------------ --------
Share |

رقبة الزرافة



هدايا الميلاد

ـ رقبة الزرافة ـ

تعجبت العجوز من سرعة انجازه للعمل وتقنيته في نفس الوقت .أرادت التعرف عليه أكثر فسألته بود: هل ترغب بفنجان قهوة. هل أنت ممن يحب شربها؟.
رد بابتسامة عذبة: أصبحت ..صرت من شاربيها .. منذ جئت إلى هنا.
ـ جئت للدراسة
ـ بل أناAsylbewerber لاجئ
ـ منذ زمن طويل. فأنت تتحدث الألمانية بشكل مقبول
ـ منذ سنوات قليلة سيدتي.
ـ من أين أتيت.
ـ من بلد يدمر كل يوم
ـ أفغانستان. العراق؟
فرت من فمه ابتسامة مريرة ورد عليها: من العراق. تابع يسرد قبل أن تسأله عن التفاصيل لكثرما أثارت تفاصيل حياة الأجانب اهتمام السكان وسألوه عن أسباب هجرته...قبل احتلال العراق كانت الحياة صعبة كلنا كنا نتمنى إما رفع الحصار أو موت صدام. لكن مع الاحتلال صارت الحياة العن. أصبحت البلاد فوضى وقتلوا الكثير منا .جاءت مليشيات الموت وصارت تنتقي منا من تريد التخلص منه وقتله.قتلوا أخي الأكبر. وأبناء عمومتي. ثم داهموا بيتنا وقتلوا أمي وأختي الصغيرة. ليلتها كنت في بيت خال لي في طرف أخر من المدينة أرسلتني أمي لجلب بعض المال ما منع موتي إنني لم أكن هناك . عندما رجعت كان المكان مدمرا سرقوا وكسروا كل شيء اخبرني جاري بأنهم تكفلوا بدفن أمي وأختي الصغيرة. حتى أوراقي احرقوها وخفت البقاء. هربت إلى الموصل ومنها استطعت الهرب إلى تركيا عملت لمدة سنة.بعدها تمكنت من المجيء إلى هنا سرا .يشترط المهرب منك مالا حسب البلد الذي سيأخذك إليه. كلفت سفرني إلى هنا خمسة ألاف دولار دفعتها له فأوصلني مع آخرين إلى أوربا ومنها توزعنا في بلدان عديدة.
تنهدت العجوز بأسى وهمهمت بكلمات كمن يحدث نفسه.. ليس كل الناس سعداء كما تظن أيها الشاب. لي بيت . ولا يهدد حياتي احد . وأتمتع بحياة هادئة لكن الحزن ينخر عظامي.نظرت إليه واستشفت انه لم يفهم بعض ما قالت فراحت تشرح له بالحركات ما تعنيه. فأومأ برأسه باسما وشاكرا للطريقة التي تحدثه بها. ضغطت على كلماتها وراحت تطيل بجملها وتبسطها.. لي ولد بعمرك غادرني إلى أمريكا قبل أكثر من عشر سنوات. بعث لي في البداية بعض الرسائل وبعد سنتين انقطعت أخباره . خفت عليه أرسلت العديد من الرسائل . خاطبت بلدية المدينة التي راسلني منها دون جدوى . كل شهر اكتب رسالة وابعثها على عنوانه ولي أمل أن يرد لكن دون جدوى.
ثم كمن استفاق من غيبوبة. هل تريد مع القهوة أن تأكل قليلا من Weihnachtsplätzchen هز الشاب رأسه مستفهما. فعرفت بالحال
انه لم يفهم قصدها ذهبت إلى المطبخ أراد اللحاق بها لمساعدتها أشفق على سنها. لكنه تذكر احتمال سوء الظن به. لما عادت سألها : هل كنت ستظنين بي السوء لو تبعتك للمطبخ.
تطلعت به قليلا ثم ابتسمت قائلة: أنت في بيتي أيها الشاب وان كنت سأظن بك الظنون ما أدخلتك . اعرف إن السيئين في كل مكان. لكن المجازفة في بعض الأحيان تمنحنا فرصة جديدة في إعادة تقيمنا للناس
وتجنبنا الأحكام المسبقة و تهجأت الكلمة... Vorurteil...
ثم تناولت قاموسا من احد الرفوف المكتظة بالكتب وناولته إياه ستجد معنى الكلمة بالانكليزية هل تجيدها. أجاب بسرعة: جيدا فانا مهندس قالها بانكليزية سليمة وأنيقة جعلتها تفتح عينيها دهشة، وتنظر له بحنو زائد.
هز رأسه وهو يقرأ معنى الكلمة فلطالما عانى من سوء الفهم، وتجني الآخرين والنظرة الاستعلائية خصوصا من الأجانب بقومياتهم المختلفة حتى من العرب والعراقيين لم يمنع نفسه من التفكير بذلك.

هيا دعنا نشرب القهوة. استلذ الشاب بقطع الحلوى اللذيذة. ابتسم وهو يقول لها: كانت أمي تصنع لنا كعك العيد لكن قطعه اكبر من هذه بكثير وتكفي اثنان أو ثلاثة ليشعر احدنا بالشبع.
ضحكت ـ انه ليس وجبة طعام نحن نتناول الحلويات عادة ك Nachtisch
ولذا فهي ليست وجبة طعام . رد على الفور: اعرف اعرف هذا تماما.
ـ هل أنت جائع
ـ لا لا أشكرك تناولت إفطارا دسما لا.. شكرا اشعر بالشبع. احمرت وجنتاه خجلا وهو يفكر بان العجوز فهمت تعليقه على انه طلب طعام.
ـ لما أنت شديد الحساسية؟.
ـ ماذا تعنين؟
تهجأت الكلمة و أشارت إليه للبحث عنها بالقاموس. رفع رأسه إليها بعد قراءة الكلمة وهو يقول: لا اعرف. تربينا هكذا. وتابع بانكليزية صافية. من الأشياء المشينة في تربيتنا طلب الطعام في بيت احد . ولكن من المعيب أكثر أن لا ندعوه إلى الطعام لو كانت زيارته في أوقات الوجبات أو قريبة منها.ولا ننتظر أحيانا كثيرة منه الرد بالقبول أو الرفض نحسب حساب انه سيشاركنا في وجبتنا وينتهي الأمر. استمر الشاب يشرح للعجوز بعضا من عاداته وتقاليده وهي تزداد فرحا به. حتى إذا ما شعر بان مقامه طال نهض بسرعة قائلا: عفوا. أظنني أطلت شكرا للقهوة والحلويات اللذيذة.
ـ هل أنهيت كل شيء
ـ نعم سيدتي يمكنك أن تراجعي ذلك بنفسك .
ـ حسنا. هل عندك وقت مساء الغد
ـ عفوا
ـ أريد أن نذهب سوية لأحد أسواق إلWeihnachtsmarkt
ـ شكرا لك ..
ـ لا عليك . منذ ما يزيد عن عشر سنوات حرمت من هذه النعمة . أفرحني باصطحابك لي .. عندها سأشعر كان ولدي قد عاد.
تحشرجت الكلمات في فمه وخنقته العبرة . تذكر أمه الحبيبة التي قتلت غيلة . و الألم الذي تعلو رأسه لا يحتاج إلا لمن يدفعه بإصبعه حتى يتهاوى على جمجمته ليهشمها.

وصل في تمام الساعة السادسة كما اتفقا. وكان مترددا في طريقة اصطحابها وعلى أي الجهتين يسير وماذا يفعل .. أحست بحرجه فراحت تحدثه عن الحي .وتقص عليه طرائف ساكنيها. حتى تبدد قلقه و إحراجه ولم يشعر بأحد أخر . استقلا القطار المتجه إلى المدينة ولم يجد إلا مقعدا واحدا في أخر العربة. سارع بحجزه لها. وسط دهشة الجميع منه. تقدمت شاكرة له . جلست وظل واقفا فوق رأسها. لكنها لم تتوقف عن الحديث معه. وحاول قدر الإمكان تجنب الرد عليها.فطنت لذلك فأدارت حديثها بانكليزية تعجب من فصاحتها. وظلت الوجوه تتطلع لهما لتخمن المتحدثين وجنسيتهما فلقد كانت العجوز تتحدث الألمانية لتوها وباللكنة المحلية. وصلا السوق في الساعة السابعة كان البرد شديدا. وسحب البخار الأبيض ينفثها المتحدثون كأنهم سحرة. هل تشرب ال Glühwein
ـ ما هذا
ـ نوع من النبيذ الساخن يقدم في هذه المناسبات سيدفئك
لم يمانع وبعد أن رشف عدة رشفات أحب طعمه. وأحس بالدفء يدب في أوصاله.كانت تتنقل به من كشك إلى أخر في السوق الذي اختلطت به الألوان والروائح والعطور من كل نوع ومكان. وتفنن الباعة في إحضار أفضل ما عندهم لإبهار الزوار وإقناعهم باقتنائه. تعجب للمصوغات . والزجاجيات الملونة. وهذه الألعاب. ظلا يتنقلان ما يقارب الساعة ثم سألته : هل جعت. أنا جائعة . دعنا نأكل شيئا. ضحكت ورد عليها بضحكة واستمر ضحكهما بعض الوقت حتى ألفيا نفسيهما أمام حانوت بيع الأطعمة الأسيوية التي تنتشر بكثرة في مثل هذه الأسواق. طلبت وجبتها بلحم الدجاج أما هو فطلب المعكرونة الصينية مع لحم البط المحمص. كانت الأبخرة المتصاعدة من كل صحن تكفي لتشعر المرء بالجوع الشديد. ناولها الشوكة البلاستيكية وبدءا يأكلان .
ـ ماذا كنت تحب من الألعاب وأنت صغير
ـ الكثير من الألعاب أحببتها . ولعبتها
ـ هل تمنيت لعبة ولم تحصل عليها.
ـ تمنيت شيئا أخر ,وليس لعبة
ـ حقا ما هو
ـ تمنيت ركوب زرافة
ـ ماذا تركب زرافة؟.
ـ نعم كنت صغيرا عندما رأيت الزرافة أول مرة في التلفاز . وأحببتها. وتمنيت لو استطعت تسلق زرافة و التزحلق على رقبتها. كنت أتخيل ذلك دائما . أغمض عيني واحسب بأنني أتزحلق على رقبة زرافة.
ـ إلى اليوم تحب ذلك
ـ ما زلت أحب الزرافة.زرت حديقة الحيوانات هنا. ورأيت الزرافة. كانت بعيدة ولكنني لم اكف عن التفكير في تسلقها والانزلاق عن رقبتها. ضحكت العجوز فتطلع لها بعناد طفل وشاركها الضحك.
تناولا طعامهما،ثم سارا قليلا. وصلت العجوز إلى احد محلات بيع الألعاب.
ـ هل يمكنك آن تنتظرني هنا قليلا.
تسمر الشاب في مكانه ونظر إليها مستفسرا
ـ سأعود بعد دقائق يمكنك التمتع بمشاهدة سباقات الأطفال أنها رائعة. بعضهم يحرز نتائج مذهلة غير متوقعة في الألعاب.
بعد خمس دقائق ربتت على كتفيه استدار فإذا بها تحمل دمية كبيرة لزرافة جميلة . دفعتها إليه بسرعة وهي تقول: هذه زرافتك الخاصة يا صغيريWeihnachtsgeschenke يمكنك أن تنزلق كما تريد على رقبتها.
كانت الزرافة بحجم المتر ونصف المتر حتى صعب عليه حملها. أخذها يمينا واعتقد انه من الأفضل لو حملها من الوسط فلم تجدي محاولته نفعا.فأخذها من رقبتها وألقاها على ظهره.
ثم أحس بنبضات قلبه تتسارع من الفرحة والدهشة. ثم كمن نسي شيء قال مستدركا: شكرا ..شكرا جزيلا.


