------------ --------
Share |

الغلاف السميك - الشاي الاخضر








الشوارع مليئة بالاعلانات المغرية
الحقائب مكتظة بالكثير من المسليات
الاجهزة واللعب وكل ما يخطر على البال في متناول اليد
والمال متوفر على الاغلب لاقتناء كل ما يريده الفرد او على الاقل الكثير مما يرغب في اقتناءه.
لكن رغم هذا يمكنك مشاهدة كل ذلك هناك



مشاهدة رقم -3-
لايبزك منتصف مارس 2015



كم يبذل علماء التغذية من مجهود مضني للتثقيف بالامور الصحية. لعل اصعب شريحة اجتماعية يصعب العمل على توعيتها هي فئة الشباب والمراهقين. هؤلاء الرافضين على الدوام لاي تدخل في امورهم الشخصية ، فكيف الحال بالطعام والشراب، والعادات الصحية الصحيحة الا تلك التي يتفقون عليها، فيمارسونها كتقليعة ام نوع من التسلية.

في لايبزك ابتكر منظمو المعرض العالمي للكتاب طريقة غاية في البساطة والذكاء. اقتطعوا من قاعة الالعاب ومقتنيات الشباب ومعروضاتهم الملونة مساحة لا تزيد مساحتها عن غرفة استقبال بفندق بسيط . وصفوا على جوانبها المصاطب اليابانية واعدوها اعدادا بسيطا غير متكلف كما هو الحال في العادات والتقاليد الاسيوية , ووزعوا بعض المراوح والبامبو هنا وهناك . لتكن غرفة الشاي الاخضر الوحيدة في المعرض التي تقدم خدماتها مجانا للزائرين.

تاتي الافواج هنا للاستراحة ، او لطلب مشروب يطفئ الظمأ. ربما يدفعها الفضول لقضاء بعض الوقت للثرثرة عن التالي،وما قامو بشراءه أو اي سبب اخر. لكنهم يخرجون وطعم الشاي الاخضر لا يفارقهم. ورسالة المقيمين قرأت على افضل ما يرام . المعلومة وصلت. لا اعلانات . لا تكلفة اضافية. لا جهد ولا مبالغة بالاعداد.

الشاي الاخضر فوائده ، مزاياه. ضرورة استبداله بما اعتادوا شربه الى اليوم لينعموا بحياة افضل وبصحة.
مشهد من مشاهد لا تعد ولا تحصى لهذا الحدث الثقافي الكبير الذي يقام كل سنة.وفيه تأتي وفود وشركات ودور نشر من كل انحاء العالم. مما يدفعك ايا كان مذهبك ومشربك الثقافي والفكري العربي الى السؤال . اين نحن وفي اي القاعات تنصب دلالنا او مشروباتنا العشبية المفيدة، هل يضيف ممثلي الحضارة العربية زائري المعرض بمشروبات صحية ايضا اتوا بها من بلادنا العربية لتقديمها هنا. بفضول تتابع علك تحصل على الاجابة في القاعة التالية حيث جموع الوفود العربية وحضورها المميز.
و.. للحديث بقية.

إخشوشنوا وأنسوا الكهرباء





إخشوشنوا وأنسوا الكهرباء فإنها ترف يذكركم بحياة فانيه

لا تطمعوا بالكهرباء... فأنها

ترفٌ يذكركم بدنيا فانية!

