------------ --------
Share |

النقاب -2-





لما ينسف النقاب الأسس الذي قام عليها منذ البداية فذلك لتعارض ظهوره اليوم في شوارع العالم الغربي وحتى بلاد الشرق والنساء قد أسفرن ،ولم يعد رؤية الوجه يشكل أي اضطراب و أي إثارة كما يسوق لها المهووسون بالجنس وتحجيم علاقات الأفراد مع بعضهم البعض ودور المرأة ومكانتها بدور واحد فقط.
حتى دول الشرق صاحبة الحضارات العريقة من الصين إلى اليابان وكوريا والعديد غيرها تعصرنت وخلعت جلبابها التقليدي وارتدت ما سمي بالزى العالمي كي تتعامل مع الواقع بعملية ومنطقية.
لا سيدة تركب قطارات الصباح في احد تلك الدول بالكيمونو او تتمايل بقدمها الصغير الذي كان رمز الجمال يوما ما فلقد حفظت قوالب الحديد التي تمنع قدميها من النمو لكي تبقى صغيرة بقيت في الأقبية القديمة واقفل عليها . ولا رجل يسير ممتشطا سيفا بتارا رافعا جبينه بخيلاء وحريره يدلك على مكانته بالمجتمع كساموراي نبيل . لقد تركوا كل هذه المظاهر وانطلقوا للبناء والحياة الجديدة بالكثير من الجد والاجتهاد. ثم ما لبثوا ان تأقلموا مع العصرنة منذ عقود طويلة ، وصارت أزيائهم التقليدية فلكورا جميلا يستحضرونه بالمناسبات والأعياد.
هذه الأمم تعيد تدوير حضارتها ان صح التعبير بروح العصر، وتهرول نحو الصدارة بثقة وثبات.
الا الحضارات التي في أقصى الشرق من العراقية والمصرية وباقي الحضارات العربية كأنما لا يكفي التقهقر الذي أصابها والدمار الذي لحق بها جراء تعرضها لحملات لا حصر لها جعلتها ترزح تحت نير الاستعمار والتهميش كان كل هذا لا يكفي فلما جاءتها فرصة النهوض ممثلة بطلائع المفكرين والنهضويين الراغبين بقيادتها تنكرت لهم ونكصت إلى خيارات بالية . لينتشر فيها انتشار النار بالهشيم الفكر الديني المتطرف معلنا عن نفسه بانه المخلص،وانه الخيار الوحيد لنهضتها.وهذا ابعد ما يكون عن الحقيقة.
الملايين تعرف بانتمائها الديني لكنه كان بالنسبة لها انتماءا اجتماعيا موروثا ، أما اليوم فالأمر مختلف. البعض ربما يعتز بإسلامه لأنه لم يرى منه الا الخير متمثلا بجد طيب وأب حنون وأسرة متماسكة وأعياد ومناسبات سعيدة ذاكرته وكيانه ربيا على احترام التقاليد والدين جزء منها. اليوم عليه دفعه واحدة اما القبول بوجه الدين الجديد وطقوسه وخيارات من نصبوا أنفسهم قيمين عليه او رفضها والانسلاخ الكلي منها.
لم يعد احد يرضى بامرأة مسلمة بلا حجاب. ومن أطمئن على الحجاب يقفز للنقاب معتبرا السلفية هي طريق الدين الوحيد.
وفي خضم هذا يذكر القارئ كيف قام هتلر بفرز اليهود وإجبارهم على تعليق نجمة داود لتميزهم عن باقي الألمان بخطة كان القصد منها تصفيتهم والقضاء عليهم فيما بعد. كان تميز اليهود أول خطوة لغرض القضاء عليهم. ماذا لو أقرت دولة لأسباب خبيثة بالنقاب واعتبرته أول تحضير لإجراءات قاسية الهدف منها القضاء على المسلمين والمهاجرين في بلادها هل يعد هذا إجراءا مستهجنا. ستتذرع بكل الذرائع التي تجدها أخلاقية للحفاظ على كياتها.
النقاب هو خيار استعلائي لا يلتقي مع أي هدف او سبب منطقي للإنسان الذي يعيش القرن الواحد والعشرين ويواجه تحديات مصيرية مهمة على هذا الكوكب.
مدعيا بأنها إرادة الله الذي لن يلحق قراره الذي يدعون بأنه أقره قبل ألف وأربعمائة سنة لأنه قال كلمته الأخيرة وانتهى.
وبين أن نترك أنفسنا تنهشنا الحيرة والتخبط بين إرادة الله بعدم الحديث والتسليم بقرارات المتبرعين بتمثيله على الأرض يبقى النقاب بكل أنواعه وإيحاءاته ليس خطرا على الإنسانية فحسب لأنه قطعة قماش تريدها امرأة ببساطة كي تظهر طاعتها القصوى لخالقها. بل هو تنصل مرتديه. وليس مرتديته فحسب تنصله من قوانين وأحكام ينضوي تحتها كل البشر ، والتي بموجبها تحدد له واجباته وحقوقه.
النقاب هو التخفي وحجب الهوية لذا فصوره متعددة ، وأشكاله مختلفة لكن هدفه لا ريب واحد.
شذى احمد
2012 / 1 / 27







النقاب






شذى احمد
2012 / 1 / 25
عندما بدأت فرنسا كأول دولة في أوربا بالدفاع عن حريتها ، ومدنيتها وتصدت للنقاب كظاهرة تعرض المجتمع للخطر تباينت ردود الأفعال في الشرق. ففي الوقت الذي انبرى به كل من المنابر والدعاة إلى تجيش المشاعر وتوجيه ألذع الانتقادات لفرنسا معتبرة ذلك تدخلا سافرا في حرية الفرد الذي تدعيه!. قام الليبراليون والعلمانيون من جهة أخرى بالثناء والتحزب لهذا القرار الذي اقر في نهاية الأمر بعد موافقة البرلمان عليه وصار قانونا ساري المفعول دفع الكثير من دول أوربا بعد ذلك للحذو حذوهم وتقليدهم في تشريع قانون يرفع النقاب ويعتبره تهديدا للمجتمع.
هذا هو المهم التهديد. فعندما تكون قد تعبت مئات السنين في بناء مجتمع مدني نزف من اجله الشعب وقدم التضحيات ويأتيك من هو ابعد ما يكون عن دراسة حقيقة بناءه ويبدأ بهدمه من الداخل يكون وصف الظاهرة القادمة بالخطر ليس من قبيل الصدفة ولا المبالغة .
إنما لما هو خطر يتهدد المجتمع. هذا الذي يتنقب يضرب بينه وبين المجتمع جدارا سميكا من الغموض والأسرار. فأنت لا تعرف ما يخفي هذا الحجاب. وأنت لا تستطيع التكهن بما يختفي خلف هذا الستار القاتم من السواد.
ربما تكون امرأة تم تلقينها التعليمات الدينية وإقناعها بأنها الطريقة الوحيدة للوصول إلى الجنة بعد الحياة وأسلمت طائعة بكل كيانها ، وبرمجت عقلها ومشاعرها على ذلك وراحت تتعصب لخيارها.
قد يذهب المبرمج إلى ابعد من ذلك بإقناعها أنها الحقيقة الوحيدة وغيرها عدم وزيف وضلالة ومأواها جهنم و بئس المصير.


قد تعتبر كل فعل قادم إليها من الخارج إنما نوع من الامتحان الإلهي لصبرها وإيمانها كما لقنتها الكتب و أولت لها الآيات وعليها بكل ضراوة مواجهتها وحربها . وكلما صمت أذانها عنه كلما زادت إيمانا ونالت أجرا وثوابا على ثباتها وتمسكها بدينها.
كل هذا والكثير غيره يبدد الدهشة التي ترتسم على وجوه من يندفعون بكل حماسة لإظهار حبهم ورغبتهم بتحرر النساء المأسورات بالنقاب والدفاع عن حقهن بالحياة الكريمة والتمتع بالهوية التي خلقت عليها.
تجاهل المحللون ،والمتخصصون وأصحاب ا لقرار لهذه التفصيلة في طبيعة تربية المرأة المسلمة هو من اكبر المعضلات التي تحول دون وصول خطابهم لها إلى أرضية قناعة وتفاهم مشتركة . فضيق صدورهم وهم ليسوا بالضرورة رجال ومن الغرب قد يكن نساء وأبناء جلدتها واطلعن وعرفن ودرسن واجتزن حواجز الخوف ونهضن راغبات بمشاركة نسوة مثلهن تجاربهن ودعوتهن إلى المطالبة بحقوقهن. لكن مع هذا لا تثمر مثل هذه المحاولات .
المجتمعات المدنية الغربية عملية . تحسبها وفق منطق الربح والخسارة . الخطر والأمان. الحق والواجبات . العدل والظلم. ورأي الأغلبية الذي سيحدد نجاح كل خطوة تالية.
النقاب بكل أنواعه سواء ستارا مسدلا على الوجه أم تخفيا خلف أسماء مستعارة ام اتخاذ هويات مزيفة كلها امتيازات يريدها البعض على حساب العامة. والتي قد تدفع الثمن فيما بعد غاليا عندما تخلق الأزمات العالمية بسبب بعض الأعمال الإجرامية التي تتم في هذا البلد او ذاك.
لما انتشرت كاميرات المراقبة بكل أنحاء العالم , لما انتشرت رقابة النت والبريد الالكتروني. لما أنشأت في عديد الدول بنوك المعلومات وصارت سجلات الناس ملفات محفوظة وخطواته محسوبة بعدما كان المواطن فيها يتمتع بحرية كفلها له مجتمعه المدني الذي قدم التضحيات لأقامته.
من هنا صار النقاب تحديا وخطرا محدقا بتلك الشعوب .التي ما عادت المرأة وخروجها ومظهرها هاجسه الدائم بل على العكس حسنت ، وعملت بجد كي يكون مظهر أفراده متقاربا وعمليا ولا يلتفت احد للأخر من الصباح إلى المساء بسبب بساطة الملبس والمظهر الذي فرضه عليه مجتمعه الديناميكي المتحرك وبهذا يبقى النقاب هو الامتياز وهو الغريب وبهذا لا يحقق الهدف الذي اوجد من اجله بل ينسفه من أساسه .

هل هذا هو التمدن


شذى احمد
2012 / 1 / 22

أتعرض ولست الأولى ولا يبدو سأكون الأخيرة الى حملة من المضايقات على موقع الحوار المتمدن تتلخص في نذر بعض الأسماء المجهولة منها والمعروفة نفسها لتدوين تعليقات على مقالات يبدو بالظاهر أنهم معارضون لما ورد فيها. لكنها بالحقيقة تبدو أمور أخرى.


احد تلك التعليقات لمعلق يدعى فؤاد النمري قمت بحذفها للأسباب التالية


بدأ النمري تعليقه بالتالي (( للأسف معلوماتي قليلة عن الدكتورة شذى وتوجههاتها الفكرية ومع ذلك اسمح لنفسي الافتراض ان الدكتورة وبحكم درجتها العلمية تستقصي الحقائق))


والان يجمع الباحثون بشؤون الأدب والفكر على صعوبة البداية والمعضلة التي تواجه كل كاتب عند الشروع بكتابة شيء جديد بأي لون من ألوان الكتابة وفنونها.


هذا النمري يتأسف لجهله بي وبضعف معلوماته عني وبعدها مباشرة يكتب دكتورة. ولو لاحظ القارئ فانا لا أوقع مقالاتي بالدكتورة وهذا يعني انه قام بزيارة موقعي الفرعي على الحوار المتمدن ليعرف ذلك او أن احد أصدقاء الفزعه الذين يتكاثرون اليوم عندي قد اخبره بذلك، ولما زار الموقع افترض انه قرأ عناوين مقالاتي بأضعف الإيمان. وربما غره احدهم للقراءة ، فان لا . فمن أين أتى بلقبي العلمي وإنا لم أذيل به مقالي. وان زار موقعي ولم يعجبه شيء فلماذا يكلف نفسه ويكتب لي وهو من الذين لا يقرءون لهذا الكاتب ولم يحفزه عنوان من العناوين للقراءة له. وهذا أول الغيث.


ثم يستغرب المرء حق الاستغراب من الجرأة ولولا آداب الحديث وأصول التناول المنهجي للأمور لاستعملت بدل الجرأة كلمة أخرى. من أين أتت لهذا النمري الجرأة ليكتب بهذه الطريقة التي تخلو من ابسط قواعد وأصول الكتابة.


افترض وبحكم درجتها العلمية ... تستقصي الحقائق. هذه اللهجة الفوقية الاستعلائية لا تليق بمن يكتب تعليقا لأحد يزور موضوعا له لأول مرة ولا تعطي انطباعا بحسن أخلاق وتربية كاتبه.


فهل صادف أحدكم من طرق الباب على بيت كتب على يافطته منزل الدكتور ام المهندس ام الصيدلي وبادره بالقول: قرأت على بابك يافطة تقول بانك صيدلي وافترض بانك تفهم باصول الصيدلة وتعرف اصول تحضير الأدوية الخ الخ. هذه سلوكيات لا يلجأ إليها إنسان سوي نال من حياته حتى النزر اليسير من التعليم.


