن بوجه الظلم ،وخرجن طبيبات. وعالمات اقتصاد واسسن منظمات لصاحبات الاعمال. وقاتلن لكي يخرجن للاسواق ويفتحن المشاريع التجارية رغم العصا الغليظة التي ظلت مرفوعة باسم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي الخليج قبل غيرها هناك اصوات نسائية عالية ، تجهر بالتحدي ، وتعاين الغبن والقهر للمرأة وتشخصه ، صار الحديث عن النصوص وامكانية تحكمها في حياة المرأة مثار جدل على الدوام وليس مسلم القبول به . قد تكون الحالات فردية لكنها قابلة للتكاثر والانتشار ، وهناك وعي وهذه نقطة بالغة الاهمية للرجل بان التباهي بالبداوة المتمثلة بممارسة التعددية ،وقهر المرأة والسيطرة عليها والتباهي بابقائها امية ومنفصلة عما يدور حولها وقابعة في بيتها كل ذلك عوامل تهدد حياته الشخصية ،وتعيق طموحاته ،وتغزله عن مظاهر الحياة ومستجداتها. فهو ان ساهم في الاخذ بيد المرأة من ابنته الى اخته وزوجته فانما يمنح لمشروعه الشخصي بالتقدم اسباب النجاح. لذا فدور التطرف ينحسر كلما ازدات شريحة الرجال المعتدلين والمؤمنين بدور المرأة الى جانبهم.

ثم قالت لي السيدة ميريام مازحة: ولا تنسي تستوزريني لاني ساكون مخلصة لكي لكن المشكلة اني لست عراقية ما تقبليني.....

عندما سا تمكن من نيل شرف خدمة شعبي ولو في الاحلام عن طريق منصب سياسي فلن انساك بالتأكيد ساجعل منك وزيرةالاسرة ,وهو منصب شديد الاهمية لان فيك كأم امكانية هائلة لخدمة الاسرة وتقديم الافضل لها،وما المشكلة بكونك غير عراقية .. في الحكومة التي سنشكلها ان قدر لنا ذلك سوف نعيد صياغة القوانين الانتقائية التي تفصل على حسب النوايا السياسية للبعض ، فتتلائم وامكانية تحقيقهم اهدافهم ، وتضمن انفرادهم بالحكم اطول فترة ممكنة او الى الابد

لن ادع الفرصة تفوت هدرا دون ان اقول لك ياسيدتي ميريام وللجميع .. قبل حوالي نصف قرن وقف مارتن لوثر كنج ليقول بانه يحلم .. كان يمثل السود في امريكا حيث كانوا مهمشين ،منبوذين ... لا يحق لهم الجلوس بجانب البيض في الحافلات العامة. ولا يشاركون اطفالهم السود البيض المقعد الدراسي.وتشيع عنهم اشاعات غريبة عجيبة مفادها بانهم اقل ذكاءا من اقرانهم البيض.. الا تذكرك هذه العبارة بشيء يقال عن المرأة عندنا سيدتي ميريام .. مثلا بانها ناقصة عقل... او شيء من هذا القبيل وهو ما يعد من اصدق المصادر للمتمسكين بها وغير قابلة للنقض والابرام !!. علىاي حال كان هذا حال السود عندما اطلق حامل نوبل للسلام مارتن لوثر حلمه لينسج في مخيلة الامريكان البيض قبل السود مكانه في سماء حياتهم التي تغيرت على مدى السنوات التي تلت خطبته.

بعد حوالي نصف قرن فتح البيت الابيض بابه على مصراعيه لحلمه الذي ظل ورديا يتجدد ربيعا بعد اخر. ويصارع قيظ الصيف وزمهرير الشتاء على طول كل تلك السنين ويعتلي دفة القيادة لوثريا هادئا ويامل العالم منه الكثير وهو اوباما..
كان حلما وصار حقيقة .. لكنه كان حلما طيبا وعادلا وحق ... كان الحلم من حقه .ولك اقول انني احلم حلما طيبا وصادقا وحق لك .. فانت لست اقل من اي امرأة في العالم .. لست اقل من بناظير بوتو .وانديرا غاندي .. ولست اقل من كاترين العظيمة التي حكمت روسيا بالامس .او مارغريت تاتشر او حتى المستشارة القوية التي تقود المانيا اليوم انجلينا ميركل.. انت مثلهن وتستحقين ان احلم لك وان اذكرك بانه حقك قد يتطلب تحقيقه وقتا يشابه ما تطلبه حلم لوثر . او يقصر لكن عليك ان لا تتنازلي عنه .

أســــتودعكم
والى اللقاء

د. شــذى احمد




ملاحظة: ادناه الرابط الذي كتبت به السيدة ميريام وهي من المشاركات النشيطات في الحوار المتمدن والتي تساهم بارائها ، ومداخلاتها في عدة مواضيع لبعض الزملاء حسب ما تمكنت من الاطلاع عليه. ادناه تعليقها على مقالي بالكامل

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=210276





شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

-----
Share |
------