------------ --------
Share |

الكتابة تأخذنا للمدنية




الكتابة هي سلاح ممتهنيها ، وهي وسيلتهم وغايتهم في الحياة . لطالما تقاذفت الكاتب قبل القارئ اسئلة تتناول جدواها وسبلها طرقها ضوحها وغموضها. قوتها وضعفها. وفي كل انواعها من مقالة الى دراسة الى شعر أو نثر .. وغيرها من انواع الكتابة.كم منا قرأ كتبا وما ان اتمها حتى تسائل ماذا اراد الكاتب ان يقول لم اعرف. او قرأ مقالا او دراسة في اي حقل معرفي ولم يلتقي مع كاتبها فيما خلص لقوله. بعضهم يكتب الغازا ،والاخر يكتب على حبال الاحداث دون ان يقفز الى اي منها .والاخر على العكس منه يصرخ ويتوعد ،ويزمجر فتتركه وتذهب وقد صم أذانك بما لم تفهم منه شيئاً لا بل من المكرر الذي لا يريد ان يغيره.
ولأن القارئ ينسى في خضم انشغاله بموضوع الكتابة بان الكاتب مثله انسان يخاف،ويخشى ويتعاطى مع المواضيع بحساسية وحسابات فانه لا يلتفت الى خلفية الكاتب ويعتبر ان ما يكتبه واقع حال عليه التعامل معه وينسى الكاتب. بعض الكتاب يسيرون ومعهم شرطة الحذر من ان يفقدهم ما يكتبونه مصادر رزقهم. والبعض الاخر يخاف بشدة سطوة المتشددين التي راحت تشتد وتقوى على حساب أمن واستقرار شعوب الارض،وفريق اخر يكتب ليكسب بكتابته مجدا بالرمزية التي لا يمكنك فك طلاسمها في اي حالة من الاحوال. فهو قد فرغ لتوه من قراءة كتاب اكثر استغراقا بالرمزية من كتاباته واراد ان يستعرضه عليك. هل تستغرب بعد ذلك عزوف الناس عن القراءة وابتعادهم عنها . وانشغالهم بالطرب حيناً والتدين حيناً اخر !!. لان الخطاب هناك واضح الاول بسيط ساذج لا مشقة به يثير غرائزهم ،ويحلقون في دنيا الاحلام والنجوم ،والثاني يثير مخاوفهم ومشاعرهم الدفينة من النهاية فيحلقون في احلام الفردوس الذي بالمناسبة حدثنا عنه الكاتب شامل عبد العزيز في مقاله..
()http://www.ahewar.org//debat/show.art.asp?t=0&aid=208911

وكيف ان الفردوس ستكون المسكن الاهدء والاريح والدائم لهم. فما شأنهم والغاز الكتاب واحاجيهم وهم قادرون على ضمان الجنة والتحليق ايضا مع النجوم.

الادهى هذا التعالي الذي تلمحه اذا ما استرقيت السمع خلف الكواليس من قبل بعض الكتبة على الاخرين وكانهم لايشبهون احد ، وسخريتهم من بعضهم البعض وبدلاً من احترام كتابات الاخرين والتعامل معها ومع ما تقدمه باحترام تجدهم يحلقون بدورهم في فلك النجوم كانهم الكواكب المتفردة في فن الكتابة والتي لا يقترب منها احد ولا يضاهيها احد في الروعةوالابداع.

كل هذا خطر ببالي وانا اتذكر احد الكتاب العرب وهو يتحدث ذات مرة مع زميل له ،كنت استمع لكلامه، وقد ورد ذكر كتاب من بلدي فقال هكذا مرة واحدة بلا حياء ..من اين لهم كتاب.. يا اختصر تاريخ بلد بكامله لانه كاتب جيد بعبارة وقعها كالصاعقة .. اين ذهبت عشرات الكتب التي قرأها هذا الكاتب ،الم تعلمه بعضها ان لم تكن كلها معنى التواضع واحترام الاخرين . اي غرور واي تعالي ،واي رسالة قبل هذا وذاك سوف يوصلها لنا كاتب مغرور يتمايل خيلاء بنفسه مثله.
وكذلك الحال وهذا مقتل اخر مع كتابات المرأة وكيف ينظر لهاعلى انها محاولات ايصال الصوت الانثوي فحسب. رغم بروز الكثير من الكاتبات والاديبات اللامعات واللاتي اثبت كتاباتهن بانهن لا يقلن كفاءة عن كتاب وادباء اقران ..خذ شعرا مازال الجدال مستعرا من اتى بالحداثة للشعر العربي نازك الملائكة ام بدر شاكر السياب. وكذلك دورها ومشاركتها في الميادين الادبية الاخرى .لكن هل كل القراء يتلمسون ذلك الجهد ،ويقيمون تجربة المرأة في الكتابة بجدية وموضوعية مثلما يفعلون مع تجارب اقرانهم. وقد تكون المرأة اصدق في بث همومها ،والتحدث عن مصاعبها. فتقمع بان عليها ان لا تؤطر نفسها بادب او جنس ادبي يسمى نسوي .. يعني المقابل ليس جنسا ذكريا لينادي بالعدالة ،والخروج من الخصوصية الجنسية للكتابة !
ارى مثل هذه الدعوات بالمناسبة لؤما واضحا لتمويع شخصية المرأة والغاء خصوصية تجربتها ،فهل قيل لرجل مثلا عليك ان لا تكتب من واقع كونك رجل !!؟.. اعرف لما اتسعت عيناك دهشة ،واراك تقول لي : اذن من انا يابعد عين أمك!؟ . فلم التعالي على المرأة والنظر لكتاباتها وجلدها بمسح هوية ما تكتب. وبالنتيجة تواصلا مع موضوعنا الاول وهو الكتابة ينظر لها المتطرفون ابداعا على ان تجربتها في الكتابة ما زالت في البدايات !!. لااحد يعرف اي بدايات

الكتابة فن لا يعرف جنس ولا شكل او لون ..قد يكن حملة النياشين والجوائز العالمية التي هي ليست بالضرورة مقياساً للابداع ،ولكنه يعكس بعض مؤشراته قد يكن حملتها من الرجال اكثر ،ولكن هذا لايدل على ان الرجل افضل من المرأة بالكتابة وفنون الابداع بل اكثر حضورا.فهناك مليون سبب وسبب يعيق المرأة من غزارةالانتاج كما الرجل .

ثم ان الكتابة هي للتربية والتهذيب والتثقيف والتقدم بالانسان والاخذ به الى الحضارية والمدنية وليست للتعالي والتكبر والغاء الاخر مثل كاتبنا الذي الغى اقوام من الكتبة واطلق احكامه جزافاً بان البلد الذي اوجد الحرف بلا كتبه ...ربما لان مقاله الذي كتبه يومذاك كان قد اعجبه اكثر من اللازم .
لنا لقاء.

د . شــذى احمد

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=217444

shathaah@maktoob.com
العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31
المحور: المجتمع المدني

شكرا لجمان







تحية وتقدير لاسرة جمان ولما تقدمه من خدمة حقيقية للفكر والاعلام العراقي خاصة والعربي عامة. وما تقدمه من فرص لكاتبات وكتاب مهمين بينهم ادباء وشعراء وعلماء وباحثين يغنون حياتنا الفكرية بالكثير. وبدوري اشكر الحفاوة التي تبدو مبكرة جدا من قبل الاستاذ القدير الدكتور عمار الذي خصني بها وكان قصدي وحده في مرحلة الاعداد الاولية ان اشاركه وجهة نظر خاصة في موضوع. لكنه مثل طيبته يتحمس للاخرين ويقدم لهم ما يخجلهم على الدوام تحية قلبية للمجلة التي اثق بان مستقبلها زاهرا لما لا ويديرها عالم جليل وان كان في ريعان الشباب. مزيد من التقدير للمجلة الواعدة جمان وشكري الذي يتواصل بكل موضوع معها
http://www.juman.eu/

اصابنا الاعياء






كل يوم والاعلام والمؤسسات الفارغة الا من الربح الاعمى تتندر علينا بما لا يعد ولا يحصى من الاحصائيات والنتائج غير المجدية لاستفتاءات عقيمة لا تغني من جوع . فيقومون بتوزيع استبيان ـ هذا ان تم بالفعل الله اعلم ـ على مجموعة عشوائية لا تزيد اعدادها في احسن الحالات عن بضعة الاف ابالغ اليس كذلك ؟ . لسؤالهم من تحمل اجمل ابتسامة . اجمل امرأة . اجمل تسريحة شعر. الاكثر اناقة. الاكثر اغراء. ال .. ال .. الى ما لا نهاية من الاستفتاءات التي تتفتق عنها قريحة من يرغبون في تسيس الاعلام حيث التفاهة والسطحية والربح السريع ويبرمجون عقول المراهقين والشباب لما يحقق لهم اعلى نسب من الارباح والعوائد المالية .


فالموضة لا غنى عنها في اوساط المراهقين من سن الثانية عشر حتى مراحل متقدمة من الشباب. وهم عبيد اي صرعة من نوع الهاتف الى قصة الشعر حتى لون ونوع الحزام واحمر الشفاه. وهذا كثير لكنه واقع الحال في كل المجتمعات المتقدمة منها وغير المتقدمة.

والغريب في الامر ان الناس تنساق كبارها وصغارها وراء هذه النتائج غير المعروفة والمؤكدة وان كانت مؤكدة فما يعني اين يقول الف او الفين بان براد بيت الرجل الاكثر اثارة بالعالم من بين قائمة تضم عشرة تنتهي بساركوزي مثلا !!!!.
ماذا يعنينا ان كانت خصلات شعر هايدي كلوم قد صففت لتبدو شبيهة لمستشارة المانيا واي عزاء لها بذلك . او اذا ما كان توم كروز او مايكل جاكسن منحرفين جنسيا.

ان هذا الاعلام امضى فتكا بكل محاولات الاصلاح والتجديد وبناء الفكر الانساني واعتى من الموجات المتطرفة الظلامية لان الثانية يردعها من التغلغل في نفوس الناس والنشئ الجديد المصير الاسود الكريه الذي يؤول اليه اكثر اتباعها ثم لان النفس تعاف من الاستماع الى زعيقهم العالي. اما هذا الاعلام غير الهادف الذي يسرق منا كل الخيارات وابنائنا على وجه الخصوص ويهدر ثروات الشعوب فانه يندس ببريق الوانه البهلوانية ومعسول كلامه ونظراته البريئة التي لا تسأل فقط تندس وتمضي في طريقها وهدفها الى عقول الجميع وجيوبهم.
صار من العار ان تحمل هاتفا خلويا بموديل قديم لان ذلك علامة من علامات التخلف. ومعيبا ان تذهب الى الحلاق ولا تقص شعرك وفق اخر صرعات الموضة لان ذلك تحجر وخروج عن الصف.
مخزي على الفتاة ان لا تعرف قائمة المغنيات الهابطات واغانيهن ومغامراتهن ومن تركن ومن تزوجن ، ومن سرقت زوج من ، ومن حملت ومن وضعت وكم كيلو خسرت تلك والى اي الحلاقين والمنتجعات تذهب ، ما لونها المفضل ماسر نظرتها الساهمة . هل التقى النجم الفلاني طليقته هل واعد فلان النجمة الفلانية . ما هي تكاليف طلاق المطرب من الممثلة . اين يقضيا عطلتهما. هل ستتبنى الممثلة تلك مزيدا من الاولاد او بالاصح هل ستشتريهم ـ ولكن عندما نكتب نتذكر فقط ان الاديان شرعت العبودية ـ وكم ستربح على كل منهم من صور ومتابعة وحصرية وغير حصرية؟!!.


اربعة وعشرين ساعة اليوم . بين مدرسة يقضي اولادها الوقت اما سارحين او خافضين رؤوسهم ليس احتراما للمعلمة او المعلم لا بل للابحار في شبكات الانترنيت لمعرفة اخر الالعاب واخبار النجوم واغنيات الراب الصاخبة التي لا يعرف لها طعم او رائحة . او تبادل مقاطع الافلام الاباحية او الفاضحة . واخرى يعودون فيها الى البيت ويتصنعون الاعذار كي يعودوا لمشاهدة ما تقاسموه سرا بالمدارس.


وفتيات موزعات بين الرابح والرابحةفي السوبر ومشتقاته من البرامج ثم بعض الاغاني وفضول وتطلع للنجمات واحلام بالموضة والنجومية. او تتلاقفهم الدعوات الحثيثة للتطرف ومكافحة الضلالة ومشاريع لا تريدهم الا وقودا مشتعلة لمصالح واهداف سياسية ،واطماع سلطوية بغيضة.
بين هذا التيار وذاك فان الواقع مرير تزداد مرارته لان الغد لا ينبئ بمصير زاهر ان لم يتم معاينة هذه المصائب واجراء استفتاءات ناجعة لمعضلاتها يحدد بها عمر المشترك والحلول المقترحة . لا ختيار افضل عاقل لقبول هذا الكم الهائل من الجنون ومعالجته


اســـــتودعكم
والى اللقاء

د . شـــــــــذى احمد


shathaah@maktoob.com
العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28
المحور: المجتمع المدني

لم تنقذهم شبابيك مفتوحة او مغلقة






في السابق حيث كانت الحريات متوفرة للجميع بابهى صورها ولم يكن هناك اي تلطع او نفاق ـ اعوذ بالله ـ كان يحلو للبعض ان يخرج لنا بمقالات خفيفة الظل تخبرنا عما لا يمكننا معرفته ،ومنها مقالة لاحد السادة الذين عملوا مع الرئيس العراقي السابق حيث اخبرنا في مقالة قرأتها في احدى الصحف الرئيسية يومها قصة مفادها بان طائرة الرئيس اضطرت في احدى رحلاته الدولية الى التوقف في مطار بريطاني فلما عرف الرئيس ذلك طلب ان تسدل الستائر فهو لا يريد ان يرى مدينة المحتل الذي اذل العراقيين واستعمرهم. كان المغزى من القصة ان نعرف عمق وطنية قائدنا وقتذاك ، ولاننا كنا اشبه بطرائد اسيرة لم يكن لنا اي رأي وربما فكرنا كما يراد لنا ان نفكر نحن المبرمجين على اعلام لا يسمح لنا الا بما يريده . ومضت الايام وغادرت العراق وعرفت ان العالم لا يدور مثلما صوره لنا وليس محوره قائدنا فسمحت لنفسي بالتفكير قليلا وصرت كلما ارى الاخفاقات والمصاعب اتسائل لو ان الرجل عرف كيف يفكر غيره . ربما لا نقذ شعبه من مصائب جمة . لكنه اغلق شبابيكه ولا يريد رؤية حتى كيف يصنعون شبابيكهم ،وقد تكون نسخة من شبابيك طائرته المستوردة!!. لكن لا مانع لو انه فتحها ليرى ما يصنعون . ولما رحل بكل تاريخه وجاء لسدة الحكم غيره كنت لا استعجل باطلاق احكامي ..كان الغضب عارما وصارخا من الناس على الدخلاء الذين أتوا ليحكموا العراق ولم يذوقوا طعم المعاناة والمرارة التي ذاقها الانسان في العراق. صرت اقول لو ان الناس صبرت ربما لتبين لهم نفع هؤلاء لانهم مسلحون بالخبرات والخيرات الكثيرة التي اغدقت عليهم بها الدول التي جاءوا منها وابرزها القوانين وقيم المجتمع المدني ، وصنع فرص الحياة وكل ما تبعها من اسباب النهوض بالمجتمع من واقعه المتردي الى الأحسن. ثم بدأت الامور تتضح شيئا فشيئا واذا بالقادمين الجدد يخيبون الامال فلا مواهب قيادية حقيقية ولا رغبة في الخروج بالبلد من مأزقه الأمني والاقتصادي ولا اي مشاركةلهمومه . وطفت على السطح فضائح الاختلاسات والسرقات والرشاوي ونهب المال العام ، وسادية المعاملة والقتل والترويع والسجون والتعذيب وكانهم افراد عصابات خرجت لتوها من السجون ولم يكونوا كما ادعوا معارضين اي مناضلين من اجل حرية وعدالة وحقوق الانسان. بل انهمك الكثير منهم بتأسيس العصابات ، التي تعاملت مع العراقيون الذين عانوا الجوع والحرمان والحصار والحكم الجائر في الداخل والخارج عندما لم يلتفت العالم لمأساتهم وعاقبهم بالاجماع عنادا برئيس لا يريد التنازل عن السلطة لانها ليست من شيم العربي ان يتنازل عن منصبه لانها منقصة تعاملت معهم بمنتهى القسوة والظلم . عاد الناس يعانون القتل والتشريد ، والارهاب بكل انواعه العالمي منه والخاص وصار البلد مرتعا للجماعات المتطرفة وصار سلة يسرق منها الشاطر ما يستطيع ليشتري له قصرا فخما في البلد الذي جاء منه . وفي سنوات حكمهم لا بل سطوتهم لم يجني العراقيون من المكاسب شيئا بل كل الخير خصصوه لا نفسهم من حصص وعمولات على صفقات تجارية ومالية . وراحت كل مجموعة تبارى الاخرى في سرعة جنيها للمال والاستحواذ على البلد المتهالك جوعا وحاجة .
فكرت مليا" في حال العراقي المسكين أمرأة ورجل لا رئيس بشبابيك مغلقة نفعة ولا وافدين بشبابيك مشرعة انقذته من مصابه الجلل. متى يأتي من لا شبابيك له كي يبني معهم بيتهم بشبابيك يتفقون على نوعها وشكلها ولونها ،ونوع ستائرها .