فنبيّكم وآل بيته عاشوا حياتهم
في ضوء فانوس حياة راضية

لم يقتنوا في بيوتهم ثلاجة ولا

صحن دشٍ على سطوح عالية

لم يعرفوا التكييف في قيض الليالي



كانت مهافيفهم لذلك كافية

ماذا دهاكم هل نسيتم حيدراً

قضى نصف عمره ببطن خاوية

وخذوا من أبي ذر مثلا حين

يختار من خشن الثياب البالية

فإخشوشنوا حتى تدوم بعزة

نعمائكم ودعوا الحياة كما هي

المترفون سيصطلون بنارها

ومعدموها لهم جنان زاهية

لا تتركوا نسوانكم تظهر أعيناً

حورا لترشقنا سهاماً حامية

لغة العيون أشد فتكا بالورى

من كل أسلحة العدو الغازية

فالله ما خلق النساء لفتنة

بل خُلِقَت نساؤكم لغسل الآنية

لا تنشدوا التغيير فهو حماقة

فماذا جنيتم من زوال الطاغية؟

إذ راحً صدّام وجاء من بعده

تسعون معمما تحميهم المافية

قد بَدّلوا بنطالهم بعمامة

وكووا جباههم فكانت قاسية

لا تزعجوا حكامكم بمطالب

ناءت عنها الجبال الراسية

الغاز والبنزين شر مطلق

لم تستقم بها بلدان نامية

حيث التلوثُ قد يعمُ ديارَكم

وهواءَكم وكذا السماءَالصافية


أثقبوا الأوزون فالأرض التي

ترثونها أمٌ رؤوم حانية





ماضرّ أن تطأوا الحمير فأرضكم



ملأى بأصناف الحمير الغالية





من سادةٍ طبعَ الوقار وجوههم



فاقوا به حقاً وقار معاوية





وادعوا دعاءَ الافتتاح فأنهُ

سيزيدكم حتما غنى ورفاهية

وأتلو دعاءً للثمالى الذي

لولاه ما بقيت لكم من باقية

ودعاء كميلٍ قد يقيتُ جياعَكم

لو أنه يتلى بروح سامية

هيا ألطموا يا سادتي وتطيّروا

هيا أهرقوا مزيدا من الدماء الزاكية

لم يخلق الرحمان أجمل منظرا



من لا طمين على صدور عارية

يسترخصون دماءهم ولعلها

عادت لأرخص من براز الماشية

سلمت يدا أمكم إيران لما صدرّت

لبلادكم هاذي التكنولوجيا العالية

هاذي الزناجل المسننة التي

تذر الظهور مسننات دامية

تلك الخناجر والسيوف هوت بكل صلابة

فوق الرؤوس اللامعات الخاويات


لا تجعلوا الجوّال يفسد عيشكم

فهو باغٍ أتاكم من بلاد باغية

عاشوركم ملأ الشوارع (قيمةً)!

ورمضانكم ملأ البيوت زلابية

ومواكبُ العَزَواتِ تَتْری كلما

مرّت مناسبة تفرّخ ثانية

فلم التذمر والتشكي وحياتكم راغدة

وعلائم الفرح والبشر عليكم بادية


هذا العراق وهاذي مأساته

إن العراق يسير بكم نحو الهاوية






















--------------------------------------------------------------------------------
  قصيده لعراقي ابو ابوه مشعول














الغلاف السميك قال الراوي

       
shatha. rose. shatha ahmed
احد الكتاب المشاركين في فعاليات المهرجان العالمي للكتاب في لايبزك
كتابة وتصوير: شذى احمد

الشوارع مليئة بالاعلانات المغرية
الحقائب مكتظة بالكثير من المسليات
الاجهزة واللعب وكل ما يخطر على البال في متناول اليد
والمال متوفر على الاغلب لاقتناء كل ما يريده الفرد او على الاقل الكثير مما يرغب في اقتناءه.
لكن رغم كل ذلك يمكنك مشاهدة كل ذلك هناك

مشاهدة رقم -6-
لايبزك منتصف مارس 2015


سواء بصحبة مكبرات صوت واجهزة تسجيل ومايكروفونات متقدمة ام على الهواء مباشرة بدون اي منها.

عند زاوية عدد الحاضرين فيها يزيد عن الخمسين او المئة حتى. ام في مكان اخر لا يتعدى الحضور بضعة مستمعين. انتشرت هناك حلقات قراءة الكتب. منظر مذهل يوحي بالكثير. الكثير ممن افترشوا الارض. او جلسوا يستمعون للراوي. سواءا كان امرأة ام رجل . كهل ام شاب . موهوب بالقراءة ام بالغ الجدية يقرأ برتابة. شديد الاناقة والهندام . ام بسيط المظهر حد التسكع. يقرأ في كتابه ام في اوراق طبع فيها اجزاء منه يرغب في اسماعها الحضور.

