------------ --------
Share |

لماذا نعشق الطغاة



كلما تعرض طاغية بمقايسنا الحالية لنوبة ثم نكسة ثم إزاحة تفتقت قرائحنا على قول الكثير بحقه. معززين إجاباتنا بالكثير من الأدلة المادية والمعنوية. ملتفتين إلى كتبنا الخاصة، وذاكرتنا التي تجود حينا وتضني حينا أخر لكي نستل منها ما يفي بالغرض.
لكن هل التفتم للطغاة الذين تحكموا في آليات حياتنا. وتقاسموا بنسب متفاوتة تشكيل شخصياتنا. هناك طغاة فكر وطغاة أدب وطغاة تاريخ ..كتب منحوتة لم يجرؤ أكثر مغاويرنا إقداما على حتى التفكير به. وطغاة اجتماع . طغاة عمارة . طغاة طعام . طغاة ملابس .. هل تستغرب الملابس عناوين الكثير من العقائد والشرائع التي سوقت لنا على انها سماوية. طغاة فلسفة. طغاة اقتصاد وقوانينه وقواعده وأسسه. طغاة ثروات. وطغاة و طغاة ومنهم الطغاة المساكين الذين يجلدون لوحدهم طغاة الحكم.

في التاريخ القديم لقب الاسكندر بالكبير ذلك الغازي القاتل المدمر الذي قضى سنوات حكمه العشرين قاتلا سفاكا للدماء سفاحا. لم يبق مثلب أو نقيصة إلا واتاها ، ولم يدخر متعة جنسية او حسية إلا وكانت طوع بنانه. لخشيته من المصير الأسود والغدر الذي انتهى إليه سلفه ظل يغزو بلد ويدمر أخر ويترك طاغية على هذا الشعب او ذاك. من قصصه العديدة أنهم قدموا له عقدة لحلها فما كان منه وهذا ينطبق تماما مع شخصيته السطحية النافذة الصبر . المتعطشة للبطش والقتل والتنكيل وسفك الدماء إلا أن مسك سيفه وقطعها اكرر لم يحلها الاسكندر المقدوني الذي ما زال خيرة الأدباء والمفكرين والمثقفين يطلقون عليهم ـ الأكبر ـ يا للسخرية اكبر على ماذا ؟ على طيشه وعطشه للقتل والتنكيل . على سخافة عقله وعجزه الفكري . على ما سببه من دمار وقتل للبلدان التي وطأتها جيوشه ، وصار عمله السخيف العاجز محط تندر ومثل يضرب للشجاعة والإقدام وندعي بأننا ضد الطغاة.

ينسب لهذا الغازي الطاغية قصة ذات مغزى قد تكون صحيحة مثلما عبئت كتب التاريخ بعشرات الملايين من القصص المنمقة عن طغاة منتقين باقتدار عال ليفوا بأغراض متعددة تتفق وحاجة كل طاغية رضيع. المهم نتابع روي عنه انه سؤل هو في بعض المصادر او أمه في مصادر اخرى كيف تسنى له تحقيق كل هذا المجد فجاء الجواب : قليل من الذكاء قليل من العمل وكثير كثير من الحظ.
إذن الحظ .. وعندما يولي الحظ مدبراً عن أي طاغية ـ خلف هذا الطاغية العاتي ـ فانه سيرمى ويسحق بلا رحمة تلك الكلمة التي ما كان لها في قاموس صعوده أي معنى وظل خاليا منها وصعب في نكوصه إضافتها لخلو صفحاته من فراغ مناسب.