ثم يتابع النمري تعليقه قائلا:


آه يا دكتورة لو تعي حقيقة هذا الخائن خروشتشوف وما خلفه للعالم فيما يعاني من انحدارات مادية وروحية، مجاعات وحروب وعصابات حاكمة وإرهاب وأمراض ونخاسة، ما كانت لتكون لولاه. سيعي العالم خيانة هذا الشخص بعد حين وسيدرك أن خيانته تفوق خيانة يهوذا الاسخريوطي مثل الخيانة في التاريخ. طبعاً هذا الخائن تطوع لأن يقود ثورة البورجوازية الوضيعة ضد الثورة الاشتراكية وما كان لشخص آخر أن يقودها


لن أسوق ألف دالة ودالة على خيانة خروشتشوف بل أكتفي بالطلب من الدكتورة شذى بحكم درجتها العلمية أن تستقصي طبيعة وأسباب الإنقلاب الذي قاده خروشتشوف في قيادة الحزب في أيلول 1953 وشرعية التخلي عن مقررات المؤتمر العام للحزب الصادرة في نوفمبر 1952 وتحويل الخطة الاقتصادية من الصناعات الخفيفة لرفاه الشعب للصناعات الثقيلة والمقصود بها هو صناعة الأسلحة وإزاحة مالنكوف من القيادة لصالح خروشتشوف


الموضوع يتعلق بمصير العالم فلتستقص الدكتورة أسباب وضع مقررات المؤتمر العام 52 تحت السرية المطلقة !!؟


اهات ولوعات وحسرات النمري شأنه الخاص ، وقواعد وأصول البحث العلمي التي طالبني بها بحكم شهادة الدكتوراه التي بدت لازمه له في تعليقه ولا ادري ما السبب أقول لا شأن لي بكل ما ذكرت


ليس للموضوع علاقة بالشيوعية


ليس للموضوع علاقة بتقييم خروشوف ومكانته بين القادة السوفيت


ليس للموضوع علاقة للمقارنة بين الشيوعية والرأسمالية


ليس للموضوع علاقة لمناقشة الفكر الشيوعي الذي أساسا لا اعرف عنه الكثير كوني لم انتمي يوما للحزب الشيوعي ولم أكن شيوعية.


ليس للموضوع علاقة بإدانة او براءة خروشوف.


إذن ؟.


إذن الموضوع له علاقة بتناول حادثة مهمة للقرن العشرين وهي نزع رجل غاضب لحذائه في محفل سياسي وعادت لتحصل بالقرن الواحد والعشرين. كلتا الحادثتين عدتا من الحوادث النادرة التي بقيت بالذاكرة الإنسانية .


الكاتبة لم تدعو الى تشيد نصب لأي من الرجلين او لأحذيتهما كما كتب احد المعلقين المتفكهين لا أعدمنا الله طرافته وخفة دمه.


استعرضت حقائق فهل عرف النمري وناقش الكاتبة بصحتها الجواب القطعي لا


واليكم


هل كان لحديث خروشوف مع زوجة ايدن وقع كالصاعقة فهمت منه القوى المعتدية العظمى على مصر انه تهديد حقيقي وأنهت عدوانها على مصر المحروسة ام لا ؟. اجب


هل وصل الاتحاد السوفيتي بزمن نيكيتا خروشوف الى القمر ام لا ؟. اجب


هل بنا الرجل لشعبه الخروشوفا وأوى إليها ملايين الفقراء ام لا ؟. اجب


هل كان خرشوف فلاحا ثم عامل منجم ثم رجلا في أعلى هرم للسلطة في الاتحاد السوفيتي ام لا ؟. اجب


الم تحصل التغييرات الدراماتيكية في أمريكا ليصل لسدة الحكم لأول مرة رئيسا من أصول العبيد المسحوقين وتذرف دموع السود بغزارة لنصر انتظروه قرونا وتحقق بصعود الكادحين البسطاء لسدة الحكم وتحقيق نصرهم بقوة وصلابة أصواتهم لا بالمال.. الآن اجب.؟.


يعيد خيرة الباحثين اليوم كتابة التاريخ لتشذيبه مما لحق به من الافتراءات والأحكام المسبقة العاطفية متناولين إياه بعقلانية وموضوعية قدر الإمكان بعدما تحرروا من النزعة الدينية والعصبية القومية التي كان الكتاب والمؤرخون يضعونها نصب أعينهم عند الكتابة عن هذا الحدث ام ذاك.


لم يكن لي مع الشيوعية اي موقف وهذا ما جعلني اتناول هذه الحادثة دون خوف او وجل فليس لي مشاعر ومواقف محددة و امام عيني لا فرق بين هذا او ذاك من القادة السوفيت . يقال ايضا بان فترة خروشوف شهدت تناقضات عديدة منها بناءه لشبكة علاقات متميزة مع بعض البلدان العربية وتدهورها مع نظيرتها الولايات المتحدة حتى كادت ان تنشب حرب كونية ثالثة ابان ازمة ما يسمى بخليج الخنازير. وغيرها وغيرها. لم أتناول تفاصيل حياة خروشوف وليس مقالي استعراضا لسيرة حياته.


لكن يريد البعض الذين يتحدثون مثلنا العربية إحكام قبضتهم علينا ، وبقاء سيوفهم مسلطة على رؤوسنا بإجبارنا على مدح وقدح شخص حسب اجتماع الآراء حوله. كل ما قام به فلان شر ولم يحصل بزمنه اي انجاز فقط لان أهوائهم ضده وهذا كلام ليس به حتى رائحة العلمية والموضوعية.


لما تتعمد الخلايا المتيقظة والنائمة على صفحات الحوار المتمدن التخريب وإلحاق الأذى بهذا الصرح الثقافي الذي نهض كالعنقاء في أحلك ظروف وأتعس انتكاسة يمر بها العراق والبلاد العربية . لما يتبارون في طعن كاتب بهذه الطريقة السافرة الخالية من ابسط قواعد النزال الشريف في سوح الكلمة.


والأهم الى متى يبقى الحال على ما هو عليه


أدعو كما دعوت سابقا الى منح الحوار المتمدن للكاتب حرية التحكم بالتعليقات مثلما يمنحه حق إغلاق باب التعليق ومنعه لكي يلجم من لا هم لهم سوى العبث والمدفوعين بنوايا متعددة .ولكي يبقى للمتحاورين الجادين مساحة من الحرية .وان لا يعود المسيئون من حملاتهم منتصرين وهم يتبادلون نخب الظفر عندما يغلق من مثلي باب التعليق والى الابد . لانه ليس على استعداد لمهاترات ومناوشات وحروب لا تغني من جوع. ولا تقود الى نتيجة بل ترهق كاهله وتحبط من عزيمته ، وتصيبه بالخيبة والملل.






خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 2



شذى احمد


2012 / 1 / 22

الزيدي


أعتبر تباطؤ رجال الأمن الشخصي للرئيس و رجال المخابرات مع الحادث من اكبر الخروقات الأمنية بتاريخ امريكا . فردود أفعالهم على ذلك الشاب الذي قذف في 14-12-2008 رئيس الولايات المتحدة الأميركية بوش بفردتي حذاءه قائلا بالأولى : «هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب» وفي الثانية : «وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق»... اعتبر رد الفعل هذا اسوء الثغرات الأمنية حيث تقضي التعليمات حماية الرئيس بالسلاح عند حدوث اي تحرك مشبوه ومشكوك به. الارتباك وحده من منح الشاب العراقي الجميل الطلة فرصة الحياة .كان يعرف افضل من غيره نوع المخاطرة التي اقبل عليها.


هذا الشاب لم يقد بلده لا لفضاء ولم يبني لزهوره من أطفال المدارس حتى صفا مدرسيا. لم يكن يملك ما يؤهله لاحداث تغييرات هائلة كما فعل الفلاح الروسي نيكيا خروشوف. لم يكن عنده صواريخ نووية ولا حتى طلقة واحدة بل رأوه يسحل بعد فعلته والدم يتناثر منه وسمع كل من رأى الشريط على شاشات التلفاز صرخاته وهو يوسع ضربا قبل انقطاع البث.

لكن

لكن هناك شرارة انطلقت من بغداد رغم انكسارها اضاءت في سماء 300الف موقع على الفيسبوك انشأه المصريون فور سماعهم ومشاهدتهم للحادث، وفي 24ساعة انضم الى هذه المواقع قرابة النصف مليون شاب وشابة . وتبارت القنوات والوسائل والاعلام على نقل الحادثة التي اراد الرئيس الامريكي بعدها اضافة جو من المرح والطرافة عليها دون جدوى واعجب من في ارجاء الأرض بذلك الشاب وثورة غضبه،واضيف الى خيارات الغاضبين باعتباره رمزا جديدا من رموز الاحتجاج ورفض الظلم.


وما لم يعرفه هذا الشاب القادم من اوساط البسطاء ان حذاءه بفردتيه صار الاشهر للقرن الواحد والعشرين ، وانه بعد اقل من ثلاث سنوات من قذفه تمكن شباب الفيسبوك من الذين اجتمعوا على حبه وتأييده من تحقيق ثورة بهرت العالم بحضاريتها وراحت تغير معالم الحياة في مصر ايضا.


رجلان انتميا لعصرين مختلفين


كلاهما غضب


كلاهما نزع حذاءه


الاول حمى يوما ما سماء مصر المعمورة من قنابل غاشمة كانت ستحصد ارواح مئات الآلاف منهم.


والثاني الهم واستنهض روح الثورة في نصف مليون من المصريين ليقودوا بعد اقل من ثلاث سنوات ثورة القرن الواحد والعشرين


لم يبقى لخصومهما مهما فعلوا كثيرا من السطور ليدونوا فيها ما ينال منهما . فرغم استخدام خصوم خروشوف لتلك الحادثة كسبب لاقصائه من مناصب الدولة والسياسة. وشتم ولجم كل من يحاول تناول حادثة الزيدي بالعبارات الممجوة البلهاء ومحاولة النيل من سمعته ونزاهته واتهامه بمحاولة الظهور. رغم كل ذلك دخل التاريخ ودون اسمه في سجلاته التي لا تمنح مثل هذا الشرف للكثيرين العابرين.




خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 1


شذى احمد

2012 / 1 / 21






خروشوف


سأل الرجل الستيني مضيفته وهو يتناول الشاي: مدام تعرفين كم من الصواريخ الستراتيجية تكفي للقضاء الشامل على جزيرتكم.إنتاب المرأة الارتباك الشديد لكنه لم يأبه لذلك وواصل قائلأ : انا اعرف انها خمسة صواريخ


والان عزيزي القارئ من الجنسين هل تظن انها بداية لأحد القصص المشوقة مستلة من كتاب ما . الجواب لا بل هو مشهد حقيقي وقع على مسرح الحياة منتصف القرن العشرين .


كان الرجل فيه فلاحا لم يكتفي بكل حقول الأرض فقاد بلاده لغزو الفضاء. وبحفلة شاي اعاد ترسانة العدوان الثلاثي المدمرة من الحاق المزيد من الأذى والدمار بمصر المحروسة ابان العدوان الثلاثي عليها.


والمرأة التي ارتعدت لكلماته ماهي الا زوجة رئيس الوزراء البريطاني ايدن.


كان هذا هو اسلوبه في ادارة الأمور كما يقول ابنه سيرغي خروشوف. لكن هذا الفلاح الذي تجسدت به اسطورة الفلاح الذي يصل لسدة الحكم ويقدم خدمات جليلة لبلاده جاعلا منها قوة عظمى بالتقدم التكنلوجي والصناعي ويبني لشعبه مساكن عرفت بخروشوفا تيمنا باسمه ليأوي اليها ملايين البسطاء الذين خرجوا من الحرب العالمية الثانية حفاة عراة بعدما سكنوا الاقبية والجحور.


هذا الفلاح غضب يوما ما تحديدا ب12-10-1960 وخلع حذاءه ملوحا به في هيئة الأمم المتحدة ليكون الحذاء الاشهر للقرن العشرين قائلا عبارته الشهيرة التي هدد بها بدفن الرأسمالية وانتصار القوى العاملة. قد يضحك اليوم ملئ شدقيه البعض قائلا لكن العكس هو ماحصل ابتلعت الرأسمالية الشيوعية وتناثرت بالريح دولة الفلاح هذا ونبؤته . لكن مهلا. الم يعتلي سدة الحكم في الامبراطورية الراسمالية الولايات المتحدة اليوم ذلك الرئيس القادم من اصول افريقية. يقولونها تهذيبا بل من اصول العبيد الذين اذاقهم الاسياد البيض مر العذاب وملئت قصص بؤسهم مجلدات عديدة.ذلك الرئيس الذي ولد فقيرا لم يكن يملك الملايين التي يصرفها على الحملة الانتخابية فهبت له جموع البسطاء من العاملين الكادحين تحلم بان يصنع لها غدا افضل. هذا ونبؤة الفلاح الروسي لم يمضي عليها سوى نصف قرن. والقرون في حياة الامم ازمان قصيرة.