في إحدى الزوايا وقف ليستعيد أنفاسه ربتت عليه قليلا وهي تقول له: بل أنا من يشكرك.أسعدتني بصحبتك .أنت شاب مرح . ومؤدب. وحققت لي حلم اكبر بكثير من الحلم الذي قدمته لك ربما لأنك أكرم. ألقى بالزرافة أمامه وهو يشعر بحنين عاصف لأمه . ولمنطقته . وسمع أصوات أصدقائه وهم يسخرون من حلمه عندما اخبرهم برغبته في تسلق رقبة زرافة. خرت دمعة من عينيه فانزلقت على رقبة الزرافة . رفع رأسه إلى العجوز، فرأى عينيها تردان بدمعتين التمعتا في تلك الليلة الباردة . بينما تصاعدت أصوات الصبية وهم يغنون مع المهرج بعض أغاني العيد.










المجد للحب



المجد للحب

شجرة الميلاد


نظرت إلى الصف كان يبدو طويلا والطاولة مليئة بالمشتريات. وضعت العلبة بين قدميها ومطت جسمها قليلاً. سيدة في منتصف العمر عندما حان دورها دفعت الثمن أربعة عشر يورو كما ظهر على شاشة الحاسبة أمام البائعة.
غادرت وهي تحتضن علبتها المستطيلة والتي رسم عليها شجرة الميلاد. لم يتوقع أن يلتقيها ثانية بعد اقل من نصف ساعة. جلست إلى جانبه وظلت تحتضن شجرتها سألها بفضول: عادة يشترون أشجار الميلاد الحية وليس الصناعية. التفت إليه ورمقته بنظرة باهتة أراد الاعتذار لتطفله لكنها بادرته بالقول: معك حق لكنني لا املك الكثير من المال لأشتري شجرة ميلاد رغم أنها ليست غالية لكنها ستكون ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذه الشجرة وليس عندي سيارة لنقلها. كبرت ابنتي وتريد تزين شجرة الميلاد بما أنجزته في حضانتها. وهي عملية أكثر استطيع الاحتفاظ بها بعد أعياد الميلاد لاستخدامها للسنوات القادمة . اعتدت قضاء احتفالات الأعياد في بيوت الأصدقاء لذا لم اهتم بتزين شجرة ميلاد هذه السنة الأمر يختلف.

في مشتل كبير وقف طابور طويل لشراء شجرة الميلاد وقد سحب كل واحد منهم شجرته، بدت الأشجار بأحجام مختلفة. فأشترى الميسورن منهم أشجارا كبيرة ومن لم يستطع الدفع اكتفى بشجرة متوسطة الحجم أو صغيرة.
وصل إلى المكان رجل بمعطف رمادي طويل يصطحبه رجل قصير وسيدة طويلة لا تكف عن الحديث إليه وإعطاءه أوراقا ثم استبدالها بجديد. سلم على البائع الذي بادره بسلام حار وخاص. انحنى البائع ليحدث الرجل الذي أمامه برقة هامساً: هل تأذن لي ببيع العمدة شجرة الميلاد قبلك . رمقه الرجل بنظرة استنكار وصاح : لما يأخذ العمدة دوري. عليه انتظار دوره ثم ماذا عمدة. ثم استدار إليه بتحدي وتابع الأمر لا يعنيني عليه انتظار دوره كما فعلنا جميعا. ووقته ليس أهم من وقتي ووقت الآخرين. أحس العمدة بحرج شديد. فرفع يده معتذرا: أسف أسف لم اطلب اخذ دور احد سأنتظر بالتأكيد سأنتظر.

في إحدى خطبه التي تبث على شاشات التلفاز ارتدى غطاء رأس وملابس ناصعة البياض. حث الحاضرين الذين أمامه وأولئك المتابعين خلف شاشات التلفاز بضرورة الكف عن إتباع تقاليد الكفار والاقتداء بهم . ماذا يعني الاحتفال بأعياد الميلاد ,وتزين شجرة الميلاد وتبادل التهاني . لما يفعل المسلمون ذلك أنهم... واستمرت خطبته تحذر وتتوعد وتسترسل في تفصيل غفلة من يقلد الغرب والكفار في الاحتفال بأعياد الميلاد وأتباع هذه العادات وتزين شجرة الميلاد لأنها عمل باطل لا يرضي الله ورسوله.

ظل بعض الناس يخاف وعيده. والأخر متردد. ومنهم من لا يعرف ما عليه فعله. أما من لم يستمع إليه ولا يريد فكان أمره أهون ومصابه اقل لأنه اخرج الشيخ من حساباته وترك مصيره بيد خالقه ليبت لاحقا في كل ما يقوم به ويرجئ حسابه ليوم لقاءه.

كان الصيف لاهبا ذاك الذي توعد به الشيخ المسلمين بالعقاب إن هم قلدوا الكفار وها هي أعياد الميلاد تأتي
بعضهم كان يقرأ الصحف كالمعتاد حتى صعقته إحدى التقارير التي كتبت : أغلى شجرة ميلاد في العالم تم نصبها بفندق قصر الإمارات في ابو ظبي الشجرة لم يزد سعرها عن عشرة ألاف دولار إلا أنها رصعت بالذهب والمجوهرات والماس فبلغت قيمتها 11 مليون دولار . أرادت إدارة الفندق أن تكون الأغلى بالعالم.
اقرأ تفاصيل الخبر
http://schataly.blogspot.com/2010/12/2011-11-181-11.html

انتظر الناس وقتا كافيا ليستمعوا لرأي الشيخ متأملين بكونه قارئاً متابعاً لما يحصل حوله. انه على قاب قوسين أو أدنى من المكان الذي نصبت به الشجرة . لم ينبس لا هو ولا غيره من الدعاة الذين يجلدون البسطاء كل يوم بعشرات الآلاف من الخطب والفتاوى والممنوعات حتى لم تعد الناس تعرف ان كانت خطواتها في الشارع حلال أم حرام . كوب الشاي شربه و أوقات شربه حلال أم حرام..... لم يقل الشيخ أي تعليق ذهبت 11 مليون دولار بمجوهرات وذهب لتزين شجرة فندق ربما ينزل به جنابه العالي وهو يحضر لمؤتمر إسلامي قادم . ومن يدري ربما سيأخذ هو وفريق المشاركين صورا تذكارية بالقرب منها. لكنها لن تلهب عباءاتهم وقتها بنار الحرام وويل تقليد الكفار وعاداتهم.

ليس هناك مشكلة و صعوبة في إيجاد مخرج مناسب لأولي الأمر من رجال الدين فما يحق لعلية القوم وأمرائها لا يحق للعامة أو ما اصطلحوا على تسميتهم بالعباد. لا بالحقوق ولا الواجبات فمن حقهم ـ علية القوم ـ التمتع بأعياد الميلاد والقول بأنهم مجبورون على تزين أشجارها لأنهم يستقبلون وفودا وعليهم إظهار جانبهم الحضاري والتسامح مع الآخرين.
وقد تكون هناك تفنيدات وتخريجات لا حصر لها مثل تلك التي تبيح لهم نساء العالم جواري وزوجات وملك يمين ومسبيات و محظيات . أما إن وجدوا شابا يبادل فتاة كلمات في مكان عام فهذا زنى لان جيبه فارغ وسيفه لم يلوث في جهاد وضعوا مقاييسه ليحظى بسبايا الدنيا وحور الآخرة .
من حق الشيخ أن يمنع ما دامت الناس استمرأت العبودية وقهرها. ومن حق الرجل أن يعترض على البائع فلا يعطيه دوره لان بلاد الكفر لا تريد التخلي عن قيم حريتها، فتعود إلى عبودية ما يقر، ويشرع لها .
من حق الشيخ إخافة الناس من إتباع تقاليد المحبة والتسامح والمشاركة الإنسانية وتزين أشجار ميلاد بسيطة قد لا يتجاوز سعر الواحدة منها بضعة دولارات تشترك العائلة في صنع زينتها والالتفات حولها بحميمية ومحبة لأنها قد تدفع للبحث عن المزيد مما تم استلابه منهم من كرامتهم وأدميتهم وإنسانيتهم.
من حقه الدفاع عن إيمان البسطاء والمستضعفين بما يقره ويفرضه عليهم فهو يخاف كفرهم بالعبودية والتبعية عندها لا يجد الفندق الذي يستقبله 11مليون دولار لتزين أغلى شجرة ميلاد في العالم وما يزيد عن تسعين بالمائة من المسلمين يرزحون تحت طائلة الفقر.
المجد للحب المجد للحب وعلى الأرض السلام.







شذى احمد - المجد للحب

أغلى شجرة عيد ميلاد بالعالم 2011




أغلى شجرة عيد ميلاد بالعالم 2011 !!

