------------ --------
Share |

اي نوع من النساء


مهداة الى الغالية ابتسام









كنت في حسرة
كنت اكثر من وحيدة
لم اكن اهتم بتصفيف شعر صباحي
وطلي شفتي بالابتسامة
وتكحيل عيني بالانتظار
لم اكن اعتني بعدد نبضات قلب اليوم عندي
اتركها تتصاعد عندما تريد ان تلحق القطار
او عندما اجلس خلف المقود واشارك المجانين في الشارع بجنوني
لم تكن لصناديق اسراري اي اقفال او مفاتيح
كانت ملقاة على قفاها وتتناثر فيها ذكرياتي واسراري المهمة منها والمملة
لم يكن لهمتي اي مشاريع
لم يكن لدمعي اي ثمن
كنت اسكبه غزيرا وقتما تزدحم امواجه امام سد همي الواهن
لم يكن لي شيء منذ ان اسرتني اسلاك المدينة البراقة
لم يكن للشوارع عندي اي تعرجات وانحناءات فلقد اعتادت قدماي ان تمضيا
لم يكن لصباحي اي ابدأ
منذ وقعت عليه ملكاً لمعبودتي اسرتي
لم يكن لدلالي ،ومرأة خصوصيتي اي لزوم
كانا في اقصى زوايا دولابي البعيدة

وكتبت لي انها قرأت سطري
وكتبت لي انها اعجبت بفكرتي اقولها خجلا بدلا من فكري
وكتبت لي بانها تسر بي ولي
وصارت تكتب لي واقرأ
وصارت تنشدني فاطرب
وصارت تغدق علي فاثرى
وصارت تناغيني فاتذكر
مشطي
ومرأتي
وساعات صباحي
حتى تذكرت انني هنا
وقلبت صناديقي ودفعتني للبحث عن مفاتيحها في اعماق ذاكرتي
لملمت ما تناثر منها في كل اركاني
وادرت مفاتيح صناديقي ووضبت اورافها وحدثتها عن بعضها
وصار لي ابتسامة تطلي شفتي بالفرح الوردي كل صباح
وصار لي تحت الشمس مكاناً من جديد
وصارت تهتم بافراحي واحزاني
لم تعاتبني على كسلي
لم تناكفني على اهمالي
لم تحاسبني على ما اغنتني به من ثرائها الفكري وعطائها الغالي
بل كتبت تقول لي وقد تعلمت من اجلي طباعتها العربية
انها تعتذر عن الاخطاء ان وجدت
قولوا لي
من هولاء النسوة
من اي طينة جبلت
وكيف يكون العطاء سخيا حد الحياء
وكريما حد البكاء
قولوا لي
اي نوع هي من النساء

د. شـــــــذى احمد

shathaah@maktoob.com
العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14
المحور: الادب والفن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

-----
Share |
------