قدر للشيوعي الذي انجز لبلاده نهضة عمرانية ومدنية وانطلق بها الى الفضاء الخارجي ان يكون حذاءه الاشهر للقرن العشرين . ومقولته تشق طريقها بفردة حذاء واحدة في احداث العالم اليوم. ازمة مالية طاحنة تدفع الدولة الرأسمالية العظمى للاقتراض وديونها تتزايد.اوربا تعاني ليس الركود فحسب بل الانهيار وتبدد حلم وحدتها. قوى تملك السلاح تعاني ازمات داخلية لا تعرف كيف تصدرها فتارة تسارع لحروب واخرى لعقد صفقات مع هذا لا تلوح بالافق بوادر انفراج الازمة المالية العالمية بل على العكس تفاقمها.


فهل تتحقق نبوءة صاحب الحذاء الاشهر للقرن العشرين نيكيتا خروشوف عندما دق به على طاولته في الأمم المتحدة وحمته صوريخه الستراتيجية من غضب الرأسمالية بابتلاعه يومها. من يدري فما زالت مقولته في نصف قرنها الاول.






مكارم


شذى احمد






2012 / 1 / 13






أمضينا سنوات طيبة كأصدقاء نتقاسم مقاعد الدرس .مرة كانت تجلس في الرحلة أمامي واخرى في الصف التالي. لم نكن مجبرتين على تمضية كل الاوقات معا. في الفسحات كنت غالبا ما اذهب للقاء صديقتي مها. صديقة المتوسطة وجارتي واقرب صديقاتي الي حتى سنوات ما بعد الجامعة رغم قلة تلاقينا. اما مكارم فكانت وكنت صديقتها لكن من نوع اخر.


مها لها طريقة خاصة في فرض شخصيتها. هي تحب فيروز وعلمتني حبها، واجبرتني على استحضارها في فقرات الحفل الذي كنا نعده في المدرسة ، ونغني اغانيها التي كانت تمتزج بشقاوة الصبا معطية للحياة طعما اخر. مها كانت رومانسية مثلي. لكنها كانت متفوقة علي بمعرفة الكثير كونها اصغر البنات في بيتها وكنت اكبر البنات في بيت يعج بالذكور.


ملاحظاتها تثير اهتمامي واعود ظهر كل يوم الى البيت متأخرة لاننا نمضي الوقت الطويل امام الباب نتحدث ونتحدث ولا نمل . بينما مع مكارم كانت الامور غير ذلك كنا نتحدث باقتضاب وكنا صديقتين مميزتين. وفي العطل الصيفية كنا نتبادل الرسائل الطويلة ونتحدث اكثر من ايام المدرسة. مكارم ابنة عالم في الجغرافيا وضع الكثير من الخرائط التي درسناها ، كانت مكارم من المتفوقات جدا اضافة الى كونها من الميسوريين فهي تتمتع بهدوء و .. كانت مكارم بحق صديقة يمكن وصفها بالمريحة. لا تعرف المشاكل ولا تقربها. كنت اكثر صخبا منها لكنها كانت تسعد بصداقتي وتجد ما يمكننا تبادله . كنت اقرأ الادب والشعر اكثر منها. وكان غباء مني اختيار الفرع العلمي لنبقى سوية لان ولعي بالأدب كان كبيرا ضمن لي منذ الابتدائية حتى نهاية الثانوية التفوق في مهرجانات الشعر والخطابة.


فكنت اول من تعرفه معلمة العربية بعد اول موضوع للانشاء ..تذكرت لتوي احدى النكودات وهي تشتمني في احد المناسبات معلقة ببلاهة انها تستمع بما اكتب وتستفيد مما اكتب في دروس الانشاء. وتعجبت لاجتماع ضفتين في ان واحد بامرأة التفاهة والحماقة . كيف تكتب وهي بهذا العمر درسا بالانشاء ولاي مدرسة . ومدحها لي حيث ارادت وبقوة ولؤم ان تشتم.


هكذا مضت ايام الدراسة سريعا وقبل افتراق الثانوية العامة وعدت مكارم وعدا جميلا قلت لها: لو رزقت ببنت ساسميها مكارم.


ـ تكذبين


ـ لا انا جادة


كنت احب صديقتي مكارم مثلما احب مها وربما باختلافات بسيطة وهي قضائي مع مها فترة اطول ست سنوات وكونها جارتي قبل ان نفترق اما مكارم فكانت صديقتي لثلاث سنوات ولم نكن نلتقي بعد المدرسة او نتزاور .


مضت السنوات وذهبت كل منا في طريق وظل الهاتف وبعض الرسائل وسيلتي للاتصال مع مكارم حتى انقطعت تماما. تزوجت مكارم قبلي وذات مرة امضينا وقتا طويلا بالحديث على الهاتف.. عرفت بانها فقدت امها. وتزوجت من زميل لها ورزقت طفلتين. وبقيت نبرة صوتها العذبة هادئة وهي تروي القصص والحكايا عن صغيراتها.


اخذتني الأيام وعملي بالصحافة كان بدوره مرهقا ويتطلب الكثير من الوقت والجهد .لذا ضاعت مع الأيام يا للخسارة احاديثي وصداقة لا تعوض مع كل من مكارم ومها. الثانية تخصصت بالاقتصاد وصارت تعمل في احد الوظائف الحسابية الجادة ولو عرفت مقدار اهمية الاتكيت في حياة مها لعرفت ماذا يعني تركها وشأنها في هذا المنصب.


اما مكارم طبيبة الاسنان فلم اعد اراسلها واهاتفها. ربما خوفي من ازعاجها. والاصح اهمالي الذي استحق عنه لقب قليلة الوفاء. عرفت فيما بعد ما معنى سؤالك عن صديق متزوج وكم يفرحه تذكر صديق مزيحا عن كاهله اللوم والتأنيب . تسأل عنه وتلاطفه وتريحه في همه الاسري . وتظهر كرم الصداقة.


ها نحن نعود الى مكارم.. وعدتها وكنت صادقة لكنني نسيت وعدي تماما. رغم انني لم انسى رغبتي بولادة بنت . كيف ولما نسيت لا اعرف. اصدق الان القصة فانساه ربه. حقا يمكن للمرء نسيان امر شديد الاهمية ولا شان لعلم النفس وتبريراته بذلك فانا لم اكن لاريد النسيان على الاطلاق.


نسيت وولدت ابنتا واطلقت عليها اسما اخر غير مكارم. ونسيت وعدي ... حتى قرأت ذات مرة اسم مكارم ابراهيم في الحوار .. تذكرت صديقتي والعراق وسنوات عودها اخضر في الذاكرة حتى لو حملها قطار العمر مهرولا الى الماضي.


وانكمشت خجلة ماذا افعل اليوم لو التقيت بمكارم ؟. هي لم تعدني بشئ لذا لن تتردد بتقديم بناتها. ماذا عني؟.


ماذا ساقول لمكارم. هل ستنتصر علي مرددة الم اقل لك .... تكذيبن يومها؟.


ـ لكن صدقيني مكارم كل ما في الامر انني نسيت .. نسيت تماما.


هل ستسامحني مكارم لا اعرف. لكن ما اعرفه انني كلما قرأت وطالعني مقال لمكارم يوخزني ضميري واشعر بها توبخني على النسيان وتعيد لي بنفس الوقت جواز سفري الى بلدي الأم ، وتعبئني بالطاقة والحب وشمس الصباح ومعنى الاوقات ورائحة كل الاشياء من الاشجار الى الطرقات والاطعمة. و تخزن بي طاقة متجددة لا تنضب للحياة.


مكارم هيا يا زميلة الحوار التي لم نتحدث من قبل اصحي.. انهضي وعودي من جديد املئي بحضورك مكانك الفارغ على صفحات الحوار ، وتألقي من جديد. كوني كريمة معي واعطني من فضل اسمك ما كنت تفعلينه بلا اذن ومعرفة سابقة. ودعيني اعود كل مرة باسمك الى وطني الام بلا جواز سفر. وجنبيني نقرص الغربة وداء الاحباط.


عودي من فضلك لا يليق البخل بحلاوة اسمك






الحسناء والملك..حذاء الزيدي









شذى احمد






2012 / 1 / 10






في أول القصة حدثتكم سيداتي وسادتي عن أهم خبر يتصدر الأعلام الألماني لهذه الأيام قصة الملك عفوا صلاحية لان ألمانيا جمهورية لكن صلاحيات رئيسها الفخرية تشبه لحد كبير صلاحيات ملكية دستورية كما اتفقنا في العرض السابق ما علينا هذا ليس موضوع حديثنا بل الموضوع هو سلوك الرئيس وغلطته التي لا يقرها الألمان وتتعالى الأصوات المنددة ببقائه في الرئاسة وتطالبه بالتخلي عن منصبه حيث أظهرت أخر استطلاعات للرأي رغبة 56بالمائة من الألمان بإقالته مقابل 41بالمائة تتفهم أسبابه الإنسانية وما قدمه من تبريرات في لقائه المتلفز .






تركتكم سيداتي وساداتي في الحلقة الماضية عندما كانت جموع من المتظاهرين متجهة إلى البيت الرئاسي الألماني. لكنني على ما أظن لم اصف لكم بعض مظاهرها. بعضهم حمل لافتات . وبعضهم جاء بخيار الزيدي ... عفوا لم تسمعوا قلت خيار الزيدي الذي صار خيارا عالميا . رفعوا الأحذية على أسنة الرماح. متبنين النظرية الزيدية في إظهار رفضهم واحتقارهم لعمل رئيسهم. ولو عرفت بان ألمانيا لا تعرف مثل هذه الثقافة ستتفهم أسباب المعلق وهو يردف حديثه قائلا: لوح بعض من المتظاهرين بأحذية قديمة ـ شوف شوف يعني لازم لكل شيء يعطونه ماركة ألمانية ما عجبهم الحذاء جاءوا بأحذية قديمة وممزقة لكي تصبح نسخة ألمانية للنظرية الزيدية ... ألمان عمي ألمان ـ فتابع المعلق حيث تعد ظاهرة التلويح بالأحذية من وسائل الاحتقار والإهانة في بعض البلاد العربية.


قالت أحداهن : اخجل [فعل أمر مبني على السكون ] .. عار عليك .. ما قمت به أيها الرئيس مدعاة للخزي. قال الأخر : قد يكون محقا بتصرفه كإنسان لكنني لا أريده بعد اليوم رئيسا للبلاد.


قالت ثالثة: أتفهم دوافعه وشرحه لكن هذا لا يبرئ ساحته كرئيس، عليه مغادرة منصبه ، واستغرب لما لم يقدم استقالته إلى الآن.






في بداية الألفية الثالثة خرج العرب بنظرية الزيدي العالمية . صفعته للرئيس الأمريكي بوش جزت ناصية الغطرسة الامبريالية. كسروا أضلاعك أيها العراقي ربما ، أوسعوك الضباع ضربا وتباروا في إيذائك إظهارا لحسن نواياهم وخدمتهم لأسيادهم. عذبوك في غياهب السجن.فعلوا بك ما لم يهتم به مواطنو الرئيس حيث سارعوا باستثمار الحدث لكسب المال الوفير صنعوا من ضربتك القمصان المتهكمة واللعب الالكترونية والعديد من الهدايا وقطع الإكسسوارات المضحكة التي جنت الشركات الربحية منها ملايين الدولارات . بينما في بلدك والبلاد العربية خرجت نظريات الكرم والعادات قرعتك ونالت منك معتبرة فعلتك عيبا لا يوازيه بالفظاعة حتى غزو بلدك وتدميره وتركه ينزف .


لكنك سجلت في سجلات الشعوب نظريتك. تلك التي لم تفلح كل أساطيل بريطانيا وأمريكا من تدوين مثلها، فتحفز الذاكرة الجماعية على تخزينها واستحضارها في مواقفها السياسية. كلما غضب شعب وخرج تذكروا حذاءك الذي صفعت به بوش. تلقائيتك واندفاعك حفر اسمك بوجدان الإنسانية وصرت رمزا نقيا لرفض الفساد والكذب والظلم والقهر مهما بلغت قوته وجبروته.






لا احد يعرف ما ستؤول عليه الأحداث في ألمانيا هل سيصمد الرئيس الذي وعد بطي صفحات الماضي والالتفات لخدمته في منصبه حتى انتهاء سنوات خدمته ام ستجبره الضغوط على الاستقالة. لكن المهم قد حصل. كان على الرئيس الاستيقاظ من حلم نرجسي كريه يعيش ويموت فيه الكثير من الحكام العرب التمتع بخيرات البلاد ..إذلال وتكميم أفواه العباد . قهر كبرياء الرجال وتكبل أدمية النساء واغتصاب حقوقهن على يد أبواقهم التي تعزف ألحانها النشاز ليل نهار في ضرورة حبسهن ومنعهن من ممارسة حقهن في الحياة.