أستودعكم والى اللقاء



د. شــــذى احمد


shathaah@maktoob.com
العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25
المحور: المجتمع المدني

ياريت لو يحكمنا حقير









كلما تحدث حاكم او مسؤول في دولة عربية وبالعراق تحديدا علل سبب اخفاقه واخفاق حكومته لعوامل خارجية . لقد حكم العراق لما يزيد عن ثلاثين سنة القائد الضرورة واجج نيران حرب مستعرة لم تكن ضرورية بل في احسن الظروف كان يمكن التعامل معها بحكمة واخماد نارها لكن لا .. فهناك الامجاد التي ستجنى والسيرة التي تغنى وحال الاخرين ليس بافضل من حال العراق فمن تبعه راح يعلل سبب اخفاقه وفشله بعوامل خارج عن سيطرته وكانه موظف جباية الضرائب وليس مسؤولا عليه ايجاد حلول لمعضلات البلد واولها الامنية قبل السياسية والاقتصادية . فالاطراف الدينية اخرجت لنا تسميات التكفيريين البعثيين المخربين ال.. هذه لا نهاية لها كل نشرة اخبار وقدرتها على التواصل ونفسها الطويل. والجماعات الحزبية السياسية اخرجت لنا المعممين السلفيين المتخلفين ال..وبدورها النعوت لانهاية لها . وبقي الحال على ما هو عليه منذ ما يزيد عن الثمان سنوات من سيء نحو الاسوء من تفكك وتخريب وتخبط نحو ضياع وتشرذم . وبقي القتل والاقصاء والفساد هي المفردات المتحكمة على مسرح الاحداث لا العقل والحكمة والمدنية والتفكير في الخروج من الازمة بحلول ناجعة. قرأت قصة ارسلتها لي صديقتي الغالية ابتسام التي لا تبخل علي بكل رائع عن كاتب تركي قدير بعنوان الحقير.. بعد قراءتها وددت ان اشرككم بها مع ملاحظة صغيرة ان اذنتم لي متفضلين هي ان ارفق برسالتي هذه امنية صغيرة بان يأتي يوما للعراق حقيرا مثل هذا ليحكمنا وعندها سنرسل عنه الشكاوى والتذمر لكل هيئات الامم ودول الجوار وغير الجوار ونرفع رؤوسنا ونخفضها بالتقية المشروعة دعاءا عليه!! .. المهم ان يأتي هذا الحقير ليحكمنا .. اليكم نص القصة للمبدع القاص عزيز نسين وهو روائي وكاتب مسرحي تركي ولد عام 1915 وتوفى عام1995


هذه القصة تدور حول رجل ذهب إلى قرية من القرى التركية النائية, وعندما وصل إلى القرية, استقل سيارة ليتنزه, وبينما هو في نزهته لفت نظره بيتا جميلا من طابق واحد وقد تجمهر حوله عدد كبير من رجال ونساء وأطفال القرية. . فقال للسائق بيت من هذا؟ فوجد السائق يتذمر ويقول: بيت الزفت السافل ربنا ياخده!! إنه الرجل الذي أرسلته الحكومة ليرعى شئون القرية . . فقال الرجل: وما أسمه؟ . . فقال السائق: ليذهب إلى الجحيم هو وأسمه . . إننا ننعته بالرجل السافل الحقير .. . سافل بمعنى الكلمة. وأندهش الرجل, فهو يعلم أن السائق رجل طيب وعلى خلق فكيف ينعت الرجل هكذا بأبشع الصفات!.


وفي مساء نفس اليوم, جلس الرجل في المقهى الرئيسي للقرية وتحدث مع صاحب المقهى قائلا: ما رأيك في الرجل الموظف الذي يرعى شئون قريتكم؟ . . فبصق صاحب المقهى وقال: سافل حقير. . قال الرجل بفضول: لماذا؟ . . قال له: أرجوك, لا تفتح سيرة هذا الرجل إنه حقير حقير حقير, لا تعكنن مزاجي في هذه الأمسية بهذا السافل.


وظل الرجل يسأل كل من قابله من أهل القرية نفس السؤال, ولا يتلقى سوى نفس الإجابة (الحقير المنحط أسفل السافلين).
عندها قرر الرجل زيارة هذا الموظف في بيته ليرى عن قرب ماذا يفعل لأهل القرية حتى وصفوه بكل هذه الأوصاف. ودخل إلى بيته رغم تحذير السائق, فوجد الرجل واقفا وأمامه فلاح يسيل الدم من قدميه الحافيتين والرجل يضمد له جروحه ويعالجه ويمسح الجروح بالقطن وبجواره ممرضته والتي كانت تعمل بكل همة مع الرجل لتطبيب ذلك الفلاح. أندهش الرجل وسأله: أأنت طبيب؟ فقال له لا. ثم دخلت بعد الفلاح فلاحة شابة تحمل طفلا أعطته إياه, فخلع الرجل ملابس الطفل وصرخ في أمه: كيف تتركي طفلك هكذا, لقد تعفن المسكين. ثم بدأ بغسل الطفل ولم يأنف بالرغم من رائحته الكريهة وأخذ يرش عليه بعض البودرة بحنان دافق وهو يدلل الطفل. ثم جاء بعد ذلك أحد الفلاحين يستشيره في أمر متعلق بزراعة أرضه, فقدم له شرحاً وافيا لأفضل الطرق الزراعية التي تناسب أرض ذلك الفلاح. . ثم أنفرد بأحد الفلاحين, ودس في يده نقوداً وكان الفلاح يبكي وحينما حاول أن يقبل يده صرفه بسرعه وقال: المسألة ليست في العلاج فقط, الطعام الجيد مهم جداً. بعد ذلك جلست مع هذا الرجل وأحضرت ممرضته, والتي هي زوجته, الشاي وجلسنا نتحدث- فلم أجد شخصاً أرق أو أكثر منه ثقافةً ومودةً وحناناً.
وعاد الرجل ليركب سيارته وقال للسائق: لقد قلت لي أن هذا الرجل سافلً . . ولكنني قابلته هو وزوجته ووجدتهما ملاكين حقيقيين, فما السيئ فيهما ؟! قال السائق: آه لو تعرف أي نوع من السفلة هما؟! قال الرجل في غيظ: لماذا؟! قال السائق: قلت لك سافل يعني سافل وأغلق هذا الموضوع من فضلك.

هنا جن جنون الرجل وذهب إلى محامي القرية وأكبر مثقفيها, وسأله:
هل ذلك الموظف المسئول عن القرية يسرق؟! فأجابه المحامي: لا يمكن, إنه هو وزوجته من أغنى العائلات . . وهل في هذه القرية ما يسرق؟! فسأل الرجل: هل تعطلت الهواتف في القرية بسببه؟! فقال المحامي: كانت الهواتف كلها معطلة, ومنذ أن جاء هذا الحقير تم إصلاحها واشتغلت كلها . . فاستشاط الرجل في غيظ وقال للمحامي: طالما أن أهل القرية يكرهونه ويرونه سافلاً هكذا لماذا لا يشكونه للمسؤولين؟! فأخرج المحامي دوسيهاً ممتلأً وقال: تفضل . . أنظر . . آلاف الشكاوى أُرسلت فيه ولكن لم يتم نقله وسيظل هذا السافل كاتماً على أنفاسنا.
قرر الرجل أن يترك القرية بعد أن كاد عقله يختل ولم يعد يفهم شيئا.ً وعند الرحيل, كان المحامي في وداعه عند المحطة. وهنا قال المحامي بعد أن وثق بالرجل وتأكد من رحيله: هناك شيئ أود أن أخبرك به قبل رحيلك .
لقد أدركت أنا وأهل القرية جميعاً من خلال تجاربنا مع الحكومة . . إنهم عندما يرسلون إلينا موظفا عموميا جيدا ونرتاح إليه ويرتاح إلينا تبادر الدولة فورا بترحيله من قريتنا بالرغم من تمسكنا به . . وأنه كلما كثرت شكاوى أهل القرية وكراهيتهم لموظف عمومي كلما احتفظ المسئولون به . . ولذا فنحن جميعاً قد اتفقنا على أن نسب هذا الموظف وننعته بأبشع الصفات حتى يظل معنا لأطول فترة ممكنه, ولذا فنحن نعلن رفضنا له ولسفالته, ونرسل عرائض وشكاوى ليبعدوه عن القرية . . وبهذا الشكل تمكنا من إبقائه عندنا أربعة أعوام . . آه . . لو تمكنا من أن نوفق في إبقائه أربعة أعوام أخرى, ستصبح قريتنا جنة.



شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23
المحور: المجتمع المدني

اين سيكونون .. في البحار







تحدثنا عن العالم المعماري الحالم الذي ابدع تصميمات خرافية لمدن المستقبل وقلت لكم يا اعزائي
بان للحديث بقية ...

ولم يترك متسعا من الوقت للتفكير بل قفز للبحر ليحرثه بالمدن والاحلام وليعبئه بالساكنين الذين سيعيشون فيه متمتعين بصحبة المخلوقات البحرية والحيتان والنباتات والمخلوقات المائية ، وبدلا من ان يشعر المرء بالانزعاج من اصوات الريح والصواعق والرعد ربما سيفتح مكبر الصوت ليزجر حوتا او اخطبوطا صاخبا لانه يرفع صوته في اوقات النوم .. او ربما سيضرب الحوت بذيله على زجاج احد البيوت لانهم يبالغون بالاضواء الساطعة في اعياد الميلاد مما تؤثر على ساعته البيولوجية .. ربما وربما .


لا بل يريد هذا العالم ايضا ان يغير من تركيبه الصخور والحياة في المحيطات بما تتناسب واستخدامات البشر وانتقالاتهم واضعا تصاميم عصرية وعملية للانتقال فوق وتحت سطح الماء اضافة الى المراكب التي ستمخر البحار القريبة والبعيدة والتي ستكون قريبة جدا من مراكز المدن لكي تنطلق في اي لحظة باحثة ومستكشفة عن كل ما يطور حياة الانسان .. عله يريد بهذه القفزات ان يصور وجه مستقبل الكرة الارضية.
هذه المشاريع التي لا تعني للانسان في العالم المتقدم حلما صعب المنال بل دراسات مستقبلية واعدة قابلة للتحقيق والتطبيق تدرس بعناية وجدية ثم يتخد بها القرارات اللازمة للتنفيذ حسب اولوياتها .عل البشر لن يعانوا في تخطيطات هولاء المبدعين من مشاكل السكن او الملل لانه طور لهم انظمة حياتية خاصة بهم تجعلهم يمارسون اعمالهم بمتعة وحماسة مستمثرين كل دقيقة للتمتع بالحياة .

حتى النفايات اوجد لها طرقا للتدوير واعادة الاستفادة منها كي لا يبقى ايا منها يزاحم عصرنه المدن المثالية ويتطفل على جمالها وروعتها. بين هذا الكم الهائل من الاحلام والتفكير المتعمق والرغبة الحقيقية بالانتقال بالانسان الى عصر من الرفاهية والعيش بهناء وسلام يتبادر الى الاذهان سؤالا ملحا بل لنقل بقدر سكان مدن هذا العالم مليون سؤال .. ماذا عن الذين لا يرغبون بالانتقال الى المستقبل مفضلين العيش بالعصر الطبشوري او الحديدي لك ان تختار .. ماذا عن اولئل اصحاب العقول المقفلة على الكهوف والمنع والقهر والتقهقر . و الرعب والارهاب والتخويف .





ماذا عن اولئك رعاة الدجل والخرافة والاستعباد والقتل والتنكيل والتفجيرات .. ماذا عن عقول لا تريد ان ترى ماذا على الارض لانها تستنكف من الارض ومن عليها ,وتعلمت بان حب الحياة خطيئة والحب بحد ذاته اثم فعليهم ان يعملوا بعنفهم وشفراتهم الحادة في رقاب الناس مروعيهم من اجل ان يثابوا في جنان تنتظرهم لحسن صنيعهم... ماذا عن هولاء!؟.

اي المدن ستأويهم . ماذا سيوافق شرعهم وماالذي سوف لن يوافقه... ماذا سيأخذون معهم الى هذا المستقبل اين سيضعون مشانقهم . سجونهم وسائل تنكيلهم بالانسان وسحق ادميته وكرامته. كيف سيتعاطون مع الملبس والمأكل والمشرب .. لم المح في مدن المصمم اي دور للعبادة هل بدى متيقنا من هزيمة الاديان ودور العبادة وابعادها عن الحياة .. هل سيستسلم العاملين في الدين والمتكسبين منه ونجومة ويرضون بالتطور والعصرية مقايضين اياها بدعواتهم وسيطرتهم على الناس .. ترى الى اي من الاسباب سيعولون عوامل انجازات اقرانهم .. ثم ماذا سيحللون وقتها وماذا سيحرمون !!؟

اســـــــــتودعكم و الى اللقاء




شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20
المحور: المجتمع المدني

اين سيكونون









في احدى البرامج الوثائقية المميزة خرج مهندس معماري .مصمم .مكتشف وباحث في علوم المستقبل

ليعرض علينا صورا وطرازاً معماري قل نظيره لكل وسائل الحياة في المستقبل من وسائط النقل الى تصميم المدن والطرق الى استثمار كل صخرة على سطح الارض وفي باطنها .. اكرر ليس خطأ ما قلت وباطنها .

حيث انجز هذا العالم الحالم الكبير تصاميم مذهلة لطائرات المستقبل . اروع من ابهى ما انتجته تقنية الابعاد الثلاث من اشكال هندسية ابتداءا من مركبات فضائية الى مكوكات فضاء الى سفن شحن باشكال مغزلية رائعة شارحا اسباب اختياره لهذه الاشكال والدور الذي ستلعبه في الاقتصاد بالطاقة المستخدمة تشغيلها وتحسين طرق ادائها .

حيث سترتفع الطائرات بدون الحاجة الى مدرجات للانطلاق بل سترتفع عموديا يساعدها على ذلك اشكالها التي عرضها وكيف انها ستتمكن من الطيران وتغير الاتجاه حتى لو اصيب محركها بعطل اي سوف لن يشكو انسان المستقبل من مخاطر تحطم الطائرة التي قد تبكي امة كاملة مثلما حصل للرئيس البولندي وزوجته ,وخيره رجالات حكومته حين غيبهم الموت اثر تحطم طائرتهم في لحظة واحدة.

ثم عاد الى مدن المستقبل وصورها دائرية مثل مدينة السلام ليتني كنت بجانبه لا قول له تريد مدن الارض ان تكون كلها مثل بغداد هل انت حفيد المنصور !!!!.


وشرح اسباب تصميم المدن المستقبلية بالدائرية كي يتمكن من تقسيم خدماتها وسكانها مرافقها ... كل احتياجاتها بصورة اسهل لكي يتمكن الجميع من الوصول الى مركزها الذي يفترض به ان يكون مركز التسوق الرئيسي ,اما مواصلاتها فهي اضافة الى حركتها الداخلية فانها ستكون عبارة عن قاطرات تحيط بها ويتم تسلق عرباتها مثل المصاعد ناقلة الناس ذهابا وايابا الى اهدافهم.


اشترط العالم العبقري الحالم هذا ان لا يزيد سكان اي مدينة عن مليون وتكون هناك مدن قريبة من بعضها وكلها بدت برسوماتها كاطباق دائرية ملقاة على قفاها ، او كالفطر الملون لغابة الاحلام في القصص الخرافية .

