السهروردي مقتول بالنيابة

مرقد السهروردي في العراق

 

 

لماذا قدر المتابعين دوما خيبة الامل .. والمريرة ايضا من اعلام كان الاولى بهم ان يتمسكوا بالحفاظ على سيرتهم الذاتية خالية من أي شائبة تذكر او تلحق بها في لحظة يظنون انهم بها يدلسون على الناس ويمارسون بها استغفال العقول؟

 

لاحظ الناس عامة مؤخرا ان اسماءا متزنة ولها مكانة عالية بالمصداقية والطرح المنطقي السليم ترتكب عن قصد اخطاء لا يجدر بها ارتكابها . فهي ليست سهوا بل عن سابق اصرار وترصد منها على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في حديث المفكر العراقي المعروف اياد جمال الدين فهو على ما عرف به من رصانة فكرية وجرأة في الطرح لم ينتظر منه القارئ او السامع تلك المغالطة المقصودة في مسالة مقارنته للظلم والمكانة الرفيعة للشخصيات التاريخية ام السياسية قائلا بان صلاح الدين الايوبي ذبح السهروردي وهو عالم جليل ... وأشار الى رقبته ليوضح بشاعة جريمة صلاح الدين وتابع عن قصد مستدرا عطف جمهور المسلمين السنة وهو يعرف بانهم غالبية ممن يشاهده لأنه على قناة العربية التابعة للسعودية فقال : وهو سني يمتد نسبه لآبي بكر الصديق.. فهل قالها خطأ أالتباسا ان من عرف السهروردي ايا كان من الثلاثة عرف بلا ادنى شك كلا منهم ومكانته ونسبه. وأعماله.

رغم ان قتل المفكرين والمتصوفين ايا كان طرحهم بحد ذاته جريمة تدل على تعصب المجتمع وعدم قبوله لحرية فكر بعض افراده الذين يخالفون المجموع بجديد ربما سيساهم في اصلاح حياتهم نحو الافضل لكن قصته ليست كما رواها المفكر اياد جمال الدين ؟ ترى لما تعمد التسويف ؟ لما خلط الانساب؟ ولما لم يكن امينا بالرواية؟

 

فالسهروردي الذي اطلق عليه لقب المقتول تميزا له عن السهروردي المدفون بالعراق اسمه الكامل أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي ويلقب بشهاب الدين، واشتُهر باسم السهروردي المقتول ..

وعاش للفترة من 1155الى 1191 وكما يلاحظ القارئ بانه كان شابا رغم شهرته ولد في سهرورد شمال غرب ايران نشأ على المذهب الشافعي وقيل اسماعيلي العقيدة والفكر... يعني صدفة ما طرحه السيد اياد جمال الدين ؟!!!. وممارسته التقية في سرد الرواية التي مختصرها

قدوم الشاب السهروردي الى حلب محملا بأفكار واطروحات كانت بأقل ما يقال عنها غير مألوفة في ظل حكم ابن صلاح الدين الذي كان ولاه على الشام وهو يحارب الصليبين .. و كشأن كل فكر جديد كان له معارضون ومنتقدون فكادوا له او ربما استفزهم وأسقطوه كما يقال في فخ مناظرة ولم يستطع النجاة منها فنالوا منه ولم يكن يومها صلاح الدين وقتها في حياة مرفهة ، ولم يكن يتمتع بحياة رغيدة بل محاربا وقائد جيش ووفق زمانه كان ابنه وقائده في الشام وعليه ان يضمن سلامته جبهته فلما قيل له كافر زنديق من قبل علماء امر بقتله. وهو المتدين الواثق من رجال دينه.

 

انه السخف بعينه اسقاط احكام الحاضر على الزمن الماضي و تشويه انجازات قائد كبير مثل صلاح الدين بهذه الطريقة المخزية لأسباب دينية ومذهبية بحته.

 

لكن مع كل هذا فان لكل حدث ماهو سلبي وايجابي. لقد كان السلبي ما تشاركنا اعلاه به.. اما الايجابي فهو ايقاظ ما يجب ايقاظه فينا وهو الوعي والانتباه من الرسائل المبطنة التي قد تدس لنا في السم لتغيير قناعاتنا وأحكامنا على الامور والتاريخ والشخصيات والأحداث .. خصوصا والعرب المسلمين شديدي التأثر بتاريخهم ورموزهم الفكرية والدينية.

 

ملاحظة: السهروردي حفيد الخليفة ابو بكر الصديق هو: شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي البغدادي وعاش  للفترة من 1141 الى 1234  أي مات وعمره 93 سنة  وهو مؤسس الطريقة الصوفية السهروردية وربما هذه الحقائق لا تخفى على السيد اياد جمال الدين. فمن مصلحة من هذه المغالطات لا يسيما  وهي صادرة من رجل يشجب ويستنكر التعصب والتخلف والعصبية