------------ --------
Share |

رقبة الزرافة



هدايا الميلاد

ـ رقبة الزرافة ـ

تعجبت العجوز من سرعة انجازه للعمل وتقنيته في نفس الوقت .أرادت التعرف عليه أكثر فسألته بود: هل ترغب بفنجان قهوة. هل أنت ممن يحب شربها؟.
رد بابتسامة عذبة: أصبحت ..صرت من شاربيها .. منذ جئت إلى هنا.
ـ جئت للدراسة
ـ بل أناAsylbewerber لاجئ
ـ منذ زمن طويل. فأنت تتحدث الألمانية بشكل مقبول
ـ منذ سنوات قليلة سيدتي.
ـ من أين أتيت.
ـ من بلد يدمر كل يوم
ـ أفغانستان. العراق؟
فرت من فمه ابتسامة مريرة ورد عليها: من العراق. تابع يسرد قبل أن تسأله عن التفاصيل لكثرما أثارت تفاصيل حياة الأجانب اهتمام السكان وسألوه عن أسباب هجرته...قبل احتلال العراق كانت الحياة صعبة كلنا كنا نتمنى إما رفع الحصار أو موت صدام. لكن مع الاحتلال صارت الحياة العن. أصبحت البلاد فوضى وقتلوا الكثير منا .جاءت مليشيات الموت وصارت تنتقي منا من تريد التخلص منه وقتله.قتلوا أخي الأكبر. وأبناء عمومتي. ثم داهموا بيتنا وقتلوا أمي وأختي الصغيرة. ليلتها كنت في بيت خال لي في طرف أخر من المدينة أرسلتني أمي لجلب بعض المال ما منع موتي إنني لم أكن هناك . عندما رجعت كان المكان مدمرا سرقوا وكسروا كل شيء اخبرني جاري بأنهم تكفلوا بدفن أمي وأختي الصغيرة. حتى أوراقي احرقوها وخفت البقاء. هربت إلى الموصل ومنها استطعت الهرب إلى تركيا عملت لمدة سنة.بعدها تمكنت من المجيء إلى هنا سرا .يشترط المهرب منك مالا حسب البلد الذي سيأخذك إليه. كلفت سفرني إلى هنا خمسة ألاف دولار دفعتها له فأوصلني مع آخرين إلى أوربا ومنها توزعنا في بلدان عديدة.
تنهدت العجوز بأسى وهمهمت بكلمات كمن يحدث نفسه.. ليس كل الناس سعداء كما تظن أيها الشاب. لي بيت . ولا يهدد حياتي احد . وأتمتع بحياة هادئة لكن الحزن ينخر عظامي.نظرت إليه واستشفت انه لم يفهم بعض ما قالت فراحت تشرح له بالحركات ما تعنيه. فأومأ برأسه باسما وشاكرا للطريقة التي تحدثه بها. ضغطت على كلماتها وراحت تطيل بجملها وتبسطها.. لي ولد بعمرك غادرني إلى أمريكا قبل أكثر من عشر سنوات. بعث لي في البداية بعض الرسائل وبعد سنتين انقطعت أخباره . خفت عليه أرسلت العديد من الرسائل . خاطبت بلدية المدينة التي راسلني منها دون جدوى . كل شهر اكتب رسالة وابعثها على عنوانه ولي أمل أن يرد لكن دون جدوى.
ثم كمن استفاق من غيبوبة. هل تريد مع القهوة أن تأكل قليلا من Weihnachtsplätzchen هز الشاب رأسه مستفهما. فعرفت بالحال
انه لم يفهم قصدها ذهبت إلى المطبخ أراد اللحاق بها لمساعدتها أشفق على سنها. لكنه تذكر احتمال سوء الظن به. لما عادت سألها : هل كنت ستظنين بي السوء لو تبعتك للمطبخ.
تطلعت به قليلا ثم ابتسمت قائلة: أنت في بيتي أيها الشاب وان كنت سأظن بك الظنون ما أدخلتك . اعرف إن السيئين في كل مكان. لكن المجازفة في بعض الأحيان تمنحنا فرصة جديدة في إعادة تقيمنا للناس
وتجنبنا الأحكام المسبقة و تهجأت الكلمة... Vorurteil...
ثم تناولت قاموسا من احد الرفوف المكتظة بالكتب وناولته إياه ستجد معنى الكلمة بالانكليزية هل تجيدها. أجاب بسرعة: جيدا فانا مهندس قالها بانكليزية سليمة وأنيقة جعلتها تفتح عينيها دهشة، وتنظر له بحنو زائد.
هز رأسه وهو يقرأ معنى الكلمة فلطالما عانى من سوء الفهم، وتجني الآخرين والنظرة الاستعلائية خصوصا من الأجانب بقومياتهم المختلفة حتى من العرب والعراقيين لم يمنع نفسه من التفكير بذلك.

هيا دعنا نشرب القهوة. استلذ الشاب بقطع الحلوى اللذيذة. ابتسم وهو يقول لها: كانت أمي تصنع لنا كعك العيد لكن قطعه اكبر من هذه بكثير وتكفي اثنان أو ثلاثة ليشعر احدنا بالشبع.
ضحكت ـ انه ليس وجبة طعام نحن نتناول الحلويات عادة ك Nachtisch
ولذا فهي ليست وجبة طعام . رد على الفور: اعرف اعرف هذا تماما.
ـ هل أنت جائع
ـ لا لا أشكرك تناولت إفطارا دسما لا.. شكرا اشعر بالشبع. احمرت وجنتاه خجلا وهو يفكر بان العجوز فهمت تعليقه على انه طلب طعام.
ـ لما أنت شديد الحساسية؟.
ـ ماذا تعنين؟
تهجأت الكلمة و أشارت إليه للبحث عنها بالقاموس. رفع رأسه إليها بعد قراءة الكلمة وهو يقول: لا اعرف. تربينا هكذا. وتابع بانكليزية صافية. من الأشياء المشينة في تربيتنا طلب الطعام في بيت احد . ولكن من المعيب أكثر أن لا ندعوه إلى الطعام لو كانت زيارته في أوقات الوجبات أو قريبة منها.ولا ننتظر أحيانا كثيرة منه الرد بالقبول أو الرفض نحسب حساب انه سيشاركنا في وجبتنا وينتهي الأمر. استمر الشاب يشرح للعجوز بعضا من عاداته وتقاليده وهي تزداد فرحا به. حتى إذا ما شعر بان مقامه طال نهض بسرعة قائلا: عفوا. أظنني أطلت شكرا للقهوة والحلويات اللذيذة.
ـ هل أنهيت كل شيء
ـ نعم سيدتي يمكنك أن تراجعي ذلك بنفسك .
ـ حسنا. هل عندك وقت مساء الغد
ـ عفوا
ـ أريد أن نذهب سوية لأحد أسواق إلWeihnachtsmarkt
ـ شكرا لك ..
ـ لا عليك . منذ ما يزيد عن عشر سنوات حرمت من هذه النعمة . أفرحني باصطحابك لي .. عندها سأشعر كان ولدي قد عاد.
تحشرجت الكلمات في فمه وخنقته العبرة . تذكر أمه الحبيبة التي قتلت غيلة . و الألم الذي تعلو رأسه لا يحتاج إلا لمن يدفعه بإصبعه حتى يتهاوى على جمجمته ليهشمها.