لا يا سيادة الرئيس الحكام الذين زرتهم ويتمتع كل واحد منهم بما ملكت أيمانه من النساء مغدقا عليهن من عطاياه التي سرقها من شعبه وهو يحكمهم بضرورة إطاعة ولي الأمر والنعمة وعدم مخالفته لان بمخالفته مخالفة لأوامر الله ، فهو ظل الله في الأرض وطاعته من طاعة الله.مثل هذا الحاكم وأمثاله.. هؤلاء قوانينهم غير سارية المفعول هنا في ألمانيا.






لعل النسمات العليلة هذه الأيام في بعض دول الخليج العربي التي زرتها قد طابت لك وأطلقت العنان لخيالك فسارعت بتقمص شخصية احد هؤلاء الشيوخ المنمقين الكلمات ألعذبي العبارات مع الأجانب الحادي الملامح والقسمات المستنكفين حتى من مد أيديهم للسلام على البسطاء من رعاياهم بل على الأصح ممن ابتلوا بهم.


سيادة الرئيس سولت لك نفسك الاتصال برئيس احد الصحف وتوبيخه وتهديده ظنا منك بان منصبك سيخرسه. لكنه يا صاحب الفخامة هذا الرجل يرئس منبرا حرا. وصاحب إرادة حرة. ودخل حر يكفله له مجتمع مدني متقدم القوانين والذي ينص على كون جميع المواطنين سواسية أمام القانون.يعني إذا ما تخاصمتما فلن يطرف جفن القاضي في إعطائه الحق إذا كان بصفه ولن يلتفت لثانية واحدة لمنصبك ووظيفتك التي سبقك وسيلحقك فيها الكثير.






لكن الحديث بيننا حضرة الرئيس الألماني كرستيان فولف هذا أفضل و أكرم لك . كلما تلقاه من قسوة عليك الاعتراف بأنه صنيعة يدك أولا. وهي بالتالي مهما بلغت لن تبلغ حد قتلك والتمثيل بجثتك بطريقة بشعة كما حصل مع موسليني في السابق . ولن تحتاج لحرق نفسك مع زوجتك الحسناء مثل هتلر وايفا تجنبا لمثل هذا المصير. ولن يعرضون جثمانك على أرضية كونكريتية بائسة ويعبث برأسك العنيد مجموعة من الرعاع الغاضبين كما هو الحال مع العقيد ألقذافي.






ستبقى محتفظا بسلامتك الجسدية وستعامل بمنتهى الرقي وفقا للقوانين الألمانية المتحضرة إذا ما تم إقصائك من منصبك. وسيمكنك الجلوس في أي مكان او مقهى في العاصمة والمدن الألمانية الأخرى، فيمر بك الكثير يسألونك بود وبعضهم سيكون معك . الآخر ضدك لا يهم لكن المهم لا احد سيشهر مسدسه لانقاد البشرية من شرورك . حيث تكون رصاصة الرحمة هي الخيار الوحيد والرد الدامي على جرائمك التي اقترفتها بحق من سلطت حاكما على رقابهم.






هذا هو الفرق سيادة الرئيس بين المجتمع المدني الذي حققته الدولة الصناعية الكبرى ألمانيا وإقطاعيات البلاد العربية . ذلك المجتمع المدني الذي يخشى أنصاف المتعلمين والدعاة المتاجرين بالدين من وصوله إلى بلادك أيها العربي الشرقي حيث يلغي دورهم الممل البائس ويعطيك حقك بالحياة. هذا هو الفرق الذي تطبع لأجله الإعلانات المشوهة ثم تعلق على ذاكرة الشعوب المغلوبة على أمرها لتخويفها من الامتثال لأحكامها وقوانينها.






هذه هي الدول سيدتي وسيدي التي يردف المتخذ من الدين وسيلة لكسبه السياسي والمادي ذاك الذي لا يعرف الا عدد زيجات السلف الصالح وطرق متعة الخلف الجامح يردف حديثه كل مرة بالقول : لا نريد فساد بناتنا وضياع أبنائنا . لا نريد تقليد الغرب الكافر الذي لا يقيم لشرائع الله وزنا. لا نريد لنسائنا مصيرا مثل مصير الغربيات البائس ..


ولكنه يغفل متعمدا ،وعن قصد تكملة الجملة .. ولا نريد لرجالنا هامات عالية ، وكرامة مصانة ، وحق في ثروات السواد وإدارة البلاد وفق مبدأ تقدم الأصلح للحكم.






الحسناء والملك رحلة الخليج









شذى احمد






2012 / 1 / 8










يتصدر الأخبار في أيامنا في ألمانيا ذلك الخبر المتعلق بالرئيس الحالي لألمانيا كريستيان فولف واسم العائلة قريب جدا من لفظ فولف باختلاف في الكتابة الألمانية وتعني الثانية ذئب. ورغم كون الرجل لا تبدو عليه أي مظاهر من الوحشية بل على العكس الوسامة الغربية المعهودة وبعض مظاهر التصابي ربما لمجاراة زوجته الشابة .


تتخلص مشكلة الرئيس الألماني صاحب أعلى راتب في الجمهورية الاتحادية والمركز المرموق الذي يناظر من حيث اللقب والصلاحيات منصب صاحبة الجلالة ملكة بريطانيا إلا انه محدد بفترة زمنية لا تتجاوز الست سنوات ويتم اختياره من بالتصويت بين الكتل البرلمانية لا بالانتخابات العامة.






حدثتكم سادتي (سيدات وسادة ) عن قصته التي تتلخص بكونه قبل اخذ قرض مصرفي من زوجة احد أصدقائه بمبلغ وقدره 500000يورو لشراء بيت . لعل الرجل المفتون بالزوجة الشابة يلهث لإرضائها بكل الطرق فهي تصغره بالسن وتجسير هوة الفارق بين عمريهما تحتم عليه بعض التضحيات في سبيل الحب.


افتضح الأمر ونشرت القصة على صفحات الصحف. تعاطتها وسائل الأعلام المختلفة. ورئيس ألمانيا الاتحادية الحالي بصحبة زوجته الشابة في زيارات رسمية خارج البلاد، وقالت الأخبار انه في زيارة لبعض دول الخليج.


عاد الرئيس والأعلام يردد حاجة الأمة لتوضيح من الرئيس. لا توضيح. فجأة تشتعل الأجواء و يصعد الأعلام من لهجته وانتقاداته. أراء جديدة تطرح لأقالته. تأتي أعياد الميلاد والرئيس متواري عن الأنظار لكن فضيحة القرض المصرفي ما زالت تتصدر الصحف. لما يقبل رئيس الدولة قبول مثل هذا القرض المشبوه وما عليه تقديمه بالمقابل للمانح. في ألمانيا لا تجري الرياح بما تشتهي سفن الحاكم، فهو موظف وان لم يحسن أداء وظيفته سيلقى به خارجا كما حصل مع غيره. ثم يخرج الرئيس مطلع السنة الجديدة ليفند قصته. معترفا بأخطاء ارتكبها ويقول انه بالنتيجة إنسان له صداقات وعلاقات في حياته الخاصة تتيح له مساحة من حرية اتخاذ خطوات مثل تلك التي قدم عليها بالقبول بقرض مصرفي بنصف مليون يورو من زوجة صديق مقابل شراء بيت خاص له...الخ الخ الخ


واعتذر بشدة عن سوء تصرفه مع رئيس احد الصحف وتعنيفه عند عودته من خارج البلاد محذرا ... اذا ما قام بنشر القصة امام الرأي العام الألماني فستكون العواقب وخيمة . وقال اعترف بخطأ ما عملت كنت متعبا كان علي زيارة أربعة دول بفترة قصيرة مما ترتب عليه ضغط نفسي حاد كان السبب في ارتكابي مثل هذه الحماقة بالاتصال بالصحيفة وأقدم اعتذاري الشديد لما بدر مني.






لا احد يعرف اذا ما كان الرئيس الألماني قد حلق في دنيا الأحلام وهو يزور دول الخليج ويلتقي بشيوخها وأمرائها ،وملوكها فحدثته نفسه بممارسة بعض سلوكياتهم مع رعاياهم. واعتبار نفسه فوق القانون والصحافة والمحاسبة الخ الخ. ام هي أضغاث أحلام بتواصل أيام سفرته إلى مناطق ما تسمى بالأدب الألماني مورغن لاند أي البلاد الشرقية وكل ما يحظى به الحاكم من سلطات ونفوذ قل نظيره في دول العالم المتقدم. حتى صحا على صفعة قوية في واجهة كل وسيلة إعلامية تقع عليها عينه. من الصحف والمجلات إلى التلفاز والمحطات الإذاعية والمواقع الالكترونية.ليفق على انتهاء الحلم والعودة لأرض الواقع.






أيها الرئيس أنت في ألمانيا. البلد الذي لا يسمح بالفساد الإداري وان حصل حيث لا عصمة على الأرض لأحد فيكون محظوظ من ارتكبه وفلت من العقاب ولكن فقط إلى حين.


أنت في ألمانيا أيها الرئيس الموظف صاحب الأجر الأعلى بين موظفي الدولة. ورعاياك هم من اختارك وامتيازاتهم حصلوا عليها بجهد مضني وتضحيات جسام لن يسمحوا لا لك ولا لغيرك بمصادرتها.






بينما أحدثكم سيداتي وسادتي الكرام المح العشرات يتجمهرون حاملين .... في طريقهم .... ان اتسع وقتكم سأحدثكم لاحقا عن باقي القصة حيث أمنيتي بان يدرك الشعوب المغلوبة على أمرها صباح.






عبود وحنا




شذى احمد






2012 / 1 / 1






خضرة الحقول لا تخزن البارود ، طراوة الأشجار لا تعرف رائحة الرصاص . لذا تراها توغل صدور ساكنيها بالحب والمودة!. كانا فلاحين تقاسما منذ ميلادهما جيرة حسنة. يتشابهان بكل شيء. معرفة الحقول . فنون زراعتها.ربها وبذورها مواسم حصادها الخ الخ .


لما تزوجا وعد يوسف جاره بان يطلق على ابنه اسمه. هكذا في لحظة صفاء ولم يزد.


لما أنجبت امرأته تؤما سمى الأول عبود والثاني حنا على اسم أبيه. وصار الجميع يدلل الأول بعبوده ولان اغلب جيرانه مسلمون أصبح اسمه ابو عبوده. كبر الصغيران، ولعبا مع صغار الحي وتخطيا سنوات المدرسة وخطت لهما بلدهما طريقهما مثل الآخرين بلا إرادة . ذهبا الى الحرب جنبا الى جنب. واسماهما لا يطابق قصتهما مهما سردت.


اقتربا من الموت ، كشر عن أنيابه لكنه لم يكن جادا كفاية لأخذهما لما تعرضا للمخاطر . مضت سنوات الحرب العجاف عادا معا الى مدينتها وأداما خضرة حقولهما لتسير قصتهما برتابة كل القصص التي نصنعها صباح مساء.


حتى خيم طاعون الموت ، وتهدمت أسوار البلاد ، وصار يدخلها وينهبها كل من هب ودب. وفاحت رائحة البارود والموت على رائحة الدراق والياسمين. و غزت أسراب الجراد الحاقد على سنابل الحقول مخلفة إياها يباب.


داست الأحذية السميكة زهور الحقول النضرة. لترمق ساكنيها وتنذرهم بالفناء.


- ما أسمك ؟


- عبود


- أسمك الكامل؟


- عبود يوسف


- انت مسيحي


- نعم أنا كذلك


اسمع عليك مغادرة المكان خلال ثلاثة أيام .ان عدنا بعدها ورأيناك ستكون نهايتك .


لم يكترث عبود. لم يقلق حنا الذي غادر البلاد بعدما لاقى نفس هذا التهديد . فغادر وأسرته بصمت بعيدا حيث لا يمكنه حتى سقاية جذوره بالدموع.


لن ارحل قرر عبود البقاء. لا يمكنهم قتل كل من لا يريدونه. روى للجيران والأصدقاء. لكنهم جميعا أقل حيلة منه. لا سلاح بأيديهم سوى صدور عارية ، وأمنيات لا تغني من جوع.


ومثل الآلاف أيضا قتلوه. قصته تشبه قصصهم. ودموع من بكى عليه لا تختلف بقطرة واحدة عن دموع ذرفت لمن سقطوا قبله ، ولما ستختلف عما سيسقط بعده.


وحنا ظل قلقاً يضرب أخماسا بأسداس. رمى بأوراقه بعيدا. وتلفت يتفرس وجوه من حوله. لما لا يرد عبود على الهاتف. الساعة تقترب من منتصف الليل . لحظات وتلد سنة جديدة.


هل حدث له مكروه. عبود عصاه التي كان يتوكأ بها في غربته. تعينه على خوار العزم والهمة .قلة الحيلة . وحشة الفراغ . سكون الأحلام .


كان عبود عصاه وحفنة التربة التي عرف سرها وألوان حنتها.


وكان عبود عصاه التي يهش بها غنمات أمنياته. فتكبر وتكبر ليبيعها كل مرة بأمل يتجدد بغد يأتي.


حنا حائر وحيد . بحث عن أوراقه وراح يقرأها بصوت عالٍ . فاضت عيون من حوله بالدموع. أطلق ضحكات متقطعة خنقتها عبراته وهو يصيح: عبود لن يرد على هاتفي من لي في ليلتي .