هل فكر احد ما بالطغاة الآخرين . هم بعدد الكتب التي ترزح على صدورنا وتعيق علينا التنفس والتفكير بالنهوض لثقلها .
طغاة شكلوا ذائقتنا الفكرية والأدبية وصاروا يلكزون خياراتنا فيها بلا حياء. كم عدد الذين تغنوا بديك الجن وقصيدة العصماء الفاضحة المخزية التي تغنى بها بذبحه جاريته الأثيرة لغيرته من نظر الغلام إليها.تقول أبياتها التي قد يحفظها الكثير مثلي

يا طلعة طلع الحمام عليها وجنى لها ثمر الردى بيديهــــــــــا
رويت من دمها الثرى ولطالما روى الهوى شفتي من شفتيهــــا
قد بات سيفي في مجال وشاحها ومدامعي تجري على خديها
فوحق نعليها وما وطئ الحصى شيء اعز على من نعليهــــــــــا
ما كان قتليها لأني لم أكن ابكي إذا سقط الذباب عليهــــــــــا
لكن ظننت على العيون بحسنها وأنفت من نظر الحسود إليهــــــا


هل تذكر المستمتع بها والمتغني بأبياتها ضحالة نفسية الطاغية الذي كتبها. وبؤسه وشقائه. هذا القانون الجائر الذي منحه حق قتلها لا بل والتغني بجريمته. وكم برقت عيني أديب وشاعر وهو يرددها كان أنغام حالمة أم قصيدة لجميل في حب بثينة.
شايف البحر شو كبير .. كبر البحر هناك طغاة في حياتنا مع خلايانا المتجددة والمتبلدة إلا إننا لا نعقد العزم على منازلة إلا المكاريد منهم . من أولئك الذين صنعتهم أعمالنا.
يقول الالمان : نحن انجزنا هتلر.. ولكم اعتبار الكلمة صنعنا هتلر.... لما يقولون ذلك لأنه جمع أحلامهم المشروعة وغير المشروعة .. العادلة والظالمة .. وصنع منها بارود احرق به الأخضر واليابس وقادهم للهزيمة . هم من قدموا على طبق من ذهب رأس الديمقراطية والتعددية واختاروه زعيما أوحد. في الأفق الضيق ، والعصبية القومية. والمصالح الشخصية والرغبة في الاستعلاء وتلميع ال الأنا التي لا ترحم صنعوا هتلر... كل الطغاة بالعالم يصنعون بهذه الطريقة او بطرق مشابهة لها .. غير ان المضحك أنهم وحدهم من يتحمل النتيجة .
لما لا يهتم احدنا بهذه الحقائق ويفكر بها يتأملها على الأقل .. لأننا ببساطة محكومين بمنظومة معقدة من الطغاة الذين يجبروننا على النظر بعيدا عن الحقيقة وتمويهها.
كيف تؤمن بحق الأخر وأنت متعصب لعشيرتك وقبيلتك ولا تملك إلا التفاخر بأمجادها التي عبئت برأسك.
كيف تذهب مرتاحا للنقاش مع الأخر وأنت تعتقد بان مذهبك ومعتقدك الديني أسطوري .. مثالي.. متكامل.. غير قابل للمساس.. وان الأشخاص الذين ورد ذكرهم فيه لا غبار عليهم مقدسون مقدسون مقدسون إلى يوم الدين.
كيف تصدق بان للمرأة حق وأنت مولود على احتقارها .. يحكمك قانون امتهانها مبررا لنفسك أن هناك تساءا للمتعة وأخريات للزواج كما كان يقول صاحب إمبراطورية ال كندي لأولاده. لا بل تملك ما هو أكثر مهارة منه هناك نساء للحياة وأخريات ينحرن كالنعاج إذا ما بدر منهن أي إشارة عن رغبتهن بالعصيان
كيف تستطيعين تربية ابنة حرة وأنت لم تلدي ولم تتربي ولم تشبي ولم تتزوجي إلا بقرار اتخذ لك.
كيف تحترم قانونا وفكرا ونقاشا وقد جبلت على المواربة والتخفي واعتبارها من محاسن الأمور.
طغاتنا الحسيين يتلخصون بالتثاقل، والوهن من التفكير بكل هذا وعرضه بمرآة المشاهد لمسرحية معروضة . وقتها سيستلقي احدنا على قفاه ضحكا على أعداد الطغاة الذين يتدافعون أمامنا متباهين بحصصهم فينا
عني ابحث عن قماش أو بقايا ملابس بالية لصناعة خيمة ادهنها بشحم التبلد من الجري وراء المألوف من التفاخر بالخلف والسلف لمقاومة المطر. لاخط على قفا أوراق الدعايات الفاخرة العديمة القيمة شعاري الخاص للمرحلة المقبلة.... ساخط التالي
الكاتبة تريد إسقاط الطغاة الأحياء والأموات.
طابت أوقاتكم ونقي هواءكم من أرواحهم .. آمين