وصل في تمام الساعة السادسة كما اتفقا. وكان مترددا في طريقة اصطحابها وعلى أي الجهتين يسير وماذا يفعل .. أحست بحرجه فراحت تحدثه عن الحي .وتقص عليه طرائف ساكنيها. حتى تبدد قلقه و إحراجه ولم يشعر بأحد أخر . استقلا القطار المتجه إلى المدينة ولم يجد إلا مقعدا واحدا في أخر العربة. سارع بحجزه لها. وسط دهشة الجميع منه. تقدمت شاكرة له . جلست وظل واقفا فوق رأسها. لكنها لم تتوقف عن الحديث معه. وحاول قدر الإمكان تجنب الرد عليها.فطنت لذلك فأدارت حديثها بانكليزية تعجب من فصاحتها. وظلت الوجوه تتطلع لهما لتخمن المتحدثين وجنسيتهما فلقد كانت العجوز تتحدث الألمانية لتوها وباللكنة المحلية. وصلا السوق في الساعة السابعة كان البرد شديدا. وسحب البخار الأبيض ينفثها المتحدثون كأنهم سحرة. هل تشرب ال Glühwein
ـ ما هذا
ـ نوع من النبيذ الساخن يقدم في هذه المناسبات سيدفئك
لم يمانع وبعد أن رشف عدة رشفات أحب طعمه. وأحس بالدفء يدب في أوصاله.كانت تتنقل به من كشك إلى أخر في السوق الذي اختلطت به الألوان والروائح والعطور من كل نوع ومكان. وتفنن الباعة في إحضار أفضل ما عندهم لإبهار الزوار وإقناعهم باقتنائه. تعجب للمصوغات . والزجاجيات الملونة. وهذه الألعاب. ظلا يتنقلان ما يقارب الساعة ثم سألته : هل جعت. أنا جائعة . دعنا نأكل شيئا. ضحكت ورد عليها بضحكة واستمر ضحكهما بعض الوقت حتى ألفيا نفسيهما أمام حانوت بيع الأطعمة الأسيوية التي تنتشر بكثرة في مثل هذه الأسواق. طلبت وجبتها بلحم الدجاج أما هو فطلب المعكرونة الصينية مع لحم البط المحمص. كانت الأبخرة المتصاعدة من كل صحن تكفي لتشعر المرء بالجوع الشديد. ناولها الشوكة البلاستيكية وبدءا يأكلان .
ـ ماذا كنت تحب من الألعاب وأنت صغير
ـ الكثير من الألعاب أحببتها . ولعبتها
ـ هل تمنيت لعبة ولم تحصل عليها.
ـ تمنيت شيئا أخر ,وليس لعبة
ـ حقا ما هو
ـ تمنيت ركوب زرافة
ـ ماذا تركب زرافة؟.
ـ نعم كنت صغيرا عندما رأيت الزرافة أول مرة في التلفاز . وأحببتها. وتمنيت لو استطعت تسلق زرافة و التزحلق على رقبتها. كنت أتخيل ذلك دائما . أغمض عيني واحسب بأنني أتزحلق على رقبة زرافة.
ـ إلى اليوم تحب ذلك
ـ ما زلت أحب الزرافة.زرت حديقة الحيوانات هنا. ورأيت الزرافة. كانت بعيدة ولكنني لم اكف عن التفكير في تسلقها والانزلاق عن رقبتها. ضحكت العجوز فتطلع لها بعناد طفل وشاركها الضحك.
تناولا طعامهما،ثم سارا قليلا. وصلت العجوز إلى احد محلات بيع الألعاب.
ـ هل يمكنك آن تنتظرني هنا قليلا.
تسمر الشاب في مكانه ونظر إليها مستفسرا
ـ سأعود بعد دقائق يمكنك التمتع بمشاهدة سباقات الأطفال أنها رائعة. بعضهم يحرز نتائج مذهلة غير متوقعة في الألعاب.
بعد خمس دقائق ربتت على كتفيه استدار فإذا بها تحمل دمية كبيرة لزرافة جميلة . دفعتها إليه بسرعة وهي تقول: هذه زرافتك الخاصة يا صغيريWeihnachtsgeschenke يمكنك أن تنزلق كما تريد على رقبتها.
كانت الزرافة بحجم المتر ونصف المتر حتى صعب عليه حملها. أخذها يمينا واعتقد انه من الأفضل لو حملها من الوسط فلم تجدي محاولته نفعا.فأخذها من رقبتها وألقاها على ظهره.
ثم أحس بنبضات قلبه تتسارع من الفرحة والدهشة. ثم كمن نسي شيء قال مستدركا: شكرا ..شكرا جزيلا.


في إحدى الزوايا وقف ليستعيد أنفاسه ربتت عليه قليلا وهي تقول له: بل أنا من يشكرك.أسعدتني بصحبتك .أنت شاب مرح . ومؤدب. وحققت لي حلم اكبر بكثير من الحلم الذي قدمته لك ربما لأنك أكرم. ألقى بالزرافة أمامه وهو يشعر بحنين عاصف لأمه . ولمنطقته . وسمع أصوات أصدقائه وهم يسخرون من حلمه عندما اخبرهم برغبته في تسلق رقبة زرافة. خرت دمعة من عينيه فانزلقت على رقبة الزرافة . رفع رأسه إلى العجوز، فرأى عينيها تردان بدمعتين التمعتا في تلك الليلة الباردة . بينما تصاعدت أصوات الصبية وهم يغنون مع المهرج بعض أغاني العيد.










المجد للحب



المجد للحب

شجرة الميلاد


نظرت إلى الصف كان يبدو طويلا والطاولة مليئة بالمشتريات. وضعت العلبة بين قدميها ومطت جسمها قليلاً. سيدة في منتصف العمر عندما حان دورها دفعت الثمن أربعة عشر يورو كما ظهر على شاشة الحاسبة أمام البائعة.
غادرت وهي تحتضن علبتها المستطيلة والتي رسم عليها شجرة الميلاد. لم يتوقع أن يلتقيها ثانية بعد اقل من نصف ساعة. جلست إلى جانبه وظلت تحتضن شجرتها سألها بفضول: عادة يشترون أشجار الميلاد الحية وليس الصناعية. التفت إليه ورمقته بنظرة باهتة أراد الاعتذار لتطفله لكنها بادرته بالقول: معك حق لكنني لا املك الكثير من المال لأشتري شجرة ميلاد رغم أنها ليست غالية لكنها ستكون ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذه الشجرة وليس عندي سيارة لنقلها. كبرت ابنتي وتريد تزين شجرة الميلاد بما أنجزته في حضانتها. وهي عملية أكثر استطيع الاحتفاظ بها بعد أعياد الميلاد لاستخدامها للسنوات القادمة . اعتدت قضاء احتفالات الأعياد في بيوت الأصدقاء لذا لم اهتم بتزين شجرة ميلاد هذه السنة الأمر يختلف.