الكل يستمع بعضهم حتى ينتهي الراوي ، والبعض الاخر يذهب قبل ذلك . البعض يأتي متأخرا. لكنه يستعلم جيدا اين هو، ولمن يستمع. فالمطويات موزعة بكل مكان. والبرامج ترافق الدليل العام حيث يمكنك االحصول عليها بدون عناء من على الرفوف المفتوحة.

هناك المشاهير من الكتاب والكاتبات جاءوا ليرضوا فضول قرائهم. او ليعقدوا حلقات نقاش بعد القراءة يتبادلون واياهم الاراء عن تجاربهم. ويستمعوا لوجهات نظرهم المتعددة بشأن ما كتبوا ويكتبون.

حفلات توقيع الكتب على قدم وساق. وعربات مكتظة باخر الاصدارات للكتاب المرموقين تباع وتوقع بنفس الوقت.

وتندهش اذ تجد قضايانا العربية وحروبنا في جدول اعمال مشاهيرهم. وتستمع لخطبهم وتعليلاتهم لما يحدث. فتهز رأسك موافقا هنا، ومستغربا هناك . ومتحسرا تارة لان لا احد من بلداننا التي تحترق جاء الى هناك ليسمع صوت الناس ويشرح بعمق ودراية ما يحدث.
رغم كثرتهم وتعدد ارائهم على قنوات اعلامنا العربية ،لكنك لا تلمح لهم اثرا هناك في واحد من اهم الاحداث الثقافية العالمية التي يحتاج لوجودهم فيه.

حتى التجارب اليافعة من كتاب العالم الثالث حضروا متعكزين بهذا النهم الكبير لمعرفة الاخر الذي يتمتع به الزوار.

الكثير حضر فتتسارع نبضات قلبك سائلا اين كتابنا . مثقفينا. ماذا عن وزارات اعلام الدول العربية. لعلهم هناك . ربما تهت في متاهة هذا البناء الضخم المأهول. والعرب هناك بسحرهم ،وجمال نتاجهم الفكري وبهاء معروضاتهم التي تمثل روعة منشوراتهم وكتبهم القيمة .. اين اين ربما هناك في الرواق التالي . لعلهم في قاعات ضحمة يكتظون متزاحمين يتنافسون في تمثيلنا وتعريف العالم بفكرنا ونتاجنا الحضاري الطيب.





و.. للحديث بقية.

عيد الأم




تحية لتلك التي الهمتني العزة

تحية لتلك التي الهمتني معنى الكرامة

تحية لتلك التي انحني امام سيرتها اجلالا واحتراما

لتلك التي ولدت بالفطرة صلبة الكبرياء كالصخر وناعمة ورقيقة القلب كجنح فراشة

تحية لتلك التي لا تغفو في ظل احد ، بل تتقاسم سنين عمرها الشمس وظلها.

القيض وعذوبة الصباحات الندية.

لتلك التي ولدت حرة بروحها وعقلها وانسانيتها وقيادتها لاسرتها

تلك التي ولدت سيدة صانعة الحياة وتسلم الراية لجيلها التالي حرة عظيمة ملهمة للبقاء والحياة.

تحية لكل امرأة عظيمة لم تفلح اصفاد المجتمع الصدئة من تكبيلها

تحية لكل ام حقيقية في عيدها المجيد

الغلاف السميك قطع الخشب

جانب من المعرض ومبيعاته وصناعاته وحرفه المتعددة

كتابة وتصوير: شذى احمد


الشوارع مليئة بالاعلانات المغرية
الحقائب مكتظة بالكثير من المسليات
الاجهزة واللعب وكل ما يخطر على البال في متناول اليد
والمال متوفر على الاغلب لاقتناء كل ما يريده الفرد او على الاقل الكثير مما يرغب في اقتناءه.
لكن رغم كل ذلك يمكنك مشاهدة كل ذلك هناك