انا يا حنا .. هنا بعيدة عنك وعنه مئات الكيلومترات. سأروي لك نكتة. وسأستمع لفصولك مهما تقاطعت تفاصيلها مع فصول الآخرين المهجرين المذبوحين ، ألمسلوبي الحق في وطنهم الضائع. إنا من سيستمع لك يا حنا . هات . اسمعني . ما هي نكتك التي أعددتها. عبود هنا رغم انف قاتليه. محلقاً في سماء الأبد يصله صوتك أوضح من ذي قبل. هات اسمعنا يا حنا. الوقت قصير لا تضيعه بالاحتفال بالقتلة وتمجيد صنائعهم بالهم ،والحزن. هات حنا ما عندك ابتسم. ابتهج. دع غيضك يحترق مثل عود البخور. واستمع للكلمات الجميلة التي تسبق ترانيم الميلاد على محراب عالم يغار من الجمال فيجرحه بين الحين والآخر. هات حنا ما عندك. لا تبقى حائرا . التقط أوراقك. سنصغي لك جميعا مع عبود.


و إنا ساعد لك للتوي هديتي التي أحضرتها لك من رحلتي الصيفية.






http://www.4shared.com/office/jebzhWzY/San_Pietro.html


هناك حيث عثرت على حجر رحى عمره إلفي سنة. وكنيسة عامرة بالذكريات يقترب عمرها من عمر الرحى المحفور على احد جوانبها. و.. و.. كل عام وأنت وعبود بخير . كل عام وحقول الخضرة بخير. كل عام ورائحة الدراق والياسمين بخير. كل عام وأجراس الكنائس بخير. كل عام وأصوات الحب بخير. كل عام ، ومن دعا وجاء بالسلام بخير. وكلماته بقلوب الحالمين بخير.. المجد لصبر المتعبين. المجد للمحرومين المسحوقين . الحالمين بأرض يعمها السلام.






ملاحظة: حقا ولد لمسيحي ولد واسماه على اسم صديقه عبود وهذه قصة حقيقية وهم من أصدقاء العائلة .






قبل قلب الصفحة









شذى احمد






2011 / 12 / 29






يعلم أساتذة واصطوات فنون القتال الأعزل تلامذتهم مبادئ النزال الأولية التي تتقدمها جميعا الثقة بالنفس ، والتواضع والصبر ..... الخ الخ الخ .. ثم تأتي تقنية القتال، فبدون الركائز أعلاه لا يمكن النجاح وخوض النزال أصلا.


ويلاحظ معي كل من يطلع على تفاعل المتخوفين من نزال الإسلاميين في معركة قيادة المجتمع روحا انهزامية تضيء سماء خصومهم وتمدهم بالقوة والعزم . وتعبد لهم طريق التقدم والنجاح والسؤال الأهم لما..وهل حقا هذا ما يريده التنويريين الليبراليون العلمانيون التقدميون المثقفون الداعون للعدالة الاجتماعية والحالمون بمجتمع تسوده قيم الديمقراطية ألحقه؟.






مؤكد سيجيب المرء لا. أذن أين البداية وأي الطرق علينا الإشارة إليها للوصول لقلاع محصنة يمكننا فيها إقامة مجتمعات أحلامنا. ربما هذا الذي كتب على مدخلة يافطة ،،، تخصص ،،، تماما مثلما قرأت. ينقص القوى الثورية اليسارية بكل أطيافها التفكير بالتخصص. بمعنى التعاون فيما بينها للحديث بالتخصص.






الكل يدلو بدلوه كلما فاض به الكيل ويتحدث مستشهدا بمعلومة دينية مستلة من كتاب ما ، أو تاريخية أم اجتماعية. طبيبة فلكية وما شاكل ذلك. لكننا ننسى أهمية التخصص في أذن ووجدان وتلقي القارئ ... الجمهور الذي يريد الحديث معه. لو اتسع وقتكم سأضرب لكم أمثلة.. لو تحدث يساري . شيوعي . علماني . ملحد .... عن حقائق دينية باعتقادكم كيف سيتقبله القارئ البسيط . سيستمع له من وراء حاجز نفسي تربى عليه مفاده الحذر من مضيعي مستقبل العرب هؤلاء الكفرة الملحدين المتصهينين خدام الاستعمار ، وأعوان الأجنبي وباقي الألقاب التي تراها منثورة حولك. لكن عندما يتحدث عالم تربي في تلك المدارس الدينية ونشأة فيها ، يرتدي جلبابها وعرف خباياها ، وسلخ سنوات عمره في تسبير أغوارها وكشف مستورها سيحدثه بلا وسيط ، وأنت ستكون أمامك أطروحاته مراجع ومصادر كل ما عليك فعله التواضع والنزول من برجك العاجي و الإيمان بانجاز هذا العالم الفكري والعمل معه لا التعالي عليه حيث تقتضي مصلحتك الإنسانية . أليس كذلك ؟.






لو تحدث العشرات من اليساريين عن الخمس وملئوا الصفحات فلن يهز وجدان شيعي بسيط واحد يدمي ظهره ويشج رأسه كل سنة ويضيع زهرة شبابه في ترديد أناشيد حزينة على من ماتوا منذ ألاف السنين . لكن عندما يتحدت عالم بفصاحة ومقدرة احمد القبانجي ويشرح لك بالصوت والصورة والأدلة وهو شيعي المولد والمنشأ والتعلم رغم تحليقه كمفكر متجدد عن الدين ومذاهبه . هذا العالم يشرح للشيعة قبل السنة وبمنهجية ولغة رصينة خالية من فجاجة السخرية ، والتعرض التي يتعمدها متحدثي كل مذهب للنيل من أصحاب المذهب الآخر سارداً بإسناد من أين أتت جباية أموال المسلمين الشيعة تحت ذريعة ما يسمى الخمس ولما ألزموا بها، فلا يبقى للشيعي الا الاستماع والمقارنة. ثم يبقى لك أنثى كنت أم ذكر جاهز شهادته التي تزيدك قوة وتضيف لحججك النبيلة في التغيير حجة دامغة لا مجال لإنكارها.


وكذا الأمر في كل الاختصاصات الأخرى ومنها الطب على سبيل المثال وخير مثال لنا زميل الحوار وصديقي الذي افتخر بصداقته الدكتور يونس حنون فهذا الطبيب يعيش معه الحلم كل يوم ، وسطوره تقول حتى في تفاصيل مهنته كلما حاول الدجالون والملفقون ابتداع كذبة وتفنيدها بالظواهر الغيبية طبيا لتخدير العقول وجدته هناك ما تسنى له طبعا الاطلاع على الأمور، فهو بالتالي بشر وله حياة تشبه حياتنا ومسؤوليات واهتمامات ،وأسرة لا تترك له خيار الإلمام بكل شيء. لكن مع هذا كلما جاءنا احدهم بكذبه تصدى لها وفندها، لا يستطيع خصمه الرد فان أراد التباهي بالاختصاص فهو هنا ، وان أراد التعرض لفهم المسألة فهو يقارع أستاذا علم تلامذته أصول الطب. وتجربة الدكتور يونس حنون تضع بين يديك حجة تفيدك في مسعاك ، وتسلحك بما لا تنفذ ذخيرته من منطقية الطرح،وعلمية معلوماته، ومنهجيته ، فعندما يمرض احدنا يعلم بان دواءه عند الطبيب.






هذا التعاون فيما بين الاختصاصات المختلفة يعبد أمام الحائرين طريقا عمليا للنجاح. يوفر الجهد و يوضح الهدف ويضع أسسا راسخة للنضال الحتمي ، ويمنح تجمعات اليساريين بكل أطيافها حصونا منيعة تصد عنهم هجمات الخصوم الذين لا يتوانون في فعل أي شيء للوصول والاستحواذ على السلطة.


الاختصاصات والعناية بها تعلم العاملين في قطاع الفكر بعض التواضع. يحترم المرء كقارئ كل الكتاب والمفكرين نساءا كانوا أم رجالاً. ويتفهم مع الزمن نرجسية بعضهم، لكنه يستشيط غضبا بين الحين والأخر إذا ما اطلع على رسائل هؤلاء الصوتية منها أم الخطية. تسنى لي قبل أيام رؤية فديو على الحوار يجمع فرج فوده في ندوة الى جانب الدكتورة نوال السعداوي . وإذا بي اسمعه يقول .. حتى الكتبة نص كم.. واسأله رغم انه في وضع الآن لا يسمح له بالرد. إي نص كم دي .. إي نص كم يا أستاذ فوده. مش عيب . حد يقول كده على إنسان يعمل معه في ميدان الفكر أيا كان حجمه ومقدار عطائه ، وسعة ثقافته . هو حضرتك بلا مؤاخذه قاعد في سوق خضار أم ندوه فكرية. هذا التعالي هو ما حجم دور المثقفين والإصلاحيين والأصح حرق بيادر الخيرين منهم. عندما تستمع لهذا المفكر صاحب الكم الكامل تشعر بالشبع ، وتقفل راجعا الى غياهب المجهول لان السيد مشغول بالكم ونصفه والعالم يحترق.


احد أسباب خسارة اليساريين ليس فقط إمكانيات خصومهم ، وغياب وعي جماهيرهم بل حقيقة كون بعضهم متعالي مترفع ، متكبر حتى على نظرائه فكيف يريد القيادة وهو يستنكف ويتندر بعبارته القاسية ،ونعوته السمجة على الآخرين.






كان الإسلاميون حاضرين



شذى احمد






2011 / 12 / 27






عرض مقال (دع الإسلاميين يأتون ) وجهة نظر فيما سيمكن عمله في المرحلة القادمة . وجهة نظر بسيطة وعملية انبثقت أفكارها من بعض المشاهدات والدراسات والتحليلات لتجارب مشابهة موجودة على أرض الواقع.


ما تناوله السادة زملاء وقراء سيدات وسادة يدعو الى التأمل الطويل . فبينما تفاعل البعض مع السطور مدركا وواعيا تمام الوعي كون المقالة ليست الا دعوة صريحة لعدم الإحجام والإحساس بالانكسار بل بالمواجهة والتحدي للواقع لدوام فعالية التأثير وذاك ما أبداه البعض بعبارات اشد بلاغة وصراحة ووضوح من الكاتبة عندما علق الشحات قائلا: اهم حاجة فى الديمقراطية هى التسليم بان ليس كل من تتمناه ان يحكم يجب ان يحكم بل من الممكن ان يحكم فهناك غيرك يريدون ايضا فكرة اخرى فالفيصل هو صندوق الاصوات المهم هو عدم محونا للاخر حتى لو اختلف فى الرأى


ووقف الى جانبه سوزان معقباً: ....بالاضافه الا ذلك يجب علينا الا ننسا سواء كنا معارضين ام موالين باننا جزء لا يتجزا من النسيج الاجتماعي للبلد بالتالي واجب النضال مفروض علينا ان لم يكن الان سيكن في وقت لاحق.....






وبكثير من الجرأة والتفصيل عرض العراقي رأيه ومنه... لانه لا يمكن للعلمانيين أن ينادوا بحرية الشعب بالاختيار وبذات الوقت يحاربونها، لعمري سيثبتون بأنهم دكتاتوريين بالفكر أو أنهم يبحثون فقط عن السلطة والحكم .. ثم يتابع تحليله بملاحظة مهمة ... لا خوف من الاسلاميين انا معك ولكن الخوف من العلمانيين الذين لا يرفعون رجلا عن الاخرى لتنوير مجتمعاتهم ويريدون من الشعب يختار كسلهم ، للاسف، أو يتحالفون مع الاحزاب الاسلامية مثلما يحصل في العراق


تكثر الاراء التي لا تحمل كلام الكاتبة اكثر مما يستحق وهي كثيرة ومنها رأي الحكيم فارس حينما يعلق كاتباً: اذن ارى من الواجب اقامة الدنيا عليهم حتى يحذرهم الناس ويبقوا خاضعين للمراقبة وتحت المجهر وتحت الضغط لولا الضخ الاعلامي القوي والمحذر لما تراجع الاسلامين في تونس ومصر عن الكثير من اطروحاتهم ولما وفقوا على مدنية الدولة ورفض الدولة الدينية والقبول باللعبة الديمقراطية






هذا ما يريده الكثير او على الأقل المسالمون الراغبون الطامعون الحالمون المتأملون بالعدالة الاجتماعية ،ومستقبل أفضل للشعوب كافة ومن ضمنها شعوبنا العربية .


لكن أكثر ما يثير الاهتمام الى يومنا هذا رغم كل التغييرات والمتغيرات هي ردود الأفعال المتشنجة التي تنفجر مثل القنابل الموقوتة محاولة تدمير أي رغبة صادقة لإقامة حوار عقلاني غير متشنج أو عرض وجهة نظر أيا كانت.






في عروض بعض التعليقات عن مقالة (دع الإسلاميين يأتون) لا يلمح القارئ أي إشارة عما أردت قوله فيها. وهو ضرورة الاستعداد الحقيقي لمواجهة وصول الإسلاميين للحكم حيث تشير النتائج الانتخابية بكثير من البلاد العربية حصولهم على أغلبية المقاعد او حتى نتائج متقدمة عن باقي الأحزاب والتيارات السياسية .