نصب احد الفنادق الفاخرة في ابو ظبي في مدخله شجرة عيد ميلاد مزينة بالجواهر تبلغ قيمتها تبلغ 11 مليون دولار وزينت الشجرة بالمجوهرات والاحجار الكريمة، اضافة الى الزينة التقليدية كالكرات الملونة والمصابيح

و المجوهرات التي زينت بها الشجرة تشتمل على 181 ماسة ولؤلؤة وزمردة وغيرها من الاحجار الكريمة
وقد نصبت الشجرة في صالة مدخل الفندق التي زينت بدورها برقائق الذهب
ويقول مدير الفندق هانز اولبيرتز إن قيمة الشجرة لحالها لا يتجاوز العشرة آلاف دولار ولكن المجوهرات التي استخدمت في تزيينها اضافت 11 مليون دولارا الى قيمتها.
واضاف اولبيرتز بأن فريق التسويق في الفندق هو الذي خرج بفكرة تزيين الشجرة بهذه الطريقة
وقال إن الفندق يحتفل بعيد الميلاد كل سنة بنصب شجرة، ولكنه شعر بأن عليه الاقدام على شيء مختلف هذا العام

المصدر: alarabiya
http://www.alarabiya.net/articles/2010/12/16/129777.html

زجاجات فارغات



زجاجات فارغات
زمن .. متأخر ...ليس مبكر ..
أبدا ليس مبكر
فيه صارت سنيني
زجاجات ملونات
سنوات .. غائبات
تركني مارد الزمن مثل زجاجات فارغات
بعضها بالوان الفرح بعضها بزهور حائرات
لا زمن بيني وبينك
لا زمن لي معك
ايها المار بأنين الذكريات
اتعرف ما فات اتدري ما خبأت من أهات
اتدري مقابر الحزن والشوق والحسرات
هكذا بلا زمن تجتاح الزمن
بلا موعد تضرب مواعيدك
زجاجات كل ما املك
ملونات ربما
لكنهن عاقرات ... خاويات
منها ما تجرح بحوافها الملساء صمتي
اخرى تجر برعونة ضحكاتي الساخرات
زجاجات فارغات هي السنوات
اليوم تأتي تبيعني غزلا اشتهيته سنوات
تدغدغ حلما مات
زجاجات يا هذا كل ما بقى لي وبي
زجاجات فارغات

كبرت دعيني



كبرت دعيني
وأنت تجمع كل مشاعر الغضب والحنق صارخا كبرت اتركيني.احذر. ان تقسو على حبال صوتك أخاف عليها من التلف. تمهل من أن تتعب قلبك الذي ليس لي سواه إذا ما شعرت بالحنق.أخاف على عينيك ان تتشنج أعصابها وأنت تجحظهما. يمزق قلبي جبينك المشرق عندما تتغضن عروقه تبرما. أخاف ان تمنع زفرات جحودك نقي الهواء امام وجهك الذي يمدني بالامل. عندما تصرخ المرة القادمة صغيري: كبرت دعيني سأدس في جيب سترتك السري قلبي عل نيرانه تبرد على صدرك.

فضائية يسارية علمانية





هناك نقطتان مهمتان تضمنتهما دعوة الحوار لكتابها. أولا العنوان فضائية يسارية علمانية . هل اليسار هو العلمانية هل العلمانية هو يسار هل هما صنوان رديفان. وجهان لعملة واحدة أم تؤمان سياميان. إن لا فهذا يعني أن الدعوة يريدها احد الطرفين ويموه بالأخر. ماذا عن الآخرين. الذين لا يقلون أهمية ودعما ومكانة وهم ينتمون لتيارات فكرية أخرى تلتقي مع اليسارية والعلمانية في بعض الأهداف وتبتعد عنها بأخر. هل سيكون صوتهم أوطئ بالحديث لان الحكومة في هرم القناة يسارية علمانية.
النقطة الثانية هي نقاط الحوار في الدعوة كانت احد عشر نقطة تذكرت القصة المشوقة التي وردت بالقرآن لما قص يوسف على أبيه .. يا أبت إني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدون لك.. انظر هل يمكننا أن نشبه. الحوار هذه المؤسسة الفكرية التي لا تملك أسلحة ولا تمويل اغلبهم بجيوب مثقوبة وأحلام تغيض السلاطين لكنهم لا يتوقفون عن الشغب . يتوعدون الراسخ الراسب في المجتمعات العربية بالتغيير. هل دعوة الحوار رؤية يوسف . هل علينا وهو يختارنا للإجابة القول: لا تقصص رؤياك على صفحاتك كي لا يكيد لك أخوتك من الأنظمة والإعلام المسيس. أم سنكون أكثر فطنة من أبي يوسف ولا نتركه يذهب معهم في رحلة الصيد المجهولة فيلقونه في اليم فيضيع حلمه وقد لا تمر به قافلة وتنتشله فلا يبقى بعد ذلك من يحلم أو يجرؤ على حلم كحلم يوسف. هه ما رأيكم ؟.

أم أن علينا التفكير بواقعية أكثر ونقيم ورشة عمل تشبع كل نقطة من نقاط الموضوع ال11 نقاشا وتحليلاً.
يختصر البعض بان الهم مادياً . جد ممول وينتهي الأمر. الأمر ليس كذلك فهناك قنوات ممولة من أثرياء لكن تأثيرها سطحي ولا تحقق نتائجها. يفوق أعداد القنوات الفضائية العربية التسعمائة قناة بحسب بعض الإحصائيات. والناس لا تتابع إلا بعضها لما؟.
في الدول المتقدمة لا يخيفها عدد المشاهدين بمعنى عدد من يتابع القناة لأنها باختصار تعتمد على طول النفس . هناك قنوات رصينة تدعمها الدولة لا تفكر بدعايتها ثم مردودها المالي لكنهم يفكرون في مضمونها وتميزه واستمراره. مثل دويتشه فله الألمانية والارته المشتركة بين ألمانيا وفرنسا وسويسرا. ولكل دولة قنوات رسمية لا تلهث وراء الربح المادي وبنفس الوقت هي ليست تابعة لأي حزب يحكم لان لعبة الديمقراطية لا تبقي الكراسي مغبرة لنفس الأشخاص لأكثر من أربع سنوات .
بمعنى أن هناك الخاص والعام.
ربما تجربة الانترنيت عملية. علها تستقطب مشاهدين يفوق عددهم مشاهدي الفضائيات الاعتيادية. لكن ما هي المواد التي ستبث. إن انفتاح القائمين على الفضائية على الوسائل الحديثة والبرامج المبتكرة كفيل بخلق أجواء تحفيزية للمتابعين. فإذا ما أرادت الفضائية أنتاج برامج ردح وصراع مثل التي تزخر بها الفضائيات فلن يكلف المرء نفسه عناء الذهاب لمشاهدتها على النت. و إذا ما اتخذت أسلوب الخطابة الممل فأنها لن تحاور سوى نفسها. مضيت أيام وأنا أتابع القنوات الدينية المتعصبة ـ تلك التي لا تبث إلا موادا دينية ـ هم يلعبون بعواطف الناس . بالأغاني بالموسيقى التصويرية بالمواضيع التي تشوقهم وتنومهم وتغيب وعيهم إلى حيث ما يريدون.
فما الذي تريده بقناتك اليسارية العلمانية؟.

من أروع ما سمعته عن بقايا الانضباط والتعبئة الشيوعية التي صارت اليوم في خبر كان من فم وزيرة خارجية أمريكا السابقة أولبرايت عندما زارت كوريا. قالت: من ضمن جدول الزيارة كان هناك دعوة لحضور احتفالا في مكان ما . تعجبت الصمت مطبقا. والمكان هادئ . دخلنا من رواق ما وكان مظلما وفجأة سطعت الأنوار . وإذا بنا في ملعب كرة قدم كبير ممتلئ وقدم الجالسون على المدرجات عروضا حبست أنفاسي وتملكني إحساسا لا استطيع وصفه.
هذه التربية التعبوية .هذا الانضباط صار في خبر كان. الآن الولد والبنت لا يعرفون إلا أغاني الراب. والأم لا تعرف إلا المسلسلات المدبلجة التافهة ماذا فعل مهند وماذا قالت سمر. ومن سيتزوج لارا. والى أين ستذهب المرأة المتآمرة. وان اجتمعوا فعلى مشاهدة احد أفلام التشويق والخيال. قد تعنى البرامج الحوارية نخبة طيبة من الناس لكنهم مع ذلك يفضلون بعض القنوات التي تبرع في التواصل مع هذا النوع من فن الحوار ومشاركة العامة فيها والأسماء معروفة لا تحتاجني للترويج لها.
صعب وشائك الطريق لكنه ليس مستحيلا. انه يبدأ من فكرة القائمين على المشروع وإيمانهم بضرورة جعل العمل جماعي وليس قرارا فرديا يتخذه من ستسجل باسمه القناة فيقصي ويبقي من يشاء. وحتى وان كان للمشروع رأس ككل مشاريع الأرض عليه أن يؤمن بان قوته من قوة العاملين معه. ومهارة كل منهم في اختصاصه. هل ستقبل الفضائية اليسارية بمقدمات برامج محجبات أقول لما لا بل أشجع . لكي يعرف الأخر الذي يفرض على مذيعة وضع الغطاء على رأسها في مقابلة مع رجل من هذا الحزب الديني أو ذاك بأننا نكفل الحريات ما دام كل منا يحترم الأخر ولا يعتدي على حقوقه. هل سيسمح بالبرامج الدينية لما لا ؟. لكن بيقظة لان المتشددين يملكون الوقت العريض للانتشار على مساحات الحوارات الفضائية وتنغيص كل دقيقة بآرائهم المتعصبة وأحيانا مشاركاتهم الوقحة. أما التمويل فلما لا يفكر المتمكنون بان الصراع محتد وحازم بين اختيارهم المدنية وقيمها السامية وبين انتظارهم لحكومات دينية متعصبة بقوانينها لتحكمهم . وتحجب مؤسساتهم وتحجر عليها بدعوى الكفر والبهتان وقتها لات ساعة مندم.
إن تمويل هذا المشروع ليس لغرض الترفيه أو منة بل عليه أن يكون وعيا مشتركا للجهات الداعمة وأصحاب المال غير المتطرفين دينيا لأنه يخدم خياراتهم الحياتية . ويخلق التوازن الاجتماعي المطلوب . ويبعد شبح العودة بالمجتمع إلى عصور مضت من التخلف وحكم المستبد العادل.
بعدها علينا قراءة تاريخ نجاحات الآخرين بتمعن. كما علينا إعادة قراءة قصة يوسف بإمعان. لا يكفي لوم أخوته فهذه أخلاقهم ، ومصالحهم لكن علينا لوم أنفسنا لأننا سمحنا لها بإعادة تأدية دور الأب في القصة بلا تغيير غير متعظين بما جرى من مصاعب بسبب تساهله وعدم تقديره للأمور حق قدرها.