د. شـــذى


عيد الأم .. عيد الوطن



الوطن أم ... الأم وطن
من الخصال الجميلة في اللغة العربية تسمية الوطن بأم فيقال الوطن الأم. بينما تنسب بعض الدول الوطن للأب مثل الألمانية فيقولون Vaterland أي وطن وترجمتها بلاد الأب والمقصود الوطن. هل هي من بعض الالتفاتات العادلة لمقام الأم العالي ومكانتها الرفيعة وتضحياتها الجسيمة والاستثنائية في حياة العرب التي لا تخلو حقبة زمنية من واقع مرير ومأساوي يغلفها ويحدد ملامحها ربما.

لكن لهذا التناظر الجميل بين الأم والوطن سمات مشتركة. فالوطن نفسه مثل الأم قلما عير أبنائه وتنكر لهم. قلما جحدهم وأدار لهم ظهره. معطاء عطوف حنين كثير الخيرات . واسع الأفق غزير المعرفة ثابت البنيان . شامخ الصروح عزيز أشم . مدعاة للفخر. كريم . مضيء متنوع الأعراق والأجناس وهذا لسعة صدره، وقبوله الجميع بين أحضانه. قليل العتب. صبور . يتعمد النسيان ووجنتاه متقرحتان من مدرار الدم على ما يلكمه من فعال أبنائه وبناته وهن لسن بمنأى عما يحيق به.
لكن كل يوم يطعن الوطن مثل الأم بخناجر الحاقدين ، الحاسدين المتسللين الطامعين به وبخيراته. يغتصب و يستكلب عليه المغتصبون تمزيقا كي تضيع معالم جرائمهم ويتفرق دمه بينهم كما ينأى اللصوص بأنفسهم عن جريمة اغتصاب اقترفوها. واتفقوا فيما بينهم على طمس معالمها بنكرانها وكلما كثروا . ازدادوا سفالة وصفاقة وقوة عداء في شهادة الزور هذه.
لم يطلب الوطن من احد تاجا لكنه توج على الدوام أبنائه . وقلة منهم من استحق التاج وقدر أعبائه.
لو عرفنا في يوم الوطن أو يوم الأم الذي نحن فيه لأمهاتنا...بأن الوطن لنا بالتساوي لهدأت نفوسنا وانشرحت صدورنا. لو التفتنا لنتأمل كوننا أبناءه ولا يهم أين يكون سعد وعمر وعلي وخالد . في أي موقع سيادي و أي منصب المهم انه حلقة من سلسلة متراصة تدعم بعضها البعض وتعطيها القوة ... تناصرها تساندها، وتمد لها يد العون ان كبت.
لا يضير سعاد و خوله نسرين وفاطمة أيهن الأغنى و الأفضل موقعا و الأكثر حظا في اقتناء متاع الحياة لكن المهم ثقة كل واحدة منهن بأنها وطن صغير في جسد هذا الوطن يغذيه ويمده بالديمومة ويشكل مع غيره مفردات حياته.
في الحياة الكثير من الممتع. يقول يوهانس فون فولفغان غوته شاعر ألمانيا الكبير .. هناك الكثير الكثير من الفن لكن الحياة قصيرة. الوطن يعمر اذا ما أحب أبنائه وبناته سنواتهم في ربوعه. يكبر يزدهر يترامى مجدا وعزا بهم ولهم. ويضمر وينضوي يتلاشى حينما يتقاتلون بحثا عن فتات وسنابل حقوله ملئ غطاءا وخيرا تنادي أياديهم لكي تنعم بقطفها وتقاسمها.
في الحياة التي يعيشونها الأبناء الشفرات الوراثية لوطنهم عليهم فكها وتسليمها لخلفهم بسرعة تتزامن وحياة كل منهم وإلا ضاعت فرصتهم. وفرصة الوطن الأم الذي وضع كل ثقته بهم
لا تريد الأم أي أم من أبنائها إلا شيء واحدا .. أن يكونوا أفضل منها ويحيوا حياة أفضل من تلك التي عاشتها. لذا تتقدم الأمم تتصاهر فيها الألغاز والأحاجي والأمس واليوم . تذوب كلمات وتبتكر أخر. وينهض وطن فتيٌ ويذوي أخر . قطعه أبنائه اربآ بخبلهم، وأحقادهم وطيشهم.

