------------ --------
Share |

جعفر صديق اوباما






د. شـــذى احمد



فجأة انقطع البريد الالكتروني معلنا عن وصول رسالة إعلامية تخللتها الألوان المتعددة وهي تعلم على الأسماء ، وإشارات واضحة لفقرات تجبر على الانتباه إليها.

الرسالة عرضت فصولا من حرب شعواء بين كاتبين شهيرين تخللت شهرتهما الألقاب والشهادات الأكاديمية مضافا لهذا وذاك الموهبة المميزة في الكتابة والمحاججة والنقد. ماذا إذن كانت رسالة من صديق اعتاد إخفاء آهاته وغضبه ، وأي شعور خاص ومشاركة مجموعته بكل ما بحوزته أيا كان مرسلها وهدفه . تضمنت الرسالة سبا وشتما وقذفا من الكاتب له شخصيا وطردا صريحا يمنعه من مخاطبته.. ثم لحقتها بعد ساعات رسالة الكاتبة التي شتمت ولما حملت كلماتها الكاتب على شتمها، ولان العالم مأهول بالإحداث تعجب جعفر كيف فاتته كل هذه الأحداث ولم يتابعها.
تأمل طويلا الرسالة التي تضمنت كلمات الكاتبة التي أشعلت النار والحرب في نفس الكاتب الذي خانه هدوئه، وراح يشتم بلا رحمة.

أستيقظ جعفر في اليوم التالي وهو يشعر بان الموضوع لا يريد تركه . أنجز أعماله وعندما عاد لأحضان حاسوبه قلب بصفحاته باحثا عن المزيد ليرضي فضوله من المنشور عن الكاتبين عله يقنع نفسه بمعرفة من المخطئ منهما .. قرأ وتصفح وكانت أخبارهما تكفي لتكون مادة لأشهر لا لأسابيع وبينما هو مستغرق في متابعة لقاءات الكاتب وتصريحاته على اليوتيوب تذكر جملا محددة. علها كانت السبب لأعادته أو دفعته لكي يمضي في فضوله وبعثه في صفحات الويب عنهما وتقفي أخبارهما ومتابعة وقائع حربهما الضروس. رجع بسرعة قلب صفحات البريد ، وقرأ..... آه هذه هي تلك العبارة التي استوقفته كما الكثير بل الكثير جدا من الناس عندما يقرؤون موضوعا تصبح اغلب السطور والأفكار الواردة فيه جانبية إلا فكرة أو جملة واحدة معلقة لأنها تلمس وترا خاصا أو ذكرى .
ـ ذكرى رددها جعفر عدة مرات . لقد قرأ لتوه ولمرات دون معرفة السبب لما يقرأ.. الآن عرف ابتسم ثم ما هي إلا لحظات حتى انفجر ضاحكا. تذكر الآن كل شيء في بيتهم العتيق أيام طفولته وصباه.. وأحاديثها تلك الجدة القوية وهي تردد بلا كلل أو ملل قصتها التي أحالتها الى عشرات القصص،وكلها تذكر الأحفاد بالمنصب العظيم الذي تقلدته يوما ما في حياتها كانت خياطة الملكة عالية أم فيصل الثاني ملك العراق .. هكذا صنعت لها فستانها وعدلت من قصتها كم كانت الملكة مهذبة والأميرات في القصر وقصصا لا تنتهي للعجوز التي فصلت قطعة قماش لترتديه امرأة كانت تحمل لقب ملكة.
هذان النجمان في سماء الإعلام يرددان بدورهما قصصا لا تقل تشويقا عن قصة جدته ويفتخران بتعدد مصافحتهم للمشاهير رغم أنهما من المشاهير على الأقل لجمهورهما..ضحك استغرق بالضحك والأفكار تتدافع الى رأسه كأنها شلالات عارمة .. من قال تلك العبارة الشهيرة .... في حياة كل ناجح هناك من يفخر بأنه كان يجلس بالقرب منه على مقاعد الدراسة. الحال هكذا مع المشاهير الكل يتسارع في نقل الأحاديث عنهم والتفاخر بالتقرب منهم وتسطير لقاءاته بهم . وهم لا ينفون ولا يؤكدون فماداموا يذكرون يعني إن شهرتهم مضمونة .