احدهم هنأ الكاتبة على الاستسلام والخنوع . والآخر أراد قتلها ليشفي غليله بسيوف من سيقودون المجتمع من الإسلاميين ..والثالث رجمها بالرجعية والرابع رجل كان أم امرأة ذكرها بفكر السلفيين والإسلاميين وما يعتقدونه . والخامس أراد شرح ما سيفعلونه.


السؤال الأهم الذي يخطر على بال كل متحسر لحال العرب بكل أقطاره وأمصاره. لما هذه الدهشة ،والخوف والرعب وتغيب التاريخ بحقيقة كون هؤلاء ليسوا جزءا من النسيج الاجتماعي في المجتمعات العربية فحسب بل مفاصل فاعلة في جسده ، متغلغلة في كل خلاياه ، وجهازه العصبي وشرايينه الحيوية.














هل نسي الذين يسبون الكاتبة ويلعنونها ويرجمونها بأبشع النعوت ما فعل الإسلاميون في ظل الأنظمة التي يتباكى عليها البعض من إقصاء لخيرة عقول الأمة. فهذا عالم أعلن عن ألحادة ووجوب طلاقه من زوجته ، وأخر هرب بعد تعرضه لتهديدات جادة بالتصفية. وتلك علم من أعلام الحركة النسوية التحررية يتم تحريم بعض كتبها واتهامها بالكفر. وذاك أرسل له من اغتاله بدم بارد. وهذه طعنة استقرت بجيد نجيب حفظت لنا مكتباتنا الأدبية كتبه العالمية. وذاك كتاب قامت الدنيا ولم تقعد ليتم منعه. وتلك وهذه..... وألف ليلة تمزق أوراقها وترمى بالكفر والفجور والإلحاد لتلقى في أفران النازية الدينية المتعصبة. كل هذا يا عيوني ولم يكن للإسلاميين مخالب تمزق خصومها ، وتنهش في جسد شعوب مغلوبة على أمرها. حتى جاءت سطور ضيائها يتراقص مثل شمعة خائفة تقول لكم بعض الشواهد عن حقيقة ما يتم الآن ، وتشحذ هممكم لمواجهتها بعدما أسفرت عن وجهها ونزلت المعركة بكل قوتها.


هل ترضيكم عبارات الشتم . وأفواه تلوك المكرر والمعاد من الشتم والسخرية من النصوص الدينية ، وما يقوم به المتكسبون منها بأسمائهم ووظائفهم ومواقعهم المختلفة. إن كانت الإجابة بنعم فدونكم وما تملأ صفحات الجرائد والمواقع.


نريد مناقشة الحال بعلمية ومنطقية. اعرف خيبة الشعوب وضربت بها مثلا في أكثر نظامين يمكن التشدق بهما من قبل الإسلاميين إيران وتركيا. عجبي للذي عاد بعدها ليذكرني بما سيصنع الإسلاميون. يا أخي اعرف وأشاهد كل يوم فضاعات ما يقومون به في العراق وكل مكان يحكمون قبضتهم عليه. بدل من الاكتفاء بهايدبارك تقليدي نشتم ونسب ، ثم ننكفئ مستائين قانطين شاعرين بالعجز وقلة الحيلة. هناك إمكانية للاستفادة والمذاكرة والتعلم من تجارب الأمم والاعتراف بالحقيقة والتعاطي معها.


شكري لكل من مر بالمقالة وعلق مبديا وجهة نظره مهما كانت تتفق وتختلف مع ما كتب فيها. المهم انه عرف ما أرادت الذهاب إليه ومقصدها.


أعجبتني الردود العقلانية البعيدة النظر التي حددت العلة ، وذكرتنا بان من يريد خيار الديمقراطية عليه تقبل نتائجها التي قد تأتي بما لا تشتهي السفن. وهذا بيت القصيد إذا ما أتت بما لا نشتهي لا نحرق المراكب لان غيرنا أشعل النار في مراكبنا بل نفعل ما بوسعنا ليس فقط لإعادة بناء مراكبنا ، وحمايتها بل بتسليحها بأحدث الطرق ، ونبتكر لها ما يجعلها الأفضل ليختارها العابرون موفرة لهم الأمن والأمان والرحلة الطيبة بما يناسب قدراتهم وإمكانياتهم على تحمل تبعاتها.


سأستعير من صديقي الجميل صالح الحمداني عبارته المعروفة التي يختم بها بعض مقالاته ،فأقول وصلت ... في أمان الله





دع الإسلاميين يأتون

 شذى احمد



2011 / 12 / 21


يزداد الخوف والهلع ، والتطير من وصول التيارات الإسلامية بكل أطيافها والسلفية على وجه الخصوص لسدة الحكم في الكثير من البلاد العربية بعد ما حصل فيها من تغييرات جوهرية قلبت أنظمة الحكم رأسا على عقب.


السؤال الأهم لما الخوف؟ ثم يليه ما الذي يخشاه المتخوفون؟. هل هناك حسرة على ضياع منجز ملموس ؟ . أو لنغير السؤال بصيغة أوضح لما الدموع الغزيرة، وليس هناك جثة؟.


لم يكن حال العرب ولا أنظمة حكمهم بحال يدعو التيارات الفكرية على التباكي لضياعه. ولم يكن هناك وعيا وإرادة جماهيرية يحرص أيا من تلك التيارات على اعتمادها كرأس مال لاستثمارات التغيير. لما إذن؟.


كل ما هنالك هي رغبة جماهيرية عارمة بحياة أفضل. من يقف ورائها وكيف حصلت ، ومن ساهم في تأجيج الاحداث ؟. كل هذا لا يهم المهم أنها حصلت. تهاوت عروش وأنظمة حكم. وأثرت الأحداث بمجرى الحياة في كل العالم. وانقلب السحر على الساحر ووصلت الى المكتب البيضاوي وسجلت مواقفه وردود فعله من احتجاجات أبناءه الجائعين مثل كل جائعي العالم؟.


لما نخاف الإسلاميين؟. هل الخوف مبرر . وما الذي سيأخذونه منا وكنا نتمتع به . الأمن . الأمان . القرار . الثروة. العدالة الاجتماعية. الحرية في الرأي والتعبير. حقوق المرأة والانجازات الأسطورية لحمايتها واحترامها. أليست اغلب نساء البلاد العربية مضطهدات ،ومعذبات ومغيبات الوعي والحضور في أغلب القرارات في كل وقت وزمان... إذن ممن الخوف وعلى ماذا هذه المبالغة في التخويف والتهويل من وصول الإسلاميين الى سدة الحكم.






في انتخابات عام 1990 بعد سقوط جدار برلين مباشرة. سجلت النتائج تفوقا ملحوظا لا بل خرافيا للأحزاب المحافظة الدينية فالمسيحيون المحافظون في الولايات الجديدة كما تم تسمية مناطق ألمانيا الشرقية حققوا نجاحات تاريخية وفي بعض الولايات كان نجاحا استثنائيا وغير مسبوق كذلك غير ملحوق كما يبين الجدول التالي


في ولاية ماكلنبورغ 26بالمئة


في ولاية برادنبورغ برلين 27 بالمئة


في ولاية ساخسن انهالد 48 بالمئة


في ولاية ساخسن 92 بالمئة


في ولاية توريجن 44 بالمئة






هذه النتائج لم تتكرر الى يومنا هذا لكن السؤال المهم لما كل هذا الدعم والحرص على انتخاب الأحزاب المحافظة في ولايات يفترض أنها كانت تعيش الحرية الدينية والانفتاح وكان الفكر الشيوعي هو السائد.


السبب الذي على اليساريين بكل أطيافهم وتسمياتهم ومللهم ونحلهم السياسية والمذهبية الفكرية عدم نسيانه. هو عطش الجماهير لحرية الخيار . والرغبة بالتحدي واثبات الذات وفق معتقداتها .


اعتقاد قد يكلفهاـ الجماهير ـ خيبات كبيرة لكنه بالنتيجة خيارها الذي به تتجدد وتثبت وجودها.


لعبة الديمقراطية في المجتمعات التي تتسيد العالم ، وتهيمن على قراراتها لتعطيها الديمومة والتجدد والحيوية.


في هذه المجتمعات لا يتم حظر فكر على حساب أخر الا استثناءات تحرص الجهات المعنية تبررها.. مثل ما يحصل اليوم في ألمانيا من دعوات جادة لحظر حزب النازيون الجدد بعدما تكشف عمل خلاياها النائمة على قتل وتصفية أعدائها من الأتراك واليساريين وغيرهم الذين تراهم يقفون حجر عثرة في طريق تحقيق أهدافهم وتوسعهم وانتشارهم وتسلمهم للسلطة وفرض وجودهم بالترهيب والترويع والقتل والحرق والتفجير.






عدا ذلك تبقى الشعوب مطمئنة للمستقبل في تحقيق أدنى حد من الأمان بظل الديمقراطية.


هاهي أمريكا اليوم تكشف لنا نخبها الواعية وخيرة علمائها حقائق ما يجري وجرى في العالم منذ هجمات أيلول والسعي المحموم للحرب والدمار الذي أحدثته الحكومة الأمريكية في مناطق متعددة من العالم. هذه النخب هي من تكشف الحقائق لا تلك المجموعات من العرب المقيمين هناك كمواطنين أم المتخصصين بالسياسة الخارجية الأمريكية على وجه الخصوص.


لما يفعل الأمريكيون ذلك ؟.لان بلدهم يعنيهم ، ومستقبله يخصهم. ولأنهم يعون معنى الديمقراطية ومعنى التعددية والاهم معنى وحدود الحرية التي كفلها لهم القانون الذي ضحى من اجل انجازه الكثير.


ما يحصل بالبلاد العربية التي عاشت مخاضا عسيرا بعد مسيرات الاحتجاجات وكسر حاجز الخوف من تجير الانتصارات لصالح قوى دينية متطرفة أمر يرعب البعض . لكن كما تقول الآية القرأنية .. عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم... دعهم يأتون دعهم يقودون .. دعهم يفصحون عما في جعبتهم. لا تبقيهم ملائكة تحلق في ملكوت التنظير . ممن تخاف من الترويع والقتل ؟. الم يعتد العرب على ذلك وما زالوا منذ ما يزيد عن قرن تغير وجه العالم الجديد وهم يدفعون التضحيات وتسيل دمائهم بلا هوادة.


تخاف تشبثهم بالسلطة؟. لو راجعت حقيقة القبول بالإسلاميين كجسر بين رجالات الغرب بين الأمس والغد الذي لا يستطيعون رسم ملامحه بل محاولة السيطرة على فرشاته وألوانه كي لا تنتج لوحات لا يمكنهم العبث بها او تخريبها بحجة عدم صلاحيتها.هذا الجسر سوف يتهاوى من تلقاء نفسه إذا ما وثقت بالإنسان واختياراته وقدرته على المواجهة.


الشباب يريد مكانة لا تقل عن نظيره في بلاد العالم المتقدمة من حقه وله كل الإمكانيات. العقل الاجتهاد . الوعي . الرغبة والطموح والوسيلة التي صارت كابوسا يطارد ممثلي الماضي الاستبدادي البغيض وصوره الدكتاتورية والقمعية.


دعهم يأتون واستمع الى برنامجهم الإصلاحي. وتذكر التجربتين الأشهر في وصول الإسلاميين الى السلطة في تركيا وإيران. فإيران تغلي من الداخل ، وكلما قربت ساعة سقوط قطع الدمينو وتهاويها صدروا غضب الإيرانيين الى الخارج بحجة استهداف بلدهم ، وصنعوا من أنفسهم فرسانا ومحاربين أشداء يقارعون قوى الظلم والطغيان العالمي ويتصدون لمخططاتهم.


والثانية هي تركيا التي يتناسى الكثير منا إما عن قصد أم تعمدا أن يعزي سبب فوزهم وتقدمهم الى لغة الخطاب المرن ، والتزامهم بقوانين المجتمع المدني التي أرساها أتاتورك فلولاه لما عرفنا اليوم اذا ما كانت الخلافة العثمانية قد اكتسحت كما يفعلون بين يوم وأخر جبال العراق في مطاردة ما يسمونهم المتمردين الأكراد هذا البلد ام ذاك. ولكانوا سادة على الكثير من العواصم العربية التي تتغنى اليوم ببطولاتهم ومواقفهم الشجاعة التي لم تطعم مسكينا ، ولم تحل أزمة من أزمات العرب، وتبني في غزة المدمرة سقوفا للذين شردتهم قنابل إسرائيل الحارقة.


دع الإسلاميين يأتون ، وأعلن نفسك كما تفعل الأحزاب الخاسرة لجولة الانتخابات معارض. سوف يكون لك في زمن الهدنة وفترة نقاهة المعارضة متسعا من الوقت لتفكر مليا. ليس باعتلاء سدة الحكم كما يلهث الكثير بل متسع من الوقت في إيجاد حلول لإنسانك في هذه الأرض وأظنه غايتك القصوى.