مثل أوردتي



مثل أوردتي

مثل أوردتي أشرعت الأشجار أغصانها
مشرئبة عطشى
مثل أوردتي نفرت أغصانها
أنثى تلك الشجرة حين تعلن
أنثى لم تصبها الحيرى
لم يرتعش قلبها في انتظار الريح
أنثى لا تعرف التستر
تتعرق أوراقها شوقا في قيظ الأيام
تنفضها حنينا بزمهرير ها
فارسها المستحيل
أنثى مثل أوردتي
لكنني اخنقها بصمت الخجل
أنثى تصرح بآهاتها فتجفل السماء
أنثى أوردة الشجر
مثل أغصاني




أفتح شباكك



أفتح شباكك

من جميل الأغاني تلك التي تعلق في ذهنك وأنت لا تعرف شكل مطربها ولا كيف علقت ومتى وأين ولما. هذا ما حصل معي وأنا أهم بكتابة هذا المقال فقفزت إلى ذهني ترنيمة أغنية مصرية رائعة يقول مطلعها افتح شباكك للنور... ولا اذكر أي حرف أخر من الأغنية ولا اعرف متى سمعتها إن عرفها احد ممن يقع بيده المقال ارجوه باعتزاز أن يرسلها لي.
لما لأنني عهدت الناس في العراق منذ ولادتي وشبابيكهم مغلقة.و لأنني من أسرة محافظة جدا كان فتح الستائر من الكبائر مخافة أن تتطلع عين فضولية إلى داخل بيتنا وان يرانا رجل.كبرت وأنا لا اعرف إلا الشبابيك المغلقة وعيون الذين بالخارج شريرة تريد بنا السوء . الخوف يعشش في أعماقي من ترك النوافذ مفتوحة بعد تنظيفها والستائر مشرعة. كبرت وسمعت كل من حولي يهمس برأيه حتى في أسعار البطاطا وطرق عرضها بالسوق كانت ستائر أرائهم مغلقة على الدوام لان النظام قاس وعيونه شريرة فيا ويلهم إن هي تطلعت على خفايا قلوبنا وما تكنه من أراء لا ترضيها. صار كل شيء في العتمة. الأحلام التي لا تتفق مع السياسة . الرغبة في الحياة بالنسبة للرجال لان الرجال الذين لا يذهبون للموت جبناء ، وكم أعادوا علينا أشرطة الآباء الذين انهوا حياة أبنائهم لأنهم تقاعسوا عن الذهاب إلى جبهات الموت لينتصر القائد المفدى وابنه يعيث في أعراض فتيات العاصمة فسادا.
أقصى بطولة تسجل هو أن تبرم شفتيك استنكارا مكتوما وتطأ طأ رأسك وتمضي إذا ما دعيت إلى احتفالية عيد القائد في مكان عام أو محاضرة تسطر أمجاده وصنائعه وعظيم عطاياه وفضله على الخلق . أم مسيرة تأييد له مناكدة بالغرب و خصومه الذين يصفونه بالدكتاتور. بالمناسبة أول مرة سمعت بالقائد يلقب بالدكتاتور كانت في عمان .عندما التقيت بالقاص العراقي الكبير فيصل عبد الحسن وقال بأنه استطاع الإفلات من نظام الدكتاتور .. وان كنت سبقته بالهرب لكنني لم أكن بعد ببلاغة فيصل بالتعبير!.
لما أقص عليكم كل ذلك . لما أشغلكم ما شأنكم بكل هذا ؟. الآن سأقول لكم لأنني رأيت الفلم المنقول من العراق الذبيح بعد إصدار قرار منع قسمي الموسيقى والمسرح وتدريس موادهما في معهد الفنون. رأيت بعيون الأساتذة الستائر مسدلة والشبابيك الصدئة المقابض هي هي . رأيت في عيون الطلاب نفس الخوف والخشية التي عشناها زمن القائد الرمز الذي انتقل لجوار ربه. رأيت الهلع وكأن التاريخ لم يحرك قدمه الثقيلة خطوة واحدة إلى الأمام. رأيت كل ذلك وفاضت عبرتي . ترى ما الذي كنا ننتظره بخوفنا أيام القائد الرمز لما لم يجرؤ احد على رفع ستائره . ماذا كان سيحصل لو أننا رغبنا وقتها بالحياة الكريمة ورفعنا دفعة واحدة أطراف ستائرنا وتطلعنا لجمال الشمس التي تتوسلنا بأشعتها اللاهبة كل يوم بينما يتوسلها الآخرون في العالم البارد لكنها لا تستجيب. كم من الأصابع كان من الممكن أن يقلمها أو يكسرها القائد بجبروته. وكم هو عدد الأصابع التي كان من الممكن أن تبقى لتتم فتح الستائر والشبابيك للحياة. واليوم إن كنا أضعنا بجبننا كل هذه الإمكانيات وفررنا وتشردنا ملايين ببقاع الأرض فما الذي ينتظره الباقون ليتجنبوا أخطائنا القاتلة. ليصدوا العصابات البائسة التي تعبث في قدرهم وتسرق مقدراتهم وتاريخهم وغدهم وتستهزئ بآدميتهم. متى سيستمعون للحن شجي وهو يصدح افتح شباكك للنور. وكيف بعد أن منعت عنهم الموسيقى وغدا يمنع عنهم ارتياد الأسواق وبعدها الحديث في الأماكن العامة . وبعدها المطالبة بالكهرباء لأنها من الكبائر.


المراحل في حياة المفتي





خرج علينا نقاد الفن بتسميات خاصة توثق حياة مشاهير الفنانين المشاهير مثلا اخذوا حياة بيكاسو وقسموا حياته الفنية إلى مراحل متعددة وفترات زمنية حسب نضجه الفني والظروف الاجتماعية والسياسية والحياتية التي رافقت كل فترة فهناك فرق بين الفترة الزرقاء حيث طغت على رسوماته اللون الأزرق والتكعيبية التي يعدها النقاد تأسيس لمرحلة جديدة من الفن المعاصر.
ترى هل ينطبق الأمر كذلك على السادة المفتين . بمعنى يمكننا اخذ حياتهم بالنقد والتحليل ومعرفة أي فترة تنتمي لأي عصر أم مرحلة من حياته، وسببها . عندها ربما يمكننا الاقتراب قليلا من أسرار الفتاوى التي تعد فعليا اجتهادات أنبياء أحياء يخفون نبواتهم تحت غطاء الدين الإسلامي, بالمناسبة صعب أن تجد وظائف نظيرة للمفتي في الديانات الأخرى سواء السماوية المعروفة أم غيرها. انها انفراد وتفرد إسلامي . على أي حال ما الذي دعا لمثل هذا التفكير . ما مررت به بالأمس من مناقشة طريفة بين الدكتورة ملك واحد مقدمي البرامج الدينية من بعض الفتاوى التي أسمتها على لسانها بكاحه أي وقاحة بالعربية .
لما لان المذيع الخبيث نقل لنا فتوى () أردت تسميتها وتذكرت بان لا حق لي بالفتوى لذا تركت تسميتها لأحد المفتين عله يجد لها وصف. هذه الفتوى للسيد القرضاوي والتي بموجبها يبيح تقبيل فرج الزوجة والعكس صحيح . وسأل بمنتهى البراءة هل الفتوى صحيحة ؟؟.
بمنتهى الصراحة متت من الضحك. ولم أجرؤ على عرضها على زوجي لأني لا اضمن ردود فعل الرجال ومقدار تمسكهم بالتعاليم خصوصا التي تحث على طاعة ولي الأمر المفتي . وضحكت لأنها فتوى تخرج من عباءة النقاب والحجاب وكل تعقيداتها إلى فتاوى قاضي البلاج للراحل عبد الحليم حافظ وأحكامه للسائحين السابحين المتخففين في ملابسهم وهمومهم الحياتية . وفتوى تتعلق بالعلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة. وما عندنا نحن العرب غير الجنس به نحيا وعلى همه نموت.
تذكرت كما قلت تقسيم النقاد وعدت للشيخ القرضاوي ـ حفظه الله ـ صار يجي على بالي كثيرا هذه الأيام والله صدفة ما مقصودة.
تذكرت وقلت ما الذي يدفع شيخا كبيرا ومرجعا إسلاميا مرموقا لمثل هذه الفتوى . وإذا بي افطن للظبي الذي أخرجه من وقاره ، وأطلق قريحته الشعرية وكتب لها عشرات القصائد التي يبثها فيها لواعج قلبه . وحبه وحنينه زوجته الثانية التي كسرت رياح عناد أسرته وقوة زوجته الأولى أشرعته وأغرقت مركبه أخر الأمر. كان الشيخ دام ظله في فترة الزواج رائق يقول للحبيبة تصبحين على انس .. فكيف لا تكون فتواه انس بأنس. تقبيل وتخفيف في الفروض . خصوصا وإننا سمعنا من الدكتورة ملك بان الجنس عبادة بالإسلام. يعني تعبد بمزاج يا جدع وعلى كيف كيفك . وعلى عناد هوليوود وأفلامها الإباحية .
لكن في نفس الوقت هناك بضعة مئات من المفتين ألعبوسي الوجه كأنهم من خزنه النار توعد طلعتهم وكلماتهم بالويل والثبور ربما على المهتمين بأمر الأمة وخلاصها إن يعتنوا بحياتهم الخاصة ومشاكلها . لقد اثبت بالدليل القاطع إن الطبيب الإرهابي الذي قتل زملائه في القاعدة العسكرية الأمريكية كان يعاني من الكبت الجنسي لم يكن له زوجة ليقبلها حتى من فمها . وكان يتحين الفرص بين الوقت والأخر للذهاب إلى نوادي الدعارة ليشبع غريزته الجنسية لأنه مهما حاول يبقى رجل له احتياجاته الجنسية التي لن تستطيع أقوى النصوص الدينية أن تروضها . وخير مثال المهازل التي وقعت بالكنائس واغتصاب الصبية وممارسة اللواطة والاعتداءات الجنسية بسبب كبت رغباتهم بحجة منح الجسد للرب والتبتل . وكان الرب أولى بمنع تلك الغريزة من التعبير عن احتياجها بدلا من خلقها ثم قهرها بعدم إشباعها. لذا يبقى الإرهابي والمغتصب والمفتي في الكنيسة والمسجد أو في سوق الإفتاء المتنامي اليوم رجالا يحكم أقوالهم الإشباع الجنسي ومقدار ما تمتعوا به من حياة جنسية طبيعة ليتحولوا بعدها إما ناقمين مزيحين التعاليم جانبا ومرتكبي أبشع الجرائم مثل القساوسة الذين اعتدوا على الأطفال ومارسوا اللواط . أو يذهبون إلى بيوت الدعارة لإطفاء بعض حرائقها ثم يعودوا مندفعين بكل ما أوتوا من قوه لممارسة حماقة الانتحار واللقاء بال72حورية تعوض حنينهم لواحدة وبمواصفات لا مثيل لها بالعالم السفلي الذي نعيش به. لم يتسنى لأحد منا إلى الآن التأكد من حصول أي من الذين قتلوا الأبرياء على مثل هذه المكافأة المجزية. أو وهذا الأهم يتم استمتاع المفتي بصحبة عذبة وقصة حب رقيقة تجعله يغرد بيننا بطيب الفتاوى التي تجدد وتؤجج النار التي خبأت بين الزوجين الحبيبين . ولكم الخيار إما أو .. وكدت اختار لولا خوفي من قراءة زوجي لتصويتي وأكون في حيص بيص ما جنته يداي
طابت أوقاتكم وأوقات مفتينا وكل فتوى وانتم بألف انس ومرح

http://www.youtube.com/watch?v=9uEdXrdowDs
الرابط اعلاه يتضمن الكثير السمين من الفتاوى الجنسية ومتعلقاتها لمن يرغب بالاطلاع على المصادر الاولية للمقال

اخيرا عرفت



اخيرا عرفت
تنتاب المرء منذ الصغر مشاعر متناقضة إزاء المميزين من البشر.في كل الحقول وعلى مختلف الأصعدة، ولأننا نعنى بالروحانيات بشكل خاص تربية وسلوكا نشأة وطريقا لا حق لنا إلا بالسير به وعلى هدايته كانت القصص التي يزخر بها تاريخنا تحفل بمثل هذه الشخصيات الفذة . كم غبط المرء رجلا {التاريخ منذ كتابته ملكا صرفا لبطولة الرجال ومدونا ملولا لحياة المرأةٍْ}. على أي حال كم غبط المرء رجلا خارقا استطاع أن يكلم الله ، أو ينزل غضبا على قوم لأنهم أذوه وهو مميز بمحبة الله إليه ونحن لا نملك أن نسأل الله بالمطلق لما هذا مفضل علينا .لأنهم يقولون لنا انه طاهر أراده الرب طاهرا أراده نقيا حماه من المعصية لما لم يغدق علينا بكل هذه النعم الحماية والطهر والنقاء فنكون مثله . لا يحق لنا السؤال لان الحقيقة اكبر من مستوى عقولنا الجاهلة . تخيل إن كان السائل امرأة هه ما رأيك ؟ . تماما فحتى التفكير بالرد عليها نوع من ضياع الوقت.