كان الرجل ينتقل بزواره من تصميم الى اخر ..ومن لقاء الى اخر.. حتى فاجأه محدثه بسؤال ربما يخطر على بال كل منا
هل تعتقد بان الانسان سيكون مستعدا للحياة بهذه المدن ؟!.
فاجاب دون ان يفزعه السؤال وكأنه كان اول ما فكر به قبل ان يشرع في رسم اول تخطيط .... لدينا طريقين اما ان يقضي بعضنا على البعض الاخر او ان نحسن من حياتنا في المستقبل وعلى الانسان ان يختار..
اختصر مجلدات السفسطة والسرد والاسهاب بجملة بسيطة واضحة اما او .. وتابع يشرح
للحديث بقية


اســـــــــتودعكم و الى اللقاء


شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19
المحور: المجتمع المدني

مرثية مهداة الى سردشت عثمان - لو انتظرت لزوجتك ابنتي





ما ذنبك ان كانت الجدران مهدمة
اي اثم ان يكون بين جوانحك قلب نابض

لما هي خطيئتك ان تعشق الجمال الذي ولدت بين احضانه

على اي جريمة يعاقبوك ان حلقت في افق الحرية الواسع حيث احلام شكسبير

بشرع من قصوا جناحيك اللذين عانيا الخدر سنوات عمرك البض، فافردتهما محلقا في سماء مزحومة بالاستبداد والقهر والظلم ليستلوا سيف الغدر ويبتروهما.



لو انك انتظرت يا حبيبي لزوجتك ابنتي .. كان عليك ان تصبر قليلا وتزيد من القراءة ففي الادب الانكليزي هناك سطورا كان عليك قراءتها بحذر وتمعن اكبر.

ليست كل القصص التي قرأتها نقية السريرة

ليست كل العيون التي غازلتك باناقة الانكليزية الخالصة.. كانت عيونا بريئة

ليست بطولات الطاولات المستديرة بخالية عن الدس والنميمة والغدر والخيانة

وليست كل نصال سيوف الفرسان لامعة بالعدل والمجد



لو انك صبرت لتعرف كل ذلك

لو انك صبرت لحدثت ابنتي عنك ، وقلت لها ...هناك عراقي بجمال الوديان

وعذوبة الشلالات ، ووجع الرافدين يبحث عن حبيبة.

لقلت لها... عندما تكبرين اكثر عليك ان تفكري بانهم شباب ليس لديهم اوقاتا مناسبة

او غير مناسبة للعبث. انهم من يتفجرون ثورة ضد الخطأ الذي لا يقوون على تغييره

الا باجسادهم !!



لو انك صبرت لحملت لها صورتك التي تتوزع فيها ثمار اللوز والجوز ،وخضرة الوديان في اربيل

وتختبئ فيها حياءا تعرجات جباله المكتظة بالحزن والأسى لما تكسر على صخورها من الامنيات.



لو انك صبرت لطلبت منك بريدك الالكتروني . وقلت لها هذا خطيب جاد كثرة عشقه للوفاء

بالعهود يلزمه ان لا يخون من يحبها فعليك ان تفكري جديا في عرضه.



لو صبرت لعرفت بان لغة الارقام والاغوات والمناصب والرصاص بدائية وكريهة وانك انت من كان بامكانك استبدالها بلغة الحب والنجاح ..في مكان اخر يقوى به عودك لتعود وتتنفضها عنك مثل غبار عالق على قميصك، وتزرع في جبلك وواديك ما تشاء من ثمار العدل والانسانية



لو ان جزع الحياة لم يسبقك الى حيث حط بك الى عنجهية الظلمة والقتلة لكنت في مأمن من زيارتهم غير المرغوب بها. ورصاصهم الغاشم



فقط لو ... فقط لو انك انتظرت ...

لكن لو كنت فعلت لما عرفتك

و تمنيتك خطيبا لابنتي

وما رأيت روعة الجبال والسهول في اربيل بين سطورك

وما تبينت صوتك الجهوري بين عشرات الملايين من الاصوات في العالم

وما خصصتك بدموعي

وما نشرت من اجلك صورتي تضامنا مع روحك التي لن تغادرنا

ايها الزوج الذي تمنيته لإبنتي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=214751



http://pimp.blogfa.com/


د.شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13
المحور: الادب والفن

اعيادها الحول ويزيد









لم يختلف البشر في ارجاء المعمورة على الاحتفال والابتهاج بعيد من الاعياد كما فعلوا بعيد المرأة . الام .. حيث انقسمت البلدان والشعوب في تواريخ الاحتفال به وتخصيص يوم للاحتفال به لا بل حتى تسميته لكنه بقى عيدا للمرأة يحتفى بها ..تكرم به في ذاكرة المجتمع الجماعي ويعاد لها بعض حقها المسلوب والمهدور في هذه الحياة بالابتهاج بحضورها القيم وانجازاتها.


المدهش ان حتى انبثاقه والتفكير به تنازعته ظروف ، ومقترحات عدة .. فهو الذي يبدأ في ثاني احد من كانون الثاني في النرويج لتحيه شعوب اخرى تجمع به عيدين معا للام والمراة مثل تقريبا كل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة ماعدا جورجيا التي تحتفل به في الثالث من اذار ، والبلدان الاخرى مع روسيا في الثامن من اذار حيث صار اشبه بهوية للشرق في هذا اليوم
وتستمر المفارقة الطيبة في الاحتفال بعيد الام في بقية بقاع العالم حيث يحتفل به تقريبا اكثر البلدان العربية في الواحد والعشرين من اذار .



اما الغرب فاختار لنفسه التاسع من مايس يوما للاحتفال به وتحت تسمية عيد الام وفيه تباع اكثر كمية ورود في العام كله لا تنافسه ارقام مبيعاته حتى ورود عيد الحب ويتبارى الزعماء فيه في اظهار الجانب الحنون منهم باستعراض علاقاتهم مع امهاتهم ودورهن في حياتهم.


تحتفل في هذا اليوم ما يقارب الثمانين دولة شرقية وغربية . متخذين من دعوة الامريكية ميثودستن انا ماري جفريس التي نجحت في جعله احتفالا قوميا بعيد الام في كل البلاد يتم احياءه كل عام.

وتتوزع بعض الدول في اختيار ايام اخرى من نفس الشهر للاحتفال به منفرده لانها ترى ربما ان امها منفردة .. ومنذا الذي لا يرى امه منفردة ومتفرده .
وحتى اخر اشهر السنة هناك من يجدها سببا للاحتفال بعيد الام . ولما جاء الاسلاميون للحكم في ايران ربطوا بين ميلاد فاطمة بنت النبي محمد وعيد الام واعتبروا ثاني جمعة في السنة الهجرية موعدا للاحتفال بميلادها وصيروه عيدا للمرأة

ايا كانت تلك الظروف التي تقف خلف كل قومية وما ترغب به ومن ورائه بالاحتفال وتايخه فانه يؤكد مكانة المرأة العظيمة التي لم يتمكن كل قهر الدنيا وسوء معاملتها والضيم والحيف الواقع بحقها من ان يطفئ جذوته . وظلت سيدة هذا الكوكب ، واروع عجائبه. ولعل تباريهم في اظهار الحب ـ ابناؤها ـ يؤكد سرها ومكانتها في هذا العالم. ليحتفظ لها بالمنزلة الرفيعة التي لم تستطع قوى الظلام. وكل الاطماع السياسية والسلطوية من ان تنتزعها منها او تحول دون اظهار امتنان وعرفان اولادها بحسن صنيعها معهم.


اســـــــــتودعكم و الى اللقاء



شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

الاول من ايار بين صنيع اليمين واليسار






ان تشريعات الاعياد والاحتفالات العالمية لها في اغلب الاحيان منطقها واسبابها الوجيهة التي

تجعلها تؤثر بالسياسة العامة ، وربما تكون مناسبة سانحة لحل الكثير من المشاكل بطرق سلمية عندما يتم مناقشتها وعرضها في ذلك اليوم او ابداء الاستياء من الاداء السياسي العام ،وانتقاده باظهار ذلك في المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات الشعبية.
عيد العمال تلك الذكرى التي تعتز بها النظم الاشتراكية المتبقية في العالم والتي يعيد بها العالم كل سنة التأكيد على ضرورة صيانة حقوق العمال واحترام ساعات عملهم وتشريع قوانين عادلة توافق عطائهم وتخصيص اجور مناسبة وحمايتهم من العوز بعد التقاعد والعمل على سن قوانين تصون كرامتهم في خريف العمر ولا تعرضهم للاهانة.
لكن للأسف الشديد في اوربا المنشغلة بوسائل الكسب السريع .والمتغافلة لخطورة تركها لشبابها يسيرون الحياة على اهوائهم بحجة الحرية المطلقة والانفلات الذي ادى بدوره الى خروجهم عن كل قانون رغم تقديس اوربا للنظام والقوانين وحرصها على تطبيقها.
في هذه الذكرى التي يحيها الالمان خاصة وفي عاصمتهم برلين بتقليد مكرر سمج لا يتغير منذ سنوات طويلة رغم خطورته . حيث ينقسم الشباب فيها الى فئتين متناقضتين الاولى يسارية بتطرف والاخرى يمينية صرفة . هولاء ـ اليساريون ـ يقودون احتجاجات صاخبة لا تنظيم لها ولا هدف لها سوى نشر العبث والفوضى في ارجاء المناطق التي يتواجدون فيها وابرز تلك المناطق نويكولن ، مته ، وكرويسبيرك .. حيث يقومون بتحطيم واجهات المحلات وحرق السيارات ان تمكنوا من ذلك وكسر زجاج مواقف الحافلات العامة والاعتداء على الشرطة .. وذلك تعبيرا عن احتفالهم بهذه المناسبة ودفاعهم عن حقوق العمال !,
اما اليمينيون والذين يسمون بالنازيين الجدد فيخرجون موشحين بسوادهم ورؤوسهم الحليقة ونظراتهم العدائية التي لا تعبر باكثر مما يعتمل في سريرتهم من الحقد والكراهية لكل شيء باسم حب العرق الذي يعتقدون بان الاخرين من ابناء جلدتهم دنسوه بقوانين المساواة وحق الهجرة والقبول بالاخر وكل ما يتعلق بذلك من تشريعات تقود البلد الى الهاوية!.

تنشغل عشرات الفرق العسكرية وقوات الشرطة في هذا اليوم الذي تكون به في حالة طوارئ لكل الاحتمالات . اولها المواجهات الدامية بين اليمين واليسار والذي يصل في بعض الاحيان الى المصادمات العنيفة. حيث يتميز اليمين باستقطاب ذوي الاجسام الغليظة والعضلات المفتولة والطول الفارع وغيرها من صفات رجال العصابات لا التيارات الفكرية والنشاط ا لسياسي محاولة منها في بث روح الرعب والهلع في نفوس الاخرين وبالخصوص المستوطنين الجدد وحملهم جديا على المغادرة ، او في اول خطوة للاحساس بعدم الأمان والطمأنينة طالما هم موجودون في الساحة.

وتنشغل وسائل الاعلام بدورها في متابعة التطورات اولا باول وتسلط عدسات التصوير على تلك المظاهرات والمسيرات والاشتباكات وتصبح كل حركة وسكنة من كلا الطرفين مرصودة ..ولم يسجل تاريخ هذه المناسبة انه مر بسلام على الاقل في بعض المناطق التي ينشط بها ايا من الفريقين.

ترى هل فكرت الحركة العمالية التي ارادت من احتجاجاتها ورفضها للاستغلال المتعمد للقوى العاملة واضراباتها بان هذا ما سيؤول الحال اليه. هل هذا يرضيهم عندما يتأملون الى اين وصلت مسيرة نضالهم من اجل تحسين ظروف حياة العمال في المجتمعات كافة .
وان كان هناك من يقول بانها حالة صحية تلك التي تحصل حيث يثبت المجتمع بان هناك اليسار واليمين وان تطاحنا فانما ليثبت احدهما للاخر ضرورة الاصرار على موقفه نقول لما كل هذه العدائية والتخريب التي ستعود نتائجها الوخيمة على الناس البسطاء ودافعي الضرائب لاعادة ما دمر وتم اتلافه.
هل يعرف الجيل الجديد مخاطر العبث بمستقبله قبل مستقبل البلاد ام انها مثل المراهقة المتأخرة يمارسها الكثير منهم املا بان تشكل له ذكرى عزيزة في سنوات العمل الجاد القادمة ، وسكون سنوات النضج وانضباط الحياة حيث لا مغامرات ممكنة في مساحة وقت يضيق بالعمل الشاق للكسب .
كل امكانيات محتملة الا ان الأكيد الى اليوم ان الشباب اوجدوا هذا التقليد العنيف لاعادة احياء الذكرى ..وصارت مصدر قلق وازعاج الكثير يتوجس منه خيفة كلما اقترب الموعد في كل عام.
اســـــــــتودعكم و الى اللقاء



د.شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11
المحور: حقوق الانسان

مادمنا الاوائل فلما لا






في حديث ،ومساجلة مع احد علماء العراق تطرق الحديث الى مقالتي التي نشرت في الحوار المتمدن والتي اكدت فيها مرة اخرى رغبتي التي لن تفتر باعتلاء سدة الحكم في العراق او اي بلد عربي او اسلامي امرأة لما لا اذا ماتوفرت بها ولها كل اسباب المنافسة الشريفة على المنصب مع اخيها الرجل..مثلما شهدت فرنسا ذلك الصراع الحامي بين زعيم "الاتحاد من أجل حركة شعبية" في وقتها نيكولا ساركوزي و منافسته مرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال والذي انتهى بفوز ساركوزي كما نعلم لانه كان الابرع في اقناع الناخبين . لما لا يصبح هذا ممكنا عندنا.


فكل شيء صار ممكنا عندنا انظروا للحقائق فمثلا
العراق هو اول دولة في الالفية الثالثة تغزوها قوات دولة عظمى
اول دول في الالفية الثالثة يتم حل جيشها ومؤسساتها .
اول دولة في الالفية الثالثة ينهب تراثها وارثها الفكري على مرأى ومسمع احدث وسائل الاعلام والتكنلوجيا دون ان تهب لحمايته ويباع بالمفرد والجملة
اول دولة في الالفية الثالثة يهجر مواطنيها بالملايين خارج وداخل حدودها
اول دولة في الالفية الثالثة تقدر نسبة البطالة والعاطلين بين مواطنيها بحوالي الستين بالمئة وهي الاغنى بثرواتها الطبيعية والنفطية تحديدا
اول دولة بالالفية الثالثة تزج نسائها بلا رحمة في السجون لقهر رجالها على تسليم انفسهم او للاشتباه بهم
اول دولة بالالفية الثالثة لا تقنن بها العمليات الارهابية والقتل ،ومازالت تلك العمليات تحصد ارواح العشرات بل المئات من مواطنيها . ومازالت ملعبا مفتوحا لتصفية الحسابات او لاغراض سياسية
اول دولة بالالفية الثالثة يكاد تمثيلها الدولي يكون شبه معدوم
اول دولة بالالفية الثالثة يثرى حكامها بالملايين ويحملونها بحقائب واكياس طحين الى اي مكان بالعالم دون ادخال او اخراج كمركي
اول دولة بالعالم تتنازل عن حقوقها في دماء مواطنيها بحجج واهية .
اول دولة بالالفية الثالثة تكاد تكون فيها الخدمات الاساسية معدومة من ماء وكهرباء ورعاية صحية وامن , وغيرها .
اول دولة بالالفية الثالثة دستورها بامتدادات عمودية وافقية حسب رغبات حكامها
اول دولة بالالفية الثالثة ينتخب ابنائها مرشحيها وتختار دول الجوار تشكيلة حكومتها

والتي اضاف لها الدكتور عمار صالح
نحن اول دولة يا سيدتي يهدد وزير التعليم العالي ثلث منتسبي وزارته من حملة شهادة الماجستير بالابعاد عن الوزارة اذا لم يقدموا ترقية خلال ستة سنوات، علماً ان امكانية مختبرات الجامعات خلال فترة توليه منصب الوزير لن تتطور الا على الورق و ليس على ارض الواقع
نحن اول دولة تأتي قوائم الهاتف حوالي $800. علماً بأن الهاتف ملغى منذ عام 2006

مؤكد لو كتبتم فسيكون الاول هذا بلا نهاية ولكن اكتفي بمساحة المقال بهذه الاولوية لكي اقول :

لكل هذا وذاك لما لا تكون هذه الدولة بكل تفاصيل ريادتها هذه
على الاقل واحدة من دول العالم التي تحكمها سيدة لاقت وتلاقي الويلات من سوء استخدام السلطة وادارة الحكم على مر السنين .