جلس جعفر بعدما مط جسمه، وأدار رأسه تطلع الى أصص النباتات التي على النافذة . انتزع أوراقها الذابلة ودس يده يتفقد تربتها . ثم التفت فإذا به يرى ابنه الصغير يتطلع إليه كمن يريد الحديث معه بادره
ـ هه أنهيت دروسك ؟

ـ كلها رد ابنه وهو يومئ برأسه
تعرف كانت جدتي تجلدنا بقصة صارت حرفية في سردها من كثر ما كررتها حتى وصلت بصياغتها الكمال ..ثم ضحك أراد التماسك فلم يقدر ضحك وعلت ضحكاته، فلم يملك ابنه إلا مجاراته . ضحكا ومرت الدقائق التالية وهما يتطلعان بعيني بعضهما كأنهما يتحاوران ضحكا صافيا. في عبارات متقطعة قال جعفر : كانت جدتي تتباهى بأنها خياطة الملكة عالية . حتى أخر أيامها . لقد ضعف بصرها في أخر أيامها كثيرا . لكنها لم تتوقف عن إسماعنا قصتها وتفاصيل زيارتها لصاحبة الجلالة . كنا نمل بعضنا يهرب ليلعب والبنات كن يتلقين بعد ذلك درسا في فن الخياطة. بعدها تنفس بعمق. نظر لابنه الذي كان يستمع إليه بانتباه شديد وأشفق عليه من مواجهة نفس مصيره مع الجدة، فخاطبه وهو يتصنع التباهي : لو عرفت جدتي اليوم إنني أصادق باراك اوباما وإنني أتلقى على صفحتي في الفيسبوك كل يوم بريدا منه يخبرني بنشاطاته وتحركاته . وان لي الحق بالتعليق على صوره ومبادلته الآراء ربما كانت ..ونظر لابنه يسأله عما يظنه غير أن الصغير ظل صامتا كمن يريد سماع القصة إلى النهاية، فتابع بخباثة: ربما كانت رفعت من أجرها الذي كانت تتقاضاه في خياطة فساتين ملكتها.. وعادا الى الضحك.من جديد. ثم سرح جعفر بفكره بعيدا وهو يقول بمرارة لكن تعرف ما الفرق ما بيني وبين جدتي. هز ابنه رأسه عاجزا . الفرق ربما كان بمقدور جدتي التمتع بمكانتها بين أهلها وأصحابها . وما أنا إلا مثل عشرات الآلاف الذين وجدوا أنفسهم اصدقاءا للملوك والرؤساء والمشاهير تفرحهم لقاءاتهم أو مصافحاتهم. أو حتى خيار أن يكون اسمه معك على النت كما هو حالي مع الرئيس الأمريكي لكن الفرق انه رجل يحكم الإمبراطورية الأولى في العالم .. وأنا لا احل رجل دجاجة . وعادا الى نوبة ضحك من جديد. .



د. شـــذى احمد



شوية عليه وشويه عليك




شذى احمد



تكثر وتزداد الأحاديث الطرق والوسائل التي تلتقي بالنتيجة كلها لتخدم غاية واحدة وهي تكفين المرأة بدواعي حفظها وهي الدر المكنون والجوهر المصون من أن تنالها الأيدي والعيون.

