------------ --------
Share |

لاحياة لمن تنادي



الاستحواذ والاستبداد بالسلطة صفات يكتسبها الحكام عندما تقسو قلوبهم وتصبح ارادتهم هي الواهب العاطي ويصبحوا فوق البشر فيحكمون بالنار والحديد وكذلك عندما يستسهل الشعب النفاق ويكثر التملق والخنوع تماما مثلما يحصل اليوم في العراق. رغم كل ما عاناه ومر به من قهر ودمار فاصبح لقمة صائغة في فم الاطماع الخارجيةولاصحاب المصالح في تقطيع اوصاله والقضاء عليه والاستحواذ على ثرواته. الرسالة التالية التي توصلت اليها عندما قرأت نبأ وفاة عز الدين المجيد قريب الرئيس العراقي سابقا صدام حسين ذكرتني بذلك كله عل من يقرأها هنا يفكر بما افكر به .. ترى هل كان تنازله عن السلطة سينقذ العراق .. اثنان قالا له باخلاص ابن عمه الذي ذبح كل عائلته ببرودة دم اطفاله الاربعة وزوجته اي قلب والشيخ زايد الذي رحل وكان يأمل ان يسمع صدام لكنه كان يسمي كل من يخالفه الرأي خائنا. ترى هل ما زال البعض يجد صدام على حق ما رأيكم
يقول الراحل عزالدين المجيد
ليطلع العراقيون على مواقف أبنائهم
نص رسالة عز الدين المجيد إلى صدام حسين قبل أشهر من الاحتلال

أدعـــوك لأن تزهـــد بالدنـيا والســـلطة
وتترك العـراق لأبناء شـعبه لا للأجنبي
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تَحسبن الذين يَفرحونَ بما أوتوا ويحبّون أنْ يُحمدوا بما لمّ يفْعَلوا فلا تحسبَنّهمْ بمفازةٍ منَ العذاب ولهمْ عذابٌ اليمْ)
صدق الله العظيم
إلى / السيد الرئيس صدام حسين المجيد
بعد التحية
ما كنت أتوقع يوماً أننا سنتحادث أو نتخاطب مباشرة بعد ما حدث وما شهده العالم أجمع من حمّام الدم الذي سالَ داخلَ العائلة. وبعدما حملتُ حزني وأسفي معي مطعوناً بخسارةِ فِلذات كَبدي الأربعة وعائلتي على يديكم ورحلتُ إلى بقاع الله الواسعة. ولنْ أتوقعَ أنْ تحظى رسالتي هذه باستجابةٍ مباشرةٍ من سيادتكم لما أعرفُهُ عنكمْ من عِنادٍ في هذه الأمور.
غيرَ أنّ الحقيقة التي فيها هي فوقَ كلِ تصرّفٍ وسلوكٍ سيؤدّي بالعراق وشعبه إلى مصير غامضٍ إذا ما وقعت الحرب ضدّ العراق لا سمح الله.
السيد الرئيس
لقد علّمْتَنا مذْ كنّا صغاراً سبيلاً لا سبيلَ غيرها هي حبُّ العراق وحب شعبه وانّ كلَّ منْ يخرجُ على إرادة العراق فهو خائن وأنَّ كرامة الفرد من كرامة المجتمع والعكس كذلك، وقد تربيّنا على تلك الأفكار حتى كبرنا ووقفنا إلى جانبكم وعشنا في ظلّكم حتى تبيّن عكس ذلك، وحتى رأينا أنَّ سفينة العراق تقودها الأهواء والأعاصير ولا تقودها الحكمة، وأنَّ كلَّ من صفقوا للقبضة الحديدية والغزو والحرب إنما كانوا يصفقون في احتفالات ذبح العراق وشعبه، حتى وصلت الحال إلى ما وصلت إليه الآن.
السيد الرئيس
أعلم واعلموا معي أنّ الأمر الآن بلغ مبلغه، وأنّ كلَّ خطوةٍ يخطوها سيادتكم لن تجدي نفعاً، لأنّ إرادة أعدائكم ستمضي إلى ابعد من النقطة التي تخشون أن تصل إليها يوماً. ولا مخرج الآن سوى المزيد من الدم والموت، سيكون مصيركم ومصير العائلة بأجمعها في دائرته ووسط حرائق لا آخر لها داخل العراق.
لقد تيقنا من ذلك تماماً.. ولذلك أقول قولتي هذه أمام الله وأمام العراقيين جميعاً وأمامكم واضعاً جنباً مأساتي الشخصية وما ألمّ بي وبعائلتي.
السيد الرئيس
إن شعب العراق الذي أغمضتم أعينكم طويلاً عن معاناته، شعب العراق الذي عرفت شخصياً كم من المآسي لحقت به وكم من الألم والحيف والحرمان يكابد داخل العراق وخارجه، إن شعب العراق الكريم هذا يستحق الاعتذار حتى إن لم يقبله. ويستحق التفكير والتضحية حتى وإن جاءت متأخرة. ويستحق لحظة صدق مع النفس ومبادرة شرف وموقف رجولي ولو لمرة واحدة من أجل انقاذه مما يمكن أن يلحق به من دم ودمار. وعليه أدعوكم بكامل الإخلاص إلى أن تنقذوا أنفسكم والعراق وشعبه من المأساة القادمة وأن تزهدوا بالدنيا والسلطة وتفوزوا بقولة الحق، لتتركوا العراق لأبناء شعبه لا للأجنبي، وأن تقطعوا الطريق على أية مؤامرة ضد العراق ومصيره بأن تضعوا حداً للمآسي التي بدأت منذ استلامكم السلطة والتي يبدو أنها لن تنتهي.
السيد الرئيس
إنها ساعة الفصل وساعة الحقيقة تدفعني الآن إلى توجيه ندائي هذا لا طمعاً في شيء ولا خدمة لأحد سوى خدمة شعب ضحى أكثر مما يجب وعانى أكثر مما ينبغي، ولم يعد بحاجة إلى سياسة تعرضه للمزيد من الهلاك والحرائق بل إلى حكمة تطفئ نار أعدائه وتترك مصيره مستقلاً بين أيادي أبنائه.
السيد الرئيس
أوجه كلماتي هذه لثقتي بالله أولاً وأملي بأن تكون بعض طروحاتكم عن أمن العراق وسلامته وشعبه ذات رصيد يوماً ما. إنه نعم المولى ونعم النصير.
(ربّنا إننّا سمعنْا منادياً ينادي للإيمان أنْ آمِنوا بربّكِم فآمنّا، ربَّنا فاغْفِر لنا ذنوبَنا وكفّرْ عنّا سيّئاتنا وتَوَفَّنا مع الأبْرار)
صدق الله العظيم
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الموقع الشخصي للراحل عز الدين المجيد
ezaldinalmajeed.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

-----
Share |
------