مشاهدة رقم -9-
لايبزك منتصف مارس 2015


الصناعات المرافقة للمعرض من الحرف اليدوية

لما تبدو هذه الكراسي بهذه الغرابة. اي نوع من الواج الكتابة هذه. مابالها طاولات الكتابة رفيعة او مدببة . ماهذا اول انواع الدراجات الخشبيه..؟. يقول العارض لا انها طاولة للكتابة اعتمد صانعها تصميمها بهذا الشكل. كرسي تلتصق به طاولة لا تتسع الا لكتاب ومكان جانبي لبعض اللوازم المدرسية. كان هم المصنع يومها تكريس الطالب جل وقته للدراسة . وضمان وضعية مريحة وصحية.
الكرسي بطاولته يبدو قديما بمعنى انه لم ينجح فيأخذ طريقه الى المدارس ولا حتى لبيوت الطلاب.
مع هذا يبدو قريبا من الرحلات المدرسية . هل استنسخ المصنع التالي الفكرة طورها وطوعها لاحتياجات المدرسة والتلميذ بشكل افضل.


ما هذه المكائن الكبيرة الضخمة. وهذه الكمية من السواد في كل مكان. هل كانت الطباعة على هذا القدر من الصعوبة محفوفة بمخاطر صحية للاصباغ والاحبار المستعملة بها.
كل تلك الالواح الخشبية والاسطوانات التي أكل عليها الزمان وشرب. كانت محطات وقفت عليها البشرية قبل الانتقال للتالية لتصل بعدها الى ما هي عليه اليوم.

مع هذا حضرت . جاء القديم ليقول كنت البداية حتى وصلت بكم لهنا.
من حروف غوتنبرغ حتى تقنية الهواتف النقالة او الذكية
لمن يريد الاستماع كان له حديث اخر. يمكنك البداية باي شيء مادمت تريد حقا التعلم او التعليم .

كومة اخشاب قادرة على انتاج العاب مسلية في حديقة مدرسية متواضعة او ساحة عامة يتمتع بها الصغار.

قطع اخشاب مهملة تصقل وتصنع فتبث بها حياة فكرة تفرح الاطفال وتعلمهم.
الكثير قالته ورشات الحرف والصناعات اليدوية التي ـ ربما يستغرب القارئ العربي ـ مازالت محض اهتمام ورعاية المؤسسات التربوية والتعليمية بالغرب.

مع هذا فما زلنا لم ننقل لك روائع المشاركات العربية، منتوجاتهم وصناعاتهم اليدوية التي تتحدى الحروب والموت والدمار.هناك في قاعة قريبة لم يبق الكثير للوصول اليها.


و.. للحديث بقية.





الصاحب بن عباد
لو أدركت عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني مصنف كتاب الألفاظ الكتابية ، لأمرت بقطع يده،
فلما سئل عن السبب قال:
’’ لأنه جمع شذور العربية الجزلة في أوراق يسيرة ، فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب ،
ورفع عن المتأدبين تعب الدرس والحفظ الكثير’’.