لكن أخيرا استجاب القدر الم يقل الشابي

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
بتحوير بسيط
إذا الحلم يوما أراد ال.... ف ق د .... يستجيب القدر

واستجاب يا للروعة تسنى للمرء أن يعرف واحدا من الذين يتحدثون مع الله ، ويسارع بدوره بلا إبطاء بالاستجابة كان الحال إن أردنا تشبيه مثل أخر ركلة ترجيحية في مباراة حاسمة بين قدمي اللاعب الأخير مصير فريقه وأمال شعبه. هذا ما حصل أما لما اخترت الوصف كرويا لان الله كما تبين لي عاشق كرة من الطراز الأول . ولأنه رب المستضعفين وربي فان جبروته أقوى من أن تضعف للأمريكان فقضى عليهم بالاستجابة لدعاء عبده الورع الشيخ القرضاوي فهزمت أمريكا وانتصرت قطر بفضل دعاءه دام ظله.
فرح الجميع عندما شاركنا الشيخ الورع سره واستجابة الله له. وانتهى القرار لصالح من أحبهم قلبه ولم يخذله الله. ففكرت وقد عثرت لتوي على كنز كبير ألان وهو رجل منا يستمع إليه الله ويستجيب لدعائه بقائمة طلبات أجدها منطقية وطبيعية. فمادام الشيخ مستجاب الدعاء ، أو كما يقال في بلده الأم مرفوع عنه الحجاب فأتقدم بطلباتي المتواضعة عسى وعلى يستجيب لها الله بعد أن تسرب اليأس إلى قلوبنا من رحمته خصوصا وإننا تبينا بالمنطق إن روح الرب رياضية وتهوى تشجيع كرة القدم والانحياز لحفنة من عبادة على حساب أخرى ربما لأنها ضالة وهو الأعلم.
المهم أتقدم متضرعة للشيخ أن يرفع يده ويدعو الله
ـ أن يخمد نار الفتنة من العراق التي تستعر منذ ما يقارب ألثمان سنوات
ـ أن يضرب وهو المطلع على كل صغيرة وكبيرة على يد الإرهاب
ـ أن يحفظ للمساجد والكنائس ودور العبادة التي بنيت له حجارتها وناسها من أن تنالها تفجيرات الانتحاريين أو المخربين
ـ أن يوقف التسجيل في سجلات الأيتام والأرامل وان يترك للأزواج فسحة من الوقت يعيشوا فيها كما هو حال الأزواج في عموم بلاده التي سمح بتقدمها وتطورها ورقيها.
ـ أن يهدي رجالاتها الحاكمين ليقوموا بعمل الخير وان يراعوا شعبهم وان يعرفوا بان قدرته اقدر منهم الم يعلموننا إن دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
ـ أن ينزل جام غضبه على رؤوس السراق والمرتشين وهم يبيعون العراق بالمفرد والجمع.
ـ أن يساعد جنود العراق وشرطته على حماية البلد وتوفير الأمن كي يعود المشردون إلى ديارهم.
ـ أن يهدأ من روع المؤمنين الإيرانيين ويلتفتوا لبلادهم بدل من أن يدسوا هم وغيرهم أنوفهم بكل صغيرة وكبيرة في حياة العراقيين.
ـ أن ينزل رجفة صاعقة على كل من كسب أصوات العراقيين البسطاء وتمتع بحق برلماني واصطحبه معه إلى البلد الذي يعيش فيه مع الامتيازات والراتب الفخم الذي يصرف له كل شهر.
ـ أن يمنح المسئول عن الخدمات في كل بقعة من العراق المجروح ضميرا حيا ليساعد الناس على الحياة الكريمة
ـ أن يجد الطالب والأستاذ ما يحتاجون إليه للنهوض بالتعليم والمسيرة التعليمية من جديد.
ـ أن ينزع من القلوب الضغينة والحقد على الآخرين كي يتمكن من النظر للغد بعين متفائلة.
ليست بكثيرة طلباتي. هل يعرف الشيخ لما اطلب كي يتمكن الطفل العراقي ابن الحادية عشر إن يعيش حتى كاس العالم 2022 الذي سيقام بقطر ويرفع يده بالدعاء للبلد الشقيق كما رفعها جنابه ولا تناله تفجيرات الموت فيقضي نحبه وتنقص الأيادي المشجعة يدا كانت وما زالت سندا قويا له إذا ما تمت رعايتها والعناية بها .
أما أمنياتي الكبيرة فسأعفيه منها. لأنها قد تخرج عن سياق المقبول عرفيا. فانا احلم بان يدعو من جديد لنصر أخر على أمريكا يزيح الله بها القواعد العسكرية من الخليج وقطر بالذات . لكنني غير متأكدة من صواب رغبتي فبعد ضياع العراق وغرقه ما عاد من جدوى لأمنيتي بل لعلها اليوم مفيدة للأسباب التي نعرفها . ولذا ليس من الحكمة أن ندعو كثيرا على أمريكا فما بينها وبين العرب سيادة الشيخ اكبر من انتصار أو هزيمة استضافة كرة قدم .



إفادة شهيد




إفادة شهيد
تذكرت وأنا اقلب صفحات أسرتي على الشبكة وتقع عيني على الاختيار اليومي للمتجدد علي الرافدين وقراءتي لموضوعه يوم الشهيد قصة كانت وما زالت قريبة من قلبي.
هي ما بين قصص الزمن الصعب والمعارك الدامية التي تضيع في المجموع منها قصة الفرد وتنماث دقائق رحيله عن عالمنا بين قطرات دماء أخرى تسيل قريبا منه أو حوله.

سطر علي الرافدين ما قام به الإيرانيون من تصفيات جسدية مرعبة بحق الجنود والضباط ومراتب الجيش العراقي. ليس غريبا عنهم ، ربما هي ثارات تاريخ لا تريد أن تهدأ. لقد كان ديدنهم القتل والتنكيل على الدوام وكان ابن الرافدين دوما المستهدف فان عجزوا عن النيل منه تحينوا الفرص وكل ما تحتاجه هو أن تستل من رفوف الزمن كتابا من صفوف كتب كثيرة لتبحر في تلاطم صنائعهم وحقدهم وكراهيتهم للحضارة التي نشأت على هذه الأرض والتي وصلت إلى حد إلغائها والادعاء بأنهم كانوا مصدرها.


لكن قصتي التي أردت أن ارويها لا تعني عن الحقد بل عن مشاهد من عمليات الإبادة تلك . رواها شهيد حي يرزق . لم يعلق على صدره نيشانا ولم تنثر على رأس أمه الدنانير كي تحبس دموعها باستحقاقات شهيد. بل عاد مكللا بغار الحياة وعاريا بوجه ريح أيامها العاتي.
يقول الشهيد بإفادته.... انه كان في موقعه في الجبهة . وكانوا ينتظرون أو يحضرون لواجباتهم اليومية عندما هجم عليهم الإيرانيون بغتة وأمروهم بان يتمددوا على بطونهم وبدئوا بتصفيتهم الواحد تلو الأخر.
كان الصف طويلا والصور التي تدافعت في مخيلة الشهيد الراوي عديدة راح يعد كيف تخبو ضحكة طارق. فاضل . محسن . علي . علاء . سعد وعروسه التي ينتظرها بفارغ الصبر لم يشبع بعد من عناقها تبدو بين يديه مثل فاكهة طازجة وعندما تستعر نار شهوته تتراخى فيشعر بحلاوة نصر وردي لم يتنهد لمثله طيلة سنواته التي قاتل بها في الجبهة.
جعفر الذي وعد ابنه بان يشتري له بالزيارة القادمة دراجة . ادخر من راتبه ثمنها وقرر أن يذهبا معا لشرائها.
حقي الذي يريد أن يذهب للناشر بمجموعته القصصية الجديدة . مزينة بتخطيطات حسين الذي تعرف عليه عندما انتقل لوحدتهم كأنه عثر على كنز ثمين.
مصطفى وسكوته الطويل ونظرة الجزع التي يتأمل بها صحراء لا تنتهي وحرب لا تريد أن تضع أوزارها.
عزام ومطعمه الذي ترك عمه العجوز يرعاه إلى اجل غير مسمى وحديثه المفعم برائحة الأطعمة الدسمة وأعدادها. ومسيرة عشقه للطبخ وفنونه.


كل قصة كانت تأخذ من الشهيد التائه في لجج التصفية الشرسة ليس أكثر من ثواني ذبحها ببارود الإيرانيين . اقتربت أصوات الرصاص كثيرا ، وإذا به يعود إلى المرآة ليرى صورته شاحبا اختفت كل أثار الحياة من ملامحه ودمعة بحرارة حمم البراكين تسيل على خده ما يفعل ما عليه قوله لحظات وتناله الرصاصات الإيرانية . كيف لي أن أوقف حزنك أيتها الغالية . مسدت رأسه في عرض المرآة ووقفت قبالة عينيه لتقول يا نار كوني بردا وسلاما على من أنزلته من ثنايا روحي.
تحشرجت الطلقات سمع صوت استبدال مخزن الذخيرة ، رغم عنه حبس أنفاسه. فظن الإيراني بأنه صفاه بعدها استدار متحدثا مع أخر فاته العد بشكل صحيح أم لم يبالي لان الجنود العراقيين لم يكونوا يشكلون له أي أهمية أكمل تصفية الصف وبقي الشهيد التائه وحده. وحده يعاني نتائج العرض المأساوي وما آل إليه مصير أصدقاء كانوا قبل لحظات يملؤن الدنيا صخبا وحلما وأماني.

تذكر اللحظة التي غفل عنها الموت عن عناقه واصطحابه لدروبه المجهولة وتذكر وجهها وبرده وسلامه.
إنها شهادة ليس لخيال الأدب فيها إلا نصيب السرد. إنها قصة شهيد حي وإفادته التي لا تحتاج لبرهان لسبب بسيط فهي لم تكافئ بزمن حكم صدام ، ولا تثير كثيرا من شهية خلفه الذي يحفظ للإيرانيين ودا خاصا ويحرجه الحديث عن أفعالها التي كانت وما زالت تنال من العراقيين . إنها الشهادات الناصعة التي تحتفظ برصيد عال من الحقيقة لا يصرفه أي من مصارف النفاق الدبلوماسي أو السلطوي في أي مكان. إفادة شهيد لظلم لا يقبل أن يدحر أو ينزاح من مشهد حياة العراقيين اليومي.