الأعوام التي سجلناها بالسنون قصيرة أما تلك التي يعدها الوطن الأم فهي طويلة وتمتد على طول طريق صبر أبنائه.
تذكروا الوطن كل يوم . وراقبوا عيون الأم في زواياه وأغصان أشجاره. الوطن الأم التي تنازع دهورا الموت كي تضع وليدها حتى بعد انقطاع الأمل. كل عام و أنا الباحثة عن وطن . لأنني من جيل لم يحسن الحفاظ عليه.في يوم الأم ابحث صادقة عن الأشواك بي لانتزعها كي لا اخدش وطن جديد مد لي يده .ولكي أهاتف وطن قديم ما زلت احن إليه رغم كل الضجيج الذي يخترق الأسلاك بيني وبينه.


د . شذى

Dr. Shatha Ahmed: كرصة خبز لا تكسرين. باقة فجل لاتفلين

Dr. Shatha Ahmed: كرصة خبز لا تكسرين. باقة فجل لاتفلين: "أكلي لما تشبعين هل تذكرون المثل الذي لا ينسى!!!. قركة ( قرص ) خبز لا تكسرين . باقة فجل لا تفلين . أكلي لما تشبعين. هل نساه احد منكم انه م..."

كرصة خبز لا تكسرين. باقة فجل لاتفلين



أكلي لما تشبعين

هل تذكرون المثل الذي لا ينسى!!!. قركة ( قرص ) خبز لا تكسرين . باقة فجل لا تفلين . أكلي لما تشبعين. هل نساه احد منكم انه من أمثالنا الشعبية الكثيرة الاستعمال. في الخير والشر.. في الحرب والسلم. في الرخاء والضيق ،وفي الأفراح وجنبكم الله الأتراح.
فيه الكثير من تراكمات موروثنا الشعبي المتراكم ما يصعب التخلص منه. لان المجتمع يريد أفراده على قوالب لم تطابق في يوم من الأيام قياس أيا منا. كيف نكون أخيار ما لم نجرب الحياة. كيف نفهم النزاهة إن لم نتعرض لامتحانها العسير. كيف نخلص لو لم نذق طعم الغدر والخيانة .او على الأقل اطلعنا على تجارب تفيدنا في تعزيز مبدأ وامتحان أخر.