في مشتل كبير وقف طابور طويل لشراء شجرة الميلاد وقد سحب كل واحد منهم شجرته، بدت الأشجار بأحجام مختلفة. فأشترى الميسورن منهم أشجارا كبيرة ومن لم يستطع الدفع اكتفى بشجرة متوسطة الحجم أو صغيرة.
وصل إلى المكان رجل بمعطف رمادي طويل يصطحبه رجل قصير وسيدة طويلة لا تكف عن الحديث إليه وإعطاءه أوراقا ثم استبدالها بجديد. سلم على البائع الذي بادره بسلام حار وخاص. انحنى البائع ليحدث الرجل الذي أمامه برقة هامساً: هل تأذن لي ببيع العمدة شجرة الميلاد قبلك . رمقه الرجل بنظرة استنكار وصاح : لما يأخذ العمدة دوري. عليه انتظار دوره ثم ماذا عمدة. ثم استدار إليه بتحدي وتابع الأمر لا يعنيني عليه انتظار دوره كما فعلنا جميعا. ووقته ليس أهم من وقتي ووقت الآخرين. أحس العمدة بحرج شديد. فرفع يده معتذرا: أسف أسف لم اطلب اخذ دور احد سأنتظر بالتأكيد سأنتظر.

في إحدى خطبه التي تبث على شاشات التلفاز ارتدى غطاء رأس وملابس ناصعة البياض. حث الحاضرين الذين أمامه وأولئك المتابعين خلف شاشات التلفاز بضرورة الكف عن إتباع تقاليد الكفار والاقتداء بهم . ماذا يعني الاحتفال بأعياد الميلاد ,وتزين شجرة الميلاد وتبادل التهاني . لما يفعل المسلمون ذلك أنهم... واستمرت خطبته تحذر وتتوعد وتسترسل في تفصيل غفلة من يقلد الغرب والكفار في الاحتفال بأعياد الميلاد وأتباع هذه العادات وتزين شجرة الميلاد لأنها عمل باطل لا يرضي الله ورسوله.

ظل بعض الناس يخاف وعيده. والأخر متردد. ومنهم من لا يعرف ما عليه فعله. أما من لم يستمع إليه ولا يريد فكان أمره أهون ومصابه اقل لأنه اخرج الشيخ من حساباته وترك مصيره بيد خالقه ليبت لاحقا في كل ما يقوم به ويرجئ حسابه ليوم لقاءه.

كان الصيف لاهبا ذاك الذي توعد به الشيخ المسلمين بالعقاب إن هم قلدوا الكفار وها هي أعياد الميلاد تأتي
بعضهم كان يقرأ الصحف كالمعتاد حتى صعقته إحدى التقارير التي كتبت : أغلى شجرة ميلاد في العالم تم نصبها بفندق قصر الإمارات في ابو ظبي الشجرة لم يزد سعرها عن عشرة ألاف دولار إلا أنها رصعت بالذهب والمجوهرات والماس فبلغت قيمتها 11 مليون دولار . أرادت إدارة الفندق أن تكون الأغلى بالعالم.
اقرأ تفاصيل الخبر
http://schataly.blogspot.com/2010/12/2011-11-181-11.html

انتظر الناس وقتا كافيا ليستمعوا لرأي الشيخ متأملين بكونه قارئاً متابعاً لما يحصل حوله. انه على قاب قوسين أو أدنى من المكان الذي نصبت به الشجرة . لم ينبس لا هو ولا غيره من الدعاة الذين يجلدون البسطاء كل يوم بعشرات الآلاف من الخطب والفتاوى والممنوعات حتى لم تعد الناس تعرف ان كانت خطواتها في الشارع حلال أم حرام . كوب الشاي شربه و أوقات شربه حلال أم حرام..... لم يقل الشيخ أي تعليق ذهبت 11 مليون دولار بمجوهرات وذهب لتزين شجرة فندق ربما ينزل به جنابه العالي وهو يحضر لمؤتمر إسلامي قادم . ومن يدري ربما سيأخذ هو وفريق المشاركين صورا تذكارية بالقرب منها. لكنها لن تلهب عباءاتهم وقتها بنار الحرام وويل تقليد الكفار وعاداتهم.

ليس هناك مشكلة و صعوبة في إيجاد مخرج مناسب لأولي الأمر من رجال الدين فما يحق لعلية القوم وأمرائها لا يحق للعامة أو ما اصطلحوا على تسميتهم بالعباد. لا بالحقوق ولا الواجبات فمن حقهم ـ علية القوم ـ التمتع بأعياد الميلاد والقول بأنهم مجبورون على تزين أشجارها لأنهم يستقبلون وفودا وعليهم إظهار جانبهم الحضاري والتسامح مع الآخرين.
وقد تكون هناك تفنيدات وتخريجات لا حصر لها مثل تلك التي تبيح لهم نساء العالم جواري وزوجات وملك يمين ومسبيات و محظيات . أما إن وجدوا شابا يبادل فتاة كلمات في مكان عام فهذا زنى لان جيبه فارغ وسيفه لم يلوث في جهاد وضعوا مقاييسه ليحظى بسبايا الدنيا وحور الآخرة .
من حق الشيخ أن يمنع ما دامت الناس استمرأت العبودية وقهرها. ومن حق الرجل أن يعترض على البائع فلا يعطيه دوره لان بلاد الكفر لا تريد التخلي عن قيم حريتها، فتعود إلى عبودية ما يقر، ويشرع لها .
من حق الشيخ إخافة الناس من إتباع تقاليد المحبة والتسامح والمشاركة الإنسانية وتزين أشجار ميلاد بسيطة قد لا يتجاوز سعر الواحدة منها بضعة دولارات تشترك العائلة في صنع زينتها والالتفات حولها بحميمية ومحبة لأنها قد تدفع للبحث عن المزيد مما تم استلابه منهم من كرامتهم وأدميتهم وإنسانيتهم.
من حقه الدفاع عن إيمان البسطاء والمستضعفين بما يقره ويفرضه عليهم فهو يخاف كفرهم بالعبودية والتبعية عندها لا يجد الفندق الذي يستقبله 11مليون دولار لتزين أغلى شجرة ميلاد في العالم وما يزيد عن تسعين بالمائة من المسلمين يرزحون تحت طائلة الفقر.
المجد للحب المجد للحب وعلى الأرض السلام.







شذى احمد - المجد للحب

أغلى شجرة عيد ميلاد بالعالم 2011




أغلى شجرة عيد ميلاد بالعالم 2011 !!

