------------ --------
Share |

طار الغراب مصطفى





اذا لم تكن عراقيا او عربيا ،فسيكون من العبث الحديث عن حرائق الصيف ولظاه هناك..  خصوصا في الظهاري كما يحبون تسميتها حيث تتخاذل اعتى المقايس عن تسجيل درجة الحرارة الحقيقية  فتقاس في الظل.



في احد ايام الصيف طال الحديث في حضرة شاعر القرنين ، وهو من اعتاد وألف حلقات الأدب والشعر التي يتقاسم بها مع المع نجوم الفكر والأدب العراقيين احاديث متواصلة ونقاشات ماعرفت  الملل لا تتوقف الا بأحدهم وقد فطن لانتهاء الدوام الرسمي .


ـ اين طريقك سأل كبير الشعراء

ـ بنهاية شارع حيفا

ـ اصعدي لأوصلك

لطالما فعلها مع الكثير فهو لا يمل  من الصحبة التي لا تمل منه. وله على قمة كل جبل في الأدب والفكر والفن سارية ، حكاية .. طرفة . قصة. وصور يطبعها بالمجان في ذاكرة  الجيل الجديد تعلمهم كيف يفكر الكبار ، ولما هم كبار.


لم تطل المسافة بسيارته التيوتو البيضاء  اكثر من عشر دقائق رغم الزحام!.

ولم تجد بدا واحتراما الا دعوته لكأس ماء بارد ،وهو الذي اوصلها تواضعا وادبأ وتفضلا.

في بيت اختها كانت المفاجأة الحلوة .. كانت الصحفية تستمتع منذ اعطاها كتبه للأطفال بتعليم بنت اختها بعض قصائده البديعة.

ـ نظرت الصغيرة للرجل الاشيب . فهي لم تعرف لها جدا من الاب والام ظلت تراقبه بفضول الصغار.

فتقدمت خالتها وسألتها بحنان ـ ميسم .. هل مازلت تحفظين طار غراب مصطفى؟

سالتها وهي تعرف ان هذا السؤال مفتاح سحري لعقيرة الصغيرة التي راحت تنشد بحرارة ومرح ...

طار غراب مصطفى

نعم طار

والنسر طار واختفى

نعم طار

والماء والبساتين ما طارت....


وتتسع حدقتا شاعر العرب الاكبر..الى اقصى مداها. كأنهم يعلقون على صدره اعلى الأوسمة ،أوهو يحظى بأرفع الجوائز.


تلعثم ..تعثرت الكلمات في حلقه. لم يعلق حمل وسام فخره بان شعره ينشد في مكان وزمان لم يتوقعه. وتلك القصائد البالغة الروعة والجمال ليست من المقررات المدرسية. وميسم لم تكن سوى طفلة في الرابعة من عمرها !!.

في وجه يصعب تفسير انفعالاته. غادر شاكرا وهو المتفضل. فرحا وواثقا بأنه  ذلك الشاعر الذي لا يقارع في نفوس وذاكرة العامة من الناس  وفوق كل الالقاب له قصة وحكاية  تضاف لألف ليلة وليلة جديدة ي

سجلها عظماء وكبار وخالدي العراق العظيم.أمثاله كل في مكانه واختصاصه.


غفى لتوه منذ ايام لكن عريض تراثه لن يغفو. صوته وصوره وقصائده حية تقلق اعدائه وهم اعداء العراق وتبهج احباءه وهم ابناء العراق والعالم العربي.


نم قرير العين كنت وما زلت كبيرا

لترفرف فوق رأسك حمائم الأرض سلام لك وعليك يامن احتفت وتحتفي بك كل اشجار النخيل التي ما فتئت تغازلها بجميل شعرك

نم ايها  الكبير  الخالد  ... يا ابا خالد. 
-----
Share |
------