ما فتئنا نريد قائدا مظفرا . أسطوريا. عظيما. بطلا. هماما. نزيها. شريفا. متعففا. ...الخ . بينما يعرف كل منا باستحالة اجتماع هذه الصفات بأي إنسان فلو كان بطل قصة سيكون ممل ومبالغ وسرد سطحي ساذج سيمله القارئ بعد اسطر معدودة.
لما نريد قائد لسبب بسيط لان لا وقت لدينا لننهض ونكون قادة
لما نريد هماما لافتقادنا الهمة الكافية للضلوع بهذه المهمة
لما نريد ملهم لان وقتنا لا يتسع لمشاهدة المسلسلات والبرامج الترفيهية وتخصيص وقت لعمل مثمر
لما نريده مبدع لان الوقت الذي يتبقى ما بين شكوى وأخرى يقضيها الرجل الشرقي في البحث عن أنثى جديدة ولا وقت فراغ كاف للإبداع
لما نريده أسطوريا لأننا لم نتصفح إلا الأساطير و بالإكراه ...كانت من واجباتنا الإلزامية المدرسية . ولما مضى وقت الدراسة علاها الغبار ولم نتصفح غيرها ، وليس لدينا حتى الوقت لننفض الغبار عنها فبقيت بأشباحها تحكم ذاكرتنا وحواسنا . وكل ما نؤمن به
نحن مؤمنون بنصوص معدودة على اليد تؤكد صحة عقيدتنا وترفع أنوفنا إلى عنان السماء
نحن أقوياء حد البطش بكم هائل من الغطرسة جعل منا بالونات سابحة عشوائيا في فضاء لا متناهي ، لا نقبل أي احتكاك أو اقتراب من الآخرين كي لا ننفجر وتتلقفنا ارض قرار أي قرار أو حتى نقف على ارض يصنع غيرنا عليها العجب
إيانا والتاريخ فهو حرز
إيانا والروايات والأنساب فهي من مقدسات
إيانا والمسلمات فهي متاعنا دنيا وآخرة
إيانا ثم إيانا وبعدها إيانا
لما نشتم من يأتي ويذبحنا كل يوم
لما نستغرب عدم اهتمام احد بقتلانا بموتانا بضحايانا
لما نسرق بضم النون. ونستعبد
لأننا بلا ارض . لا أسس تحكمنا. لا نريد الانتماء لعالم اليوم الذي يختلف عن عباءة ذلك النبي او الصحابي او الولي.
عالم ليس به دابة ضاعت وبكاها الحاكم. او جارية وقفت على باب الخليفة. او سوق نخاسة. او أموال تحمل لبيت المال. او امرأة تصرخ في سجن فتجيش لها الجيوش
عالمنا به جيوش من الدعاة لا يمتطون صهوة دبابة . لا يجيدون استخدام الطائرات . لا يعرفون إدارة المعارك الحربية الحديثة بل يقدرون وبجدارة على تأجيج المعارك ،وإيجاد مسبباتها في نفوسنا. يقدرون على نسف السلام في نفوس الأبرياء
يتمترسون خلف مايكروفونات، يطوف عليهم ولدان يضبطونها لهم ويطلقون حملاتهم المستعرة ...يعيدون سرد روايات الأمس البعيد من تاريخ الأمة كل حسب رغبته وما تجيد بها قريحته. هذا يسفه العالم كله إلا علمه الغزير . يعرف كل شبر بالجنة . وساهم في ترقيم شوارعها . وذاك يعرف حواريها بأسمائهن التي لا تحصى لأنهن كثيرات بقدر الأعمال الصالحة التي قام بها المؤمنون على الأرض.
والمؤمنات القانطات ساكتات . كي لا يخرجن من طابور الغد صفر اليدين فان تعذر عليهن الحصول على ليلة حالمة كما في الأرض مع الزوج فعلى الأقل يضمن مشاهدة ممتعة له في أحضان الحواري وقضم بعض الفاكهة من فتات موائده العامرة.
لا يحق لنا التفكير بكل هذا فلقد حسم أمره. لكن يحق لجماعة ما الخروج بين حين و أخر والمطالبة بالعدالة والحرية والديمقراطية والمساواة وال... وكلها انجازات الذين لا يحلقون مثلنا كبالونات هواء في كون مترامي. كلها مطالب للواقفين على الأرض. الذين قاموا باختصار بما لم نقم به
كسروا قرص الخبز . وفكوا باقة الفجل .. و أكلوا وما زالوا يأكلون من خيرات صنائعهم.