د . شـــذى احمد






shathaah@maktoob.com
العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20
المحور: المجتمع المدني

نعت البداوة بعيدا عن الاسلام





يدور في خلد البعض ان لم تكن الاكثرية عندما يعترض اي منا على سلوكيات غير سليمة او لا تتفق مع المجتمع المدني الذي تنشده الشعوب ويصف السلوكية او التصرف بالبداوة بان الامر يرتبط بالاسلام . والامر غير ذلك تماما
فالمجتمعات البدوية كما يعرف الكثير هي التي تمثل ذلك القوس الجغرافي العملاق الممتد من اليمن شمالا الى شبه الجزيرة العربية ، مرورا بجمهوريات آسيا الوسطى والتبت وينتهي في منغوليا. لذا لا شان لقريش ومكة حيث ظهر الاسلام ابدا بهذه التسمية وهي بالمناسبة كانت تمثل قمة المجتمع المدني الليبرالي الذي تعايشت به القبائل المختلفة ،وازدهرت به التجارة ومعالم المدنية المختلفة من شعر وتنوع في الاديان والمعتقدات في ذلك الوقت فما شأن ذلك والبداوة.


ورغم اختلاف المناخ في هذا القوس من حر شديد في صحراء شبه الجزيرة العربية الى جبال وبرد قاس في اسيا الوسطى حتى جليد في هضبة التبت لكن سكان هذه المناطق يتشابهون في كونهم يعيشون في تجمعات قبلية صغيرة. دائمي الترحال ولا يستقرون الا لفترات قصيرة بحثا عن الماء والكلأ. ورغم اختلاف اصولهم العرقية ولغاتهم واديانهم ومعتقداتهم بالتالي الا ان تأثيرهم مشترك على الحضارات والمدن التي كانوا هم من يحيط بها . فرفضهم للاستيطان يدفعهم على الدوام ان يكونوا مصدر خطر ،وقلق مستمر للمدن التي يعيشون بالقرب منها حيث يغزونها لغرض السلب والنهب . وامتيازهم بالغلظة والقساوة ورفضهم لكل قيم الحضارة والتطور جعلهم لا يتوانون من ان يشنوا هجماتهم المستمرة على الحضارات المتعاقبة لتلك الاسباب.

كون القوس امتد بين اقوى واعتى الحضارات البشرية في العالم القديم من الحضارة المصرية الى حضارة وادي الرافدين مرورا بالفارسية والهندية وانتهاءا بالصينية هذه الحضارات كانت مدنية زراعية عرف سكانها الاستقرار والمدنية ،ولم تكن حياتهم تعتمد على النزاعات والحروب فاستغل البدو ذلك وقاموا بغزوات متتالية عليها ، ورغم ان الحضارات تلك دافعت عن نفسها من الحضارة الصينية التي بنت سور الصين العظيم وهو الاطول في العالم. الى المصريين الذي خاضوا معارك طاحنة ضد الهكسوس وهو الاسم الذي اطلقوه على البدو وقتذاك.
ولم تنجوا حضارة الاشوريين من شرورهم فكانوا يرسلون الجيوش المنظمة لصد هجمات البدو الذين اطلق عليهم تسمية ال اربو .. ونجحوا في كسر شوكتهم وارجاعهم الى صحرائهم . لكن لم تقف كل جيوش اشور ولا منعة سور الصين في وجه اطماع القبائل البدوية بل ظلت تغير مرات ومرات على تلك الحضارات وتفرض قيمها عليها والسبب كما هو واضح هو كونهم محاربون ،ولغة حياتهم هي الحروب والدمار .واستطاعوا بالفترات التي تولوا بها الحكم او دمروا المدن العريقة من ان يفرضوا قيم البداوة والغلاضة ،وعاداتهم التي تتميز بتدني الاحاسيس والمشاعر الانسانية ، واحتقار المرأة واعتبارها جزءا من غنائم الحرب ولاغراض المتعة الجنسية والانجاب فحسب.
حتى يومنا هذا فان هذه القيم وهذه التقاليد يعمل بها في الكثير من المجتمعات الشرقية التي كانت سابقا مهد للحضارت الانسانية الاولى . اما امتزاج تلك القيم وتحكمها في الحياة المدنية بعد الاسلام فهذ امر اخر يرجع لاحتياج الاسلام لتلك السيوف وبأسها لكي يبسط نفوذه في صدر الرسالة ويحقق انتشاره فيما بعد بما عرف تاريخيا بالفتوحات وهذا حديث يطول شرحه.

مجتمعات العالم كلها عرفت قهر المرأة والانتقاص من مكانتها . لكن الثورات والفقزات الحضارية استطاعت ان تعيد الامور الى نصابها وتنتصر للمرأة . الا المجتمعات التي مازالت قيم البداوة تتحكم فيها ظل حال المرأة فيها يعاني الامرين.ولم يتحرر رجالها من تلك القيم
من هذا لم يعد مستغربا ان تصل قيم البداوة الى امريكا في يومنا هذا ولا نستغرب ان تصلها مع المهاجرين الى العالم الجديد مثلما يسمى وانتشار الفاظها ومصطلحاتها في المجتمع مثلما قال الاستاذ الحكيم البابلي من استخدام البعض لكلمة المرأة لغرض الشتيمة ،فمثل هذه القيم قابلة للتبني والانتشار وسط الغلاظ والذين يستمرون البداوة سلوكا وطريق حياة
ولا نستغرب اذن الفرق بين لغة المدنية وسلوكها المتحضر في المجتمعات الانسانية وبين البداوة والغلاظة التي تطفح على سطح المجتمعات التي تشدها البداوة الى الخلف بجهلها ،ورفضها للمدنية التي تعدها طراوة حياة لا تليق بها .


ملاحظة:
كان الاستاذ الحكيم البابلي قد اعترض على تسمية البداوة في المقال التالي وهناك يمكن للقارئ ان احب ان يطلع على النص كاملا ..مع التقدير

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=211890


أســـتودعكم
والى القاء



شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

رخيص الا






في الذروة .او لحظات السخرية و الاستهزاء.. بين طيات الاحداث ام في غمرة احتدامها. تكون الكلمة رخيصة ..من يدافع عنها من يعتني بها ..وفي اي المحاكم يمكن الشكوى عنها انها ... مرة .. حريمه ..حرمة
كم من اعمال فنية هابطةوناجحة اسمعتنا هذه الكلمة ،ولم تعترض امرأة وتذهب الىالقضاء مشتكية عن هذا الغبن والاهانة التي تلحق بالمرأة
عندما يهدد رجل الاخر فيقول له .. هل جبنت .. حريمة .. ام ما دمت حرمه فلماذا تدعي الشجاعة. وهنا فان الحرمة الكلمة التي كانت مقدسة في استعمالها الاول تحولت الى منقصة واهانة للرجل الذي ما زال يحمل قيم البداوة ولم يتخلى عنها.
كان تخلف وجهل بعض فئات المجتمع ،خصوصا البعيدين منهم عن المدنيةوالحضارية ، يبيح لهم الحديث عنها بكلمة بالغة الاهانة فاذا ما اراد رجل ان يتحدث عنها امام صاحبه ام افراد عشيرته قال: تكرم مره.. شانها شان الدابه
من منا ينسى عبود يغني وكيف كان شرط يوسف العاني للخروج من الخان ان يقول له صاحب الخان جملة واحدة
قول اني مره .. قل انا إمرأة .. ويتحرج صاحب خان الذي هو لا بالعير ولا بالنفير من ان يسمى بمره .. ويقولها مضطرا وسط ضحك الحاضرين كي ينقذ خانه ،ويشفى غليل عبود.. ياللعار كل هذا ولم تدافع منظمة معنية بحقوق المرأة لا بل الانسان بالموضوع وكان النساء خلقن كي يتلقين الاهانة
مئات بل ألاف هي الحكايا والقصص التي تنتقص من المرأة تصريحا وتلميحا.. وكم من العار ان ينعت بها الرجل .. فالمرأة كما قالت السيدة كاتبة وقارئة الحوار معلقة بطرافة وخفةدم على موضوع (ابطن عيني ) من ضمن ماقالته عبارة.... وصلابة ضعفها الصفة التي لزقوها إجحافاً بها ستحيل ضعف صلابته الوهمية إلى الانهبال أمام ذكائها.... وهو اقل من القليل امام ماقالته هذه السيدة المهمة بافكارها . اذن ضعفها تلك الصفةالتي الصقت بها والتي كانت السبب في التندر بالاهانات والتجاوزات الاخلاقية التي لم يعد لها مكان الا في المجتمعات المتخلقة التي لا مكان لها في الركب الحضاري.. لكن رغم ذلك كله هناك امر شديد الغرابة والحيرى ..رغم كل هذا التجاوز ،والسب العلني والمفضوح للمرأة تجد اليوم من يتلذذ لكي ينتحل صفة المرأة او اسمها لا لشيء الا لكي يخنقهابه.
فكم من الاقلام التي تتستر باسم المرأة وهو تخدير حس المرأة للقبول بالواقع ثم النأي بنفسها عن المسؤوليه على اعتبار ان الرأي من بنات حواء اي رأي امرأة ايضا ظنا منها بانها في مأمن وانها تضرب عصفورين بحجر
لكنها لا تضرب الا نفسها ،ولا تسيء الا لأدميتها عندما تتستر باسم امرأة لكي تدلو بدلوها بمواضيع دينية وانسانية تتعلق بالمرأة وحريتها .هي لا تكتفي بذلك بل تنزل بكل ثقل الاسم وتأثيره وسحره علىالبسطاء من النساء لكي تدافع على القيم البالية وتحاول جاهدة ان تحد من انتشار الافكار التنويرية السامية. او تحبط السادة الرجال الذين يناصرون المرأة وقضاياها بالايحاء لهم بان نساء وراء هذا الرأي المجحف والمتعصب ،وان كان هذا خيار المرأة فما لكم ايها المتحدثون الرجال. او انتن يا نساء يا رائدات ويامتحدثات ليس ما تقلنه صحيحا او مقبولا ونحن نناهصه.

رخيص جدا ومعيره اسم المرأة،اذا ما نعت به الرجل .الا اذا كان سلاحا فتاكا للحد من مسيرتها وجديتها في طريقها نحو حقوقها وحريتها.

لا اعرف اي فتوى تلك التي شرعت انتحال رجل اسم المرأة في الكتابة ضد المرأة باتجاه التمسك بالقيم البالية ،وعدم تشخيص مواطن الخلل بمجتمعاتنا التي تطفح بها السلوكيات والعادات البالية والمريضة .. لكن اتباع تلك الفتوى يؤدونها عن طيب خاطر ،وبلا حرج دون ان يندى لهم جبين او يشعروا بعار صاحب الخان الذي عيره عبود ،ودون ان يرتجف بين يدي بطل العمل الدرامي وهو يعيره بامرأة
يقال ان اقصى درجات الصبر للانسان هي تلك التي تصلها المرأة عند الولادة وتحمل الالم
اظنهم اخطأوا في حساباتهم فلو انهم قاسوا مقدار الهم الواقع على المرأة في المجتمعات الاسلامية والعربية لارتفع العداد الى الضعف من قهر الغبن الى الاساءة والاحتقار ،ثم التجني.


أســــتودعكم
والى اللقاء


د . شــــذى احمد



shathaah@maktoob.com
العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

اي نوع من النساء


مهداة الى الغالية ابتسام









كنت في حسرة
كنت اكثر من وحيدة
لم اكن اهتم بتصفيف شعر صباحي
وطلي شفتي بالابتسامة
وتكحيل عيني بالانتظار
لم اكن اعتني بعدد نبضات قلب اليوم عندي
اتركها تتصاعد عندما تريد ان تلحق القطار
او عندما اجلس خلف المقود واشارك المجانين في الشارع بجنوني
لم تكن لصناديق اسراري اي اقفال او مفاتيح
كانت ملقاة على قفاها وتتناثر فيها ذكرياتي واسراري المهمة منها والمملة
لم يكن لهمتي اي مشاريع
لم يكن لدمعي اي ثمن
كنت اسكبه غزيرا وقتما تزدحم امواجه امام سد همي الواهن
لم يكن لي شيء منذ ان اسرتني اسلاك المدينة البراقة
لم يكن للشوارع عندي اي تعرجات وانحناءات فلقد اعتادت قدماي ان تمضيا
لم يكن لصباحي اي ابدأ
منذ وقعت عليه ملكاً لمعبودتي اسرتي
لم يكن لدلالي ،ومرأة خصوصيتي اي لزوم
كانا في اقصى زوايا دولابي البعيدة

وكتبت لي انها قرأت سطري
وكتبت لي انها اعجبت بفكرتي اقولها خجلا بدلا من فكري
وكتبت لي بانها تسر بي ولي
وصارت تكتب لي واقرأ
وصارت تنشدني فاطرب
وصارت تغدق علي فاثرى
وصارت تناغيني فاتذكر
مشطي
ومرأتي
وساعات صباحي
حتى تذكرت انني هنا
وقلبت صناديقي ودفعتني للبحث عن مفاتيحها في اعماق ذاكرتي
لملمت ما تناثر منها في كل اركاني
وادرت مفاتيح صناديقي ووضبت اورافها وحدثتها عن بعضها
وصار لي ابتسامة تطلي شفتي بالفرح الوردي كل صباح
وصار لي تحت الشمس مكاناً من جديد
وصارت تهتم بافراحي واحزاني
لم تعاتبني على كسلي
لم تناكفني على اهمالي
لم تحاسبني على ما اغنتني به من ثرائها الفكري وعطائها الغالي
بل كتبت تقول لي وقد تعلمت من اجلي طباعتها العربية
انها تعتذر عن الاخطاء ان وجدت
قولوا لي
من هولاء النسوة
من اي طينة جبلت
وكيف يكون العطاء سخيا حد الحياء
وكريما حد البكاء
قولوا لي
اي نوع هي من النساء

د. شـــــــذى احمد

shathaah@maktoob.com
العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14
المحور: الادب والفن