نصب احد الفنادق الفاخرة في ابو ظبي في مدخله شجرة عيد ميلاد مزينة بالجواهر تبلغ قيمتها تبلغ 11 مليون دولار وزينت الشجرة بالمجوهرات والاحجار الكريمة، اضافة الى الزينة التقليدية كالكرات الملونة والمصابيح

و المجوهرات التي زينت بها الشجرة تشتمل على 181 ماسة ولؤلؤة وزمردة وغيرها من الاحجار الكريمة
وقد نصبت الشجرة في صالة مدخل الفندق التي زينت بدورها برقائق الذهب
ويقول مدير الفندق هانز اولبيرتز إن قيمة الشجرة لحالها لا يتجاوز العشرة آلاف دولار ولكن المجوهرات التي استخدمت في تزيينها اضافت 11 مليون دولارا الى قيمتها.
واضاف اولبيرتز بأن فريق التسويق في الفندق هو الذي خرج بفكرة تزيين الشجرة بهذه الطريقة
وقال إن الفندق يحتفل بعيد الميلاد كل سنة بنصب شجرة، ولكنه شعر بأن عليه الاقدام على شيء مختلف هذا العام

المصدر: alarabiya
http://www.alarabiya.net/articles/2010/12/16/129777.html

زجاجات فارغات



زجاجات فارغات
زمن .. متأخر ...ليس مبكر ..
أبدا ليس مبكر
فيه صارت سنيني
زجاجات ملونات
سنوات .. غائبات
تركني مارد الزمن مثل زجاجات فارغات
بعضها بالوان الفرح بعضها بزهور حائرات
لا زمن بيني وبينك
لا زمن لي معك
ايها المار بأنين الذكريات
اتعرف ما فات اتدري ما خبأت من أهات
اتدري مقابر الحزن والشوق والحسرات
هكذا بلا زمن تجتاح الزمن
بلا موعد تضرب مواعيدك
زجاجات كل ما املك
ملونات ربما
لكنهن عاقرات ... خاويات
منها ما تجرح بحوافها الملساء صمتي
اخرى تجر برعونة ضحكاتي الساخرات
زجاجات فارغات هي السنوات
اليوم تأتي تبيعني غزلا اشتهيته سنوات
تدغدغ حلما مات
زجاجات يا هذا كل ما بقى لي وبي
زجاجات فارغات

كبرت دعيني



كبرت دعيني
وأنت تجمع كل مشاعر الغضب والحنق صارخا كبرت اتركيني.احذر. ان تقسو على حبال صوتك أخاف عليها من التلف. تمهل من أن تتعب قلبك الذي ليس لي سواه إذا ما شعرت بالحنق.أخاف على عينيك ان تتشنج أعصابها وأنت تجحظهما. يمزق قلبي جبينك المشرق عندما تتغضن عروقه تبرما. أخاف ان تمنع زفرات جحودك نقي الهواء امام وجهك الذي يمدني بالامل. عندما تصرخ المرة القادمة صغيري: كبرت دعيني سأدس في جيب سترتك السري قلبي عل نيرانه تبرد على صدرك.

فضائية يسارية علمانية





هناك نقطتان مهمتان تضمنتهما دعوة الحوار لكتابها. أولا العنوان فضائية يسارية علمانية . هل اليسار هو العلمانية هل العلمانية هو يسار هل هما صنوان رديفان. وجهان لعملة واحدة أم تؤمان سياميان. إن لا فهذا يعني أن الدعوة يريدها احد الطرفين ويموه بالأخر. ماذا عن الآخرين. الذين لا يقلون أهمية ودعما ومكانة وهم ينتمون لتيارات فكرية أخرى تلتقي مع اليسارية والعلمانية في بعض الأهداف وتبتعد عنها بأخر. هل سيكون صوتهم أوطئ بالحديث لان الحكومة في هرم القناة يسارية علمانية.
النقطة الثانية هي نقاط الحوار في الدعوة كانت احد عشر نقطة تذكرت القصة المشوقة التي وردت بالقرآن لما قص يوسف على أبيه .. يا أبت إني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدون لك.. انظر هل يمكننا أن نشبه. الحوار هذه المؤسسة الفكرية التي لا تملك أسلحة ولا تمويل اغلبهم بجيوب مثقوبة وأحلام تغيض السلاطين لكنهم لا يتوقفون عن الشغب . يتوعدون الراسخ الراسب في المجتمعات العربية بالتغيير. هل دعوة الحوار رؤية يوسف . هل علينا وهو يختارنا للإجابة القول: لا تقصص رؤياك على صفحاتك كي لا يكيد لك أخوتك من الأنظمة والإعلام المسيس. أم سنكون أكثر فطنة من أبي يوسف ولا نتركه يذهب معهم في رحلة الصيد المجهولة فيلقونه في اليم فيضيع حلمه وقد لا تمر به قافلة وتنتشله فلا يبقى بعد ذلك من يحلم أو يجرؤ على حلم كحلم يوسف. هه ما رأيكم ؟.

أم أن علينا التفكير بواقعية أكثر ونقيم ورشة عمل تشبع كل نقطة من نقاط الموضوع ال11 نقاشا وتحليلاً.
يختصر البعض بان الهم مادياً . جد ممول وينتهي الأمر. الأمر ليس كذلك فهناك قنوات ممولة من أثرياء لكن تأثيرها سطحي ولا تحقق نتائجها. يفوق أعداد القنوات الفضائية العربية التسعمائة قناة بحسب بعض الإحصائيات. والناس لا تتابع إلا بعضها لما؟.
في الدول المتقدمة لا يخيفها عدد المشاهدين بمعنى عدد من يتابع القناة لأنها باختصار تعتمد على طول النفس . هناك قنوات رصينة تدعمها الدولة لا تفكر بدعايتها ثم مردودها المالي لكنهم يفكرون في مضمونها وتميزه واستمراره. مثل دويتشه فله الألمانية والارته المشتركة بين ألمانيا وفرنسا وسويسرا. ولكل دولة قنوات رسمية لا تلهث وراء الربح المادي وبنفس الوقت هي ليست تابعة لأي حزب يحكم لان لعبة الديمقراطية لا تبقي الكراسي مغبرة لنفس الأشخاص لأكثر من أربع سنوات .
بمعنى أن هناك الخاص والعام.
ربما تجربة الانترنيت عملية. علها تستقطب مشاهدين يفوق عددهم مشاهدي الفضائيات الاعتيادية. لكن ما هي المواد التي ستبث. إن انفتاح القائمين على الفضائية على الوسائل الحديثة والبرامج المبتكرة كفيل بخلق أجواء تحفيزية للمتابعين. فإذا ما أرادت الفضائية أنتاج برامج ردح وصراع مثل التي تزخر بها الفضائيات فلن يكلف المرء نفسه عناء الذهاب لمشاهدتها على النت. و إذا ما اتخذت أسلوب الخطابة الممل فأنها لن تحاور سوى نفسها. مضيت أيام وأنا أتابع القنوات الدينية المتعصبة ـ تلك التي لا تبث إلا موادا دينية ـ هم يلعبون بعواطف الناس . بالأغاني بالموسيقى التصويرية بالمواضيع التي تشوقهم وتنومهم وتغيب وعيهم إلى حيث ما يريدون.
فما الذي تريده بقناتك اليسارية العلمانية؟.