هذه هي ................ العولمةُ


محشش فهيم سألوه :

ماهو التعريف الأكثر واقعيةً للعولمةِ؟

فقال: موت الأميرةِ ديانا !!!

فسألوه : كيف ذلك!!

فأجاب : الدليل هو :

أميرة إنكليزية مع عشيق مصري

بحادث إصطدام في نفق فرنسي

في سيارة ألمانية تعمل بمحرّك هولندي

يقودها بلجيكي والذي كان مخمورا بالويسكي الإسكتلنديِ

متبوعة مباشرةً مِن قِبل المصورين و الصحفيّين الإيطاليينِ

على الدراجات البخاريةِ اليابانيةِ

عولجوا مِن قِبل طبيبِ أمريكيِ، يَستعملُ أدويةَ برازيليةَ

هذا الخبر يُرسَلُ إليك مِن قِبل عربي

يَستعملُ تقنيةَ بيل جتس الأمريكي

وأنت َتقْرأُ هذا على حاسوبِكَ

الذي يَستعملُ الرقائقَ الالكترونية التايوانيةَ

و شاشة كورية

جمّعَ مِن قِبل العُمّالِ البنغلاديشيينِ في مصنع سنغافوري

ونَقلَ بباخرة صينية طاقمها هندي الى ميناء اماراتي ثم نقل مِن قِبل سائقِ شاحنةِ باكستاني.

وترسلها الى مگرود عراقي قبل ان ينسفه مفخخ يمني قادم من سوريا باموال سعودية ويحمل كلاشنكوف روسي وتدرب في افغانستان ويفجره بموبايل نوكيا فنلندي واذ ما متت راح تتعالج بمستشفى اردني

هذه هي ................ العولمةُ









هكذا يعيش فناننا القدير بدري حسون فريد ألأن



http://www.akhbaar.org/images/badri_1_1510008.jpg




زريبة بدري حسون فريد


أحمد شرجي من المغرب


وانا ادخل ناحية القبو الكئيب او (المقبرة) كما يحلو للاستاذ الفنان بدري حسون فريد ان يسميها، تذكرت مقولة الفيلسوف الايرلندي،إدموند بييرك(كي نحب الوطن،يجب ان يكون في الوطن ما يدفعنا لحبه) هنا في هذاالمكان البائس الذي يقع في احد الاحياء الفقيرة بمدينة الرباط المغربية يعيش الفنان الكبير وهو يحرق ايامه بين الامل والعمل والانتظار لغد مجهول.
http://www.akhbaar.org/images/badri_2_1510008.jpg


أي عراق نحب؟؟


العراق الذي لا يحب مبدعيه؟ العراق الذي يتغنى بالغرباء ويجافي أهله و أبنائه المبدعين؟ العراق الذي يتنكر لأصحاب العطاء والمخلصين، قد تكون هذه الكلمات قاسية على الكثيرين بعض الشيء او حتى علي بشكل شخصي، لكننا يجب ان لا نترك العاطفة تتحكم بعقولنا وكلماتنا وان تبقى كلمة الحق هي الاعلى، نتشدق بذلك الحب لبلدنا، يا لها من كذبة كبيرة تلك التي نسميها الوطن، فلتذهب الاوطان للجحيم، اذا لم يتوفر في الاوطان مايدفعنا لحبها والانتماء لها، من المسؤول عن الوضع السىء بل المحزن للهرم المسرحي الكبير بدري حسون فريد؟ الضائقة المالية، العوز الحقير الذي يعيشه،المكان البائس الذي يسكنه، وهو الذي افدى سنوات حياته من اجل ترسيخ شيء اسمه الفن الملتزم والمسرح العراقي،بدري ذلك الفنان العصامي الذي لم يهادن سلطان أوحاكم، سعى مع رفاق جيله لمسرح يمتلك مقومات بقائه وحقيقة وجوده.
http://www.akhbaar.org/images/badri_3_1510008.jpg
في الشهر الماضي كنت بصحبة الفنان هادي الخزاعي ضيفا في برنامج الاعلامي كريم بدر (قراءات عراقية) وكان شريكنا بالحديث من بغداد الاستاذ شفيق المهدي مدير دائرة السينما والمسرح، كانت الحلقة تناقش واقع المسرح العراقي، وطرحت شخصيا رأيا حول تهميش الحكومة للفنانين ومحاولة ألباس المسرح العراقي عمامة الاديولوجيا الراديكالية، واستشهدت بحالة المبدع الكبير بدري حسون فريد، المزرية التي يعيشها بالمغرب، لم يتفق معي استاذي شفيق المهدي، بل راح يكيل المديحوالمبالغات المجانية لرئيس الدولة السيد جلال الطلباني، وأدعى بانه بعثه بشكل شخصي للمغرب لمقابلة الاستاذ بدري، وقد قال حرفيا وامام اسماع وانظار المشاهدين (استاذ بدري بخير و نُقلت له اموالا تكفيه لسنوات طويلة، ولاجل الوقوف على الحقائق، دعت الامانة الاعلامية مقدم البرنامج كريم بدر الاتصال بالاستاذ بدري، وكانت المفاجاة بتكذيب من قبل الاستاذ بدري لكل ماقاله الدكتور شفيق المهدي، بل الانكى من كل ذلك هو ان بدري حسون فريد لم يلتق شفيق المهدي منذ عشرين عاما!!!!!!!!!!!! !!!!!!!
اذا ماهو هدف الاستاذ شفيق من كل هذا؟ هل اجبر على قول ذلك،؟ ام هي شهادات مجانية نعطيها للسياسيين؟ ونحن الذين توسمنا خيرا بادراته لاهم مرفق ثقافي.
http://www.akhbaar.org/images/badri_4_1510008.jpg


اذا كان الفنان يتحدث بخطاب السياسي، ماذا عسانا ان ننتظر من السياسي؟ اذا كان الفنان (التقدمي) يجمل السياسي ويبرر مواقفه، بل يساعده على تهميش دور المثقف والفنان، ماذا ننتظر من برلمان يقوده متحدث بلغة(القنادر)؟؟؟؟؟!!!!


شاءت الصدفة ان اكون بالرباط، واتصلت بالاستاذ بدري لتحديد موعدا للقائه و الاطمئنان عليه، اصر ان نلتقي في مكان اقامته، لكن حين وصلت و دخلت تلك الغرفة التي يسكن فيها، فهمت اصراره، لعنت الزمن والظروف و الثقافة والفن والعراق، بصقت على كل الاوطان التي لاتحتضن رموزها ومبدعيها، بصقت على كل الحكومات التي تعاقبت على العراق منذ تاسيس الدولة العراقية لاخر حكومة، لانها لاتستحق ان تحكمنا وتقودنا.
(أين الاموال) التي تحدث عنها الدكتور شفيق المهدي، والتي تكفي بدري سنوات طوال، كما ذكر ذلك وهذا موثق بالبرنامج، تلتف عليها الصراصر، والتي لايحلو لها التكاثر الا في سرير بدري وغرفته الضيقة، طولها ثلاثة امتار وعرضها متران!!!!! غرفة لاتصلح ان تكون زريبة للحيوانات، ليس في بلد اوربي، بل وفي أي بلد عربي، فكيف يسكنها النبيل بدري حسون فريد، هذه القامة المسرحية الشامخة؟؟ يا لكم من خونه لكل ماهو جليل ومقدس، وانتم تشهدون مايجري امام عيونكم جهارا، هل يستحق بدري حسون فريد هذه الحياة البائسة؟؟ هل يستحق هذا التكريم وهو يتمسك بما تبقى له من سنوات عمره؟؟


http://www.akhbaar.org/images/badri_5_1510008.jpg
هل تقرأ الحكومة ما يكتب عن مبدعيها،؟ هل يقرأ الاستاذ جلال الطلباني او مستشاروه مقالتي هذه، وخاصة ان الامر الان متعلق بمصداقيتهم، كون الاستاذ شفيق المهدي ذكر بانه مبعوث شخصي من قبل السيد جلال الطلباني!!!!! هل سال السيد الرئيس مبعوثه الشخصي ان كان قد التقى ببدري وأطمئن على صحته؟؟


أعرف الاجابة مسبقا بان كل ذلك هو تطوع لتقديم دعاية مجانية، بل انها مجرد سفسطه، لكن مكتب السيد الرئيس مطالب بالتوضيح واصدار بيان بذلك، لان لو صح ما قاله الاستاذ شفيق، وهذه حالة بدري فهذه كارثة حقيقية، الهدف منها النيل من رموز العراق الثقافية والفنية. في الوقت الذي يتحدث رجال الحكومة عن مشروع عودة واحتضان الكفاأت وتعويض ماعانوه قي بلدان المنافي والاغتراب.


اذا كان شخصا ومبدعا بحجم بدري حسون فريد، هذه حالته، فكيف بالانسان البسيط الذي هرب من الارهاب والتهجير الى بلدان الجوار؟؟؟
سيقول البعض بان هناك الكثير من حالات العراقيين بالخارج وخاصة بدول الجوار مشابه، وقد تكون اكثرسوءا من حالة بدري، نقول نعم، وهذا حق كل العراقيين الذين يتساوون دستوريا بالحقوق، لكن هذا بدري حسون فريد،الذي اعطى الكثير للوطن حيث كتب ومثل واخرج العشرات من الاعمال الفنية الراقية، تخرجت على يديه الكثير من الاجيال الفنية، ومؤلفاته تدرس مناهجا في الدراسات الاكاديمية، احسبوه على احدى قوائمكم الطائفية ـ كي يعيش باحترام يليق برجل في الثمانيين من عمره، ضعوا اسمه بأي قائمة محاصصة وكرموه كي تحصلون على شرف من تكريم احد رموز العراق، سوف لا يأخذ مكان احد أقربائكم وأتباعكم في أي سفارة بالخارج، او مؤسسة داخل العراق، بل امنحوه مايستحق من راتب تقاعدي جراء ما اعطى وما قدم كي يوفر له ابسط حقوق العيش الكريم، وأطمئنكم بانه لن يبقى طويلا في منصبه، لان حالته الصحية سيئة جدا، فهو يرى بعين واحدة، ومطالب الان باجراء عملية اخرى لها، فكيف برجل لايمتلك ثمن فنجان قهوة لضيفه ـ بان يدفع تكاليف عملية جراحية!!؟؟؟؟


اليس عارا على الوطن وحكومته ان يعيش مبدعوه على هذه الشاكلة؟ فما يمر به فناننا الكبير اليوم لربما هو صورة من مئات بل الاف الصور الاخرى التي تتكرر في اماكن اخرى من مدن العالم التي التجأ اليها العراقيون هربا من ظلم النظام السابق الذي كنا ندين ممارساته الاستبدادية التي دفعت بالمثقف والفنان الى حالة من العوز المستديم او ان يجعله جزءا من ماكنته الاعلامية الرخيصة التي لاترى في الوطن الا رجلا واحدا وبطلا واحدا ومنقذا واحدا يصنع الانتصارات الوهمية ويدفع بالشعب من هاوية لاخرى وهكذا كانت النتائج بلد مخرب وشعب مشرد لبلد يطفو على بحر من البترول، انه عارعلى كل من يجلس علي كرسي السلطة بالعراق ابتداءا من كرسي رئاسة الجمهورية مرورا برئاسة الحكومة والبرلمان وصولا الى كرسي الشرطي او رجل الامن البسيط وكل من له مسؤولية تذكر في ادارة امور هذه البلاد.


لماذا لاياخذ الفنان والمثقف العراقي موقعه الطبيعي والذي ينبغي ان يكون في هذا العراق الجديد؟؟ لماذا تتعمد الدولة والحكومة العراقية ترسيخ مفهوم الاقصاء والتمايز والتهميش له مرة تلو اخرى وتتكرر المأساة؟؟؟؟


يا أصحاب السلطة في العراق الجديد ارجوكم دعونا نحب الوطن، أرجوكم فان الإنسان العراقي يستحق الكثير، أعطوه الحق بأخذ ما يتساقط من حقائبكم فقط لاغير.


ان الفنان والمثقف والمبدع العراقي لايريد تكريما بعد وفاته وهو قد عاش حياة ذليلة وسنوات قاسية ومواقف من الظلم والتعسف. متأكد بان الدولة والحكومة العراقية ستتكفل بدفع تكاليف نقل جثمان بدري بعد وفاته لا سامح الله، اصبحت هذه مهمتها الرئيسة الان امام المبدعين بالمهجر.لكن هل هذه وظيفتها فقط؟ وهكذا يكون الاهتمام بالطاقات والكفاات الوطنية التي ارتبطت روحها بالوطن رغم صعوبة الظروف وبعد المسافات والام الغربة والابتعاد، هل هذه مكافاة الوطنية وحب الوطن؟؟ الا تبا لهذا الحب rayوتبا لهذا الوطن، تبا لحكومات تهدر ملياراتها من اجل أشباه الرجال وتترك رموزها متشردين.