العقوبة للمغتصب الاول فحسب







كلما قال المرء شيئا عن معاناة العراقيين . حرقتهم دمارهم قيل لك قام صدام حسين وحكومته. وعمل صدام حسين وابناء عشيرته.. يعني حالنا مثل جريمة اغتصاب وقهر .. وجاءت المغتصبة تطالب بحقها واشارت الى ما يدمي انسانيتها ويستبيحها.... ببرود يرودن عليها بالقول : من مغتصبك الاول هو من سنلقي عليه كل التهمة والبقية اغتصبوا تحصيل حاصل
هل يعقل ؟؟؟
هل يعقل ان العراق بهذا التمزق والتشرذم والفساد الذي تقره وتشخصه كل الدوائر المعنية والمؤسسات العالمية وتكتب عنه وذاك اضعف الايمان وما يعانيه من فساد ،وعبث وسوء استخدام للسلطة ولمقدرات الناس الابرياء .. والجواب جاهز سبق وان اغتصبهم صدام حسين وسرق اموالهم ،واستباح كرامتهم واستأثر بالسلطة
ثم تأتي وتقول هناك المهجرون الابرياء الذين يعانون ..وتتناقل القنوات التلفازية ووسائل الاعلام والمنظمات الانسانية معاناتهم.. وياتيك الجواب صدام حسين اقام مقابر جماعية .. صدام حسين اذلهم .يعني هو المغتصب الاول والاغتصابات التالية تحصيل حاصل
تقول ان التعليم وصل الى الحضيض ويفترض بانفراج الازمة وخروج العراق من مأساة الحصار الدولي،وتحرره من دكتاتورية صدام حسين ان يكون ذلك بادرة خير على مؤسساته العلمية والثقافية كي تستثمر عائداته النفطية لبناء المدارس لا كما نرى الفتيات يخرجن الى الشوارع ويصرخن بان مدارسهن قد اغلقت وانهن مهددات بالبقاء بالبيوت وعدم التعليم.. وتاتي الاجابةصدام حسين اغتصب الاعلام وكانت الماكنه الاعلامية تدور له وحده ولذا كل ما يحصل تحصيل حاصل والذنب علىالمغتصب الاول
تعود الى معاناة الناس وخدماتهم وما يلاقونه من شظف العيش والعوز وانعدام فرص العمل فيقولون لك بان صدام حسين اغتصب قدرهم بحروبه وبدد ثروتهم فهو المذنب الاول وعلى عاتقه يقع كل ما يحصل للمواطن من ضيم
تقول بان المسيرة العلمية في غياهب المجهول حيث لا يأمن العلماء والكفاءات العالية على انفسهم من التصفيةوالغدر يقولون ان صدام حسين اغتصب حقوقهم ودفعهم للهجرة فهو المذنب الاول وعليه تقع مسؤولية الجريمة كلها
تقول ثم تقول وتعود فتقول ..وبالنتيجة يأتيك جوابا واحدا صدام حسين واسرته واقاربه ،وحاشيته. هم بعد موت رؤوسهم وتصفية الكثير منهم ، وبعد طي صفحاتهم لا زالو يتوسطون باصنامهم ساحاتنا ويغتصبون حاضرنا وماضينا ومستقبلنا
متى تسقط اوهام الوثنية هذه خصوصا من افكار ما يمكن اعتبارهم بانهم الشعلة التي يستنير بها المجتمع.
لماذا استبدلوا الصنم بصنم اعتى وامضى تأثيرا في النفوس وهو تعليق كل ما يحصل وسيحصل على عاتق صدام حسين
اذا كانوا وما زالوا غير قادرين على مواجهة صدام حسين والحد من تأثيره واستبدال تاريخ حكمه بحكم اكثر عدلا وامنأ وفائدة للشعب فلماذا اخذوا مكانه .. ام ان الامر ليس اكثر من فشخرة فارغة.. وتباهي بالحكم. من العار ان يحيل اي انسان مهما كان ماساة العراق ومعاناته التي تحصل اليوم وبعد اربع سنوات من اعدام صدام حسين الى صدام حسين وحده .. ومن العيب ايضا.. الا في حالة واحدة ان يكون القلم مأجورا .ومدفوع الثمن ويتقاضى راتبه الشهري من طرف يستمرئ معاناة الناس واغتصاب حقوقهم عن طيب خاطر كما كان يفعل البعض ايام حكم صدام حسين .ويغدقون عليه الالقاب والتسميات وشعبه على بعد امتار من قصوره يموت من الجوع والحاجة
انطوت صفحة صدام حسين.. لكن ان يدلق مثل المرق البائت اسمه في كل صفحة جديدة فانما هو عبث يراد به عن قصد او غير قصد ان لا نرى ما يجري بهذه الصفحة ولا نقرأ سطورها

اغتصبت امال واحلام العراقيين في عهد صدام حسين ودفع العراق اثمانا باهضة لكن علىالعراقين والشرفاء واصحاب الضمائر في العالم ان لا يدعو اغتصاب العراق كل يوم واقع حال وامرأ مفروغ منه ومن يحيل كل حديث من الاحاديث الى زمن صدام حسين هو مغتصب وقاهر ومساهم في جريمة دلق المرق البائت في صفحات العراق الجديد

وان عدتم عدنا ولن نخاف .. وانعموا بالمناصب انها كوميديا سوداء لمن لا يحسن الا الاغتصاب والقهر والظلم.

د. شــذى احمد


شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12
المحور: المجتمع المدني

ميريام ...هو حقك فلا تتنازلي عنه






لم يخطر ببالي وانا اكتب (ابطن عيني.....) ان السيدات والسادة القراء الكرام سيلفت انتباههم
فقرة امنيتي باعتلاء سدة الحكم في العراق سيدة لانني كنت مهتمة بايصال فكرة مميزات الحاكم القادم ، ورغم انني كتبت باني لم اشارك حتى بالانتخابات حيث لم يسمح لي بالمشاركة وهذا بدوره يعني الترشيح طبعا .. الا ان البعض تجاوز ذلك وبدأ بالكتابة وكانني مرشح يحصد الاصوات.. ولو بمحض الصدفة او مفارقة الا ان ترشيح بعض سادتي القراء لي قد امتعني ،ولن اجبن هنا واتردد بالقول ان الاحساس ممتعاُ عندما تكتب سيدة قبل السيد لي ذلك ..وبعد صحوتي من هذه الغفوة وحلمها الجميل اجدني ملزمة لتوضيح ماقصدته على وجه الدقة ... رددت وسوف اردد رغبتي بان تكون هناك سيدة في سدة الحكم ذلك لا سباب لاتعد ولا تحصر حيث ان
تفكير المرأة مجرد التفكير بان تكون الرأس ، وان تكون لها القيادة أمراً يعادل الاجرام في الكثير من المجتمعات العربية والاسلامية .
فالمرأة التي يصب على رأسها جام غضب التغيرات السياسية وتدفع ثمن الاضطرابات والحروب عليها ان تبقى دائما تنتظر فتات نتائجها.
لعبت على مدى دهور الافكار السياسية والسطوة الدينية والاحداث الدامية التي صبغت اشكال الحكم في الشرق دوراً كبيراً في ابعاد المرأة ، وحجبت عنها اي مظهر من مظاهر السيادة في القرار والمشاركة في الحكم. وكان الامر لا يعنيها في ادارة الامور بل تعنيها ما تتمخض عنه النتائج ،ويعنيها الدموع والقتلى التي تفرزها الصراعات لكي تتولى دفنهم والعويل عليهم.

ليس ترفا او مجرد اغثاث احلام ما اتمناه للمرأة ...ليس تعصباً او تطرفاً احمقاً ارغب فيه لكي اقول ما لا تقله الاخريات ..وان كان بعضهن قد قلنه علنا ً مثل الدكتورة نوال زينب السعداوي عندما رشحت لرئاسة الدولة في مصر وهي اعلم الناس بان ذلك لن يحصل لكنها ارادت ان تحرك المياه الراكدة وان تستفز المرأة التي تنوم منذ عقدين من الزمن او يزيد ،وتخدر بالادعية والبخور ،و تكفن بالنقاب والحجاب لتزداد انزوائاً ،وتضعضعاً وتزداد قوة التيارات المتطرفة وتتحقق اهدافها في ابعاد المرأة تماما عن القرار السياسي والمشاركة الفعلية في ادارة مصر اكبر دولة عربية ،واكثرها حراكاً سياسياُ وتنوعا فكريا .
في اخر تعليق ولم يسعفني الحظ بالرد عليه لابتعادي عن الحوار بضعة ايام كتبت لي السيدة ميريام تعليقا طيباً ومشاركة رقيقة تقول لي فيها ... انا اطن ان المراة العربية اضعف بكثير من الذي تتصوري لأن الرجل ماسكها من رقبتها وخانق انفاسها بمساعدة الدين كيف نتحرك قولي لي وانا تحت امركي اول واحدة ساعطيكي صوتي الحلم ضروري لكنه في مجتمعنا غير فابل للتحقيق ادعو لكي من كل قلبي بالتوفيق.....

السيدة مريام (وان كانت لا تعرف انني اعرف ذلك) واحدة من اكثر القراء حضورا في الحوار المتمدن وهي التي كتبت يوما للدكتور يونس حنون معلقة على احدى مقالاته المميزة .. بانها يئست من دفع ابنائها للقراءة لكنه بمقالاته نجح بما لم تستطعه .. فهي ام رائعة وحريصة ..لكن ميريام ترى ان المرأة ضعيفة وانا ارى عكس ذلك انها في بعض الحالات ولبعض الاسباب مغيبة او تستمرئ الضعف واللامبالاة لكن ليست ضعيفة.. قد تكون قد ربيت خطأ على ان تكون مخلوقاُ سلبياُ في ادق تفاصيل حياتها . وتعتقد بانها ستكون مطلوبة (للزواج )اذا ما اظهرت نفسها على انها حمل وديع ، ومغلوب على امره كما صورتها وتصورها الافلام والمسلسلات التي باتت للاسف تتحكم في توجهات المواطن العربي ، وصارت مصدر ثقافته الاول لسوء الحظ ..لكن رغم ذلك علينا ان لا نفقد الامل بالعودة الى جذور الانسان وفطرته ،ففي فطرته هو عاشق للحرية ، ومنحازا لكرامته ،وراغبا لابراز حضوره في مجتمعه . ليخلو كل منا الى نفسه ويتأمل بعض الوقت في كل ذلك. سيتفق معي بطريقة اوباخرى.

ثم تتابع بان الدين يقيدها ، ويعيقها ويخنقها، لم يكن للمؤسسة الدينية هذه السطوة الا بعد الفشل السياسي للحكومات العربية من الايفاء بالتزاماتها امام شعوبها والاخلاص لها والاخذ بيدها الى حيث المجتمعات المدنية الاخرى ، لقد برزت التيارات الدينية واستحوذت على الساحة بسبب عجز وفشل الدولة وصارت تقوى على مر الايام وتنمو مشجعة المجتمع والمرأة على مزيد من الامية والتخلف ، والتخلف الذي صار اسمه الاصول الواجب العودة اليها.. كيف يتم انتشال المرأة من كل ذلك .؟ لا احد يملك عصا سحرية . وهابركادابره. لكن هناك بوادر يمكن للمرء ان يستشف منها امكانية حدوث شيء من عدمه. ولعل ابرزها هذا الوعي الرائع والامكانيات المأهولة والقدرة المميزة لنساء كسرن حاجز الصمت ،والمنع وركبن الصعب . حتى في السعودية اكثر المجتمعات العربية تهميشا للمرأة واجحافا لحقها ، فان هناك نساء صرخن بوجه الظلم ،وخرجن طبيبات. وعالمات اقتصاد واسسن منظمات لصاحبات الاعمال. وقاتلن لكي يخرجن للاسواق ويفتحن المشاريع التجارية رغم العصا الغليظة التي ظلت مرفوعة باسم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي الخليج قبل غيرها هناك اصوات نسائية عالية ، تجهر بالتحدي ، وتعاين الغبن والقهر للمرأة وتشخصه ، صار الحديث عن النصوص وامكانية تحكمها في حياة المرأة مثار جدل على الدوام وليس مسلم القبول به . قد تكون الحالات فردية لكنها قابلة للتكاثر والانتشار ، وهناك وعي وهذه نقطة بالغة الاهمية للرجل بان التباهي بالبداوة المتمثلة بممارسة التعددية ،وقهر المرأة والسيطرة عليها والتباهي بابقائها امية ومنفصلة عما يدور حولها وقابعة في بيتها كل ذلك عوامل تهدد حياته الشخصية ،وتعيق طموحاته ،وتغزله عن مظاهر الحياة ومستجداتها. فهو ان ساهم في الاخذ بيد المرأة من ابنته الى اخته وزوجته فانما يمنح لمشروعه الشخصي بالتقدم اسباب النجاح. لذا فدور التطرف ينحسر كلما ازدات شريحة الرجال المعتدلين والمؤمنين بدور المرأة الى جانبهم.

ثم قالت لي السيدة ميريام مازحة: ولا تنسي تستوزريني لاني ساكون مخلصة لكي لكن المشكلة اني لست عراقية ما تقبليني.....

عندما سا تمكن من نيل شرف خدمة شعبي ولو في الاحلام عن طريق منصب سياسي فلن انساك بالتأكيد ساجعل منك وزيرةالاسرة ,وهو منصب شديد الاهمية لان فيك كأم امكانية هائلة لخدمة الاسرة وتقديم الافضل لها،وما المشكلة بكونك غير عراقية .. في الحكومة التي سنشكلها ان قدر لنا ذلك سوف نعيد صياغة القوانين الانتقائية التي تفصل على حسب النوايا السياسية للبعض ، فتتلائم وامكانية تحقيقهم اهدافهم ، وتضمن انفرادهم بالحكم اطول فترة ممكنة او الى الابد

لن ادع الفرصة تفوت هدرا دون ان اقول لك ياسيدتي ميريام وللجميع .. قبل حوالي نصف قرن وقف مارتن لوثر كنج ليقول بانه يحلم .. كان يمثل السود في امريكا حيث كانوا مهمشين ،منبوذين ... لا يحق لهم الجلوس بجانب البيض في الحافلات العامة. ولا يشاركون اطفالهم السود البيض المقعد الدراسي.وتشيع عنهم اشاعات غريبة عجيبة مفادها بانهم اقل ذكاءا من اقرانهم البيض.. الا تذكرك هذه العبارة بشيء يقال عن المرأة عندنا سيدتي ميريام .. مثلا بانها ناقصة عقل... او شيء من هذا القبيل وهو ما يعد من اصدق المصادر للمتمسكين بها وغير قابلة للنقض والابرام !!. علىاي حال كان هذا حال السود عندما اطلق حامل نوبل للسلام مارتن لوثر حلمه لينسج في مخيلة الامريكان البيض قبل السود مكانه في سماء حياتهم التي تغيرت على مدى السنوات التي تلت خطبته.

بعد حوالي نصف قرن فتح البيت الابيض بابه على مصراعيه لحلمه الذي ظل ورديا يتجدد ربيعا بعد اخر. ويصارع قيظ الصيف وزمهرير الشتاء على طول كل تلك السنين ويعتلي دفة القيادة لوثريا هادئا ويامل العالم منه الكثير وهو اوباما..
كان حلما وصار حقيقة .. لكنه كان حلما طيبا وعادلا وحق ... كان الحلم من حقه .ولك اقول انني احلم حلما طيبا وصادقا وحق لك .. فانت لست اقل من اي امرأة في العالم .. لست اقل من بناظير بوتو .وانديرا غاندي .. ولست اقل من كاترين العظيمة التي حكمت روسيا بالامس .او مارغريت تاتشر او حتى المستشارة القوية التي تقود المانيا اليوم انجلينا ميركل.. انت مثلهن وتستحقين ان احلم لك وان اذكرك بانه حقك قد يتطلب تحقيقه وقتا يشابه ما تطلبه حلم لوثر . او يقصر لكن عليك ان لا تتنازلي عنه .

أســــتودعكم
والى اللقاء

د. شــذى احمد




ملاحظة: ادناه الرابط الذي كتبت به السيدة ميريام وهي من المشاركات النشيطات في الحوار المتمدن والتي تساهم بارائها ، ومداخلاتها في عدة مواضيع لبعض الزملاء حسب ما تمكنت من الاطلاع عليه. ادناه تعليقها على مقالي بالكامل

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=210276





شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

ابطن عيني لو يصير





وانا اتحدث مع صديقة لي واتجاذب معها اطراف الحديث بريديا ... كان موضوع الحديث عن الانتخابات
العراقية ومن مرشح لحكم العراق ومن على العراقيين الثقة به لرئاسة الحكومة المقبلة وفجأة تذكرت قصة قصيرة حصلت معي وصديقة صحفية زميلة لي في احد الايام ونحن جالستان نتجاذب اطراف الحديث النسوي على طاولة الطعام سألتها باهتمام عن مواصفات الشريك الذي تريده .. وصديقتي جميلة جدا" وذات امتيازات بديعة في الخلق والاخلاق .فراحت تعدد لي مطالبها قائلة فيما اذكر ...انها تريده مقتدر وعنده سيارة وشهادة وحسن المظهر .. ولانها تتمتع بحس فكاهي عذب وخاص ..نظرت اليُ مليا" واردفت بعراقية صرفه...إبطن عيني لو يصير..(للقراء من غير العراقيين يقال هذا المثل في العراقية عادة عندما يتعذر الايفاء بالطلب ..وللضرورة القصوى اقتضى التنويه) انفجرنا من الضحك لم تستطع وقتها اي قوة في العالم ايقاف ضحكاتنا او الحد منها حتى ان العالم العراقي اللامع قدامى الملاح كان بالصدفة قريبا" منا يجلس على احدى طاولات المطعم ولي به معرفة طيبة تقدم ليستطلع الامر وليعرف ماذا اصاب هولاء الفتيات ولماذا هن مستغرقات في الضحك بدون توقف. تذكرت الحادثة التي تثير بي الرغبة للضحك كلما تذكرتها وانا اقرأ رسالة صديقتي كما بدأت مقالي تتحدث وتقترح من على العراقيين اختياره ومن لا.. قلت لصديقتي: رغم انني لم انتخب لانه لم يحق لي الانتخاب. لكن لي حلم ان تصل امرأة لسدة الحكم بالعراق وتدير دفة القيادة ،وتقود سفينته الى الامام مثل كثير من النساء العظيمات اللاتي حكمن ويحكمن في العالم.