من أروع ما سمعته عن بقايا الانضباط والتعبئة الشيوعية التي صارت اليوم في خبر كان من فم وزيرة خارجية أمريكا السابقة أولبرايت عندما زارت كوريا. قالت: من ضمن جدول الزيارة كان هناك دعوة لحضور احتفالا في مكان ما . تعجبت الصمت مطبقا. والمكان هادئ . دخلنا من رواق ما وكان مظلما وفجأة سطعت الأنوار . وإذا بنا في ملعب كرة قدم كبير ممتلئ وقدم الجالسون على المدرجات عروضا حبست أنفاسي وتملكني إحساسا لا استطيع وصفه.
هذه التربية التعبوية .هذا الانضباط صار في خبر كان. الآن الولد والبنت لا يعرفون إلا أغاني الراب. والأم لا تعرف إلا المسلسلات المدبلجة التافهة ماذا فعل مهند وماذا قالت سمر. ومن سيتزوج لارا. والى أين ستذهب المرأة المتآمرة. وان اجتمعوا فعلى مشاهدة احد أفلام التشويق والخيال. قد تعنى البرامج الحوارية نخبة طيبة من الناس لكنهم مع ذلك يفضلون بعض القنوات التي تبرع في التواصل مع هذا النوع من فن الحوار ومشاركة العامة فيها والأسماء معروفة لا تحتاجني للترويج لها.
صعب وشائك الطريق لكنه ليس مستحيلا. انه يبدأ من فكرة القائمين على المشروع وإيمانهم بضرورة جعل العمل جماعي وليس قرارا فرديا يتخذه من ستسجل باسمه القناة فيقصي ويبقي من يشاء. وحتى وان كان للمشروع رأس ككل مشاريع الأرض عليه أن يؤمن بان قوته من قوة العاملين معه. ومهارة كل منهم في اختصاصه. هل ستقبل الفضائية اليسارية بمقدمات برامج محجبات أقول لما لا بل أشجع . لكي يعرف الأخر الذي يفرض على مذيعة وضع الغطاء على رأسها في مقابلة مع رجل من هذا الحزب الديني أو ذاك بأننا نكفل الحريات ما دام كل منا يحترم الأخر ولا يعتدي على حقوقه. هل سيسمح بالبرامج الدينية لما لا ؟. لكن بيقظة لان المتشددين يملكون الوقت العريض للانتشار على مساحات الحوارات الفضائية وتنغيص كل دقيقة بآرائهم المتعصبة وأحيانا مشاركاتهم الوقحة. أما التمويل فلما لا يفكر المتمكنون بان الصراع محتد وحازم بين اختيارهم المدنية وقيمها السامية وبين انتظارهم لحكومات دينية متعصبة بقوانينها لتحكمهم . وتحجب مؤسساتهم وتحجر عليها بدعوى الكفر والبهتان وقتها لات ساعة مندم.
إن تمويل هذا المشروع ليس لغرض الترفيه أو منة بل عليه أن يكون وعيا مشتركا للجهات الداعمة وأصحاب المال غير المتطرفين دينيا لأنه يخدم خياراتهم الحياتية . ويخلق التوازن الاجتماعي المطلوب . ويبعد شبح العودة بالمجتمع إلى عصور مضت من التخلف وحكم المستبد العادل.
بعدها علينا قراءة تاريخ نجاحات الآخرين بتمعن. كما علينا إعادة قراءة قصة يوسف بإمعان. لا يكفي لوم أخوته فهذه أخلاقهم ، ومصالحهم لكن علينا لوم أنفسنا لأننا سمحنا لها بإعادة تأدية دور الأب في القصة بلا تغيير غير متعظين بما جرى من مصاعب بسبب تساهله وعدم تقديره للأمور حق قدرها.





مثل أوردتي



مثل أوردتي

مثل أوردتي أشرعت الأشجار أغصانها
مشرئبة عطشى
مثل أوردتي نفرت أغصانها
أنثى تلك الشجرة حين تعلن
أنثى لم تصبها الحيرى
لم يرتعش قلبها في انتظار الريح
أنثى لا تعرف التستر
تتعرق أوراقها شوقا في قيظ الأيام
تنفضها حنينا بزمهرير ها
فارسها المستحيل
أنثى مثل أوردتي
لكنني اخنقها بصمت الخجل
أنثى تصرح بآهاتها فتجفل السماء
أنثى أوردة الشجر
مثل أغصاني




أفتح شباكك



أفتح شباكك

من جميل الأغاني تلك التي تعلق في ذهنك وأنت لا تعرف شكل مطربها ولا كيف علقت ومتى وأين ولما. هذا ما حصل معي وأنا أهم بكتابة هذا المقال فقفزت إلى ذهني ترنيمة أغنية مصرية رائعة يقول مطلعها افتح شباكك للنور... ولا اذكر أي حرف أخر من الأغنية ولا اعرف متى سمعتها إن عرفها احد ممن يقع بيده المقال ارجوه باعتزاز أن يرسلها لي.
لما لأنني عهدت الناس في العراق منذ ولادتي وشبابيكهم مغلقة.و لأنني من أسرة محافظة جدا كان فتح الستائر من الكبائر مخافة أن تتطلع عين فضولية إلى داخل بيتنا وان يرانا رجل.كبرت وأنا لا اعرف إلا الشبابيك المغلقة وعيون الذين بالخارج شريرة تريد بنا السوء . الخوف يعشش في أعماقي من ترك النوافذ مفتوحة بعد تنظيفها والستائر مشرعة. كبرت وسمعت كل من حولي يهمس برأيه حتى في أسعار البطاطا وطرق عرضها بالسوق كانت ستائر أرائهم مغلقة على الدوام لان النظام قاس وعيونه شريرة فيا ويلهم إن هي تطلعت على خفايا قلوبنا وما تكنه من أراء لا ترضيها. صار كل شيء في العتمة. الأحلام التي لا تتفق مع السياسة . الرغبة في الحياة بالنسبة للرجال لان الرجال الذين لا يذهبون للموت جبناء ، وكم أعادوا علينا أشرطة الآباء الذين انهوا حياة أبنائهم لأنهم تقاعسوا عن الذهاب إلى جبهات الموت لينتصر القائد المفدى وابنه يعيث في أعراض فتيات العاصمة فسادا.
أقصى بطولة تسجل هو أن تبرم شفتيك استنكارا مكتوما وتطأ طأ رأسك وتمضي إذا ما دعيت إلى احتفالية عيد القائد في مكان عام أو محاضرة تسطر أمجاده وصنائعه وعظيم عطاياه وفضله على الخلق . أم مسيرة تأييد له مناكدة بالغرب و خصومه الذين يصفونه بالدكتاتور. بالمناسبة أول مرة سمعت بالقائد يلقب بالدكتاتور كانت في عمان .عندما التقيت بالقاص العراقي الكبير فيصل عبد الحسن وقال بأنه استطاع الإفلات من نظام الدكتاتور .. وان كنت سبقته بالهرب لكنني لم أكن بعد ببلاغة فيصل بالتعبير!.
لما أقص عليكم كل ذلك . لما أشغلكم ما شأنكم بكل هذا ؟. الآن سأقول لكم لأنني رأيت الفلم المنقول من العراق الذبيح بعد إصدار قرار منع قسمي الموسيقى والمسرح وتدريس موادهما في معهد الفنون. رأيت بعيون الأساتذة الستائر مسدلة والشبابيك الصدئة المقابض هي هي . رأيت في عيون الطلاب نفس الخوف والخشية التي عشناها زمن القائد الرمز الذي انتقل لجوار ربه. رأيت الهلع وكأن التاريخ لم يحرك قدمه الثقيلة خطوة واحدة إلى الأمام. رأيت كل ذلك وفاضت عبرتي . ترى ما الذي كنا ننتظره بخوفنا أيام القائد الرمز لما لم يجرؤ احد على رفع ستائره . ماذا كان سيحصل لو أننا رغبنا وقتها بالحياة الكريمة ورفعنا دفعة واحدة أطراف ستائرنا وتطلعنا لجمال الشمس التي تتوسلنا بأشعتها اللاهبة كل يوم بينما يتوسلها الآخرون في العالم البارد لكنها لا تستجيب. كم من الأصابع كان من الممكن أن يقلمها أو يكسرها القائد بجبروته. وكم هو عدد الأصابع التي كان من الممكن أن تبقى لتتم فتح الستائر والشبابيك للحياة. واليوم إن كنا أضعنا بجبننا كل هذه الإمكانيات وفررنا وتشردنا ملايين ببقاع الأرض فما الذي ينتظره الباقون ليتجنبوا أخطائنا القاتلة. ليصدوا العصابات البائسة التي تعبث في قدرهم وتسرق مقدراتهم وتاريخهم وغدهم وتستهزئ بآدميتهم. متى سيستمعون للحن شجي وهو يصدح افتح شباكك للنور. وكيف بعد أن منعت عنهم الموسيقى وغدا يمنع عنهم ارتياد الأسواق وبعدها الحديث في الأماكن العامة . وبعدها المطالبة بالكهرباء لأنها من الكبائر.


