------------ --------
Share |

اتمناك ربانة السفينة






لانها ارادت الحياة فاستجاب القدر
هي اقوى من البارود والخوف والموت .. وحتى وحشة المغارات التي تسكنها الخفافيش الحالمة بخنقها ،واجبارها على عدم ارتياد طرق الحياة حيث ينابيع الغد الرقراقة بالعذب لترتوي وتروي افراد اسرتها منها.
رغم كل ماقيل ويقال عن الانتخابات رغم كل الاقصاءات والحسابات الخاصة والعامة للمرشحين وجهات الترشيح رغم كل ما يدور خلف الكواليس وما يخرجون به على الملأ . رغم الصدق والكذب ، والصالح والطالح. المعتم والمضي. الواضح والمبهم .. كانت خيط نور صاف وحالم خرج لينتخب ،و راحت المرأة العراقية تنفض عن اقدامها المتورمة معاناة خيوط المتداخل والمتشابك من الرؤى والاحتمالات وتمضي قدما في طريقها نحو الغد وصنعه.

سميكة هي عقول من ظنوا بانهم اخافوها ، وارهبوها وبسلاسلهم الوهمية اعادوها الى عصور العبودية. والتقهقر . حتى وهم يتفننون في تعذيبها وفرض سلطان احكامهم عليها ويفصلون لها ثوبها ومأكلها ومشربها. ترتب بيتها وتسكت على ما فرض عليها وتستعد للخروج الى الشارع الذي عمه الهرج والمرج حيث يترتب عليها اصلاح حاله ومنح صوتها لمن تريده ممثلا قادما لها.

انها العراقية الكريمة التي عاشت سنوات القهر والترمل والحرمان ,الجوع والحرب التي ما كان لها فيها لا ناقة ولا جمل بل انجبت جيلا بعد جيل وعضت على اصابعها فرقا" والالم يمزق قلبها بما فقدت من الغوالي ، وفلذات الكبد في حروب لم تستشر عندما اشتعل فتيلها .
بالامس خرجت لتعيد لوطنها ، ومنطلق عزها وكرامتها هيبته وترسم ملامح غده . ضمدت جرحها ودفنت قتلاها وضمخت اصابعها بالحبر البنفسجي وانتخبت . قالت التقارير الواردة من العراق والتي نشرتها الوكالات ان نسبة مشاركة المرأة العراقية في الانتخابات بلغت مابين ال42-65 بالمائة . وزادت عن نسبة مشاركة الرجل في بعض المناطق وفصلت التقارير اراء بعض المنتخبات ووجهات نظرهن . وسبب جدية مشاركتهن . وعي عميق واحساس فريد يدعو للتفاخر بالمسؤلية التي اظهرتها في موقفها البطولي وهي تخرج وتشارك في الانتخابات .
ربما يحق للبعض ان يضعوا جداول واحتمالات ، تكهنات وتوقعات لظواهر اجتماعية هنا او هناك ، وتنفع بها المساطر والجداول المعروفة في دراسة مثل هذه الظواهر لكن عندما يصل الامر لسيدة بحجم العراقية وهيبة حضورها الانساني والمأساوي على السواء في تاريخ الاحداث الاجتماعية في العالم ،فكانما تراهن تلك الدراسات على سمعتها لانها لن تنجح في تطبيق نظرياتها والحصول على نتائج تطابق واقع الحال ، وما يمكن ان يحصل. بكلمة اخرى انها فوق التوقعات . وانها قاهرة للجمل الاكاديمية والمتوقع حدوثه .انها كالمهر الجامح كلما ظننت بانك ضيقت عليه الخناق وصرت قاب قوسين او ادنى من ترويضه ، سابق الريح عدوا" فتباهت وتماهت به الطبيعة.. كانت رائعة تلك العريقة التي يسير في عروقها دم اصيل اختزن ذاكرةالانسانية منذ نشأتها الاولى . وكانت عند حسن ظن نفسها بنفسها وعند حسن ظن امها وجدتها بها . ايمانها بالغد يستحق ان يكون مثلا" يحتذى به لكل من يعاني احباط الحياة . وهاهي بابسط المعدات تضع اهم سيناريوهات اليوم العالمي وتبدع في اخراجه. ادناه بعض المواقع التي رصدت واقع حال المرأة الناخبة في العراق وظروف انتخابها .


http://www.annabaa.org/nbanews/2010/03/047.htm


http://www.youtube.com/watch?v=tmCAjDxH6OQ&feature=player_embedded

http://videohat.masrawy.com/view_video.php?viewkey=f3f62f43ff245a59ebe5

http://www.iraq4allnews.dk/news/4669-2010-03-09-10-52-11.html

وعشرات بل مئات المواقع الاخرى والقنوات الفضائية والصحف والاذاعات المحلية والعربية والعالمية التي ارخت هذه المشاركة الفعالة للمرأة العراقية في انتخابات 2010
قال الشابي
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
وهي ارادت الحياة فكيف لا يرضخ القدر
بوركت وانت تنتصرين للحياة ، ولمجدك الذي لا ينازعك عليه احد
اما عني فاحلم بك انت من يقود السفينة وهي تمخر عباب البحر وتنتخبين لقيادة العراق بضم التاء وبحماس كما خرجتي لتنتخبي بفتح التاء،احلم بك وارى حلمي ليس ببعيد




شذى احمد
shathaah@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

-----
Share |
------