اما صديقتي فقد قالت.... انها تريد لحكم العراق من يتسم بإيمانه بالديمقراطية وليبراليا" ونظيف اليد ... وان يمارس الحرية العقائدية بعيدا عن اروقة السياسة .. وان يكفل لكل انسان حقه في ممارسة شعائره بعيدا" عن تأثير ذلك على السياسة. لا اعرف لماذا شطح بي الخيال فورا الى تلك الغدوة التي احالتها صديقتي الى غصة بكثرة طلباتها للعريس .. وبدوري لا استطيع الا ان اقول ما قالت صديقتي إبطن عيني لو يصير ! ... واتمنى من كل قلبي ان يصير

طابت اوقاتكم

د . شــذى احمد
شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4
المحور: سيرة ذاتية

خدك احمر





يقول المثل المصري مالقوش حاجة يشتموا فيها الورد قالوا له خدك احمر.. المثل يقال نكاية او سخرية من الذين يشتمون ،ومهمتهم بالحياة االتعرض للاخرين، واحيانا يظنون انهم ينالون من الاخرين بالشتيمة، فيأتي الشتم مدحا ،وفخرا للمشتوم كما مع الورد في المثال اعلاه. فقد يكون التعليق احيانا على مقالة لك او موضوع بانك ضمنته اقوالا ونصوص لأخرين بانه غباء وليس ابداع..لحظة لا تستغرب هذه حقيقة وحصلت ويمارسها البعض عن طيب خاطر! . فماذا يقول مثل هولاء على كاتب بحجم احمد الصراف في القبس وهو يخصص يوم السبت ليكتب لنا مقالا كاملا ويذيله بكلمة من قراءاتي..اليكم الرابط

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=587034&date=20032010


وهل يعلم هو وغيره ان الشهادات الاكاديمية والبحوث لا تقبل الا اذا ذيلت كل صفحة فيها على مالا يقل عن ثلاثة مصادر ويجب ان تستوفي تلك المصادر كل شروطها من اسم الكتاب والمؤلف والسنة .. وتشترط البحوث الاكاديمية كشرط اساسي ايضا ان تحدد طريقة الاقتباس والتضمين . وبناءا" على قول هذا الشخص فان كل بحوث العالم والكتابات غباءا" وتسمى خطأ بحوثا ودراسات ، وليس لها علاقة بالخلق والابداع مثلما كتب احدهم ذات مرة معلقا" على مقال
احيانا تبلغ المغالاة في الكراهية والحقد المرضي عند البعض حد لا يصدق. ويحتاج المرء .. كما يحتاج كثير منا عندما نمرض الى مراجعة فعليه للطبيب .
قد يمارس اخر ايضا حرفة الكتابة ان صح تسمية ما يكتب بالكتابة و اقل ما يمكن ان توصف بها كتاباته، وبالطف واهذب العبارات .. انها لا تصلح للنشر في الحوار المتمدن ، بل ربما بموقع اخر سيفتتح لاحقا وسيحمل عنوان الحوار سينقلك الى التمدن . دورات تأهيلية للمراحل الابتدائية ثم يتدرج لكي يصل بعد ذلك الى حلمه للكتابة الى جانب اسماء لامعة من ادونيس واديب كمال الدين وغادة السمان وامير الحلو وفاخر سلطان وعبد الحسين شعبان.. والقائمة تطول وتطول باسماء المشاهير والذين تملأ اسمائهم الدنيا . والى جانب من يبزغ نجمه ويتلألأ فيمنحه النشر هنا فرصة ربما لم ولن ينالها بهذه الصحية والصدق في تساوي الفرص في مكان اخر وبدرجة متساوية من حق العرض والاخراج الذي يتمتع باهمية كبيرة جدا في استقطاب القارئ وشد اهتمامه.
واخونا هذا وامثاله من المتطفلين لاهم لهم الا مناطحة طواحين الهواء وخلق عداوات وهو قاعد على وحده ونص للكثيرين . يظن بتسفيه كتاباتهم وارائهم. وتعليقاته الثقيلة التي يظنها لماحة وذكية. ولكنه بكل هذا وذاك يبدد طاقته بالتعلم من مثابرة جمشيد ابراهيم وانتقالاته الممتعة بين شتى المواضيع والتي اكسبت كتاباته الحيادية بالعرض وعدم اعطاء احكام مسبقة على ما يكتب ،وهذه من اهم خصائص الكاتب .
ولا هو تعلم من فاطمة الفلاحي ايقونة الموقع التي تتجدد وتدخل مكتبات الدنيا كل يوم فتصطف الكتب والمصادر لتلبية طلباتها في وجبتها التي تقدمها للقراء بمحبة وحرفية تعزز مكانتها ككاتبة ومثقفة لامعة تضع وسوف تضع بصماتها الأكيدة على المسيرة الفكرية والثقافية للقارئ عموما والمرأة بوجه الخصوص . ولا هو شعر بالغيرة المشروعة من جرأة وتجدد شامل عبد العزيز ، او الجهد الذي يبذله فيصل البيطار في اطروحاته ودراساته التي تتخلل مواضيعه الحياتية والتي تؤكد مدى جديته في الكتابة والبحث والتقصي. ولا نفض ريش رغبته بالتغيير شهباً لاهبةً تحرق بيادر الامس الساكن في مسلماتنا المتراكمة مثل محمد الحلو ،ولا حتى احترم مهنته وعرف لما يكتب المرء واي تأثير ساحر ممكن ان يقدمه ذو الاختصاصات المتعددة عندما يكتبون واي خبرات ثرية سوف تعم فائدتها على جمهور القراء. ناهيك عن ادباء انكبوا يزينون اصص الموقع ومزهرياته بروائع القصائد التي تنشد على الدوام ، فيحلق بها الجميع طربا مثل الشاعرة فاطمة العراقية التي تغزل عشقها للعراق بسط ريح لارواحنا المتلهفة للتحليق.. لا هذا نفع معه ولاذاك .. لاهذبت روحه تلك الاسماء ولم يتخذ لنفسه مظلة يقي نفسه بها حر التشرذم الذي هو فيه .. فاقفل قلبه وعقله فلم تعد لمحاولات الروائي تحسين كرمياني (*)تجدي نفعا معه ولم يبحث عن قفل باب قلبه لا عنده ولا عند غيره.


تظنه بالبداية مشاركا راغبا في تعضيد موضوع النقاش ، الا انك تكتشف على مر الايام انه لا يختلف عن اولئك الذين غصت بهم القنوات وصفحات الويب وهم يصرخون ، ويرعدون وسلاحهم بذيء الكلمات والتعرض للاخرين ، ومحاولة اخراسهم بالتسفيه والتجريح والاهانة. يعتقدون ان الامر كما يقول المثل العراقي شبر حلوق: بالعربية يعني اظهار براعة في الحديث حتى يخرس الطرف الثاني .

لم يكتب احد للغرض الذي يدفع هذا وامثاله للتطاول عليه . ولو انه ادخر جهده الذي يبدده بالحقد، والشتم واظهار البطولات والمفاخر بالتعرض للاخرين لو انه ادخر هذا الجهد الثمين في بحث مثل الذي يقوم به الاخرون من الكتاب اللامعين ، ويبحث عن اماكن الخلل في خطابه الذي لا يجعله في مصاف الناجحين منهم لكان اولى به من اظهار احقاده على هذه المرأة او تلك والتعريف بعقد تاريخية متأصلة ، لانها لم تعد تخيف احد ولم تعد صلاحيتها نافذة لكي تسمم من يسمعها!!.
واغرب مافي الامر انه عندما يلفظ تعليقه في مكان يعود ليكرره بنفس الكلمات في مكان اخر .. كانه صاحب رسالة سماوية يأبى الا ان يتم نورها على الارض. ويتهم الكتاب بقصورهم ، وافتقارهم للابداع . واغلب الظن ان الرجل له رغبة مكبوته بان يصبح احد محكمي البرامج الابداعية مثل ستار اكاديمي ، سوبر ستار. سوبر تالنت ، شاعر المليون .. شاعر العرب .. وغيرها الكثير مما تعطي للمحكمين صفة التحكم برقاب المشاركين وتوزع عليهم احكامهم كما تريد ،وتمنع او تحجب عنهم الرحمة ليمروا الى نور المجد او يقبعوا في ظلام الاهمال والخروج من المسابقة . فاولى به ان يقدم ليكون من ضمن كوكبة المحكمين بدل من ان يبط جبدنا: بالعربية يطعن كبدنا ويفتته قهرا" بتقيم من هو مبدع وغير مبدع من الكتاب .

مستقبلاً حتى لا اطيل عليكم . وهو اقتراح لمن يود تبنيه مثلي.. اذا ما صادف وزارني احد منكم متفضلاً ، واطلع على تعليقات موضوعات لي واطلع على ردودي التي تظهر رغبتي بمواصلة التعلم من قرائي الاعزاء ووجد انني تركت فراغا كبيرا لاسمه ـ فدته امه ـ فاعلموا انني فعلت ذلك عن قصد .. وذاك يعني انني استوفيت فيه شروط الصبر ، وليس لدي كلام معه وله. فمثل هولاء اعداء الحرية والرأي الاخر ، واعداء المرأة وانفسهم يحتاجون دكاترة اطباء ،ولا ادري ان كان وقت الدكتور يونس حنون يسمح بتطبيبهم ويضمن بقاء مرارته على حالها ولا تنفجر في جلسات علاجه لهم ،ورغبته في انقاذ أرواحهم المعذبة التي يبدو ان مصابها جلل.

• تحسين كرمياني :الروائي والاديب المعروف صاحب رواية قفل قلبي التي تنشر على شكل حلقات في الحوار المتمدن
• لاتعد ولا تحصى الاسماء الكبيرة التي تنشر في الموقع وذكر بعض الاسماء كامثلة لا يعني ان من ذكروا هم وحدهم المقصودون ، ولكن لضيق مساحة المقال تم تخصيص البعض والقصد هو الكل وبنتاجاتهم السخية.

شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30
المحور: الادب والفن

نواعم من فولاذ






في ملازمتي للفراش بسبب مرضي رحت اقلب القنوات علي ابحث عما يعزيني او يلهيني عن الوجع الذي يفتك بي.فوصلت الى مرسى نواعم

كل مافيه نواعم.. انعمهن السيدة فوزية فهي اروع ناعمة على شاشات التلفاز العربية وربما العالمية .. تجلس على الدوام بهيبة امينة رزق ، وتذكرك بكل فخر على الدوام بسنها .. انا الاكبر هنا ..ربما أمك تقول لمحدثها او اكبر من أمك .. وتتابع. والثلاث الاخريات رقيقات مهذبات ومعهن دائما ما هو جديد عن المرأة من فرحها وترحها. حزنها وسعادتها.. فقبل حلقة كن يستعرض صورة تمزق القلب عن فتاة سعودية بلا اوراق زوجها ابوها للخلاص منها وبعد ان عانت الامرين من عذاب زوجة الاب ،وكانت من نصيب زوج قاس عذبها وتريد ان تتخلص منه لكنها تخاف من ان تتلاقفها امواج الضياع والتشرد في وطنها لانها الى يومنا بلا اوراق هوية مدنية! هذا الكلام في السعودية وليس في جزيرة واق واق..وهي اعتيادية بالنسبة الى قصص مأساوية في هذا البلد العربي الغني الاعجوبة في اوجه عديدة وابرزها مكانة المرأة وماهو مشرع لها !
لكن في الحلقة الاخيرة ليوم السبت المصادف 27-3-2010كانت المواضيع المعروضة من نكهة اخرى. فقد نثروا وروداً انيقة احاطت جلستهن الناعمة . وهن يستدعن في عيد الام بعض من اروع النواعم العرب. ام لستة رجال يحملون لقب دكتور.. بعضهم في الطب والبعض الاخر في الفلك كعلماء في ناسا والاخرين في الفيزياء وصنوف العلم.. كلهم اولاد رائعون لتونسية شديدة الطيبة والهدوء خرجت لنا لتشرح كيف ربت اولادها . وكيف عاملت زوجها الراحل وكيف بادرت بمناداته بالسيد وهي سي بالدارج التونسي فبادرها باللاله وهي بالتأكيد تشبه عندنا الخاتون او الخانم او الست حسب مناطقنا ولهجاتنا المختلفة والتي تعني السيدة . وكيف كانت في بيتها السيدة وكيف ادارت شؤون اسرتها وربت اولادها فصاروا يملأون الارض بنجاحاتهم وتسابقت الدول على احتوائهم من امريكا الى اوربا.
وسيدة عربية اخرى تنسيك كل همومك حتى المرضية لمن مثلي وتجعل طلتها على الشاشة نعمة تتمنى ان تغدق عليك ثانية عندما تراها وهي مقعدة ومصنفة مع المقعدين وهي ام لاولاد شباب وبنت شابة. وبطلة عالمية في العاب القوى في رمي الرمح والقرص وغيرها. ثم مصممة ازياء وطباخة وموظفة وحاصدة لمداليات عالمية في الرياضة. وكل هذا وتضحك من كل قلبها .. حلقت بقلبي يومها في سماء الحبور وهي تطلق النكات البديعة حيث قصت علينا كيف اجابت أمرأة سألتها متعجبة وهي تراها على كرسي المعاقين هل انت حامل .. كيف حملت !!؟ . فاطلقت ضحكة وهي تسترسل.... قلت لها انا حرمة وانت حرمة كيف ما انت تحملين انا احمل ! .. ياحليلها كما يقال بالخليجي .. شفافة وقلبها عامر بكل الحب والقوة والتحدي . امرأة من المأس وارادة من فولاذ.
واخرى تركها الزوج في لجة البحر وحيدة مع حفنة من الاطفال في خضم صعوبات الحياة في غزة ورحل عن عالمنا ، ولكنها فلسطينية وهولاء النسوة لا يعرفن معنى الهزيمة .. واخرى من لبنان بجمال الارز ،وبرقة حسون ضياعها كانت مغنية النواعم وهي باسمة .. رقيقة وناعمة ، وعذبة تعيد الشباب لفيروز لبنان الذي مازال يقاسم صباحاتنا مع فنجان القهوة. الى جانبها ابنتها يغنيان بروعة وتعكس صورة المرأة العصرية وصورة الفنانة الملتزمة التي تحترم نفسها وجمهورها . وتصدح في قلوبنا فتنبري أذاننا لتردد صدى ذلك الصوت العذب.
تحدثت النسوة بكل بساطة وتلقائية وحضارية .. واختفت مسحة الحزن الا من اصداف غزة . لكن كل هذا دفعني للتفكير في الرجل في حياة هولاء النسوة الرائعات والناجحات .. كم كانوا منسجمين مع انفسهم . كم كانوا شديدي الثقة بالنفس .. وكم اثروا في اسرهم وكانوا روادا ليكونوا ازواجا ورفقاء درب لنساء بهذه الروعة والامتياز . كل هذا يدفعنا الى الامل بان النماذج الرائعة موجودة وانها تشكل في مجتمعاتنا حصة لا يستهان بها .واذا ما طفت على السطح جعجعة التحجر والتطرف والتخلف .. والاستهانة بالمرأة والصورة السلفية البليدة .. فهذا لا يعني انها بقادرة على قهر صور تقدم المرأة وصور عزوف الاصحاء من رجالنا العرب من الانضواء تحت لواء البدوية والقبلية في التعامل مع الحياة ومعطياتها الجديدة. يومها خفق قلبي احتراما لكل الازواج وشركاء اولئك النسوة . وتركت السيدة التي انتصرت على عوقها وسجلت لنا انتصارات في المحافل الدولية واتت بمداليات تركت لي ضحكتها المجلجلة فسحة امل راحت تكبر وتكبر بان الغد سيكون لمثيلاتها من النساء العظيمات والرائدات.



