صولجانها شعرا... قصيدة
يقولون ان الاميرات للقصور والخدر والاحلام و ... لكنها خرجت من فضاض الثوب الى بسيطه .. ومن بهرجة العربات الملكية الى احياء المرأة المتواضعة. ومن تلعثم ذوات الخدر الى فصاحة الخنساء .. ليس لاميرة بالوراثة فضلا" على لقبها ولكنها منحت اللقب سموا خاصا بها وبه . فصارت شاعرة صاحبة سمو .. انها السمراء التي قالت ان الاميرات نساء. وهن يحلمن ويعشقن ، يتألمن ويعانين ،وينمن ويصحون مثل كل النساء .. فسارت وسارت معها مواكب من النساء اميرات..الشاعرة سعاد الصباح في قصيدتها ترفع صولجانها شعرا في عيد المرأة ...وصلتني القصيدة على بريدي ورغبت بان نقرأ جميعا قصيدة الدكتورة سعاد الصباح ونسمع لأمرأة شاعرة.. وشاعرة امرأة .. .وأميرة شاعرة
بقلم د. سعاد الصباح
يقولــــــون ؛
ان الكتابة اثــــم عظيـــم ...
فلا تكتبـــى .
وانّ الصلاة أمام الحروف ... حرام
فلا تقربـــى .
وانّ مداد القصائــــــد سمّ ...
فايّاك أن تشربى .
وها أنـــــذا
قد شـــربت كثيرا
فلم أتسمّم بحبر الدواة على مكتبى
وها أنـــــذا ...
قد كتبت كثيــــرا
وأضرمت فى كل نجم حريقا كبيرا
فما غضب الله يوما علىّ
ولا أســتاء منىّ النبىّ .....
يقولــــــون ؛
انّ الكلام امتياز الرجــال ...
فلا تنطقى !!
وانّ التغزّل فنّ الرجــــال ...
فلا تعشقى !!
وانّ الكتابة بحر عميق المياه
فلا تغرقى ...
وها أنذا قد عشقت كثيرا ...
وها أنذا قد سبحت كثيرا ...
وقاومت كلّ البحار ولم أغـرق ...
يقولـــــون :
انى كسرت بشعرى جدار الفضيله
وان الرجال هم الشعراء
فكيف ستولد شاعرة فى القبيله ؟؟
وأضحك من كل هذا الهراء
وأسخر ممن يريدون فى عصر حرب الكواكب ..
وأد النســاء ...
وأسأل نفسى ؛
لماذا يكون غناء الذكور حلالا
ويصبح صوت النساء رذيـــــله ؟
لماذا ؟
يقيمون هذا الجدار الخرافىّ
بين الحقول وبين الشــــجر
وبين الغيوم وبين المطر
ومابين أنثى الغزال ، وبين الذكر ؟
ومن قال ؛ للشعر جنس ؟
وللنثر جنس ؟
وللفكر جنس ؟
ومن قال ان الطبيعة
ترفض صوت الطيـــور الجميله ؟
يقولـــــون ؛
انّى كســـرت رخامة قبرى ...
وهذا صحيــــح .
وانّى ذبحت خفافيش عصرى ...
وهذا صحيــــح .
وانّى اقتلعت جذور النفاق بشعرى
وحطّمت عصر الصفيح
فان جرّحونى ...
فأجمل مافى الوجود غزال جريح
وان صلّبونى . فشكرا لهم
لقد جعلونى بصفّ المســـيح ...
يقولـــون ؛
ان الأنوثة ضعـــف
وخير النساء هى المرأة الراضيه
وانّ التحرّر رأس الخطايا
وأحلى النساء هى المرأة الجاريه
يقولـــون ؛
ان الأديبات نوع غريب
من العشب ... ترفضه الباديه
وانّ التى تكتب الشعر ...
ليســت سوى غانيــــه !!
وأضحك من كلّ ما قيل عنّى
وأرفض أفكار عصر التنك
ومنطق عصر التنك
وأبقى أغنّى على قمّتى العاليه
وأعرف أنّ الرعود ستمضى ...
وأنّ الزوابع تمضى ...
وأن الخفافيش تمضى ...
وأعرف أنّهم زائلــــــــون
وأنّـــــى أنا الباقيـــــــــه ....
شذى احمد
shathaah@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17
المحور: الادب والفن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.