لم تنقذهم شبابيك مفتوحة او مغلقة
في السابق حيث كانت الحريات متوفرة للجميع بابهى صورها ولم يكن هناك اي تلطع او نفاق ـ اعوذ بالله ـ كان يحلو للبعض ان يخرج لنا بمقالات خفيفة الظل تخبرنا عما لا يمكننا معرفته ،ومنها مقالة لاحد السادة الذين عملوا مع الرئيس العراقي السابق حيث اخبرنا في مقالة قرأتها في احدى الصحف الرئيسية يومها قصة مفادها بان طائرة الرئيس اضطرت في احدى رحلاته الدولية الى التوقف في مطار بريطاني فلما عرف الرئيس ذلك طلب ان تسدل الستائر فهو لا يريد ان يرى مدينة المحتل الذي اذل العراقيين واستعمرهم. كان المغزى من القصة ان نعرف عمق وطنية قائدنا وقتذاك ، ولاننا كنا اشبه بطرائد اسيرة لم يكن لنا اي رأي وربما فكرنا كما يراد لنا ان نفكر نحن المبرمجين على اعلام لا يسمح لنا الا بما يريده . ومضت الايام وغادرت العراق وعرفت ان العالم لا يدور مثلما صوره لنا وليس محوره قائدنا فسمحت لنفسي بالتفكير قليلا وصرت كلما ارى الاخفاقات والمصاعب اتسائل لو ان الرجل عرف كيف يفكر غيره . ربما لا نقذ شعبه من مصائب جمة . لكنه اغلق شبابيكه ولا يريد رؤية حتى كيف يصنعون شبابيكهم ،وقد تكون نسخة من شبابيك طائرته المستوردة!!. لكن لا مانع لو انه فتحها ليرى ما يصنعون . ولما رحل بكل تاريخه وجاء لسدة الحكم غيره كنت لا استعجل باطلاق احكامي ..كان الغضب عارما وصارخا من الناس على الدخلاء الذين أتوا ليحكموا العراق ولم يذوقوا طعم المعاناة والمرارة التي ذاقها الانسان في العراق. صرت اقول لو ان الناس صبرت ربما لتبين لهم نفع هؤلاء لانهم مسلحون بالخبرات والخيرات الكثيرة التي اغدقت عليهم بها الدول التي جاءوا منها وابرزها القوانين وقيم المجتمع المدني ، وصنع فرص الحياة وكل ما تبعها من اسباب النهوض بالمجتمع من واقعه المتردي الى الأحسن. ثم بدأت الامور تتضح شيئا فشيئا واذا بالقادمين الجدد يخيبون الامال فلا مواهب قيادية حقيقية ولا رغبة في الخروج بالبلد من مأزقه الأمني والاقتصادي ولا اي مشاركةلهمومه . وطفت على السطح فضائح الاختلاسات والسرقات والرشاوي ونهب المال العام ، وسادية المعاملة والقتل والترويع والسجون والتعذيب وكانهم افراد عصابات خرجت لتوها من السجون ولم يكونوا كما ادعوا معارضين اي مناضلين من اجل حرية وعدالة وحقوق الانسان. بل انهمك الكثير منهم بتأسيس العصابات ، التي تعاملت مع العراقيون الذين عانوا الجوع والحرمان والحصار والحكم الجائر في الداخل والخارج عندما لم يلتفت العالم لمأساتهم وعاقبهم بالاجماع عنادا برئيس لا يريد التنازل عن السلطة لانها ليست من شيم العربي ان يتنازل عن منصبه لانها منقصة تعاملت معهم بمنتهى القسوة والظلم . عاد الناس يعانون القتل والتشريد ، والارهاب بكل انواعه العالمي منه والخاص وصار البلد مرتعا للجماعات المتطرفة وصار سلة يسرق منها الشاطر ما يستطيع ليشتري له قصرا فخما في البلد الذي جاء منه . وفي سنوات حكمهم لا بل سطوتهم لم يجني العراقيون من المكاسب شيئا بل كل الخير خصصوه لا نفسهم من حصص وعمولات على صفقات تجارية ومالية . وراحت كل مجموعة تبارى الاخرى في سرعة جنيها للمال والاستحواذ على البلد المتهالك جوعا وحاجة .
فكرت مليا" في حال العراقي المسكين أمرأة ورجل لا رئيس بشبابيك مغلقة نفعة ولا وافدين بشبابيك مشرعة انقذته من مصابه الجلل. متى يأتي من لا شبابيك له كي يبني معهم بيتهم بشبابيك يتفقون على نوعها وشكلها ولونها ،ونوع ستائرها .
أستودعكم والى اللقاء
د. شــــذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25
المحور: المجتمع المدني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.