د. شـــذى احمد



شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

عندهم عرس وعدنا عزى





تذكرني بعض البرامج التلفزيونيةالتي تعرض علىالدوام بذكرى خاصة علقت في ذهني ولما استطع نسيانها تتلخص ب...
يوم استضافت الصين الدورة التاسعة والعشرين للالعاب الاولمبية عام 2008. وابهرت العالم بعروضها الفنية الرائعة في الافتتاحيات وكيف ابرزت تقدمها التكلنوجي والفني .. ومن ثم توالت نجاحاتها وهي تتنافس في الالمبياد في فنون الرياضة حتى حصدت 100ميدالية ولم تباريها الا الولايات المتحدة التي حصدت 110ميدالية مما اثار حفيظة الكثير من الدول الاوربية واتهمت الصين بانها تتعمد التلاعب في عمر لاعباتها الحقيقي لضمان مشاركاتهم في التصفيات. وفي خضم هذا الصراع الحضاري وهذا العرس الذي لم يكن بايدينا امكانية كافية للمشاركة به من لاعبين محترفين ولاعبات محترفات سوى بمشاركات محدودة ونتائج متواضعة، وذلك لان اللاعبات سوف يرتدين الملابس الرياضية وتظهر عوراتهم وهذا حرام . مقابل المشاركة الفاعلة في العرس الرياضي ذلك كان عدنا عزى

في جلسةالفاتحة ... جلس غسان بن جدو احد المع مذيعي الجزيرة يرتدي ملابس الحداد الصينية التقليدية والمشاركين في مجلس الفاتحة من الشباب الصيني الذي لم يفوت حتى هذه الفرصة في اثبات وعيه وثقافته الرفيعة في اتقان اللغة العربية وتسبير اغوارها. وكان الميت هو البنايات الاثرية الصينية التي تاتي عليها الهجمة العمرانية المسعورة في كل المدن الصينية وكيف ان التراث الصيني يتلاشى ,, ولم اعرف من المقرء اكثر من هذا .. يعني كل ما يحصل بالصين وما تحياه لا يبث الفرح والامل في نفوسنا نحن العرب النكدين نموت نموت على الحزن واللطم والقهر. فاقمنا مجلس العزاء الذي امتد على طول ايام الالعاب الاولمبية وتلقينا التعازي الحارة بمصابنا بفقيدنا الغالي هو البنايات التي راحت تتلاشى وترتفع اخرى حديثة بدلا عنها. ناسين بان في بلادنا لا بنايات قديمة ولا حديثة والحمد لله تبقى كلها تاتي عليها التفجيرات والتهديم اليست هي الاولى بدموعنا الغوالي. المواصلة مع العالم الحالي والتعلم منه . والتأثير به ليس في حساباتنا . ورحنا نبكي على امواتنا.. مخلصين اوفياء مو بيدنا نفسنا طيبة..والوفاء من شيمنا لكل ما يعود بنا للماضي الذي مازلنا نتعثر به في كل خطوة من خطواتنا.

د. شـذى احمد

shathaah@maktoob.com
العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25
المحور: عالم الرياضة

اتمناك ربانة السفينة






لانها ارادت الحياة فاستجاب القدر
هي اقوى من البارود والخوف والموت .. وحتى وحشة المغارات التي تسكنها الخفافيش الحالمة بخنقها ،واجبارها على عدم ارتياد طرق الحياة حيث ينابيع الغد الرقراقة بالعذب لترتوي وتروي افراد اسرتها منها.
رغم كل ماقيل ويقال عن الانتخابات رغم كل الاقصاءات والحسابات الخاصة والعامة للمرشحين وجهات الترشيح رغم كل ما يدور خلف الكواليس وما يخرجون به على الملأ . رغم الصدق والكذب ، والصالح والطالح. المعتم والمضي. الواضح والمبهم .. كانت خيط نور صاف وحالم خرج لينتخب ،و راحت المرأة العراقية تنفض عن اقدامها المتورمة معاناة خيوط المتداخل والمتشابك من الرؤى والاحتمالات وتمضي قدما في طريقها نحو الغد وصنعه.

سميكة هي عقول من ظنوا بانهم اخافوها ، وارهبوها وبسلاسلهم الوهمية اعادوها الى عصور العبودية. والتقهقر . حتى وهم يتفننون في تعذيبها وفرض سلطان احكامهم عليها ويفصلون لها ثوبها ومأكلها ومشربها. ترتب بيتها وتسكت على ما فرض عليها وتستعد للخروج الى الشارع الذي عمه الهرج والمرج حيث يترتب عليها اصلاح حاله ومنح صوتها لمن تريده ممثلا قادما لها.

انها العراقية الكريمة التي عاشت سنوات القهر والترمل والحرمان ,الجوع والحرب التي ما كان لها فيها لا ناقة ولا جمل بل انجبت جيلا بعد جيل وعضت على اصابعها فرقا" والالم يمزق قلبها بما فقدت من الغوالي ، وفلذات الكبد في حروب لم تستشر عندما اشتعل فتيلها .
بالامس خرجت لتعيد لوطنها ، ومنطلق عزها وكرامتها هيبته وترسم ملامح غده . ضمدت جرحها ودفنت قتلاها وضمخت اصابعها بالحبر البنفسجي وانتخبت . قالت التقارير الواردة من العراق والتي نشرتها الوكالات ان نسبة مشاركة المرأة العراقية في الانتخابات بلغت مابين ال42-65 بالمائة . وزادت عن نسبة مشاركة الرجل في بعض المناطق وفصلت التقارير اراء بعض المنتخبات ووجهات نظرهن . وسبب جدية مشاركتهن . وعي عميق واحساس فريد يدعو للتفاخر بالمسؤلية التي اظهرتها في موقفها البطولي وهي تخرج وتشارك في الانتخابات .
ربما يحق للبعض ان يضعوا جداول واحتمالات ، تكهنات وتوقعات لظواهر اجتماعية هنا او هناك ، وتنفع بها المساطر والجداول المعروفة في دراسة مثل هذه الظواهر لكن عندما يصل الامر لسيدة بحجم العراقية وهيبة حضورها الانساني والمأساوي على السواء في تاريخ الاحداث الاجتماعية في العالم ،فكانما تراهن تلك الدراسات على سمعتها لانها لن تنجح في تطبيق نظرياتها والحصول على نتائج تطابق واقع الحال ، وما يمكن ان يحصل. بكلمة اخرى انها فوق التوقعات . وانها قاهرة للجمل الاكاديمية والمتوقع حدوثه .انها كالمهر الجامح كلما ظننت بانك ضيقت عليه الخناق وصرت قاب قوسين او ادنى من ترويضه ، سابق الريح عدوا" فتباهت وتماهت به الطبيعة.. كانت رائعة تلك العريقة التي يسير في عروقها دم اصيل اختزن ذاكرةالانسانية منذ نشأتها الاولى . وكانت عند حسن ظن نفسها بنفسها وعند حسن ظن امها وجدتها بها . ايمانها بالغد يستحق ان يكون مثلا" يحتذى به لكل من يعاني احباط الحياة . وهاهي بابسط المعدات تضع اهم سيناريوهات اليوم العالمي وتبدع في اخراجه. ادناه بعض المواقع التي رصدت واقع حال المرأة الناخبة في العراق وظروف انتخابها .


http://www.annabaa.org/nbanews/2010/03/047.htm


http://www.youtube.com/watch?v=tmCAjDxH6OQ&feature=player_embedded

http://videohat.masrawy.com/view_video.php?viewkey=f3f62f43ff245a59ebe5

http://www.iraq4allnews.dk/news/4669-2010-03-09-10-52-11.html

وعشرات بل مئات المواقع الاخرى والقنوات الفضائية والصحف والاذاعات المحلية والعربية والعالمية التي ارخت هذه المشاركة الفعالة للمرأة العراقية في انتخابات 2010
قال الشابي
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
وهي ارادت الحياة فكيف لا يرضخ القدر
بوركت وانت تنتصرين للحياة ، ولمجدك الذي لا ينازعك عليه احد
اما عني فاحلم بك انت من يقود السفينة وهي تمخر عباب البحر وتنتخبين لقيادة العراق بضم التاء وبحماس كما خرجتي لتنتخبي بفتح التاء،احلم بك وارى حلمي ليس ببعيد




شذى احمد
shathaah@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

صولجانها شعرا... قصيدة










يقولون ان الاميرات للقصور والخدر والاحلام و ... لكنها خرجت من فضاض الثوب الى بسيطه .. ومن بهرجة العربات الملكية الى احياء المرأة المتواضعة. ومن تلعثم ذوات الخدر الى فصاحة الخنساء .. ليس لاميرة بالوراثة فضلا" على لقبها ولكنها منحت اللقب سموا خاصا بها وبه . فصارت شاعرة صاحبة سمو .. انها السمراء التي قالت ان الاميرات نساء. وهن يحلمن ويعشقن ، يتألمن ويعانين ،وينمن ويصحون مثل كل النساء .. فسارت وسارت معها مواكب من النساء اميرات..الشاعرة سعاد الصباح في قصيدتها ترفع صولجانها شعرا في عيد المرأة ...وصلتني القصيدة على بريدي ورغبت بان نقرأ جميعا قصيدة الدكتورة سعاد الصباح ونسمع لأمرأة شاعرة.. وشاعرة امرأة .. .وأميرة شاعرة





بقلم د. سعاد الصباح


يقولــــــون ؛
ان الكتابة اثــــم عظيـــم ...
فلا تكتبـــى .
وانّ الصلاة أمام الحروف ... حرام
فلا تقربـــى .
وانّ مداد القصائــــــد سمّ ...
فايّاك أن تشربى .
وها أنـــــذا
قد شـــربت كثيرا
فلم أتسمّم بحبر الدواة على مكتبى
وها أنـــــذا ...
قد كتبت كثيــــرا
وأضرمت فى كل نجم حريقا كبيرا
فما غضب الله يوما علىّ
ولا أســتاء منىّ النبىّ .....

يقولــــــون ؛
انّ الكلام امتياز الرجــال ...
فلا تنطقى !!
وانّ التغزّل فنّ الرجــــال ...
فلا تعشقى !!
وانّ الكتابة بحر عميق المياه
فلا تغرقى ...
وها أنذا قد عشقت كثيرا ...
وها أنذا قد سبحت كثيرا ...
وقاومت كلّ البحار ولم أغـرق ...


يقولـــــون :
انى كسرت بشعرى جدار الفضيله
وان الرجال هم الشعراء
فكيف ستولد شاعرة فى القبيله ؟؟
وأضحك من كل هذا الهراء
وأسخر ممن يريدون فى عصر حرب الكواكب ..
وأد النســاء ...
وأسأل نفسى ؛
لماذا يكون غناء الذكور حلالا
ويصبح صوت النساء رذيـــــله ؟

لماذا ؟
يقيمون هذا الجدار الخرافىّ
بين الحقول وبين الشــــجر
وبين الغيوم وبين المطر
ومابين أنثى الغزال ، وبين الذكر ؟
ومن قال ؛ للشعر جنس ؟
وللنثر جنس ؟
وللفكر جنس ؟
ومن قال ان الطبيعة
ترفض صوت الطيـــور الجميله ؟

يقولـــــون ؛
انّى كســـرت رخامة قبرى ...
وهذا صحيــــح .
وانّى ذبحت خفافيش عصرى ...
وهذا صحيــــح .
وانّى اقتلعت جذور النفاق بشعرى
وحطّمت عصر الصفيح
فان جرّحونى ...
فأجمل مافى الوجود غزال جريح
وان صلّبونى . فشكرا لهم
لقد جعلونى بصفّ المســـيح ...
يقولـــون ؛
ان الأنوثة ضعـــف
وخير النساء هى المرأة الراضيه
وانّ التحرّر رأس الخطايا
وأحلى النساء هى المرأة الجاريه
يقولـــون ؛
ان الأديبات نوع غريب
من العشب ... ترفضه الباديه
وانّ التى تكتب الشعر ...
ليســت سوى غانيــــه !!
وأضحك من كلّ ما قيل عنّى
وأرفض أفكار عصر التنك
ومنطق عصر التنك
وأبقى أغنّى على قمّتى العاليه
وأعرف أنّ الرعود ستمضى ...
وأنّ الزوابع تمضى ...
وأن الخفافيش تمضى ...
وأعرف أنّهم زائلــــــــون
وأنّـــــى أنا الباقيـــــــــه ....





شذى احمد
shathaah@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17
المحور: الادب والفن

لماذا لا تسمعك حلاوتهم؟

مضى اسبوع على مشاهدتي للفديو المعروض في الحوار المتمدن والذي حمل اسم النقاب الذي يخبأ المرأة المصرية .. والموجود على الرابط التالي
http://www.youtube.com/watch?v=tgAfV8TRHpY&feature=fvsr

واضاف الفلم الذي لم تزد مدة عرضه عن دقيقتين وسبعة عشر ثانية الى تساؤلاتي المستمرة سؤالا قديما جديدا" .. وبقيت افكر لوحدي واتابع المقالات التي تتحدث عن الاسلام ، والمرأة واحكام الشرع فيها .. الفتاوى ، ثم ظهر مقال الكاتب الدكتور يونس حنون الذي عصر القلب غصة تحدث فيه عن امنا التي ضربت واقصيت على يد هيئة الامر بالمعروف والتي نهت عن المنكر! . ولانشغالي سبقني من كتب تعليقاته ،وكانت بعضها قد كتبت بطريقة تدل على وعي ومتابعة ممتازة لا كما يعلق البعض وليس له هم الا التعليق وتسطير كلام ومن ضمن التعليقات القيمة على المقال الرائع كان هناك تعليقا" لعبد العزيز سالم .. ادرج فيه تضمينا" للكاتب نبيل فياض يقول ... إنّ أغرب ما في الإسلام، كمنظومة معقّدة للغاية، هو هذه القوة الاستلابيّة التي تجعل المرأة تدافع عن تحقيرها الذاتي....
العبارة في غايةالقسوة بحق المرأة بمعنى ان المرأة التي ترضى بكل احكام الدين وتدافع عنه باستماته هي امرأة ماسوخستيه(مازوخستية) ترضى بتعذيب وجلد الذات وتجد متعها في هذا .. والا ما قبلت بكل ما يصيبها ويقال بحقها ويباع ويشترى بها . وهي تدافع وتخرج الى الشوارع منددة ومستنكرة ، وتقود المسيرات من اجل الحجاب ثم النقاب . وتعد كل ما يقال من اجل حريتها وحقوقها مجرد هجمة شرسة من اعداء الاسلام الغرض منها اخراجها من النور الى الظلمات .. ومن الهداية الى الضلالة .. ومن العفة الى الفساد والانحلال والانحطاط شانها شان النساء الغربيات ونماذجهن المخزية من مارغريت تاتشر مرورا بوزيرات الخارجية الامريكية التي اصبحت حصرا" علىالنساء لثلاثة اجيال متتالية وانتهاءا بمستشارة المانيا انجيلا ميركل والتي تقود واحدة من اعظم الدول الصناعية في العالم والمصدر الاول فيه .. وكذلك الامثلة السيئة والمشينة عندنا في الشرق واللاتي يندى الجبين لسيرتهن من كاتبات ومفكرات وعالمات وسياسيات ، ومناضلات لا يهدء لهن بال ولا يعرفن الراحة ويتمزقن فرقا" على الاوضاع المزرية للمرأة وحالها!.

