العقوبة للمغتصب الاول فحسب
كلما قال المرء شيئا عن معاناة العراقيين . حرقتهم دمارهم قيل لك قام صدام حسين وحكومته. وعمل صدام حسين وابناء عشيرته.. يعني حالنا مثل جريمة اغتصاب وقهر .. وجاءت المغتصبة تطالب بحقها واشارت الى ما يدمي انسانيتها ويستبيحها.... ببرود يرودن عليها بالقول : من مغتصبك الاول هو من سنلقي عليه كل التهمة والبقية اغتصبوا تحصيل حاصل
هل يعقل ؟؟؟
هل يعقل ان العراق بهذا التمزق والتشرذم والفساد الذي تقره وتشخصه كل الدوائر المعنية والمؤسسات العالمية وتكتب عنه وذاك اضعف الايمان وما يعانيه من فساد ،وعبث وسوء استخدام للسلطة ولمقدرات الناس الابرياء .. والجواب جاهز سبق وان اغتصبهم صدام حسين وسرق اموالهم ،واستباح كرامتهم واستأثر بالسلطة
ثم تأتي وتقول هناك المهجرون الابرياء الذين يعانون ..وتتناقل القنوات التلفازية ووسائل الاعلام والمنظمات الانسانية معاناتهم.. وياتيك الجواب صدام حسين اقام مقابر جماعية .. صدام حسين اذلهم .يعني هو المغتصب الاول والاغتصابات التالية تحصيل حاصل
تقول ان التعليم وصل الى الحضيض ويفترض بانفراج الازمة وخروج العراق من مأساة الحصار الدولي،وتحرره من دكتاتورية صدام حسين ان يكون ذلك بادرة خير على مؤسساته العلمية والثقافية كي تستثمر عائداته النفطية لبناء المدارس لا كما نرى الفتيات يخرجن الى الشوارع ويصرخن بان مدارسهن قد اغلقت وانهن مهددات بالبقاء بالبيوت وعدم التعليم.. وتاتي الاجابةصدام حسين اغتصب الاعلام وكانت الماكنه الاعلامية تدور له وحده ولذا كل ما يحصل تحصيل حاصل والذنب علىالمغتصب الاول
تعود الى معاناة الناس وخدماتهم وما يلاقونه من شظف العيش والعوز وانعدام فرص العمل فيقولون لك بان صدام حسين اغتصب قدرهم بحروبه وبدد ثروتهم فهو المذنب الاول وعلى عاتقه يقع كل ما يحصل للمواطن من ضيم
تقول بان المسيرة العلمية في غياهب المجهول حيث لا يأمن العلماء والكفاءات العالية على انفسهم من التصفيةوالغدر يقولون ان صدام حسين اغتصب حقوقهم ودفعهم للهجرة فهو المذنب الاول وعليه تقع مسؤولية الجريمة كلها
تقول ثم تقول وتعود فتقول ..وبالنتيجة يأتيك جوابا واحدا صدام حسين واسرته واقاربه ،وحاشيته. هم بعد موت رؤوسهم وتصفية الكثير منهم ، وبعد طي صفحاتهم لا زالو يتوسطون باصنامهم ساحاتنا ويغتصبون حاضرنا وماضينا ومستقبلنا
متى تسقط اوهام الوثنية هذه خصوصا من افكار ما يمكن اعتبارهم بانهم الشعلة التي يستنير بها المجتمع.
لماذا استبدلوا الصنم بصنم اعتى وامضى تأثيرا في النفوس وهو تعليق كل ما يحصل وسيحصل على عاتق صدام حسين
اذا كانوا وما زالوا غير قادرين على مواجهة صدام حسين والحد من تأثيره واستبدال تاريخ حكمه بحكم اكثر عدلا وامنأ وفائدة للشعب فلماذا اخذوا مكانه .. ام ان الامر ليس اكثر من فشخرة فارغة.. وتباهي بالحكم. من العار ان يحيل اي انسان مهما كان ماساة العراق ومعاناته التي تحصل اليوم وبعد اربع سنوات من اعدام صدام حسين الى صدام حسين وحده .. ومن العيب ايضا.. الا في حالة واحدة ان يكون القلم مأجورا .ومدفوع الثمن ويتقاضى راتبه الشهري من طرف يستمرئ معاناة الناس واغتصاب حقوقهم عن طيب خاطر كما كان يفعل البعض ايام حكم صدام حسين .ويغدقون عليه الالقاب والتسميات وشعبه على بعد امتار من قصوره يموت من الجوع والحاجة
انطوت صفحة صدام حسين.. لكن ان يدلق مثل المرق البائت اسمه في كل صفحة جديدة فانما هو عبث يراد به عن قصد او غير قصد ان لا نرى ما يجري بهذه الصفحة ولا نقرأ سطورها
اغتصبت امال واحلام العراقيين في عهد صدام حسين ودفع العراق اثمانا باهضة لكن علىالعراقين والشرفاء واصحاب الضمائر في العالم ان لا يدعو اغتصاب العراق كل يوم واقع حال وامرأ مفروغ منه ومن يحيل كل حديث من الاحاديث الى زمن صدام حسين هو مغتصب وقاهر ومساهم في جريمة دلق المرق البائت في صفحات العراق الجديد
وان عدتم عدنا ولن نخاف .. وانعموا بالمناصب انها كوميديا سوداء لمن لا يحسن الا الاغتصاب والقهر والظلم.
د. شــذى احمد
شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12
المحور: المجتمع المدني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.