المراحل في حياة المفتي





خرج علينا نقاد الفن بتسميات خاصة توثق حياة مشاهير الفنانين المشاهير مثلا اخذوا حياة بيكاسو وقسموا حياته الفنية إلى مراحل متعددة وفترات زمنية حسب نضجه الفني والظروف الاجتماعية والسياسية والحياتية التي رافقت كل فترة فهناك فرق بين الفترة الزرقاء حيث طغت على رسوماته اللون الأزرق والتكعيبية التي يعدها النقاد تأسيس لمرحلة جديدة من الفن المعاصر.
ترى هل ينطبق الأمر كذلك على السادة المفتين . بمعنى يمكننا اخذ حياتهم بالنقد والتحليل ومعرفة أي فترة تنتمي لأي عصر أم مرحلة من حياته، وسببها . عندها ربما يمكننا الاقتراب قليلا من أسرار الفتاوى التي تعد فعليا اجتهادات أنبياء أحياء يخفون نبواتهم تحت غطاء الدين الإسلامي, بالمناسبة صعب أن تجد وظائف نظيرة للمفتي في الديانات الأخرى سواء السماوية المعروفة أم غيرها. انها انفراد وتفرد إسلامي . على أي حال ما الذي دعا لمثل هذا التفكير . ما مررت به بالأمس من مناقشة طريفة بين الدكتورة ملك واحد مقدمي البرامج الدينية من بعض الفتاوى التي أسمتها على لسانها بكاحه أي وقاحة بالعربية .
لما لان المذيع الخبيث نقل لنا فتوى () أردت تسميتها وتذكرت بان لا حق لي بالفتوى لذا تركت تسميتها لأحد المفتين عله يجد لها وصف. هذه الفتوى للسيد القرضاوي والتي بموجبها يبيح تقبيل فرج الزوجة والعكس صحيح . وسأل بمنتهى البراءة هل الفتوى صحيحة ؟؟.
بمنتهى الصراحة متت من الضحك. ولم أجرؤ على عرضها على زوجي لأني لا اضمن ردود فعل الرجال ومقدار تمسكهم بالتعاليم خصوصا التي تحث على طاعة ولي الأمر المفتي . وضحكت لأنها فتوى تخرج من عباءة النقاب والحجاب وكل تعقيداتها إلى فتاوى قاضي البلاج للراحل عبد الحليم حافظ وأحكامه للسائحين السابحين المتخففين في ملابسهم وهمومهم الحياتية . وفتوى تتعلق بالعلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة. وما عندنا نحن العرب غير الجنس به نحيا وعلى همه نموت.
تذكرت كما قلت تقسيم النقاد وعدت للشيخ القرضاوي ـ حفظه الله ـ صار يجي على بالي كثيرا هذه الأيام والله صدفة ما مقصودة.
تذكرت وقلت ما الذي يدفع شيخا كبيرا ومرجعا إسلاميا مرموقا لمثل هذه الفتوى . وإذا بي افطن للظبي الذي أخرجه من وقاره ، وأطلق قريحته الشعرية وكتب لها عشرات القصائد التي يبثها فيها لواعج قلبه . وحبه وحنينه زوجته الثانية التي كسرت رياح عناد أسرته وقوة زوجته الأولى أشرعته وأغرقت مركبه أخر الأمر. كان الشيخ دام ظله في فترة الزواج رائق يقول للحبيبة تصبحين على انس .. فكيف لا تكون فتواه انس بأنس. تقبيل وتخفيف في الفروض . خصوصا وإننا سمعنا من الدكتورة ملك بان الجنس عبادة بالإسلام. يعني تعبد بمزاج يا جدع وعلى كيف كيفك . وعلى عناد هوليوود وأفلامها الإباحية .
لكن في نفس الوقت هناك بضعة مئات من المفتين ألعبوسي الوجه كأنهم من خزنه النار توعد طلعتهم وكلماتهم بالويل والثبور ربما على المهتمين بأمر الأمة وخلاصها إن يعتنوا بحياتهم الخاصة ومشاكلها . لقد اثبت بالدليل القاطع إن الطبيب الإرهابي الذي قتل زملائه في القاعدة العسكرية الأمريكية كان يعاني من الكبت الجنسي لم يكن له زوجة ليقبلها حتى من فمها . وكان يتحين الفرص بين الوقت والأخر للذهاب إلى نوادي الدعارة ليشبع غريزته الجنسية لأنه مهما حاول يبقى رجل له احتياجاته الجنسية التي لن تستطيع أقوى النصوص الدينية أن تروضها . وخير مثال المهازل التي وقعت بالكنائس واغتصاب الصبية وممارسة اللواطة والاعتداءات الجنسية بسبب كبت رغباتهم بحجة منح الجسد للرب والتبتل . وكان الرب أولى بمنع تلك الغريزة من التعبير عن احتياجها بدلا من خلقها ثم قهرها بعدم إشباعها. لذا يبقى الإرهابي والمغتصب والمفتي في الكنيسة والمسجد أو في سوق الإفتاء المتنامي اليوم رجالا يحكم أقوالهم الإشباع الجنسي ومقدار ما تمتعوا به من حياة جنسية طبيعة ليتحولوا بعدها إما ناقمين مزيحين التعاليم جانبا ومرتكبي أبشع الجرائم مثل القساوسة الذين اعتدوا على الأطفال ومارسوا اللواط . أو يذهبون إلى بيوت الدعارة لإطفاء بعض حرائقها ثم يعودوا مندفعين بكل ما أوتوا من قوه لممارسة حماقة الانتحار واللقاء بال72حورية تعوض حنينهم لواحدة وبمواصفات لا مثيل لها بالعالم السفلي الذي نعيش به. لم يتسنى لأحد منا إلى الآن التأكد من حصول أي من الذين قتلوا الأبرياء على مثل هذه المكافأة المجزية. أو وهذا الأهم يتم استمتاع المفتي بصحبة عذبة وقصة حب رقيقة تجعله يغرد بيننا بطيب الفتاوى التي تجدد وتؤجج النار التي خبأت بين الزوجين الحبيبين . ولكم الخيار إما أو .. وكدت اختار لولا خوفي من قراءة زوجي لتصويتي وأكون في حيص بيص ما جنته يداي
طابت أوقاتكم وأوقات مفتينا وكل فتوى وانتم بألف انس ومرح

