------------ --------
Share |

انه لا يحب أمه





قرأت باحترام واعجاب شديدين المقالة التي كتبتها السيدة بيان صالح ونشاطها مع المنظمات النسوية في مجال الدفاع عن حقوق المرأة الريادي وفكرة مشروع الخط الساخن . وكان بحق مشروع كما هوموضح ومكتوب عملي ويبشر بنتائج ملموسة من نسوة تعلمنا العمل النسوي العالمي وخبرن المنظمات الانسانية ودفعهن لحب اوطانهن للتفكير به جديا" بالمرأة التي هي المتضرر الاول من كل النكسات والازمات التي تمر به الشعوب ابان الحروب وفي زمن الاحتلال ... وكم استغربت لما جاء من ملاحظات ونتائج دونتها السيدة بيان من زيارتها الشخصية للعراق وخصوصا" عندما قوبل حماستها ورغبتها بالعمل وحل ازمة المرأة بالفتور من قبل الجهات المختصة حين عبرت عن الحادثة بقولها ....
في هذا اللقاءات طرحت فكرة الخط الساخن على احد المسئولين في حكومة إقليم كردستان العراق, و لكن بعد يومين فقط حصلت على رد أن حكومة الإقليم مشغولة بقضايا مهمة جداً وليس هناك من وقت كافٍ لديها للحديث بشأن هذا الموضوع. وكانت مفاجأة غير سارة لمن يعمل في هذا المجال الحساس, إذ كأن المفروض أن تقوم الحكومة كلها بمعالجة هذا الموضوع المهم وليس أجهزة معينة مسؤولة عن حالة المرأة في الإقليم وعن حقوق الإنسان فقط حيث القضية متعلقة بأكثر من نصف المجتمع.


وقتها فكرت متى تبدأ المجتمعات المتعبة والتي تعاني من الاضطرابات بالحلول الجذرية لمشاكلها ومتى تكون صادقة في محاولتها ايجاذ تلك الحلول . المرأة ومشاكلها والاحصائيات المخيفةالتي جاءت بتقرير الخط الساخن .. وتهدد بكارثة انسانية حقيقية اذا ما مرض الرأس فكيف يظن احد ما ان الجسم يمكنه ان يسلم وينهض وينتج ويحقق اي منجز في الحياة . انها المرأة وليست ايا" كان انها رأس البيت وعموده . فان هي وصلت الى ما وصلت اليه فاي اسرة تلك التي ستبقى واي مشاكل عداها ستحل ... عندما تقدم المرأة على احراق نفسها وبهذه الاعداد وبظاهرة اصبحت متفشية فالامر يعني انها فقدت كل السدود التي كانت تحجز ما بين صبرها وقدرتها على التحمل وما تعاني منه . طفح الكيل ولم يعد للحياة جدوى وهذه هي النهاية . لقد رضيت المرأة ومنذ عهود سحيقة بتحمل الكثير وان تكون هي الضحية والطرف الخاسر وكانت تواسي نفسها بما تقدمه من تضحيات على امل ان يمن عليها الزمن بعرفان الاولاد ويقروا لها بما قدمت لكنها بدات تشتعل حقيقة الان في هذا البلد المنكوب ومن ربته لا يعد موتها من الاولويات. تقول السيدة فاطمة الفلاحي في احد مقالاتها المنشورة في موقع الحوار المتدن.... ان الرجل العربي يتزوج اربعة ويصادق اربعة ويحب امه. بعد قرائتي للتقرير اقول انني اشك بانه يعرف الحب الحقيقي انه لايحب حتى امه . ان من لا يعنيه امر احد ما لا يهتم به ومن لا يقدم قضايا المرأة ومعاناتها ويعتبرها من الاساسيات وليس صورة تجميلية في صالون احاديثه العامة. لا يحب المرأة اختا او صديقة بنتا" او حتى أما" اقولها بلوعة وبحزن ياسيدتي فاطمة الفلاحي ... انه رجل لا يحب حتى امه.
المزيد من النجاح والتوفيق للسيدة بيان صالح وكل من يقوم معها سواءا في الدنمارك او الاردن بمشروع الخط الساخن ونحن معكن ..ندعمكن بكل ما تطلبنه ولكنَ منا كل التقدير والاحترام وانتن الرائدات في التفكير في المشاكل والبحث عن حلول لها.

د . شـــــذى احمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

-----
Share |
------