اليوم من يقرأ هذا يضحك .. لا بل يستخف به حيث لم يعد احد من الصبية يفتح الكتاب أصلا. بالمناسبة ليس فقط في البلاد العربية او الشرقية بل حتى الغربية صارت الكتب المقررة لا تصفح ويتبارى المعلمون بالبحث عن طرق ووسائل تعليمهم المقرر بأبسط الطرق ،وأكثرها تشويقا دون الاعتماد على الكتاب!.
لكن هذا ليس موضوعنا بل الموضوع الذي رغبت من مقدمتي التطرق له هو سياقة الشواهد على أمور كادت تصبح بديهيات... بل لا يلتفت إليها احد. مثل أعلام النهضة وعطائهم الثر في إيقاظ الشعوب العربية التي كانت غارقة بالجهل والأمية في القرن العشرين . فلو سمع ال الياس بكلام الهمذاني لما صار بين أيدي متعلمي اللغات قواميسهم اللغوية التي فتحت أفاق المعرفة للاطلاع على اللغات الحية الأخرى. 
ولو لم يكن بتاريخنا أعلام النهضة من المسيحيين في كل من لبنان وسوريا وفلسطين ومصر والعراق .. من الذين احتكوا قبل غيرهم بالحضارة الغربية ، فاحضروا المطابع وساهموا بالنشر لما بدأت اي بوادر حقيقية لشعوب المنطقة للتخلص من الاستعمار... والبحث عن هويتها ومستقبلها وان تعثر كل ذلك كطفل يحبو ثم يهرول ويعود فينكفئ ليحبو لأسباب اجتماعية وسياسية من العسير اختصارها هنا. 
البحث في قائمة هؤلاء الأعلام يقود من فقد مروءة الأنصاف وحس العدالة الى أسماء لا يمكنه تجاهلها والتعتيم على حضورها القوي . فباستعراض سريع نجد بان مؤسس المسرح المصري الحديث هو نجيب الريحاني المسيحي من أصل عراقي حيث وضع وزوجته بديعة مصابني اللبنانية و السورية الأصل اللبنات الأساسية لأول مدرسة فنية خرجت الأسماء التي ما زالت روائعها الفنية الى يومنا هذا.
وفي الأدب سجل جبران خليل جبران اسمه في قائمة الأهم بين أدباء وشعراء العالم. ورسائله حبه العذري مع الأديبة مي زيادة سطرت للحب العربي فصولا انضمت لأحلى قصص الحب وأشهرها على مر التاريخ. لن تنتهي قوائم الأدباء والشعراء إذا ما بدأت بها ،ولكن الا يكفي العالم اقصد كل العالم بان العرب يصحون على صوت كروانهم فيروز كل صباح ويتناولونه مع أول فنجان قهوة بكل شهية!. 
إضافة الى روائع الشعراء من المسيحيين ،والكتاب .المثقفين .الفنانين ..هناك العلماء والأطباء . فاليوم يفتخر العالم العربي بالدكتور احمد زويل ونوبله بالكيمياء والحقيقة انه العالم الثاني بعد الدكتور العربي اللبناني الأصل بيتر مدور. حيث حصل على نوبل بالطب عام 1960 فتجاربه وأبحاثه ساهمت في فتوحات لاحقة في علم زراعة الأعضاء ،والارتقاء بالطب،ودوره في إنقاذ حياة الإنسان .
النماذج أعلاه قطرات ندى من سماء حبلى بعطاء لم ينضب من أبناء الديانة المسيحية الحالمة بنهضة شعوبها والعاشقة لأوطانها، والمعتزة بها... وإلا ما كانت لتقدم كل هذا البذل والعطاء السخيين لو لم يكن همها الإنسان والخير له آيا كانت ديانته وطائفته. 
وككل الأحداث التي تتسارع وتتلاحق أصاب العلاقة المسيحية مع باقي الطوائف بأوطانها الكدر. فبروز التيارات الإسلامية المتشددة لم يكن وبالا على المجتمع المسلم الذي راح يحصد أرواح أبنائه ويدعو الى تقييد حريته والعودة به الى الوراء فحسب، بل ساهم بأعماله العنيفة ،واعتدائه السافر على مجمل الحريات والمسيحيين والمرأة .. ساهم كل ذلك الى بروز تيار مسيحي يقارعه العداء بنفس الوسائل والأساليب وان كان إعلاميا على الأقل. 
فرغم تعاطف الكثير من المثقفين مع القنوات التي كرست رسالتها للنيل من الإسلام ونبيه أول الأمر معتبرة ذلك جزء من حرية الرأي الا أنها تمادت لحد الرغبة بنسف كل أسس الديانة الإسلامية بطريقة استفزازية متناسين بان الديانات تشكل الى حد كبير تاريخ الشعوب وفلكلورها وعاداتها وتقاليدها.. ومن المتعذر سلخ الشعوب عنها مهما كانت الأهداف والنوايا طيبة وراغبة بإخلاص بخلاصهم كما يردد المبشرون على الدوام!!.
وراحت رسائلها المتشددة تثير الضغينة بنفوس الكثير من المسلمين، ولأنها قنوات تبث من أماكن أمنة في أوربا وأمريكا ،فهي بعيدة عن المواجهة التي يتلقاها المسيحي البسيط الذي ربما لا يعرف أساسا بوجودها، وتبدو المعارك الطاحنة بينها وبين التشدد الإسلامي تجاوزت كل حدود التجاور ، وتحولت الى استفزاز يبررونه على الدوام بترديد عبارات والاستشهاد بآيات وأحاديث لم يكن ليلتفت اليها من قبل والا ما كان المسيحيون ليحيوا الى جانب المسلمين 14 قرنا ، وما كانوا ليحققوا نهضة ببلدان لم تحيل بينهم وبين إعطائهم زمام القيادة في المجالات التي أبدعوا فيها، ولما وجدت أصلا أرضا خصبة ومعبدة لقبول إبداعاتهم الفكرية والفنية والثقافية والأدبية. 
فلم محمد رسول الإسلام الذي عرف أخيرا بانه من إنتاج مجموعة من أقباط أمريكا 
بعض مشاهده محملة على الرابط التالي 
http://schataly.blogspot.de/2012/09/blog-post.html