http://www.youtube.com/watch?v=9uEdXrdowDs
الرابط اعلاه يتضمن الكثير السمين من الفتاوى الجنسية ومتعلقاتها لمن يرغب بالاطلاع على المصادر الاولية للمقال

اخيرا عرفت



اخيرا عرفت
تنتاب المرء منذ الصغر مشاعر متناقضة إزاء المميزين من البشر.في كل الحقول وعلى مختلف الأصعدة، ولأننا نعنى بالروحانيات بشكل خاص تربية وسلوكا نشأة وطريقا لا حق لنا إلا بالسير به وعلى هدايته كانت القصص التي يزخر بها تاريخنا تحفل بمثل هذه الشخصيات الفذة . كم غبط المرء رجلا {التاريخ منذ كتابته ملكا صرفا لبطولة الرجال ومدونا ملولا لحياة المرأةٍْ}. على أي حال كم غبط المرء رجلا خارقا استطاع أن يكلم الله ، أو ينزل غضبا على قوم لأنهم أذوه وهو مميز بمحبة الله إليه ونحن لا نملك أن نسأل الله بالمطلق لما هذا مفضل علينا .لأنهم يقولون لنا انه طاهر أراده الرب طاهرا أراده نقيا حماه من المعصية لما لم يغدق علينا بكل هذه النعم الحماية والطهر والنقاء فنكون مثله . لا يحق لنا السؤال لان الحقيقة اكبر من مستوى عقولنا الجاهلة . تخيل إن كان السائل امرأة هه ما رأيك ؟ . تماما فحتى التفكير بالرد عليها نوع من ضياع الوقت.

لكن أخيرا استجاب القدر الم يقل الشابي

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
بتحوير بسيط
إذا الحلم يوما أراد ال.... ف ق د .... يستجيب القدر

واستجاب يا للروعة تسنى للمرء أن يعرف واحدا من الذين يتحدثون مع الله ، ويسارع بدوره بلا إبطاء بالاستجابة كان الحال إن أردنا تشبيه مثل أخر ركلة ترجيحية في مباراة حاسمة بين قدمي اللاعب الأخير مصير فريقه وأمال شعبه. هذا ما حصل أما لما اخترت الوصف كرويا لان الله كما تبين لي عاشق كرة من الطراز الأول . ولأنه رب المستضعفين وربي فان جبروته أقوى من أن تضعف للأمريكان فقضى عليهم بالاستجابة لدعاء عبده الورع الشيخ القرضاوي فهزمت أمريكا وانتصرت قطر بفضل دعاءه دام ظله.
فرح الجميع عندما شاركنا الشيخ الورع سره واستجابة الله له. وانتهى القرار لصالح من أحبهم قلبه ولم يخذله الله. ففكرت وقد عثرت لتوي على كنز كبير ألان وهو رجل منا يستمع إليه الله ويستجيب لدعائه بقائمة طلبات أجدها منطقية وطبيعية. فمادام الشيخ مستجاب الدعاء ، أو كما يقال في بلده الأم مرفوع عنه الحجاب فأتقدم بطلباتي المتواضعة عسى وعلى يستجيب لها الله بعد أن تسرب اليأس إلى قلوبنا من رحمته خصوصا وإننا تبينا بالمنطق إن روح الرب رياضية وتهوى تشجيع كرة القدم والانحياز لحفنة من عبادة على حساب أخرى ربما لأنها ضالة وهو الأعلم.
المهم أتقدم متضرعة للشيخ أن يرفع يده ويدعو الله
ـ أن يخمد نار الفتنة من العراق التي تستعر منذ ما يقارب ألثمان سنوات
ـ أن يضرب وهو المطلع على كل صغيرة وكبيرة على يد الإرهاب
ـ أن يحفظ للمساجد والكنائس ودور العبادة التي بنيت له حجارتها وناسها من أن تنالها تفجيرات الانتحاريين أو المخربين
ـ أن يوقف التسجيل في سجلات الأيتام والأرامل وان يترك للأزواج فسحة من الوقت يعيشوا فيها كما هو حال الأزواج في عموم بلاده التي سمح بتقدمها وتطورها ورقيها.
ـ أن يهدي رجالاتها الحاكمين ليقوموا بعمل الخير وان يراعوا شعبهم وان يعرفوا بان قدرته اقدر منهم الم يعلموننا إن دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
ـ أن ينزل جام غضبه على رؤوس السراق والمرتشين وهم يبيعون العراق بالمفرد والجمع.
ـ أن يساعد جنود العراق وشرطته على حماية البلد وتوفير الأمن كي يعود المشردون إلى ديارهم.
ـ أن يهدأ من روع المؤمنين الإيرانيين ويلتفتوا لبلادهم بدل من أن يدسوا هم وغيرهم أنوفهم بكل صغيرة وكبيرة في حياة العراقيين.
ـ أن ينزل رجفة صاعقة على كل من كسب أصوات العراقيين البسطاء وتمتع بحق برلماني واصطحبه معه إلى البلد الذي يعيش فيه مع الامتيازات والراتب الفخم الذي يصرف له كل شهر.
ـ أن يمنح المسئول عن الخدمات في كل بقعة من العراق المجروح ضميرا حيا ليساعد الناس على الحياة الكريمة
ـ أن يجد الطالب والأستاذ ما يحتاجون إليه للنهوض بالتعليم والمسيرة التعليمية من جديد.
ـ أن ينزع من القلوب الضغينة والحقد على الآخرين كي يتمكن من النظر للغد بعين متفائلة.
ليست بكثيرة طلباتي. هل يعرف الشيخ لما اطلب كي يتمكن الطفل العراقي ابن الحادية عشر إن يعيش حتى كاس العالم 2022 الذي سيقام بقطر ويرفع يده بالدعاء للبلد الشقيق كما رفعها جنابه ولا تناله تفجيرات الموت فيقضي نحبه وتنقص الأيادي المشجعة يدا كانت وما زالت سندا قويا له إذا ما تمت رعايتها والعناية بها .
أما أمنياتي الكبيرة فسأعفيه منها. لأنها قد تخرج عن سياق المقبول عرفيا. فانا احلم بان يدعو من جديد لنصر أخر على أمريكا يزيح الله بها القواعد العسكرية من الخليج وقطر بالذات . لكنني غير متأكدة من صواب رغبتي فبعد ضياع العراق وغرقه ما عاد من جدوى لأمنيتي بل لعلها اليوم مفيدة للأسباب التي نعرفها . ولذا ليس من الحكمة أن ندعو كثيرا على أمريكا فما بينها وبين العرب سيادة الشيخ اكبر من انتصار أو هزيمة استضافة كرة قدم .