ما طاب من عذب المزاج



عيد المرأة

كل يوم قراءاتنا .. متابعاتنا.. وزادنا الروحي من المعرفة مثل باقات الزهور التي تنسق بأناقة الأنامل التي أعدتها. في صباح هذا اليوم قرأت واحدة من هذه الباقات .. ولمعت بعيني للمرأة سطور منها نضرة يقول في بعض منها الفنان حسن عبد الرزاق العابد....

...... .وبذلك تذوب كل الواني سائحة بين خفقان ودفق الصور والمعاني في الزهرية التي حوت كلماتك .فارتسمت في ذهني تلك الصورة :طفل ينهل من ثدي أمه المعرفة متشبثا بالحياء خشية ان ينهشها من فرط ما به من رغبة عارمة وشغف للمعرفة ,وللذة ما طاب من عذب المزاج .فما تهز شعرة من رأسه زمجرة تسو نامي ,لمعرفته كيف يتنفس وهو غاطس حجر أمه .وقد تدرب على الصراخ والبكاء وفهم ان أول شيء عليه الدفاع عنه هو حرمة ذلك المكان الذي نبت فيه ويستقتل ليحول دون أن يحتل مكانه احد, غيرة وحمية.

ويتابع مخاطبا المرأة في حياته قائلا.....
دمت وطنا حاضنا آمنا نتعلم منك الوقوف ونمتن لك إذا مشينا... لم تقع عيني على محاورة بين ذكر وأنثى بهذا الرقي.بهذا الصدق.بهذه الشفافية. بهذه البطولة في البوح ..وبهذه الرجولة. لاكتشف قبل غيري بان للرجولة وجوه أخرى عدى زمجرة الغضب ، والانتصار لنبل المبادئ ومقارعة الخصوم وخوض غمار الحروب . من وجوهها الأخرى تلك الرقة بالعودة للأصل، ومقارعة خطوب الدهر و أعاصير تسونامي بعمق الانتماء لرحم والاحتماء بجداره من طوفان الضياع والتخبط.

علمتني هذه السطور اليوم درسا جديدا في الحياة. لا حرب حينما يكون الحب. لا شجار عندما تمد المودة بساطها . لا ظلم عندما تتفجر ينابيع الحنين بين الوليد ووالدته. في لحظات الحب ننسى تحفظات الجمل ..ندسها في أسرتنا خرساء لنحرث أرواحنا لموسم جديد. ننثر فيها زفراتنا..آهاتنا.. ونصفق الأيدي الخالية من بذور الحقد لننعم بقمح سنابله ذهبية.

أيما بلغت أعداد الزاحفين الى حياتنا لدمارها فهم ما زالوا اضعف منا. يتلفتون هلعا. حفاة . عراة . لا سواتر لنزقهم في حلبات رقصنا ، لا رغيف لهم في تنورنا. كلما هدموا بيتا من بيوتنا أعدنا بنائه أو خلفنا أيادي بضة تنهض لتعيده.