...باختصار هو واحد من هذه الرسائل السلفية المسيحية ولم اجد وصفا اقرب منه لنعت صانعيه .فهم اظهروا تطرفا وتشددا لا يوازيه الا تطرف السلفية . فالفلم إضافة لكونه ضعيف . هش .رديء العرض والفحوى ومفكك التفاصيل ، وبدائي الصنع يدل على رعونة وسذاجة ، وسطحية من قام بكتابة السيناريو ـ هذا أصلا اذا كان فيه سيناريو ـ ومن قام بأداء أدواره الإشارات والتلميحات الجنسية التي وردت به لا تليق بمسيحي الشرق والغرب على السواء لأدائه. فكيف يدعون خدمة المسيح والرب ، وهم يؤدون حركات ومشاهد لا تليق بأخلاق وسلوك المسيحي الذي عرفنا عنه دماثة الخلق ، والرغبة بالتحلي بأخلاق المسيح، وتطبيق وصاياه بحب من يعاديه .... وكل وصاياه الإنسانية التي تدعو الى المحبة والسلام.
الفلم لم ينل من شخصية النبي محمد بكل المقاييس. لقد غفل صانعوه عن حقيقة شديدة الأهمية الا وهي ان المبالغة تدفع المتلقي الى استلام رسالة معاكسة لما أريد بثها. لقد دفع الكره بالمتشددين والمتعصبين والحاقدين صانعي الفلم الى الإسراف بالمبالغة في النيل من النبي محمد مما منح المشاهد إحساسا بالتقزز والقرف ، والنفور منه .... فما الذي حصدوه ؟. 

تماما مثلما حصل مع الرسوم الكاريكاتورية انتابت المسلمين مشاعر غضب عارمة. وهل يمتحن المسيحيون المتشددون سطوتهم وقوتهم في هذه المرحلة بالذات بينما تحكم التيارات الإسلامية قبضتها على السلطة في كل البلدان العربية التي غيرت أنظمتها الثورات الجماهيرية مثل تونس ومصر وليبيا. ما الذي تريده التيارات المسيحية المتشددة بعرض فلم لا تزيد عباراته وفحواه عن التكرار الدائم لنفس الحجج والنصوص التي يراد منها تشويه صورة النبي محمد في نظر العالم. ولكن هذه المرة بوقاحة اكبر وان جاء بمشاهد تمثيلية لممثلين هواة لا يتسلحون بموهبة تعينهم على أداء شخوصهم بل كره لا يقبل به الدين المسيحي ولا يدعو اليه بل ينكره ، ولا يحترم حامله والمنادي به.

