------------ --------
Share |

رمان صدره ذبل


قالت لجدتها وهي تدفن رأسها في صدرها. جدتي : كيف نجحت بإبقاء صدرك منتصبا كل هذا الزمن. ردت الجدة بزهو: كنت أحممه بالماء البارد كل يوم لمدة عشر دقائق. ذلك الرمز الأنثوي الذي يتمتع بأكوان عديدة من السحر. أولها استدارته،وغزارة مفرداته في قواميس الشعراء ،و ليس أخرها ما فتك به من قلوب العشاق . لا ارغب بجمع أرشيفي مرهق لما قيل فيه وعنه وله.. واتوهم بقدرتي على ذلك.







لكن أريد الحديث معك سيدتي.. أنت وليس الرجل مع عدم يقيني من بقائه بعيدا غير متلصص لموضوع يثير شهيته الروحية والفكرية دافعا إياه بفضول لمعرفة ما تتحدث عنه النسوة.


في ذروة النصر تنكسر إرادته لها ويدفن رأسه في صدرها. عائدا لأصله الذي أمده بقوت الحياة منذ أول الخلق. متضرعا ونافضا عنه بقايا معاركه.ولما يهزم يهرع إليه ملتمسا بعض المواساة للغد عله يكون أفضل من كابوس أمسه أو خيبات يومه.


على مر العصور وجسد المرأة يشكل محور العديد من القوانين الوضعية والأديان. بفروقات متباينة بين مجتمع وأخر . حضارة وأخرى. دين ودين أخر حسب أتباعه ومناطق نفوذه وتأثيره. لكن اجتمعت كلها على إعطاء جسد المرأة وأجزاءه أهمية خاصة وتشريعات أتت الكثير منها قاسية جدا .


فمن السماح بإظهار صدرها دون وجل وتحريم كعبده مملوكة جارية الى تحريمه عندما تكون حرة بمساطر يضعونها لها وقتما يشاءون ظل رهين ما يقرر له. تناولته ريشة الرسامين العالمين بكثير من العناية والفرح والحب وجسدته بصور فنية رائعة. بتوالي العصور تحررت إمبراطوريات ودول من الحجر عنه وحررته من خرق الإخفاء الى بهرجة الإفصاح عن خفاياه في فساتين النبيلات وسيدات البلاط تماما مثل حال الجواري والقيان عند المسلمين والعرب !. حتى وصلته عجلة التقدم والتكنولوجيا لتعبث به وتحشر فيه المواد القاتلة موهمة صاحبته بالكثير من الخرافات والخزعبلات. وبدل من أن يرتفع بآهاته ، وحسنه ويسكن مرتعا بالحب الذي تقاسمه مع الحبيب أم مع ابنها الذي أرضعته صار يرتفع بحشواته الصناعية .فتبتذل حضوره العيون التي تقع عليه فيسيل لها لعاب الشهوة الآنية كما يسيل لعاب الضباع لبقايا الفريسة.


لما ترضى المرأة على نفسها هذا الدور المهين. كيف تسمح سيدة مطلعة لنفسها بهذا الهوان ،و هذا الخداع. كيف تستكين طائعة الى عبودية الجسد المزيف . كيف تنام وتصحو وهي ترى بام أعينها أدميتها منزوية بين جوانحها بأكياس بلاستيكية ثقيلة ومشرط بغيض اقتطع من رهافتها ، وأنوثتها الكثير وشوه براءتها.


فما بين الشكوى التي قدمتها الممثلة البريطانية فانيسا هالستيد ضد الشركة التي قامت بعملية تكبير ثديها مسببة لها الكثير من المعاناة و الألم النفسي والعقلي بحسب وصفها لتنتهي مأساتها بانفجاره. الى فضيحة شركة "بي آي بي" و ألقاء السلطات الفرنسية القبض على رئيسها كلود ماس متهمة إياه بالأذى النفسي الذي سببته الأثداء الصناعية التي تنتجها شركته لزبوناتها،وما نجم عنها من حالات وفاة لسيدات أجريت لهن عمليات تجميل. إضافة الى ظهور حالات إصابة بمرض السرطان يعتقد الأطباء بعلاقتها بهذه العلميات .كلها شواهد تؤكد عبث ما تقبل عليه النسوة من خطوات غير مدروسة تبقيهن أسيرات الدعاية ،وعبودية الجسد ،ووهم التفرغ للتفكير به ،لإبقائهن بواجبات محددة تناط بهن لا تبتعد كثيرا عن الإمتاع الجنسي الرخيص الخاوي من أي فرح او استقرار نفسي وعاطفي.


اذا ما لقبوا الشعر بتاج المرأة فان صدرها لا شك رمز أنوثتها. لا يعرف حتى الرجل المهموم به على الدوام أسراره ،وآهاته وحسراته. تنهداته وحنينه لمن أنجبت ولمن أحبت ، لمن حرث أرضها عشقا ومنح أنوثتها معنا. كل هؤلاء لا يعنيهم ما يجري من عبث في مصانع ربحية رخيصة. بل يهمهم روح المرأة وعطفها وحنانها الذي تتوج رمز أنوثتها بجماله. هي وليست الوسائد البلاستيكية الباردة التي تذبحه مندسة بين زفراتها الحرى مجهزة على بقايا الحلم في عودة المرأة لأداء دورها الحقيقي بالحياة سيدة وأم وحبيبة وعاشقة ورمز أنثوي يطفح بالعطاء.يتفتح وتزداد نضرته بالحبيب ويذبل بفراقه . لتتشكل بذبوله ونضارته دورة الحياة


الله على ابو زلف عيني يا موليه


رمان صدره ذبل رشوا عليه ميه


http://schataly.blogspot.com/2012/02/blog-post_28.html


هكذا يخاطبه الصوت العراقي العذب مهند محسن في رائعته


ها نحن نبدأ العد التنازلي لعيد المرأة فكل عام وهي بخير ورائدات الحركة النسوية بألف خير.














-----
Share |
------