ملاحظة : القصة حقيقية وقعت أحداثها أثناء الحرب العراقية الإيرانية وبطلها احد شعراء العراق. ولخصوصية تفاصيلها لم استطع أن أدون اسمه عله بقراءته للقصة يسمح بعرض اسمه لجمهور القراء والخيار عائد له.
تلقيت لتوي موافقة الشاعر العراقي منذر عبد الحر في قبوله نشر اسمه لان القصة وقعت له مع اعتزازنا به مبدعا كبيرا وعراقيا متواضعا

د. شـــذى احمد





التصفية الروحية




التصفية الروحية

عندما تجاذبت معهن أطراف الجدال توجست خيفة ..هناك أطنان من الموروث المثقل بتركة الرفض والشجب والغضب وكل المشاعر السلبية. وهناك سوء الظن المزروع عمدا في نفوسنا لأننا نساء. كان الرجال لا تغار كان الرجال لا تحسد كان الرجال لا ينتابها الغضب من بعضها كان الرجال لا تنتابها الرغبة بالاستحواذ كأنها لا تمكر ولا تكيد كان كيدهم لا تزول منه الجبال ربما ببساطة لأنه بحجمها أو اكبر منها. كأنهم لا يظلمون لا يقهرون لا يسودون العيش ولا يدمرون ويحرقون الأخضر باليابس عندما يريدون إن كان كل هذا لا فلما لم تعرف الأرض منذ نهاية عصر الأمومة وعبادة الآلهة الأم أي طعم للسلام . ولما تتلاحق الحروب وينتشر الشر والغزو والاستعباد والرق. لما إلى يومنا هذا تبحر السفن والبارحات قاطعة مئات الآلاف من الأميال كي تغزو بلدا أخر. إن كان لا لما هناك بدع اجهزة الأمن والمخابرات والاغتيالات والتصفيات الجسدية وقوانين حظر زواج بنات هذا البلد الذي يملكون من غير أبناءه وان كان لا فلما يسترقون ويستعبدون بعضهم البعض . ولما يسرقون ويقتلون ويسبون ويدمرون.
فكرت بكل ذلك وعرفت بان وساوسي هي وضعية بمعنى هناك من حشاها في رأسي تربيةً وهي لا أساس لها من الصحة بل هي بأفضل الأحوال عبارة عن تهويل وتضخيم لحقيقتنا كبشر وردود أفعالنا إزاء الأفعال والتصرفات التي تصدر من الآخرين .

هدأت من روعي وأمسكت نفسي وقلت أما الآن وإلا فلا قلبت كما تقلب أي امرأة أخرى أدراج دولابي لأرى أي الملابس تسنحكم مظهري اليومي وأيها انزوت في أركان مظلمة قصية لا لسبب فقط لأنني اعتدت على غيرها وصارت تتفنن في إقناعي بدوامها مستغلة بلادة التطبع الذي يغلب على بني البشر ذكورا وإناث ويسيرهم.


وجدت بان علي أن أرى الكثير الذي كنت وما زلت غافلة عنه وأبرزها لغتنا وتعاطينا مع الأحداث. عشرات الوثائق والكتب بل مئات منها تتحدث عن سلبيّ التاريخ وأشرارهم والمصير المريع الذي واجهه بعضهم ولأننا مبرمجون كنا نميل وما زلنا للذي يراد لنا الميل له . النازيون كانوا أشرارا فصارت أحكامنا كلها عليهم بالمطلق سيئة ليس هم وحدهم بل كل من عمل في زمنهم حتى ألحدائقي الذي سقى الزرع. والطباخ والخباز اللحام الاسكافي المعلم أولهم لأنهم لقنوه درسا عليه أن يتلوه والشباب الذي سرق منه حماسه وعبئ برأسه أفكارا مسمومة تنص على تفوق عرقهم الآري ـ ولا احد يعرف من أين تفتقت قريحتهم عن مبدأ سمج كهذا ـ وصاروا ينظرون للآخرين كأنهم حشرات أو عبيد لهم. قلت عبيد كم تبدو الكلمة مألوفة ورددت ملايين المرات في كتب تاريخنا الناصع.
أخافتني وفرملتني كل هذه الملاحظات المبذولة بسخاء على صفحة أيامي . فقررت أن ادفعها وابحث عن جديد لم ارتديه. أن أقول مرة واحدة ما يصدر عن الأفعال من رد فعل وما علينا أن نراه من رد الفعل ذلك . اليوم نحن نعيش عصرا نازيا وان كنت أصدقكم القول ولا يتهمني احد بالمغالاة اشعر بان الدهر الذي عشناه على هذه الأرض كان كله نازيا. لما ..لأنني لم أجد يوما ما وصلت به إمبراطورية أو قوة عظمى إلى السلطة والتحكم بزمام الأمور إلا وأجبرت الجميع على قبوله . انظروا أغسطس الذي اعتنق المسيحية بالصدفة والذي يعتبره الكثير من المسيح نموذجا وهو ابعد ما يكون عن الرجل الصالح فرض الديانة على رعيته. وفي الشرق فرض الإسلام سلطانه على كل البلاد التي دخلها وسمى احتلالها له فتوحا.
التتار المغول حتى العثمانيون الذين استغلوا الإسلام شعارا لإمبراطوريتهم ثقيلة الظل فرضوا شروطهم واتبعوا سياسة التتريك رغم أن لغة القرآن عربية!. ولما أراد الغرب إزاحتها أخر الأمر بعد أن اكتملت عوامل هزيمتها فرضوا بالنار والحديد قوانينهم وعقائدهم وخياراتهم وخرجت الشعوب من حكم طويل رتيب إلى استعمار مسلح قاس ولئيم أذاقها بسبب تأخرها مر العذاب وقطع أوصالها. حتى حركات التحرر الكبيرة فرضت قوانينها بالقوة الثورة الاشتراكية حكمت البلدان التي بإمرتها بالنار والحديد وفرضت عليها طوقا أمنيا خانقا ومنعت عنها الاختلاط بالآخرين وحجرت الحريات الفردية وصارت قوانينها هي السائدة. أمريكا التي تتبجح بأنها الدولة الحلم والتي يحقق بها الفرد ذاته وكل ما يريد تعاملت مع هذه الحقيقة على الدوام بوجهين مختلفين صافحت بحرارة الجلادين والدكتاتوريات العفنة ونشرت تقارير حقوق الإنسان. دعمت الحكومات الفاسدة وأمدت المتمردين على خصومها بالسلاح والمال كما فعلت بمتمردي أفغان وكوبا . من كل هذا وذاك تبقى حقيقة الكلمة التي تحكم كل هذه الإمبراطوريات وتتحكم بنا هي في مخارج حروفنا. بعد سقوط بغداد عليك أن لا تنعت صدام إلا بالطاغية ونظامه بالمقبور . نهبت كل أثار ذلك العهد كأننا في مغارة علي بابا. ومسحت آثار حقبة من الزمن في هذه البقعة من الأرض هي حق إنساني عام مثلما هو حق عراقي خاص. إن مساطر الاختيار الجاهز للسطور والكلمات تجعل المعالجة لأي قضية عقيمة و عديمة النفع. الغرب يتصالح مع تاريخه ينبش بطون الكتب يقرأ تاريخه بتأني بلا انفعال وبلا تشنج. عندما أنتج الألمان فلم هتلر لم يستفز قرارهم أحدا من شعبهم أولا قبل الآخرين الذين ينظرون لهم دوما بعيون الرقيب المتابع لأنهم محصوا تاريخهم الحديث وأشبعوه درسا وتحليلا ودراسة ثم نشروا عنه ألاف الأفلام والوثائق ولم يتركوا شاردة وواردة عن تاريخه لم يحفظوها ويحللوها ويقدموها لكي تكون مادة للتاريخ يطلع عليها كل من يريد في هذا العالم.

أما العرب فهم عبيد السيد بدءا من الحاكم الذي يحدد حجم ونوع ومقدار المفردات ونوع التناول لأي شخصية بناءا على موقفه الشخصي منها وعبيد للاصطفاف والخيارات الفكرية والسياسية . فرجال الدين لا يتناولون ابدأ شخصية فكرية أو فنية ـمعاذ الله ـ بالخير . وعلى العلمانيين أن يتجنبوا ذكر أي محاسن للدين حتى تأثيراته الفلكلورية أو الاجتماعية أو التربوية أو حتى التعبوية التي ساهمت في تأجيج حماس الناس ضد غاز أو محتل. لا لان هذا يعني نكوصا عن مبادئ كلا الطرفين. بهذا نحن عبيد إن لم نكن ضحايا للتصفية الروحية كل يوم. ضيقة عبارتنا. ركيكة دراساتنا. عقيمة أطروحاتنا وحلولنا وننتظر من يأتي ليحاضر لنا في المناهج البحثية وطرق البحث ومدارسه التي تنبثق في بلدان العالم المتحضر والتي لا تعني بأحسن الأحوال القائمين على الأمر فينا لأنها لا تناسب بعرضها وطولها الأسمال البالية التي نملكها والتي لا نريد استبدالها .
لم تغضب ايا من صديقاتي ولم ينقطع حبل المودة بيننا بل زادنا اختلاف الرأي تقاربا رغم أنني عن نفسي شذبت أغصانا كثيرة من شجرتي بصحيح ما طرحن. وعدت أتأمل متى أنجو بنفسي من التصفية الروحية حلم قد يبدو بعيد المنال لكنني سابقي احلم بقول ما أريد قوله و لا اردد كالببغاء ما تريده السلطة التي تحكم سوق القوة أن اردده.