يتمنى كل محب للسلام اليوم ان لا تتصاعد موجات العنف التي تغذيها التيارات المتشددة في البلاد الإسلامية عموما ،والعربية خاصة. ويتمنى كل إنسان يرغب بالتعايش مع الأخر ايا كانت معتقداته ، وصفاته أن لا تتفاقم المسألة لتكبر ككرة الثلج مسببة أضرارا اكبر ، وتوتر العلاقات ما بين المسلمين والمسيحيين وان كان العدد الأكبر من كلا الطرفين ليس لهم اي ذنب بما حصل ويحصل.
قد يسوق البعض العشرات بل المئات من الأمثلة التي تضع اللوم على المجتمع الإسلامي . من سرعة الغضب. الى تبني العنف. الى الحروب والقتل الدامي بين أبناء الطوائف لا بل أحيانا بين أبناء الطائفة نفسها.... قائمة قد تبدأ ولا تنتهي. لكن رغم ذلك فالأمر هنا مختلف. 
الأحداث الحالية والمشهد السياسي الحالي في اغلب الأقطار العربية لا يسمح بمثل هذا النوع من الإساءة ، ان من صنع الفلم يقود المسيحيين الى محرقة ،ويؤجج نيرانها المستعرة بأطروحات لا تغني المسيحي الشرقي من جوع بحثه عن حقوقه.
لا تؤخذ الحقوق العادلة بإعطاء مبررات للمتشددين من الإسلاميين لإيجاد خطاب يلتف حوله العامة من المسلمين ، ولا يبقى بالساحة احد للاستماع الى صوت العقل والحكمة .
اذا ما استمر التشدد المسيحي فقط رغبة بالتبشير بإنتاج مواد مثل هذه ، رديئة ومباشرة الإساءة فان مسيحيو الشرق وحدهم من سيدفع الثمن . لن يهتم المتشدد الذي حزم حقائبه وأمره على احتقار كل الانجاز الحضاري، والعلاقات بين الشعوب والأديان . واعد نفسه للموت والفوز بحورياته... هذا لا يهمه ما يقوله فرج فوده ولا نصر حامد أبو زيد ولا السيد القمني ولا السعداوي ولا القصيبي ولا ايا من أعلام الفكر . هذا سيخرج للشهادة وهو لا يعرف احد سوى من سلحه لرحلة العالم الثاني منوم فيفجرونه بأجهزة تحكم عن بعد.
بدت بوادر الردود العنيفة الرافضة للفلم على السفارات الأمريكية في كل من مصر وليبيا وقتل الدبلوماسيين ، وتتصاعد موجات العداء وكالمعتاد هناك من سيستثمرها لتحقيق مصالحه الآنية منها والمستقبلية. لكن السؤال الأهم ألان لما كل هذا ؟ . بماذا أفاد صانعو الفلم المسيحية؟. كيف يجوز لهم خلق كل مشاعر الكره والعداء بين الديانتين . من أعطاهم هذا الحق بخلق مثل هذا الجو المسموم والمشحون بمشاعر العداء والكراهية. 
الرسائل العظيمة نبيلة وخالية من نوايا الدمار. ما زالت سمعة المسيحية الشرقية نقية من العداء وداعية للمحبة والسلام أقول الشرقية بعدما لطختها الغربية بحروب وقتال ودمار وظلم وطغيان على مراحل متعددة ليس هنا مجال لسردها. فلما يريد المغامرون تدمير هذه السمعة الطيبة . وتعريض المسيحيين لمزيد من المعاناة في ظل أجواء أصلا متأزمة . فهناك حملات تهجير قصرية في العراق للمسيحيين وكلما امتد تيار إسلامي متشدد ببلد عربي كان المسيحيون أول المستهدفين ان لم يكونوا الهدف الثاني بعد المرأة . فلما يمنح هؤلاء المغامرين مسيحيي الشرق والبلدان العربية على طبق من ذهب لهؤلاء. وختاما هل يبحث صانعي الفلم الفاشل عن مكان لهم بين عظماء المسيحية ممن ساهموا بصدارة وريادة في نهضة الكثير من البلدان العربية هل يبحثون لهم عن مكان بينهم هيهات. الإبداع هو محبة لا يفهمها بالتأكيد صانعو هذا الفلم الرديء.