تسائلت لماذا .. كل هذه الكميات الهائلة من المقالات والكتب والاصدارات التي تحثها على تحسين اوضاعها واعادة التفكير بعلاقتها مع الخالق عموما" ومع الدين ونصوصه على وجه الخصوص لماذا كلها لم تلقى عندها اذنا" صاغية .. وظل البون شاسع بين ما يكتب وبين ما يحصل على مسرح الاحداث.. يقول شريط الفديو ان 80% من المصريات تحجبن خلال الثلاثين سنة الماضية على يد الجماعات الاسلامية المتطرفة . ومعركة النقاب التي تدافع عنها حلاوتهن اسم السيدة التي ظهرت بالشريط والتي تعمل كممرضة في احدى مستشفيات المصرية... قلت معركة النقاب هي التي تهيمن على الموضوعات الحالية وتتبارى القنوات الدينية والتي تتبع الخط العام الاسلامي ويطعم برامجها ببعض البرامج اللادينية .. تتبارى في اقامة الحلقات والندوات التي تطرح موضوع النقاب ، وتؤلب الرأي العام لغرض اثارة حماستهم للدفاع عن حرية المرأة الشخصية في ارتداء النقاب !!!. هذه الحرية التي دفعت بالقضاء الفرنسي الى الاقدام على خطوة بمنتهى الجرأة عندما سحبت جنسية زوج اجبر زوجته على ارتداء النقاب .. كل هذا وذاك يدفع المرء للتفكير بعشرات الاسئلة اولها هل تستطيع المراة اصلا ان تقرر .. هل تستطيع اصلا ان تميز بين خياراتها....هل حقا ولدت المرأة في العالم الاسلامي اساسا" وهي تملك خيارات... هل ربيت على ان تكون مشاركا" في عالم ام تابعا" هامشيا" يقرر له .. من التعليقات المريرة التي قراءتها ايضا في احدى المقالات وصف للمرأة المسلمة كان مضحكا" كالبكا كما قال المتنبي... من ضمن تعريفات المرأة المسلمة هي التي لا يحق لها السفر الا مع محرم لانها بنصف عقل وماتدبرها اذا ما سافرت لوحدها..... شقاء ولكنه حقيقة... هل المرأة متمكنة من التفكير بوعي ام مروضة لهجره وعدم السؤال عنه. هل تعرف المرأة حقها ، هل عندها جرح الكرامة النازف الذي يؤهلها للثار له والدفاع عن نفسها وتقديم طاعنها للعدالة .. هل المرأة منصفة بحق نفسها ...هل خرجت من قوالب المتبع والتقاليد التي تسير عبوديتها واضطهادها من قبل المرأة نفسها قبل ان تاتي العبودية والاضطهاد من قبل الرجل .. هل المرأة بمنأى عن اضطهاد المرأة للمرأة .. هل تمارس المرأة رياضة التخفيف من حنقها على المرأة وتكبيلها بقيود وضعها فيها المجتمع والعرف والتشريع .. هل تفكر المرأة بجهود الاخرى التي ضحت بكل شيء فقط لكي تصرخ من اجلها فجحدت موقفها ، بل ولم تناصره وتؤيده .. كتبت احدى السيدات في عيد المرأة العالمي الفائت بحرقة انها تتمنى لو الغي هذا اليوم فكل جهودها في سبيل خدمة قضايا المرأة راحت هباءا" والمرأة هي هي لم تتغير ولا تريد .. هل يعقل ان يكون هناك رجال على هذا القدر من الجرأة والقوة يتركون جنان التعددية .. وسوطا" مرفوعا" في مكان واضح للعيان ليرهب اهل بيته ويقول للمرأة لا لا ارضى لك الدونية والذلة ..انت رفيقتي وسيدتي ...شريكتي وحبيبتي ،فلا ترد عليه الا بأعوذ بالله منك ان كنت من الضالين.. مئات ان لم تكن ألاف من الأسئلة التي مازالت تبحث عن اجوبة.. ومن بينها هل ما يكتب يقرأ ، وهل يؤثر لماذا لم تستمع حلاوتهم لاي منها لماذا لم تلحظها .. هل لان قنواتها مشفرة .. هل لانها غير مفهومة .. هل لانها غير مقنعة.. هل هناك خلل في الحجج التي تسوقها.. هل كتابها مفكريها.. كاتباتها ليسوا من الثقاة .. لماذا تعتقد حلاوتهم ان فتاوى الشيوخ الذين اصبحوا بالمئات على حق في كل ما يتعلق بحياتها ، وترتجف لكل كلمة من كلماتهم ، ولا تعير اذنا" صاغية لاي من المقالات التي تدعو الى ايقاظها مما هي فيه والمطالبة بحقها في الحياة بعدالة يفترض ان تقرها السماء بين مخلوقاتها دون ان تميز فيما بينهم.
لماذا تستجيب حلاوتهم للغة الخوف والنار والثبور وجهنم بينما لا تستمع الى المنطق والتفكير والعقل.. هل من انهزم هنا العقل ام الارادة ...اين يكمن الخلل هذا ما على المفكرين والمصلحين ورواد التغير التفكير به. عندما لاتصل رسائلهم عليهم اما ان يغيروها او يغيروا رمزهم البريدي في احدهما يكمن السر في عدم ايصال الرسالة .



شذى احمد
shathaah@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

البرازيل اولى بالجائزة من اردوغان

من احلى ما ابتكر الانسان للمنافسة والتشجيع الجوائز والهدايا... وما طالعتنا به الصحف مساء الامس من فوز رئيس الوزراء التركي اردوغان بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام واحدة من تلك الجوائز.
لما يتعلق بمناصرته الاسلام امرا" لا غبار عليه فهو رئيس حزب اعتلى سدة الحكم باسم الاسلام ، وبه يحقق نجاحاته على الساحة السياسية التركية ويعزف وقتما يريد على وتر الخلافة العثمانية وما لها في نفوس الاسلامين من حنين.. اما الشطر المتعلق بمناصرة القضية الفلسطينية فلقد استوقفني في مقارنة بين موقفه الذي اعتبر من اشجع المواقف في الانسحاب من جلسة جمعته بالرئيس الاسرائيلي والملاسنة التي وقعت اثر مذبحة غزة التي ادمت الضمير الانساني .. لكن لو كان هناك وجه عدل لمقارنة هذه المناصرةالكلامية مع المناصرة التي قدمتها دولة البرازيل عندما استقبلت اعداد الفلسطيني المهجرين من العراق بعد ان استهدفتهم عن قصد خناجر مسمومة ،راحت تطيح بهم ، وتمثل باجسادهم ، بوحشية فخرجوا من البلد الذي ما كان خطاب رئيسه يوما" يخلو من الحديث عنهم وانهم الغاية ، والامنية الكبرى وتحرير فلسطين هو الهدف المنشود.. لكنهم بقوا في بلده ضيوفا" ومنعوا من اخذ الجنسية العراقية بحجة عدم السماح بضياع القضية الفلسطنية !! .. كما فعلت كل الدول العربية الاخرى تقريبا ، بعدم منحهم حق التجنس. بقي الفلسطنيون علماء واطباء ، مهندسون وفنانون. المتزوجون منهم من عراقيات حتى ان ابناء بعضهم لا يرطن الا بالعراقية .. بقوا يحملون وثائق تؤكد انهم ليسوا عراقيين !



ونصبت لهم خياما تفتقد ابسط مقومات الحياة علىالحدود العراقية الاردنية والسورية.. وتبارت القنوات الفضائية التي تدفع الملايين لنقل مباراة كرة القدم العالمي في عرض اخبار تشردهم دون عرض اي مساعدة لهم ... وراحت تتحسر على مصير اخواننا الفلسطنين ، ولا حل حتى جاءت المنظمات الانسانية وسجلت احوالهم البائسة ،وبعد حين تم الفرج وقبلت بلجوئهم البرازيل .. ابناء القضية العادلة والتي لا يمر يوم دون ان نسمع محطات الفضاء والاعلام تبكي وتنوح ، وتتبارى بالخطب الحماسية عنهم .. من نموت لتحيا قضيتهم.. المادة الاكثر دسامة في الهاب الجماهير ،واثارة حماسهم ، لا احد يريدهم ، لا مكان يقبلهم في بلادهم العربية. وتقبلهم دولة في اقاصي الارض ، وتوفر لهم المسكن ودورات تدريبية علىاللغة البرتغالية لانهم ـ الفلسطنيون ـ ظلوا العمر كله يتحدثون العربية التي ما اعادت تفيدهم في بلد المنفى.
من اغرب المفارقات ان يسمي الاسرائليون الفلسطنين في داخل الارض المحتلة بالعرب .. وهم عندهم عرب .. الا العرب فيسمونهم بالفلسطنين ولا يمنحونهم حق العروبة علىاراضيهم ،واولها تلك الاوراق التي تسمى بالجوازات .عجبي!!
على اي حال ذهب الفلسطنيون الى البرازيل وافتخرت القنوات بالتسابق لتغطية الحدث . وقالت فلسطنية طاعنة في السن تجلس على مقعد تعلم اللغة البرتغالية ، بهدوئها الفلسطني .. انها زعلانة على ما أصابها من العرب .. لكنها تحبهم .. لا تملك الا ان تحب اهلها الذين تسببوا باقصائها الى اخر الارض.
لم تنتظر البرازيل من العرب اي شكر وتقدير على قبولها بابناء قضيتهم المركزية كما يدعون .. لكن الا تستحق ان تنصف ولو بنصف الجائزة التي نالها السيد اردوغان لانها قامت لوحدها بعمل للقضية الفلسطنية ، وليس خطابا" على المنابر .. فلو كان الامر جوائز للخطابات لكان هناك الكثير من هو اجدر في الحصول علىالجائزة من اردوغان ..وطبعا" من ابناء عمومة الفلسطنين من الحكام والقادةالعرب .

مع اعتذاري الكبير للمفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة، والدكتور مصطفى البرغوثي لانني لم اتمكن رغم محاولتي ان اقنن لغتي بطريقة اكثر دبلوماسية في الطرح ، مثل لغتهما التي تعرض الجرح العربي عامة والفلسطيني خاصة ،وتدعنا نفكر..

د . شـــــــــذى احمد
شذى احمد
shathaah@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11
المحور: القضية الفلسطينية

اشتريلها عباية





ها هي نتائج الانتخابات تتكشف وتعلن نتائجها ،واول ما يلاحظه المشاهد ان الارقام انخفضت ولم تعد الارقام 99.9% كما في السابق . وهذا يعني ان العراق خرج من فروع الاختصاصات النادرة لاحادية الحكم والتي لا تقبل الا الارقام العالية , وانضم لمجموعة الدول العديدة الالوان والفنون بدءا" من لبنان وانتهاءا" باليابان مرورا" بدول اوربا وديرة العم سام.

ورغم ذلك ،ووسط هذه النتائج الملونة التي دائما" ما يدفع ثمنها المواطن البريء عندما تغتاله الحسابات الخاصة للجماعات الطامعة فيه وفي مستقبل بلاده ، الا انه على الرغم من ذلك يتقدم ويلقي بحجارة التغيير في بركة الأسن من زمن الشمولية وويلاته.

مع هذا يبقى السؤال الذي يراود كل الحفاة واصحاب الاحذية الانيقة هل سيحقق القادمون الجدد ما مات من اجله الكثير وهل سيوفون بتعهداتهم كما صدحت به حملاتهم الانتخابية وخلبت لب ناخبيهم ، فلم ترهبهم التفجيرات وخرجوا لانتخابهم.

كم سمعنا من شكاوي وتنهدات وحسرات وقصص محزنة يستنكر فيها قائليها على المنتخبين تخليهم عنهم بعد فوزهم في الانتخابات السابقة، الخدمات المعدمة والمعاناة وبرك المياه الاسنة امام البيوت ، والعطالة عن العمل ، وانعدام المستشفيات ووجود العيادات في مناطقهم ، والخوف والقتل والترويع . والماء والكهرباء ، والفقر والعدم.

هل سيفي المنتخبون الجدد بالوعود هل سيعتنون بحرارة الصيف ويهبوا باحثين عن حلول حقيقية لمأساة الناخبين ام ان جدران القصر الجمهوري وقاعات البرلمان المرمرية الباردة ستخدر مشاعرهم ، وتنسيهم من اخذهم الى تلك الاماكن.

القصر الجمهوري ان لم تخني ذاكرتي معناه قصر الشعب او الجماهير .. ذلك المكان الذي لم يتسنى لأحد من العراقيين الدخول اليه ايام الانتخابات ذات النتائج الكاملة.. كان مجرد المرور به والاشارة اليه يعني خرقا" للدستور ،ويجب معاقبة المسيْ . وقصة الصحفي العربي الذي اراد تدليل نفسه واخذ صورة على دجلة من الجانب المطل على البيوت الرئاسية معروفة للجميع وكيف تحولت ايامه الى جحيم مستعر في العراق لم ينتهي الا بعد ان انقذه حظه ،وهرب عائدا" لبلاده. حتى الذين كانوا يذهبون للقاء سيادته كانوا يذهبون بسيارات معتمة وطرق ملتوية وقلوب ترتعد فرقا" وخوفا" وتحسبا" .. كانوا يبررون للجماهير ان بيوت الشعب يجب ان تبقى عصية على اعدائه ولا يقربها احد ، كي لا يسهل طريق الوصول اليها ، وتعرض انجازات دولتهم ـ الجماهير ـ للخطر . لكن كل المدربين والجنود الذين انتدبوا للدفاع عن حصانة قصر الجماهير ، فروا ... ولم يجد اعداء سيادته صعوبة في الوصول اليه في مكان اقامته الاخير . أولئك الذين جاءوا من بلد يحكمهم فيه رئيس له في البيت الذي يحكم به غرفة مكتب وغرف اخرى للسياحة ،وللعشاق اذا ما رغبوا باخذ صور تذكارية هناك .

هل سيتذكر المنتخبون الجدد جيش الارامل والايتام .. والمشردين الذين يتسكعون في عواصم عربية بحثا" عن مصدر رزق وظروف حياة افضل... هل ستكون من اولوياتهم اعادة ثقة الانسان بنفسه ، لكي يتفاهم معهم بلغة حوار مشتركة.

هل ستضمد جراح النساء والرجال الذين زجوا في السجون بتهم ودون تهم. هل ستشكل لجان متخصصة لإعادة تأهيلهم للحياة.

هل سيسود الاعلام الخاص والعام روح التسامح والقبول بالاخر... هل سيخصصون من وقتهم وجهدهم الوقت الكافي للعودة الى المراجع الفكرية ،والسياسية المهمة التي كانت مصابيح منيرة في سماء شعوبها وقادتها نحو التقدم والرقي للاستفادة من تجاربها وخبراتها ومقارنة ما يناسب منه وواقع المجتمع العراقي.
هل سيقتطع المنتخبون الجدد من اوقات المجاملة ، وعبارات التحبب والترضية لصالح الصارم والقاطع والفعلي في العمل من اجل الناخبين.

هل ستتحسن ظروف حياة الرجل والمرأة على السواء ويذهبان الى العمل بلا حاجة الى تزكية الا من انجازاتهم وكفاءاتهم في وظائفهم.

في اقصى الجنوب حيث لا احد يذهب او ربما نسوا ان يذهبوا حملت قناة فضائية مشاغبة كاميرتها .. هناك في اقصى الاهوار قريبا" من حقل فكة المتنازع عليه والتقت بساكنيه . هولاء المنسيين الا من زيارات خاطفة وتذكارية . او لتنفيذ خطة لتأمين طرق التماس مع الاخر !

هناك التقت تلك الكاميرا بالنسوة والرجال عالم من الحلم يعوم على بقايا قصب الحضارة الاولى ،وقصص عشق سطورها من رز ،وبعض الخضرة .. وجواميس بقرون صلدة تنطح الزمن وتأبى ان تنهزم . هناك في تلك المناطق اخرج المذيع المقتدر سيدة الهور الاولى من كوخها.. سليلة الحضارة الانسانية الخالدة ... صاحبة القصائد والاحجيات .. كانت عيناها قد ابيضتا . وعبائتها تلك التي ترتديها ، وهي ترتديها لكي تقي نفسها بها من تقلبات الجو ثم تشدها على وسطها وهي تحصد لجواميسها القصب الطري . وتفرشها ساعات الظهيرة بين خدود الهور لتتقاسم مع جبيبها لقم الجوعة (يسمي اهل الهور الوجبة الخفيفة التي يتناولها الخارجين للحصاد بالجوعة ... وهي عبارة عن خبز وبصل وربما حبة طماطم او اي خضرة متوفرة).. هذه العباءة التي تبلى ككل شيء في العالم ، تستبدل بجديدة عند توفر ثمنها . لكنها كبرت سيدة الاهوار ، وانزوت في كوخها ولم تعد تملك شيئا" من حطام الدنيا تعيل به نفسها .. الحروب والمعارك تحتاج لرجال تستلهم من بيوتهم وتطالبهم بدفع ضريبة المواطنة والدفاع عن الوطن الذي لم يكن لهم فيه شيء ولا حق ,وحتى بعد موتهم لا يلتفت للمواطنين الدافعين الضرائب اولئك للعناية بنسائهم وعوائلهم. هم وقود حرب ليس الا . قالت بان اولادها رحلوا ،وزوجها مات ، وبقيت وحيدة مثل اثار مجدها في طول العراق وعرضه لا وقت لأحد للعناية به . وعباءتها تمزقت وكلح لونها .. هل سيلتفت المنتخبون الجدد ويشترون لها عباءة جديدة ، ويفتحون في قريتها مستوصفا" ليطببها ، هي وبناتها وحفيداتها .

ان كنتم شرعيون في اعتلاكم سدة الحكم كما تؤمنون ، زوروها واشتروا لها عباءة ... انها امكم . واهم خيرات الارض تتدفق من بين قدميها نفطا" لكنه للاسف ليس لها.

من جديد اشتروا لها عباءة !

د . شـــذى احمد


شذى احمد
shathaah@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
-----
Share |
------