يرصد بعض الكتاب والكاتبات حالات تبدو لشدة سذاجتها مخزية ومعيبة عندما يكن رواتها من الدعاة، والممتهنين الدين ونصوصه.
من هذه الحالات تلك التي حدثنا عنها الدكتور يونس حنون في مقاله ...غض بصرك تصبح مليونيراَ. حيث يلف ويدور الشيخ لكي يقنع جمهور المستمعين من المسلمين البسطاء الذين لم يسبق لهم الاطلاع على طبيعة الحياة لا في أمريكا ولا في بلاد غربية عموما بان النساء مبتذلات والاغتصاب هو الشغل الشاغل لرجالها وتغتصب حسبما جاء في المقال أمرآة كل ثلاث ثوان.. زمن قياسي كيف يصدقه مجنون قبل العاقل.
إن الهدف من مثل هذه الأحاديث وتداولها يوميا يبدو بالظاهر هدفا تربويا. لكنه في الحقيقة هدفا تبريرياً يريد من خلاله أولئك الدعاة من الشيوخ الإيحاء بسعة معلوماتهم وصدق رسالتهم وصحة النصوص التي يجب أن لا تناقش وإلا فان النتيجة ما نراه في بلاد الغرب.
يذكرني المقال بحادثة عشتها ولم اسمعها من احد الدعاة في إحدى القاطرات حيث صعدت شابة مبهرة الهيئة ترتدي ملابس متميزة يمكن وصفها باختصار بتنوره قصيرة للغاية ومعطف طويل جدا ولو أضفت .. كانت فارعة الطول ينطبق عليها الوصف الدارج كأنها ناقة أو منارة كما يحلو للعراقيين تسمية الفارعات فستعرف لما أدارت عنق كل من كان متواجدا يومها في القطار ولم تترك شبرا من ارض الصبر في نفوس من رآها منهم إلا وأحرقته بجمالها وفتنها وحضورها الملفت . لما جلست انحسر معطفها جانباً فانكشفت سيقانها المتناسقة الطويلة لتربك ريشة مايكل أنجلو الذي كان سيحتاج لساعات حتى يستعيد هدوءه واضطرابات قلبه قبل بدأ عمله في تخليد لوحة على هذا القدر من الروعة.
احدهم لم يصبر وسأخيب ظن زميلي يونس حنون وأقول انه أجنبي مليون بالمائة أشقر مثلها ولا يقل عنها وسامة ربما رأى نفسه كفؤا لها لكي يعلن بأنه نظير لهذا الجمال المتفرد. تحرش بعبارات هامسة ورأس يرتفع وينخفض كمن يجس نبض الخصم وردود فعله. فما كان منها إلا أن رفعت إليه رأسها قائلة بنبرات حادة قاطعة كل طريق للمساواة أو لإطالة الحديث غير المجدي على الأقل بالنسبة لها: أصمت ..أم تريد العقاب .
ماذا حصل الجلوس صامتون كان على رأسهم الطير . الفارس المغوار نكس رأسه ولم يرفعه والمعطف لم يسحب ليغطي عفوا اقصد ليطفئ نيران استعرت في قلوب شباب كانوا يعيشون في أمن وسلام في ساعة الصباح تلك . لم يحصل كل ذلك مضى القطار من محطة الى أخرى ونزلت الفارعة في محطتها وظلت تحرسها أيائل التحضر ، والحرية التي كفلها لها مجتمع يعتني بالكثير غير جمالها من بناء الى ثقافة الى تقنية الى تصميم الشوارع الى تنظيم الطرق والمواصلات مرورا ببناء محطات للوقود النظيف والطاقة الشمسية . بناء المصانع والمعامل إنشاء مركبات تسبر غور الفضاء . معالجة مشاكل البطالة التكافل الاجتماعي متابعة الأحزاب السياسية والحرص على معرفة الممولين لحملاتهم الانتخابية حماية تراث البلد و.. عشرات الملايين الأخر من الاهتمامات التي تفوق إن لم يسبق بعضنا الهاجس الشرقي فيقول يوازي بجماله وروعته ومتعته ساقي ناقة باهرة الجمال .
إن من يكفن المرأة وترتعد فرائضه لما يبدو منها ويسيل زبده مسكين يشكو تشوها خلقيا فاضحا في فقرات عنقه منعه من أن يرتفع برأسه ليرى بان في الحياة الكثير الذي يستحق اهتمامه والعيش من اجله. كل ما عليه فعله الابتعاد قليلا من كهوف الشهوة والشبق والرغبة المريضة بالجنس الى اهتمامات أعمق تعطي لباقي خلاياه وأعضاءه قيمة على الأقل موازية لتلك التي يمنحها لشهوته. عليهم تعليم الرجل في الشرق سواء في البلاد العربية أم الإسلامية بأنه لا يقل فتنه وجمالا وسحرا عن المرأة وانه ليس ظلاً يتبعها بل عليه أن يكون شمساً تنشدها هي أيضا. لم يخافون ذلك ربما كي لا ينقلب السحر على الساحر ويظهر من يقول ماذا عن مظهر الرجل وأناقته وجمال طلعته وحسن هندامه. الرجل بدوره يفتن المرأة فهل يظن واضعي النصوص والمحاضرات الأخلاقية الطويلة والخطب إن المرأة من حجر لا يحركها الرجل فلما لا يترتب عليه ما يترتب عليها هذا سيضع الحجاب ودعاته في محنة قاسية لكن الواجب يقول إن الحياة تتطلب الاحترام والتقدير بين الاثنين فلقد مللنا من قصة الذئب والغزال صرنا نسكن المدن المتحضرة ولدينا قوانين عليها تنظيم سلوكنا والرجل صار يشغله الكثير ويستثمر وقته في انجازات مهمة غيرت وتغير مجرى الحياة ولم تعد الأنثى واغتصابها همه كما كان في العصر الطباشيري لبني البشر. على اعتبار إن العصر الطباشيري تسميه خاصة بالديناصورات . وقفة ذكية وتستحق التقدير من كتابنا وكاتباتنا الواعين وهم يرصدون مثل هذه الحالات،وتتناولها أقلامهم بالتحليل كي يعرف الناس حجم الأضرار التي تلحق بحياتهم جراء سيطرة مثل هؤلاء الدعاة المبالغين وحجرهم لإرادة الإنسان البسيط ، وتغيب وعيه. علهم ينجحون في إيقاظ السبات منهم والمغيبين . ثم لتصدح الشواطئ بعدها بلحن عذب فتردد الحناجر المعافاة من وباء الهم الجنسي الأوحد بأغنية رقيقة تقول كلماتها..
ما تخليش الدنيا (الدعاة ) تلعب بيه وبيك
خلي شويه عليه وشويه عليك.