الغلاف السميك الساموراي


samoray. samurei. samoray
رمية الســــــاموراي وملابسه التقليدية ما زالت تبهر الغربي في كل مكان


الشوارع مليئة بالاعلانات المغرية
الحقائب مكتظة بالكثير من المسليات
الاجهزة واللعب وكل ما يخطر على البال في متناول اليد
والمال متوفر على الاغلب لاقتناء كل ما يريده الفرد او على الاقل الكثير مما يرغب في اقتناءه.
لكن رغم كل ذلك يمكنك مشاهدة شيء اخر هناك



مشاهدة رقم -5-
لايبزك منتصف مارس 2015

تحتل الحضارة الشرقية عاداتها وتقاليدها مكانة خاصة في تفكير الغربي. فيزداد الاهتمام بها يوما بعد يوم.

ليس من قبيل الصدفة انتشار المطاعم الشرقية بكل مكان والاقبال عليها في تزايد مضطرد حتى غدت سمة من سمات الكثير من المدن الاوربية والالمانية منها.

الى جانب استحواذ طرق تناول الطعام والمشروبات على نصيب وافر من المطبوعات .
اضافة الى تفضيل الكثير وممارستها للرياضة الاسيوية وتبني فلسفتها .

الى جانب دخول الطب الشعبي بمختلف مسمياته كمنافس قوي للطب الكلاسيكي، وتفضيل الكثير من الناس له عن الادوية الكيميائية وطرق العلاج التقليدية.مما دفع الجهات الحكومية طائعة او مجبرة للموافقة على فتح عيادات معترف بها لاطباء ومتخصصين يقومون بوصف علاجات تكلف بعض الاحيان مؤسسات الرعاية الصحية الكثير.

والكثير غيره يؤكد مدى تأثير الحضارة الشرقية وفنونها وطبها وطرق تغذيتها في المجتمعات الغربية المتقدمة.


في معرض لايبزك العالمي للكتاب ترى ذلك جليا. هنا معرض صيني حضر لاستعراض التاريخ الموغل بالعراقة لهذه الحضارة المدهشة التي تأبى الا ان تستمر وتتألق في التاريخ الانساني.

وهناك الحسناوات من كوريا وفيتنام يبدعن بفنون مدهشة تفك بعض طلاسم المقتنيات التي نراها في الاسواق العالمية ونعجب من طرق صناعتها.

وهناك ادوات الكتابة والاحبار والرقع التي كتبوا بها اليابانيون وسجلت صفحات من تاريخهم الحافل.

في قاعة اخرى ارتدى بعض الاوربيين ملابس السموراي واعدوا سهامهم ليعرضوا فنون الرماية ويعلموا الزائرين بعضا منها.

مصطحبين معهم كتيبات ومطبوعات تتحدث بالمختصر والمسهب عن هذا المنجز الحضاري الكبير ، وتاريخه المثير.

فتتسارع من جديد ضربات قلبك فالعرب بالتأكيد خبروا مثل هذه المعارض وسبروا اغوارها.ومثلما تنتشر مطاعمهم ومأكولاتهم هنا انتشار النار في الهشيم سيرى الزائر الكثير من فنونهم ، ومنتوجاتهم التي حضرت لدعم اقتصاد البلدان العربية وتروج لها . فتحث الخطى بحثا عن مخرج سريع بسرعة سهام الساموراي الغربي!.

فتنطلق الى هناك حيث المشاركات العربية الحافلة بكل جديد وممتع وثري وخصوصا الخليجي الثري ، قبلة الانظار وقمة الرفاهية.

لن يحتاج الزائر لمعرفة العربية فالانكليزية اللغة الرسمية للعرب فيما بينهم في بعض الدول وخصوصا الخليج، فكيف الحال مع الاخر. وشاشات التلفاز والفضائيات اصابتنا بتخمة ابداعات لا يكفيها مدن لا معارض لتغطية نشاطاتها.
هيا احمليني يا رجلي اليهم . الى اهلي الى حنيني الى ذلك الكم المبهر من الابداع في كل الفنون . والمنتوج الفكري.




و.. للحديث بقية.
-----
Share |
------