------------ --------
Share |

اين سيكونون .. في البحار







تحدثنا عن العالم المعماري الحالم الذي ابدع تصميمات خرافية لمدن المستقبل وقلت لكم يا اعزائي
بان للحديث بقية ...

ولم يترك متسعا من الوقت للتفكير بل قفز للبحر ليحرثه بالمدن والاحلام وليعبئه بالساكنين الذين سيعيشون فيه متمتعين بصحبة المخلوقات البحرية والحيتان والنباتات والمخلوقات المائية ، وبدلا من ان يشعر المرء بالانزعاج من اصوات الريح والصواعق والرعد ربما سيفتح مكبر الصوت ليزجر حوتا او اخطبوطا صاخبا لانه يرفع صوته في اوقات النوم .. او ربما سيضرب الحوت بذيله على زجاج احد البيوت لانهم يبالغون بالاضواء الساطعة في اعياد الميلاد مما تؤثر على ساعته البيولوجية .. ربما وربما .


لا بل يريد هذا العالم ايضا ان يغير من تركيبه الصخور والحياة في المحيطات بما تتناسب واستخدامات البشر وانتقالاتهم واضعا تصاميم عصرية وعملية للانتقال فوق وتحت سطح الماء اضافة الى المراكب التي ستمخر البحار القريبة والبعيدة والتي ستكون قريبة جدا من مراكز المدن لكي تنطلق في اي لحظة باحثة ومستكشفة عن كل ما يطور حياة الانسان .. عله يريد بهذه القفزات ان يصور وجه مستقبل الكرة الارضية.
هذه المشاريع التي لا تعني للانسان في العالم المتقدم حلما صعب المنال بل دراسات مستقبلية واعدة قابلة للتحقيق والتطبيق تدرس بعناية وجدية ثم يتخد بها القرارات اللازمة للتنفيذ حسب اولوياتها .عل البشر لن يعانوا في تخطيطات هولاء المبدعين من مشاكل السكن او الملل لانه طور لهم انظمة حياتية خاصة بهم تجعلهم يمارسون اعمالهم بمتعة وحماسة مستمثرين كل دقيقة للتمتع بالحياة .

حتى النفايات اوجد لها طرقا للتدوير واعادة الاستفادة منها كي لا يبقى ايا منها يزاحم عصرنه المدن المثالية ويتطفل على جمالها وروعتها. بين هذا الكم الهائل من الاحلام والتفكير المتعمق والرغبة الحقيقية بالانتقال بالانسان الى عصر من الرفاهية والعيش بهناء وسلام يتبادر الى الاذهان سؤالا ملحا بل لنقل بقدر سكان مدن هذا العالم مليون سؤال .. ماذا عن الذين لا يرغبون بالانتقال الى المستقبل مفضلين العيش بالعصر الطبشوري او الحديدي لك ان تختار .. ماذا عن اولئل اصحاب العقول المقفلة على الكهوف والمنع والقهر والتقهقر . و الرعب والارهاب والتخويف .





ماذا عن اولئك رعاة الدجل والخرافة والاستعباد والقتل والتنكيل والتفجيرات .. ماذا عن عقول لا تريد ان ترى ماذا على الارض لانها تستنكف من الارض ومن عليها ,وتعلمت بان حب الحياة خطيئة والحب بحد ذاته اثم فعليهم ان يعملوا بعنفهم وشفراتهم الحادة في رقاب الناس مروعيهم من اجل ان يثابوا في جنان تنتظرهم لحسن صنيعهم... ماذا عن هولاء!؟.

اي المدن ستأويهم . ماذا سيوافق شرعهم وماالذي سوف لن يوافقه... ماذا سيأخذون معهم الى هذا المستقبل اين سيضعون مشانقهم . سجونهم وسائل تنكيلهم بالانسان وسحق ادميته وكرامته. كيف سيتعاطون مع الملبس والمأكل والمشرب .. لم المح في مدن المصمم اي دور للعبادة هل بدى متيقنا من هزيمة الاديان ودور العبادة وابعادها عن الحياة .. هل سيستسلم العاملين في الدين والمتكسبين منه ونجومة ويرضون بالتطور والعصرية مقايضين اياها بدعواتهم وسيطرتهم على الناس .. ترى الى اي من الاسباب سيعولون عوامل انجازات اقرانهم .. ثم ماذا سيحللون وقتها وماذا سيحرمون !!؟

اســـــــــتودعكم و الى اللقاء




شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20
المحور: المجتمع المدني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

-----
Share |
------