أمس بالدموع. بالصمت ربما. بالحسرة. بالندم . باللوعة. بالجزع، بالمكابرة. والهلع عبرت عن ضيمها وواجهت جور الحياة.
تعلمت بعد ذلك الصراخ والاستنكار، والتنديد، والتنظير ، والبوح والكتابة والتعبير بأصدق العبارات كل ذلك لتعيد حقا ، وتوقف ظلما.
اليوم هي بين هذا وذاك بين عرف يهمشها ، وأخر يمنحها حقا تكميليا متى ما قفزت مجموعة الى الحكم واستلمته أعادتها الى مكانها الأول. تصنع النصر لكنها لا تقطف ثماره.
عليها قبل غيرها وعلى من التفتت لهذه الحقيقة قبل غيرها عاتق فضح ما يرتكب بحقها ، والمجاهرة به. علمونا ونحن صغار أن المرء أنواع ، ومنهم . لا يدري ويعرف انه لا يدري فذلك جاهل فعلموه.
في يومها لندين الجهل. لندين التجهيل ، لندين التغفيل وغمط الحقوق.
لكي يكون لكلماتنا معنا
علينا إعداد جمهور المستمعين جيدا
لكي نعد جمهور المستمعين جيدا
علينا توفير وقت وفرص كافية لتعليمهم
لتعليمهم وإعطائهم الفرص الحقيقية
علينا الإيمان بهم وبحقوقهم
كيف يؤمن امرؤ بحق الأخر
وهو يجحف حق المرأة
كيف يعدل حاكم ، قاضي . وزير . مفكر
ولا يوقن بعدالة قضية المرأة ومساواتها معه
لما توقع لي نسخة من كتابك الجديد
وتحدثني بلغتك القديمة
لما استبدلت تصميم مطبوعك
وتركت الغبار يتراكم فوق مسلماتك

سأمضي هذا العام وكلي ثقة باني استحق كلمات الفنان. وادعي بأنها لي، وأنا مثلما تعتقد كل امرأة حالمة أنها المقصودة .
واجتهد كي أتعلم ترجمة باقي السطور فهي مهمتي .
أما أنت... فاحبك . أطبع على وجنتيك قبلتي. ثم اتعارك مع الزمن لإصلاح ما فسد بيننا.

شذى

تتوقعين يوافق




قدر العراقيين البلاء بكل صنوفه. فبعض البلاد ابتليت برؤساء لزقه . و الأخرى مختلين لا يرغبون إلا بافتعال المشاكل. وأخرى بحكام جائرين يتلذذون في إذلالها. وأخرى متكبرين متعالين يجدون أنفسهم اكبر قدرا من حكمها . ودول أخرى أغبياء. أخرى أغنياء يختارون من الحكم وسيلة لزيادة ثروتهم وسحق قطيع الشعب بالفقر والجوع. طائفة أخرى من البلاد حكامها تعشق التشدق والادعاء الزائف. وأخرى ...الخ.

لكن قدر العراق اجتماع كل هذه الصفات والمثالب في حكامه الجدد. منذ أول يوم تمكنوا فيه من رقاب أبنائه وهم يسمونهم سوء العذاب . كمموا أفواههم . اغتصبوا بناتهم.هجروهم... ادعوا ما ادعوه على المعترض منهم من اتهامات. صار اسم عربي مثلب وعار لان انتمائهم واضح. حجبوا الحقائق وادخروا المحتل لخططهم ,ومكائدهم حتى ضاق ذرعا بهم.

كل ما يقوم به العراقي خيانة للحرية التي جاءتهم بعد سقوط بغداد. الانتقاد خيانة. السؤال عن الأموال المسروقة خيانة. البحث عن المسروقات خيانة. المطالبة بالكهرباء خيانة. المطالبة بمعالجة الأوضاع المزرية خيانة. المجاري الطافحة والتأفف منها خيانة. السجون المكتظة بالنزلاء من كل لون وطيف عراقي والمطالبة بمحاكمة عادلة خيانة. علامة الاستفهام عن السيادة خيانة. وأفضع أنواع الخيانة الاستيقاظ من السبات القصري الذي يجبر عليه الشعب العراقي بالإكراه منذ ثمان سنوات ويعالج بحقن منومة من مواكب اللطم والتطبير والعزاء والمناسبات التغيبية التي لا تنتهي. يلائم واقع العراق المرير كل خيالات النكت الحديثة ومنها على سبيل المثال لا الحصر هذه التي تلقي بثقل المسؤولية خارجا اذ تسأل المرأة زوجها





يا فلان .. جارنا كل يوم وهو خارج يبوس زوجته .. ليش ماتسوي مثله ؟؟



قال لها : تتوقعين يوافق


-----
Share |
------