د. شـــذى


2010 / 10 / 3

رضعوا وما خلوه يرضع





شذى احمد



صالح الحمداني كاتب عراقي ساخر.. تتسم سطوره بالبساطة واللمحة الذكية ومع هذا تقطر مرارة واسى على ما إل إليه حال العراق والدمار والتمزق الذي يعيشه من بداية الاحتلال الى يومنا هذا.
في مقالته المعنونة ب .. نعله على عرضك حمودي يروي لنا الحمداني يوميات جندي عليه واجب تأدية الخدمة الإلزامية والمعاناة التي يمر بها ولا يلتفت إليه احد ، يطلعنا على مشاعره الدفينة واشتهائه للحب بطريقة لا تخلو من براعة وحلاوة تتميز بها سطوره . باختصار يصور رحلته من بغداد الى الموصل حيث مكان خدمته ومشاركته الرحلة شابة جميلة ترضع صغيرها.. ولأن الصغير عنيد فإنها اعتادت كما يبدو على تهديده بالقول: "حمودي .. ترضع لو أخلي عمو يرضع !!"يتلقف (الجندي ) الذي تكالبت عليه الصعاب والمصائب التهديد بمزيج من الأمل والفرح وينتظر بفارغ الصبر أن يعاند حمودي وهو الرضيع ويصدق الملاك وهي السيدة الشابة كما وصفها في وعيدها!. لكن حمودي كان يرضخ لإرادة أمه فما كان من الجندي في نهاية المشوار وهو يغادر الأزبري كما اعتادوا تسمية مثل هذا النوع من السيارات في كراج الموصل إلا أن يلتفت الى حمودي بلوعة قائلا" نعله على عرضك حمودي، لا خليتنه نرضع .. ولا خليتنا ننزل بتكريت!!".
ويسترسل قلمه ليطول باقي القائمة في لعناته فيدون.......

نعله على عرضك بريمر: لا أنت حكمت البلاد كمحتل، ووضعت لنا دستورا ً– كما فعلتم في اليابان المحتلة – ولا أنت سلمت الأمور بيد حكومة انتقالية تضع دستورا ً وتدعوا لانتخابات، ولا (ظلينا على بنيان أول العام !) .
تركتنا بيد الجماعه يتعلمون برؤوسنا فن الحلاقة، وذهبت إلى واشنطن دي سي! لتلعب الغولف وحدك، وبقينا نحن هنا يتدرب علينا مجاهدو القاعدة ومن خلفهم عزت الدوري وقاسم سليماني وأسامة بن لادن على (فن دخول الجنة ، والزواج من 72 حوريه في ليلة واحده ، بدون استخدام الفياغرا أو الدبس وراشي!) .


عند انتهائي من قراءة مقالة الحمداني ، واستماعي لزفراته ، ومشاركته الأسى أظن بان بريمر رضع حتى الشبع هو ومن أتى بهم ، وان من حرم نعمة الرضاعة من ضرع أمه الوطن هو العراقي لأنهم ما خلوه يرضع.. بل ضرجوا ضرع الوطن بدماء أولاده. مسكين العراقي لم يعد حقلا لكل اللاعبين بقدره كما سطرهم قلم صالح الحمداني يرتع منه كل من هب ودب ويحقق به إغراضه سواءا الذين ذكرهم أم الذين لم يذكرهم مقاله ولهم أطماع في العراق لا تخفى على احد وفي مقدمتهم كما اصطلح على تسميته دول الجوار،ومن يعمل لها في العراق فحسب بل صار ضرعه حكرا على من يرضع بلا رحمة حتى الشبع، ثم يدير ظهره مغادرا دون كلمة شكر ، أو امتنان لان وقته لا يتسع وقد صار لتوه من أصحاب الثروات الطائلة والعقارات الفخمة في بلاد الغرب وعليه رعايتها.