إفادة شهيد




إفادة شهيد
تذكرت وأنا اقلب صفحات أسرتي على الشبكة وتقع عيني على الاختيار اليومي للمتجدد علي الرافدين وقراءتي لموضوعه يوم الشهيد قصة كانت وما زالت قريبة من قلبي.
هي ما بين قصص الزمن الصعب والمعارك الدامية التي تضيع في المجموع منها قصة الفرد وتنماث دقائق رحيله عن عالمنا بين قطرات دماء أخرى تسيل قريبا منه أو حوله.

سطر علي الرافدين ما قام به الإيرانيون من تصفيات جسدية مرعبة بحق الجنود والضباط ومراتب الجيش العراقي. ليس غريبا عنهم ، ربما هي ثارات تاريخ لا تريد أن تهدأ. لقد كان ديدنهم القتل والتنكيل على الدوام وكان ابن الرافدين دوما المستهدف فان عجزوا عن النيل منه تحينوا الفرص وكل ما تحتاجه هو أن تستل من رفوف الزمن كتابا من صفوف كتب كثيرة لتبحر في تلاطم صنائعهم وحقدهم وكراهيتهم للحضارة التي نشأت على هذه الأرض والتي وصلت إلى حد إلغائها والادعاء بأنهم كانوا مصدرها.


لكن قصتي التي أردت أن ارويها لا تعني عن الحقد بل عن مشاهد من عمليات الإبادة تلك . رواها شهيد حي يرزق . لم يعلق على صدره نيشانا ولم تنثر على رأس أمه الدنانير كي تحبس دموعها باستحقاقات شهيد. بل عاد مكللا بغار الحياة وعاريا بوجه ريح أيامها العاتي.
يقول الشهيد بإفادته.... انه كان في موقعه في الجبهة . وكانوا ينتظرون أو يحضرون لواجباتهم اليومية عندما هجم عليهم الإيرانيون بغتة وأمروهم بان يتمددوا على بطونهم وبدئوا بتصفيتهم الواحد تلو الأخر.
كان الصف طويلا والصور التي تدافعت في مخيلة الشهيد الراوي عديدة راح يعد كيف تخبو ضحكة طارق. فاضل . محسن . علي . علاء . سعد وعروسه التي ينتظرها بفارغ الصبر لم يشبع بعد من عناقها تبدو بين يديه مثل فاكهة طازجة وعندما تستعر نار شهوته تتراخى فيشعر بحلاوة نصر وردي لم يتنهد لمثله طيلة سنواته التي قاتل بها في الجبهة.
جعفر الذي وعد ابنه بان يشتري له بالزيارة القادمة دراجة . ادخر من راتبه ثمنها وقرر أن يذهبا معا لشرائها.
حقي الذي يريد أن يذهب للناشر بمجموعته القصصية الجديدة . مزينة بتخطيطات حسين الذي تعرف عليه عندما انتقل لوحدتهم كأنه عثر على كنز ثمين.
مصطفى وسكوته الطويل ونظرة الجزع التي يتأمل بها صحراء لا تنتهي وحرب لا تريد أن تضع أوزارها.
عزام ومطعمه الذي ترك عمه العجوز يرعاه إلى اجل غير مسمى وحديثه المفعم برائحة الأطعمة الدسمة وأعدادها. ومسيرة عشقه للطبخ وفنونه.


كل قصة كانت تأخذ من الشهيد التائه في لجج التصفية الشرسة ليس أكثر من ثواني ذبحها ببارود الإيرانيين . اقتربت أصوات الرصاص كثيرا ، وإذا به يعود إلى المرآة ليرى صورته شاحبا اختفت كل أثار الحياة من ملامحه ودمعة بحرارة حمم البراكين تسيل على خده ما يفعل ما عليه قوله لحظات وتناله الرصاصات الإيرانية . كيف لي أن أوقف حزنك أيتها الغالية . مسدت رأسه في عرض المرآة ووقفت قبالة عينيه لتقول يا نار كوني بردا وسلاما على من أنزلته من ثنايا روحي.
تحشرجت الطلقات سمع صوت استبدال مخزن الذخيرة ، رغم عنه حبس أنفاسه. فظن الإيراني بأنه صفاه بعدها استدار متحدثا مع أخر فاته العد بشكل صحيح أم لم يبالي لان الجنود العراقيين لم يكونوا يشكلون له أي أهمية أكمل تصفية الصف وبقي الشهيد التائه وحده. وحده يعاني نتائج العرض المأساوي وما آل إليه مصير أصدقاء كانوا قبل لحظات يملؤن الدنيا صخبا وحلما وأماني.

تذكر اللحظة التي غفل عنها الموت عن عناقه واصطحابه لدروبه المجهولة وتذكر وجهها وبرده وسلامه.
إنها شهادة ليس لخيال الأدب فيها إلا نصيب السرد. إنها قصة شهيد حي وإفادته التي لا تحتاج لبرهان لسبب بسيط فهي لم تكافئ بزمن حكم صدام ، ولا تثير كثيرا من شهية خلفه الذي يحفظ للإيرانيين ودا خاصا ويحرجه الحديث عن أفعالها التي كانت وما زالت تنال من العراقيين . إنها الشهادات الناصعة التي تحتفظ برصيد عال من الحقيقة لا يصرفه أي من مصارف النفاق الدبلوماسي أو السلطوي في أي مكان. إفادة شهيد لظلم لا يقبل أن يدحر أو ينزاح من مشهد حياة العراقيين اليومي.

ملاحظة : القصة حقيقية وقعت أحداثها أثناء الحرب العراقية الإيرانية وبطلها احد شعراء العراق. ولخصوصية تفاصيلها لم استطع أن أدون اسمه عله بقراءته للقصة يسمح بعرض اسمه لجمهور القراء والخيار عائد له.
تلقيت لتوي موافقة الشاعر العراقي منذر عبد الحر في قبوله نشر اسمه لان القصة وقعت له مع اعتزازنا به مبدعا كبيرا وعراقيا متواضعا

د. شـــذى احمد





-----
Share |
------