د. شــــذى احمد



لاحياة لمن تنادي



الاستحواذ والاستبداد بالسلطة صفات يكتسبها الحكام عندما تقسو قلوبهم وتصبح ارادتهم هي الواهب العاطي ويصبحوا فوق البشر فيحكمون بالنار والحديد وكذلك عندما يستسهل الشعب النفاق ويكثر التملق والخنوع تماما مثلما يحصل اليوم في العراق. رغم كل ما عاناه ومر به من قهر ودمار فاصبح لقمة صائغة في فم الاطماع الخارجيةولاصحاب المصالح في تقطيع اوصاله والقضاء عليه والاستحواذ على ثرواته. الرسالة التالية التي توصلت اليها عندما قرأت نبأ وفاة عز الدين المجيد قريب الرئيس العراقي سابقا صدام حسين ذكرتني بذلك كله عل من يقرأها هنا يفكر بما افكر به .. ترى هل كان تنازله عن السلطة سينقذ العراق .. اثنان قالا له باخلاص ابن عمه الذي ذبح كل عائلته ببرودة دم اطفاله الاربعة وزوجته اي قلب والشيخ زايد الذي رحل وكان يأمل ان يسمع صدام لكنه كان يسمي كل من يخالفه الرأي خائنا. ترى هل ما زال البعض يجد صدام على حق ما رأيكم
يقول الراحل عزالدين المجيد
ليطلع العراقيون على مواقف أبنائهم
نص رسالة عز الدين المجيد إلى صدام حسين قبل أشهر من الاحتلال

أدعـــوك لأن تزهـــد بالدنـيا والســـلطة
وتترك العـراق لأبناء شـعبه لا للأجنبي
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تَحسبن الذين يَفرحونَ بما أوتوا ويحبّون أنْ يُحمدوا بما لمّ يفْعَلوا فلا تحسبَنّهمْ بمفازةٍ منَ العذاب ولهمْ عذابٌ اليمْ)
صدق الله العظيم
إلى / السيد الرئيس صدام حسين المجيد
بعد التحية
ما كنت أتوقع يوماً أننا سنتحادث أو نتخاطب مباشرة بعد ما حدث وما شهده العالم أجمع من حمّام الدم الذي سالَ داخلَ العائلة. وبعدما حملتُ حزني وأسفي معي مطعوناً بخسارةِ فِلذات كَبدي الأربعة وعائلتي على يديكم ورحلتُ إلى بقاع الله الواسعة. ولنْ أتوقعَ أنْ تحظى رسالتي هذه باستجابةٍ مباشرةٍ من سيادتكم لما أعرفُهُ عنكمْ من عِنادٍ في هذه الأمور.
غيرَ أنّ الحقيقة التي فيها هي فوقَ كلِ تصرّفٍ وسلوكٍ سيؤدّي بالعراق وشعبه إلى مصير غامضٍ إذا ما وقعت الحرب ضدّ العراق لا سمح الله.
السيد الرئيس
لقد علّمْتَنا مذْ كنّا صغاراً سبيلاً لا سبيلَ غيرها هي حبُّ العراق وحب شعبه وانّ كلَّ منْ يخرجُ على إرادة العراق فهو خائن وأنَّ كرامة الفرد من كرامة المجتمع والعكس كذلك، وقد تربيّنا على تلك الأفكار حتى كبرنا ووقفنا إلى جانبكم وعشنا في ظلّكم حتى تبيّن عكس ذلك، وحتى رأينا أنَّ سفينة العراق تقودها الأهواء والأعاصير ولا تقودها الحكمة، وأنَّ كلَّ من صفقوا للقبضة الحديدية والغزو والحرب إنما كانوا يصفقون في احتفالات ذبح العراق وشعبه، حتى وصلت الحال إلى ما وصلت إليه الآن.
السيد الرئيس
أعلم واعلموا معي أنّ الأمر الآن بلغ مبلغه، وأنّ كلَّ خطوةٍ يخطوها سيادتكم لن تجدي نفعاً، لأنّ إرادة أعدائكم ستمضي إلى ابعد من النقطة التي تخشون أن تصل إليها يوماً. ولا مخرج الآن سوى المزيد من الدم والموت، سيكون مصيركم ومصير العائلة بأجمعها في دائرته ووسط حرائق لا آخر لها داخل العراق.
لقد تيقنا من ذلك تماماً.. ولذلك أقول قولتي هذه أمام الله وأمام العراقيين جميعاً وأمامكم واضعاً جنباً مأساتي الشخصية وما ألمّ بي وبعائلتي.
السيد الرئيس
إن شعب العراق الذي أغمضتم أعينكم طويلاً عن معاناته، شعب العراق الذي عرفت شخصياً كم من المآسي لحقت به وكم من الألم والحيف والحرمان يكابد داخل العراق وخارجه، إن شعب العراق الكريم هذا يستحق الاعتذار حتى إن لم يقبله. ويستحق التفكير والتضحية حتى وإن جاءت متأخرة. ويستحق لحظة صدق مع النفس ومبادرة شرف وموقف رجولي ولو لمرة واحدة من أجل انقاذه مما يمكن أن يلحق به من دم ودمار. وعليه أدعوكم بكامل الإخلاص إلى أن تنقذوا أنفسكم والعراق وشعبه من المأساة القادمة وأن تزهدوا بالدنيا والسلطة وتفوزوا بقولة الحق، لتتركوا العراق لأبناء شعبه لا للأجنبي، وأن تقطعوا الطريق على أية مؤامرة ضد العراق ومصيره بأن تضعوا حداً للمآسي التي بدأت منذ استلامكم السلطة والتي يبدو أنها لن تنتهي.
السيد الرئيس
إنها ساعة الفصل وساعة الحقيقة تدفعني الآن إلى توجيه ندائي هذا لا طمعاً في شيء ولا خدمة لأحد سوى خدمة شعب ضحى أكثر مما يجب وعانى أكثر مما ينبغي، ولم يعد بحاجة إلى سياسة تعرضه للمزيد من الهلاك والحرائق بل إلى حكمة تطفئ نار أعدائه وتترك مصيره مستقلاً بين أيادي أبنائه.
السيد الرئيس
أوجه كلماتي هذه لثقتي بالله أولاً وأملي بأن تكون بعض طروحاتكم عن أمن العراق وسلامته وشعبه ذات رصيد يوماً ما. إنه نعم المولى ونعم النصير.
(ربّنا إننّا سمعنْا منادياً ينادي للإيمان أنْ آمِنوا بربّكِم فآمنّا، ربَّنا فاغْفِر لنا ذنوبَنا وكفّرْ عنّا سيّئاتنا وتَوَفَّنا مع الأبْرار)
صدق الله العظيم
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الموقع الشخصي للراحل عز الدين المجيد
ezaldinalmajeed.com


كلام اهمس به



اياد البلداوي
كلام اهمس به!!!!
يؤرقني حزنك ياسر دنياي
تخدرني نظراتك يا كل منايا
كلماتك
تدخل القلب دون استئذان
فيها من الحب مزايا
كم من عاشق
هائم دنياه يعدو في الحب
يخط الخطايا
قالت :
ما بالك تهفو بعيدا
والقلب
فيك نابض بين الحنايا
وحروف كلماتك
تصيب مقتلا
والهمس
يدنيه من القلب هياما
ما بال الحبيب
يهفو بعيدا
وما بال القلب
يتراقص كالسبايا
رأفة بي قاتلتي
سهامك أصابت القلب مقتله
فما كان حبي بهتانا
فانا اهيم
في حبك عشقا ووجدا
اهواك يا من
كنت للروح سلطانا




عجلة الحياة اليوم لا تديرها البداوة


سواءا كتب سري ام سوي فانهماابعد ما يكونا عن واقع حالنا


عجلة الحياة اليوم لا تديرها البداوة

اذا ما بقيت همومنا مركزة بالعيوب والشوائب الشخصية . والبحث عن فضائح ومثالب لخصومنا فكريا. والتصرف معهم من منطلق بدوي يتلخص في تشويه السمعة والتعرض للشرف المهني والشخصي الذي ما زال يشكل الدافع الأكبر في حياة العرب حتى بعد أن صار دفاعهم عنه من المشكوك به. عندما يريد محتل أو حاكم لأي ارض عربية- أن ينتزع من أي أسرة نسائها بحجة التهمة كما يحصل في العراق وفلسطين وربما غيرها فلن يستطع احد إيقافهم. عندما تتعرض عصابات الموت التي احتلت العراق بعد سقوط بغداد من لأعراض النساء اللواتي جعلهن العرف في خانة القيمة المطلقة للفرد فإنما هم يدنسون الشرف الرفيع الذي عاشوا على أمجاده.
لا احد يدعو لعدم اعتزاز المرء رجلا وامرأة بشرفه الشخصي متمثلا بالعفة والطهر أو المهني متمثلا بالنزاهة ونظافة اليد. لكن المبالغة في إعطاءها الأولوية جعلها سهم يرتد على المجتمع معيقا بشكل واضح أي فرصة لطفرات اجتماعية باستغلال السلطة التي تستبد على الدوام بالحكم لهذه الخصلة وإسقاط المعارضين والرافضين لها ولأخطائها تباعا. ليس في العالم العربي أي معارضة إنها مقموعة بالسجون وبالتسقيط الفردي لأي معارض والتعرض للسمعة الشخصية والطعن في أخلاقة ومبادئه وإخلاصه ومبادئه وانتمائه واخلاصة للعقيدة والمواطنة .
لكي نبقى صادقين علينا أن ندعم إنساننا . إيماننا بان ما ورثناه وما زال يحكمنا يحمل بين طياته الكثير من الغث والسمين . لكي تتسع العبارة لكي يكون لنا فسحة من الوقت لكي نتمرن على جديد الخيارات. لكي لا تنفر عروق احدنا تشنجا وهو يصرخ ويصيح مدافعا عن نظرياته التي عفا عليها الزمن . أو التي أتى بها من أحجار العرافات.

في حديثة عن اليهود يقول الشيخ القرضاوي ..ان ما قام به هتلر من عمليات إبادة لليهود هو تأديب سماوي لهم. انه يثلج بذلك صدور المسحوقين الذين دجنوا على عبارات مثل هذه والتي تريهم بان الله معهم وانه قادر على نصرهم. لكن في المقابل ماذا يصنع القرضاوي ينقل كل ضريبة الأعمال النازية البشعة إلى العرب والمسلمين الذين يستمعون إليه ويستغرقون طربا بخطبه. انه يؤجج صدور العالم المتحضر ويحرج المعتدلين منه . وكمواطنة أوربية أقول بمنتهى الصراحة إن الطرح العقلاني والرأي الأخر في التعاطي مع العرب والمسلمين موجود وله حضور. لكنه يحرج ولا يستطيع الرد عندما يبرر الشيخ الأشهر جرائم النازية البشعة وما قاموا به من أعمال ضد الإنسانية بحجة واهية هي عقوبة الله لهم. بالمقابل قبل أن تنفر عروق متحمس له ماذا جنى الفلسطينيون الأبرياء لكي يشردوا من أراضيهم ويطردوا خارج بلدانهم ، وتنكل بهم دولة إسرائيل وتسرق أراضيهم وبيوتهم وتبني مستوطنات لها وللمهاجرين الجدد على أراضيها ؟. إن طرح القرضاوي يقود تلقائيا لظن مثل هذا . فلما لا ندع الرجم بالغيب والادعاء بمعرفة ما يفكر به الله والتفكير جديا بحلول لأزماتنا الطاحنة.
بلدان تملك أفضل وأحسن خيرات الأرض وإنسانها إما مشرد أم مسحوق تتلاعب به وبقدره المحن والمصاعب .أو في السجون يعاقب على جريمة كونه مواطن على ارض لا يحسن ساستها إدارتها.
من المخجل حقا أن يتم الاستشهاد في المحافل الدولية والمنتديات الفكرية بعبارات غير إنسانية عن شيخ عليه أن يمثل صورة الإسلام المتسامح وينشر السلام.
كيف هو الحال بمن هم اقل منه مكانة وعلما وهم يتخذونه قدوة. انظر لقد تربينا على رفض الأخر وتربينا على فسفورية القرارات والمشاعر نشتعل بلحظة ثم نخفت وتنثر الريح رماد ثورتنا كأنه لم يكن. يقول العلامة علي الوردي ان العراقيين مثل الشلب وهو نبات طري ينمو على ضفاف النهر سريع الاشتعال و أظنها صفة تنطبق على الكثير من البلدان العربية ان لم تكن كلها. إن العصبية والعبارة الضيقة تخلف بشرا أصحاب شخصيات موتورة وعدائيين .