لانريد بمقالتنا هذه ان نستدرعطف الاخرين او نقوم بحملة مساعدة لفناننا الكبير والانسان الجليل بدري حسون فريد، قدر قول كلمة الصدق وأظهار الحقيقة، لوضعها امام الرائ العام، حتى لايصرح لنا مكتب رئاسة او حكومة بانهم لم يعرفوا عنه شيئا، انه موقف فقط نسجله للتاريخ والاجيال.


لم اتطرق هنا لوصف تفاصيل المكان الذي يعيش به الفنان الكبير بدري، ولكني سادع ذلك للصور كي تنقل لكم المشهد بلا رتوش، وكذلك من اجل ان لايكون استاذنا المبدع بدري حسون فر يد في حرج ما، فهو يمنح الامكنة ضوء اشعاعه ومازال يعطي للوطن اكثر واكثر مما بخلوا عليه ببعض من حقه وعطائه، فهل يوجد في الوطن ما يدفعنا لحبه؟؟؟
















تمهلوا

انتشرت بسرعة ، قصيدة بين العراقيين
بالبريد الإلكتروني، وهم يتساءلون عن الشاعر الذي عكف على نظمها ووصل بها الى التسعين بيتاً كاملة، من ألذع الشعر
والقصيدة المجهولة النسب، لاميّة بعنوان«تمهلوا»، جاء في مقدمتها أنها«قصيدة بقلم شاعرها»،
ونظراً لقوة القصيدة وبلاغة صورها وبراعة ناظمها التي تشير الى طول باع في ميدان الشعر العمودي، فقد تصور بعض الذين تداولوها أنها من تأليف الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد
 لكن هناك من أكّد أنها من نظم شاعر نجفي شاب آثر إخفاء هويته خشية الانتقام
ولعل ما شدّ جمهور الإنترنت الى القصيدة الجديدة، هو أنها جاءت على غرار قصيدة شهيرة، مقذعة وساخرة أيضاً، بعنوان «طرطرا»، كان الشاعر الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري قد كتبها عام1947


في هجاء وزيرين.
إلى جوقة المنطقة الخضراء

تمهلوا


قصيدة بقلم شاعرها






تَـمَـهَّـلـوا .. تَـعَـجَّـلـوا وَكَــذ ِّ بـُـوا وَضَـلِّـلـوا
وَلــوِّنـُـوا دِمَـاءَنـا فـقـبـِّحِـوا و جَــمِّــلِـوا
تــَـنــَاخـَـبـُوا لِمَـوْتِــنا إنَّ الدِّمَـاءَ تُـثـْـمِـــلُ
تَقاسَمُوا العـراقَ فـيــمَـا بـيـنَـكُـمْ وَنـَكـِّــلوا
أسْــنـَانـُكُــمْ بـلـَحْـمِــهِ مَـغـْرُوزة ٌوَالأنـْصُـــلُ
لـكُـلِّ حـُـلـْم ِحـَـالـِــم ٍ بـغـيــركـمْ تـَسَــلَّـلوا
شــريفـُكُـمْ لـُصٌ لـهُ فـي كـُـلِّ سَـاح مَعْقِــلُ
شــريـفـُكُـمْ!! هـذا إذا فـيـكـمْ شـريـفٌ يَخْجَلُ


* * *


تـمَـهَّـلوا... تَـعَـجَّـلـوا وَيَـتـِّمُـوا... وَرَمِّلــُوا
قدْ قيلَ لي حكومة ٌ قلتُ القرودُ تحـْبـَلُ!
حُـكـومَــة ٌكـَـغـَـيْـرها كَـمَـا تـَـجـيءُ تَـرْحَــلُ
ألفـَـرْقُ أنَّ هـَــؤلا مِــنْ هـَـؤلاءِ أقتَـلُ


* * *

تَـمَـهَّـلـوا .... تـَعَـجَّلوا وزمِّــرُوا .... وطـبـِّــلوا
وَطـوِّلـوا أعْنـَاقـَكُـمْ عُـشْـبُ العِـرَاق أطـْـوَلُ
مُناضلونَ !!. يَا لـهَـا مِنْ نـكْـتَـةٍ تـُجَــلـِّـجـِـلُ
تـُـــفٍ على نضـالِـكُمْ أقــولـُهــا وَأفـْـعـَــلُ

* * *
تمَهَّــلوا ... تَعجَّـلــوا وَضـخـِّمـوا وهَــــوِّلوا
تراعـَـدُوا تـبـارقـــوا وَبـالـدِّمَـــا تـَسَـــرَّبلوا
تـَفـيّلـقوا فـ(بَـدْرُكُـمْ) عَـمَّـا قـلـيــل ٍيـَـأفـــلُ
تأمّــَركُـوا تـَعَـجَّـمـوا تـَحَـزَّبــوا تـَــكـَـتـَّــلوا
خُيوطـكُمْ شـَـائِكَـة ٌ قـدْ حارَ فيها المِغــزلُ
رُعَـاتـُـكُـمْ يا وَيْحَكُـمْ مَهْمَا يُقـيموا يَرْحَلوا
فكيفَ تَـنـْجُـو يَومَها تـِلْـكَ الخـِـرَافُ العُــزَّلُ

* * *
تَـمَـهَّـلوا ... تعجَّــلوا وفـجِّـروا وقـتَّـــلـــوا
مـَنْ قـَالَ أنَّ طينَـكـُمْ هُو الثـَّرى والصـلصـَلُ
ذنـوبـُـكُــمْ لا تـَـنمحي وعـَــارُكُمْ لا يُـغـْـسـَـلُ
ثـوبُ الخـياناتِ على أجْسَــادِكُــمْ مُـفـَـصَّـــلُ
لـوْ كُـلـُّكـُمْ في كَـفـَّـة ٍ رَذيـــلـُــكـُــــمْ وَالأرْذلُ
ونـَـعْـلـُـنَـا في كفـَّــةٍ مِـنـكُمْ جَـمـيـعَا ًأثـْقـَـــلُ


* * *

تـَمــهَّـلوا ....... تعجَّـلوا وقــيِّــدُوا وكَــبـِّــلــــوا

تقــافزوا... تراقصوا تـكحَّـلوا... تـحـجَّــــلوا
واللهِ انَّ طـِــــفـْـلــَــة ً بمَـوْتِـهـَا تـَسْـتَـبْـسِـــلُ
لـَوَحْدهَا أشــرفُ مِن شَــريـفـِكـُـــــــمْ وأرْجَلُ

* * *

تَـمَـهَّـلـوا...تـعـجـَّلوا وقـطـِّعـوا واسْـتـَأصِـلوا
فـَكُـلـُّكُـمْ فـَطـَـاحِـــــلٌ ولـيــسَ فـيـكُـمْ فـَطـْحَـلُ
أكـثـرُكُــمْ شَجَاعـَـــة ً ســـرِّوالـُــهُ مُـبَـلـَّــــــلُ
حـكـومـة ٌأثـولُ مَـــا فيها (الرئيسُ) الأثـْـوَلُ
يـَدْخُـلُ وهـوَ خـارجٌ يـَخــْرُجُ وهـــوَ يََـدْخـُــلُ
حــَاجـِـبـُهُ مُـقـَطـَّــبٌ لِسَـــــــانـُـهُ مُـهـَــــــدَّلُ
مُـجْـتـَمِـعٌ بـنـَفـْسِــهِ تَـسـْــألـُهُ..... وَيَـسْـــألُ
فـَمَـــرَّة ًيـهــيــنـُهَـا ومَـــــرَّة ًيـُـبـَـجـِّـــــــــلُ
كـل الذي يـَعـمـلـُــهُ بـأنـَّــــهُ لا يـَعْــــمَـــــــلُ
حـُكــومَـة ٌفـيـهـا يَـقـودُ الجَــاهِــليـنَ الأجْهَـلُ
جعفرُكُــمْ ، مالِكُكُــمْ ...... قـبـِلـْتُـمُ لمْ تَـقـْبَلوا
(كـلاهُـمَا (أبْعَـرُ) من صـَــاحـِبـِهِ و(أبـْغـَـــلُ

* * *

تـمـهَّـلوا... تعجَّـلوا أأنـتـُمُ المـُسْـتَـقـبَلُ!!؟
مُــعَــمَّــمٌ مُــنـَـافِـقٌ مُحــرِّمٌ ..... مُحَـــلـِّلُ
ومُـؤمِـنٌ عندَ الصَّـبــــاح .... في المَسَا مُطبِّلُ






وإنــَّـــهُ بـَعْـدَ ثـَـلاثٍ حـِمْـلـُهـَـــا لا يـُـحْــمَـــلُ






على (هـَـريــسَـةِ) الحُـسـيِّـن ِلاطِــــمٌ مُولـولُ






والذنبُ ليسَ ذنــبـَهُ ذنـــبُ الذي لا يَـعْـقـِـــلُ






يكـِــدُ وَهْوَ جــَائِـــعٌ يـَصْـمـتُ وهــوَ يـُقـتَــلُ






هُوَ الحَصَادُ طـَـالمَا هَـــذا وهـــذا المِــنــْجَـلُ






* * *






تَمَهـَّـلوا ... تعجّـَلوا تنافسوا ... واسْتَقتلوا






لـِكُـلِّ إسْـتٍ عَــرْشُهُ فـكَـبـــروا ودَلـِّــلــــوا






ضراطـُـكمْ مُقدَّسٌ!! وإسْــتُــكُمْ مُـنـَــزَّلُ !!!






مُحْترفو وَضـَـاعَـــةٍ أخــيــرُكُــــــــمْ والأوَّلُ






أجَــدّكُــمْ حَـيدرة ٌ؟! حاشا الـ(العليُّ)الأبْسَلُ






أينَ القـتـادُ المُنحَني أيــنَ الرِّمـــــَاحُ الذبَّــلُ






ثـيابُهُ الصُّوفُ التي بـجـَانـِبـيــهِ تـَـأكـُــــــلُ






أجَـــلُّ عـنـدَ ربــِّـــهِ مـكــــانــة ًوَأنْـــبــــــَلُ






غــدا ًعـليـكمْ باصقٌ حَـريـــرُكُــمْ وَالمَخمَــلُ






فـزيِّـنـوا مَـوَائِـــــداً هـيَ التـُرَابُ الأمـْحَــــلُ






وكـــوِّروا كروشكمْ قـدْ لامـســــتَها الأرجُلُ






لو بـيـنـنـا حـيــدرة ٌ ذاكَ الوحـيـدُ الجَحْفـَــلُ






وهــو يــَرى أعيننا بالغـاصـبـيـنَ تـُسْـــمَلُ






وخيلهمْ فوقَ العـــــــــــراق جامحاتٍ تصهلُ






فهلْ سيُبقي خانـعـا ً حـاشـــاهُ وهوَ الفيصلُ






يـُقــبـِّلُ اليــــدَ التي منهـا الدمـــاءُ تـهـطـلُ






أقولُ : قولــة َالذي لـهُ الحُـروفُ مِعـْــــوَلُ






هذي العمائمُ التـي تــَـأريخُهـــا مُجَـلِّجـــلُ






مـنـكـمْ ومن رؤوسـِــــكمْ سوفَ تظلُّ تخـجلُ






* * *






تـمـهَّـلوا... تعجَّــلوا وهدِّمـوا ... وزلـِّزلوا






تسـلَّحـوا بعُهْــــركمْ وشعَّــوذوا ودجَّلــــوا






يـذودُ عن جـراحـــهِ بـنـزفـِهـنَ الأعـــــزلُ






هذا العـــراقُ هولـُهُ من كـــلِّ هـول ٍأهـْولُ






مـــرَّتْ ثــلاثٌ والدِّمـَـــــاءُ جـدولٌ فـجـــدولُ






والشَّعبُ: مَـيـِّـتٌ مَضى ، ومَـيِّـتٌ مُـؤجَّـــــلُ






* * *






تمهَّـلوا ... تعـجَّـلوا وصفقوا ... وهلـِّــلوا






تعمَّلقوا .. تفرَّعـنوا شعـبُ العـراق منخـلُ






هذا زمــــــانٌ عاهرٌ بـهِ تعـــــالى الأسفــلُ






بـلـيِّـة ٌوشَــــــــرُها يـُضـحِـكُـنـا ويُـذهـِـــلُ






يـَحْـكُـمـنا مَـنْ كـانَ من إسْـم ِالعراق يَجْـفــلُ






* * *






تمهَّـلوا ... تعـجَّلوا وكالنـِّـســا تـوسَّــلوا






غداً إذا خاضَ المخاضُ حــاسِـرونَ هـُــــدَّلُ






وشـيـَّمـتْ بصـرتَـنا أمُ الرِّمـــاح المَوْصِلُ






وقــامَ من أجـداثـِـهِ شــهـيـدُنـا المُستبسلُ






والحاملونَ جرحهـمْ والأمَّـهــاتُ الثــُـكـَّــلُ






وس ــــابقَ المُرابضـونَ موتـَهـُــــمْ وزَلَّزلـوا






وصاحَ صائحُ الأسى : يا موتُ أنتَ الأسهلُ






عـنـدئـذٍ سـوفَ يـقـومُ المــاردُ المُـكـَـبــَّــــلُ



تمهَّلوا




تعجَّلوا






-----
Share |
------