إن الوازع الأخلاقي يفترض بالأمريكان أن يتحملوا مسؤولياتهم إزاء البلد الغارق في الاضطرابات والفوضى وعدم الاستقرار , وان يساهموا في إعماره مثلما كانت لهم اليد الطولى في دماره. عليهم الدفاع عن سمعتهم ،وان يكونوا أوفياء لآبائهم الذين أعانوا أعدائهم في الحرب العالمية الثانية اليابان وألمانيا وأعادوا بنائها وساهموا في نهضتها. عليهم تقديم المساعدة للعراق بشكل صحيح وليس صوري كما تطالعنا شبكات الأخبار ، فليس انسحابهم بكافي وليس كلمات الإطراء التي تشيع بان العراقيين قادرين على تحمل مسؤولية امن بلدهم وحدها بكافية لكي تعيد ما سحقته ألتهم الحربية وجحافلهم التي زحفت الى العراق واحتلته.
سيرد علي متحدث باسمهم ساخرا.....لكنهم ضحوا لأعمار العراق ما يقارب ال600مليار دولار حتى عام 2008 ،ولم يتم بها اعمار وبناء البلد بل سرقت بحسب المتحدث الأمريكي كما نشر في تحقيق معد فياض المنشور بعنوان ((7سنوات أحالت بغداد الى خراب...)) قد يكون ذلك صحيحا. لكنهم كانوا بطريقة مباشرة سببا في سيطرة الجماعات الفاسدة على مقاليد الحكم .
حتى تصرفاتهم التي اتصفت حينا بالا مسؤولية، والأخرى بالأمر الناهي ليست من الحكمة بمكان. عليهم أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث بحكم دوائرهم التحليلية وقدراتهم السياسية وباعهم الطويل في حل الأزمات العالمية للمساعدة في إيجاد أفضل الحلول للازمة العراقية ودعم القرار الصحيح . فلا يعقل أن تلعب الإدارة الأمريكية دور الحمل الوديع أخر الأمر وهي المحتل الذي تلطخت صفحات احتلاله بالأخطاء الكبيرة من فضائع السجون الى سوء التعامل مع الشعب المحتل والأزمات، فتدعي فجأة بأنها ضيف طيب ومهذب يرتدي بدلته الأنيقة ليرقب اختيار الشعب .. ذلك الذي لم يبقى منه القادر على اتخاذ القرار بسبب الإرهاب والقتل والتشريد.
على إدارة الرئيس اوباما مسؤولية أخلاقية لا تقل أهميتها عن وعوده بتنفيذ أجندته الانتخابية تطلب منه إعانة الشعب العراقي الذي تسببت إدارة سلفه في معاناته الحالية .وان يسجل في السلم انتصارا يستحق أن يذكر له.



2010 / 9 / 30

خسارة الفوز









على بعد عشرات الكيلومترات صرخ عالياً... لقد حطمتني أفعالهم ،وأحبطتني دناءتهم إن قلبي ينزف ألما كل هذا الحقد والكره والقسوة أين خبئوا كل ذلك .. كنت أحسب في مجالسنا أحاديثنا خواطرنا.. ما كنا نتحدث عنه، واختلافاتنا كلها سحب تحلق في سماء الأفكار وتمضي، أما أن تكون أسنة رماح تصيب مقتلاً فذاك ما لم يخطر ببالي.
راحت تستمع له ولأوجاعه وبدل من الاسترسال استوقفته: تعرف أريد الصراخ بدوري بالذين ألموك .. فأقول لهم .....ما زال هناك متسع من الوقت يكفي لكي تتوقفوا . لا زال هناك أملاً كي تعبروا الى حيث الحياة بدلا من سراديب الموت المعتمة. فالذي يصرخ غاضباً يحب. ذاك من يستنزفه الوجع يضمر عظيم المشاعر بقدر الإصابات البالغة التي تركتها طعنات من أحب في نفسه. أما عندما تمر كل تلك الوجوه والأسماء مرور الكرام ، ولا يثيرنا من تهريجها وأحاديثها وتدبيراتها. لفتاتها تلميحاتها الخبيثة ودسائسها البشعة شيء. يعني إن مكانهم قد تهدم في نفوسنا ولم يعودوا يملكون شيئاً يفتخرون به في أعماقنا.

الكراهية مشاعر تتطلب طاقة مضاعفة لأنها تشحذ كل همتها من خلايا صاحبها الصحيحة تفخخها بالسموم وتحجز على كل المشاعر الايجابية وتغلق نوافذ النور والتواصل وتمضي في عتمة حالكة حتى حوافي الهاوية.

تحتاج الكراهية الى جرأة وإرادة سلبية متميزة حتى تقتل صاحبها قبل إيصال جرثومتها الى الأخر. تحتاج الى حظ والى حاضنة للفيروس بمراحله المتعددة من التخطيط والتدبير الى الإعداد ثم التخزين وبعدها التنفيذ. تحتاج الى فقع عيون الحقيقة لتحرمها نعمة وحرية الرؤيا. تحتاج الى بسالة لاقتلاع أضراس سليمة كي تتمتع بوجع الخواء في فك يسيل دمه بلا سبب.

كم باهظ ثمن الكراهية.أثمن من قتل ساعات الصباح في عتمة الحجرات،و الستائر الثقيلة مسدلة تحجب أشعة شمسه.فهناك من يقضيها مفكرا بوسائل هدفها النيل منك ومني.

أثمن من راحة الحاسدين وقد غادرتهم عند سماعهم ورؤيتهم الضحكات المجلجلة على شفاه الفرحين بمن يشاركونهم هم اليوم و أنس الليل.

ربما بثمن الوقت الذي يهدره من يفتح كتاباً أي كتاب في أي موضوع، وبدلا من قراءته يجهز سليط لسانه لكي يلعن كاتبه وناشره ومصممه وبائعه.

ربما بثمن ساعات من يزور مواقعنا الفكرية ولا يملك إلا تسديد فاتورة حقده ولؤمه ومتطلبات وظيفته وهو يشتم هذا ويقذف ذاك ويسفه هذا ويلعن ذاك دون الالتفات لروحه العطشى الى التعلم ومعرفة ما يكتب والتأمل بما يكتب

ربما بثمن احترام المرء لنفسه وإنسانيته وإنسانه الذي سيواجهه في أول خلوة سيخلوها مع نفسه بعد لحظات من ابتعاده عن الآخرين .. عند ارتكابه للحماقات فيعتصر قلبه ويسقط في هاوية الإحساس بالخسة.

ربما هذا الثمن الذي من الصعب على البعض تقديره، لكن بمقدورهم تجنب خسارته .

كي لا يمنى بفوز حصيلته ريح صفراء من الإحساس بالنفور منه، ومما يبثه من سموم الكراهية ورفض الأخر وعدم القدرة على التواصل والتعلم والفهم والتصرف بحضارية ورقي ..



هل يعلم البعض إن الوقت ما بين غضب الآخرين منهم لسوء سلوكهم، وعدم مبالاتهم أثمن الأوقات وعليهم عدم إضاعته بالتفكير والتخمين بل استثماره كي لا يجبروا لدفع ثمن الكراهية الغالي حيث لا يفوزون بعده إلا بالخسارة.

أسباب كتابة المقال

ـ محاورة بين الكاتبة و احد المع شعراء العراق ولوعته مما اعترى البعض من تحول في السلوك .
ـ تعليقات بعض القراء غير المهذبة على بعض المقالات،والتطاول على الأقلام المثابرة والرصينة في محاولة لدفعها للتخلي عن مبدئيتها والاقتصاص منها ربما لأسباب شخصية كتصفية حسابات، أو وظيفية كان يكون المعلق يؤدي وظيفته لخدمة الجهة التي استخدمته للإساءة لكتاب ومتابعي الحوار المتمدن.
ـ المحاولات المحمومة التي لا تكل ولا تمل للنيل من الكاتبات في الحوار وقد شاركتني بعض زميلاتي في الحوار هذه الحسرة وما تعرضن له من إهانات وتحرشات مخجلة سببها السلوك الأهوج البدائي الذي لا يقيم للفكر أي وزن.
ـ بحثت لموضوعي عن محور يناسبه فوجدت بان الحوار المتمدن وضع محور الأدب والفن في رفوفه الأولى ، فهل يستوعب العابثون هذا المعنى ويغترفوا من بعض الأدب والفن الذي يزخر به هذا الموقع الفكري. أم تراهم لا يستميلون إلا التعليقات المخجلة ،ولا يستحلون إلا طعم الشتم والسب والقذف كأنهم ما خلقوا لغير ذلك .

د. شــذى


2010 / 9 / 27


-----
Share |
------