قبل ان نفكر بشكاية قاتلينا الذي عبروا البحار لاحتلال أرضنا مثل الأمريكان أم المستعمرين للأرض العربية مثل الصهاينة علينا ان نشكو معتقداتنا الراسخة لا زلنا نؤمن بالقصاص . العراق يحترق والملايين مشردة وهناك محكمة هي الوحيدة التي لا ينقطع تيارها الكهربائي في استصدار أحكام الموت.

كيف تكون هناك حياة في بلدان تمتهن الموت
لم تشنق إسرائيل قاتل اسحاق رابين لأنه عزيز عليها وهو بالتالي مواطن منها . لكنك تسمع طبيا عراقيا أمضى عمره في ارفع المهن الإنسانية التي تعنى بالحياة يعلق بان إعدام صدام حسين و رفاقه ضروري . إنها ثقافة الإقصاء والبتر والقتل التي تتحكم في تفاصيلنا اليومية . فمادمنا على هذا القدر من الرخص فيما بيننا. والبعض يقتل البعض الأخر . ويستسهل قتله فلماذا نعتب على الغريب الذي يأتي البلاد العربية ويتعامل مع شعبها كأنهم قطيع ليس للفرد فيه أي أهمية. يقول احد قتلة السادات بأنه كان يحلق ذقنه وشاهد في التلفاز السادات يشتم شيخه فقرر قتله... أنها قيم البداوة التي تستحكم بالمجموعة كلما تأخرت ثقافيا وفكريا عن اللحاق في ركب الحضارة وبقيت تصارع وتنازع رغباتها المكبوتة منها والتي تعلنها بصور دمار وقتل وتصفية وانهار دم تسيل بلا هوادة.
 شــذى احمد

بلا حدود






مشاركة من صديقة
بلا حدود
في بداية السبعينات تأسست في فرنسا منظمة ((أطباء بلا حدود)) على يد مجموعة من الأطباء و الممرضين. فكرة المنظمة هي أن الرعاية الصحية حق طبيعي لكل إنسان مهما اختلف عرقه و لونه و جنسه و دينه. وهدف المنظمة هو تقديم العلاجات و المعونات الطبية لكل المتضررين من جراء الحروب و الكوارث في أي مكان في العالم ، و لذلك تنشط أعمالها في المناطق الفقيرة و المنكوبة.

بعد ذلك تأسست منظمة ((مراسلون بلا حدود)) و هدفها نقل الوقائع و الأحداث على حقيقتها بدون تدخلات سياسية لأن الصحافة الحرة و معرفة الحقيقة حق لكل الناس.

في مقابل ذلك قدم عالمنا العربي و الإسلامي مجموعة من المنظمات الحضارية في مجال النشاط الإنساني و الثقافي في العصر الحديث ، نذكر منها :

في مصر ، تشكلت منظمة (( راقصات .. بلا حدود ))
و في لبنان عندنا منظمة (( عاريات .. بلا حدود ))
في الأردن تشكلت منظمة (( نصابون .. بلا حدود ))

و في سوريا منظمة (( شحاذون .. بلا حدود ))
في الإمارات تشكلت منظمة (( مسرفون .. بلا حدود ))

و في اليمن عندنا منظمة (( مخزّنون متخلفون .. بلا حدود ))
الصومال قدم للعالم ((قرصنة .. بلا حدود ))
و السودان كحلها بمنظمة ((قطاع طرق .. بلا حدود ))
الجزائر سبقت الجميع بمنظمة ((تكفيريون .. بلا حدود ))
و المغرب أطل علينا بمنظمة (( ارهابيون .. بلا حدود ))
مملكة آل سعود قدمت للإنسانية أرقى منظماتها (( ذباحون ... بلا حدود ))

و أخيراً تفرد العراق كعادته من بين أشقائه بكرمه الأصيل بأن قدم للعالم بدل الواحدة ، ثلاث من المنظمات : ((لطّامون .. بلا حدود )) و (( رواديد .. بلا حدود )) و المنظمة الأخيرة تضم النخبة طبعا Elite و هي منظمة ((معممون .. بلا حدود))
و تقبلوا تحياتي أهديها لكم .. بلا حدود.





























حرية المرأة وقميص عثمان



أسماء بن قادة
الزوجة الثانية للقرضاوي


اعتاد العرب أن يضربوا المثل بقميص عثمان كما يعلم الجميع كناية عن طلب الثأر للخليفة الراشدي الرابع عثمان بن عفان رض من قاتليه. لست بصدد الحديث عن الحدث ومفارقاته فهناك من خصص عمره للخوض فيه و يدلو كل يوم دلوه كي يخبرنا بالحقيقة المطلقة كما يفصلها. إنما كما يقال الأمثلة تضرب ولا تقاس ولذا فان حرية المرأة. الانتصار لقضاياها صار مثل قميص عثمان يتمسح به القاصي والداني من اجل نيل مأرب شخصية والوصول إلى أهدافه وأطماعه بغض النظر عن موقف المرأة . إنها مثل الموضة السائدة في هوليوود في تبني الممثلات لأطفال سود من أفريقا وبيع صور تبنيهم بملايين الدولارات والتنافس فيما يبينهن عمن تحوز على حصة اكبر من المال والاهتمام الإعلامي. فلا أفريقا غادرت فقرها وضمن مستقبل صغارها ولا ارتاحت وهدأت نفوس أمهات يطحنهن العوز والحاجة في إيجاد مخرج لمشاكلهن المستعصية .
إن اللعب بأوراق المرأة وحريتها لعبة رابحة إذا ما تم عزف موسيقاها حتى ولو بمهارة متواضعة!. لكن لما يتعامل المتعاطين لقضاياها بازدواجية في التعرض لهذه المواضيع أو الأشخاص فهذا أمر أخر.
كل هذا خطر ببالي و انأ اقرأ نص الحوار الذي أجرته جريدة الشروق القطرية مع السيدة أسماء زوج القرضاوي.
حتى لحظة قراءة المقال أو اللقاء الصحفي كنا جميعا نظن بان القرضاوي قد استغفل طفلة وتزوجها ولم يكن لها إرادة لا هي ولا أهلها ربما اشتراها ببعض المال. وإذا بنا نلتقي بسيدة ذات حسب ونسب ومكانة اجتماعية رفيعة تضعها في مصاف النساء المتقدمات في مجال عملها وذات مؤهل اجتماعي رفيع وقد توجته بحصولها على الدكتوراه وهي سيدة مجتمع من الطراز الرفيع وتمثل النساء في المحافل والمؤتمرات الدولية ولها صولات وجولات في ميادين الفكر والثقافة وقد تلقت ارفع تعليم في بيت أبيها عالم الرياضيات بن قادة . ولم يستغفلها القرضاوي ولم يتزوجها وهي ابنة الخامسة او الثامنة عشر كما اجتهدت وسائل الأعلام والصحف العديدة على ترويجه.
قد يفغر الأصدقاء قبل الخصوم ألفاه دهشة وهم يقرؤون ذلك ظنا منهم بأنني أدافع عن القرضاوي (وان كنت اعتقد في يوم ما إن كان هناك لزاما في قضية ما وكان هو ضحية فيها فلن أتردد ليس حبا به بل احتراما للقلم الذي يفترض به النزاهة والموضوعية بالطرح) والأمر غير ذلك بالمرة. كل ما بالأمر أنني اكره الكيل بمكيالين. لما تجلد صحف ومواقع الإنسان العربي في بقاع الأرض العربية ليل نهار وتستخف به وبخياراته وحركاته وسكناته بكل أطيافه واتجاهاته المذهبية وتصوره مسخا أم مخلوقا بربريا مسكونا بالدناءة وخسة الأفعال. لمن ولمصلحة من؟. شرحت السيدة ظروف زواج الشيخ ولكنه ليس الشيخ الأول الذي يعشق ويتزوج وان كنت من الرافضين بشدة تعدد الأزواج وقهر المرأة والزواج من صغيرة بالسن. لكن أن يسمى ما قام به بأنه فضيحة الفضائح لأنه تزوج وهي التي نشرت القصائد التي جالت بها نفسه وما أفصح عنه من لواعج قلبه فهذا أمر يدعو إلى التساؤل. لما التحديد. لما التخصيص. خذ مثلا ابرز نجوم العالم الجديد والسينما كرروا الخطأ نفسه ها هو كلينت استوود يتزوج وهو في منتصف السبعينات من صبية في عمر أسماء فلما لا يكون عمله فضيحة. وكذلك توم كروز ترك أجمل امرأة وتزوج بمن تصغره بما يزيد عن الربع قرن، وبلا خجل لم نسمع نقدا واحدا. ثم القائمة تطول ولا تقصر . هذا شرودر المستشار السابق لألمانيا تزوج خمس مرات و أخرها فتاة تصغره بما لا يقل عن الثلاثين سنة أو يزيد .
رأيت في احد الأيام برنامجا يستهجن تهافت الصغيرات الفاشلات على أحضان الأثرياء العجائز واستسهالهن الحياة وطرق العيش بالتمتع بالجاه والمال ولكن الأمر لم يكن كذلك مع الجزائرية التي ولدت في بيت رفيع النسب ومستوى معاشي مميز وتلقت تعليما عاليا يؤهلها كما عبرت كي تكون من ضمن النخبة من النساء اللواتي يقدن التغيير.
إن الحرص على أظهار زواج القرضاوي من أسماء على انه مخالف للطبيعة وانه فضيحة وعار إنما المقصود منه ضرب الرجل في شخصه لا يعني قضية المرأة بأي حال من الأحوال ولا مصالحها. حتى لو أخطأت أسماء بالموافقة ولم تستمع لنصيحة والدها الثمينة من أن الزواج سيدمرها شخصيا فهي تعكس تجربة شخصية كان من الممكن أن تنجح أو تفشل، ومن تجاربنا مهما كانت مرارتها نتعلم.

ليس للمرأة أي مصلحة في صراع المصالح . والذين يشتمون القرضاوي ليل نهار معيرين إياه بزواجه من أسماء إنما يعنيهم شخصه وليس المرأة ولا قضاياها. ما الذي قدموه للمرأة. ما الذي تحقق على أيديهم من امتيازات وانجازات للمرأة. ماذا سنوا وأين هي ملاحمهم وبطولاتهم لإخراجها من واقعها المزري. أم أن الأمر مجرد مظاهر خداعة واستغلال ثغرات شخصية للفوز في حملة انتخابية كما فعل خصوم باراك اوباما حين استغلوا صورته باللباس الأفريقي لكي يشوهوا سمعته هزموا وارتقى اوباما سدة الحكم.
قد تنطلي الخدعة على بعض النساء الساذجات اللواتي لا يقرأن ما بين السطور وان كنت اشك بأنهن بأعداد كبيرة فالمرأة الواعية بفطرتها تعرف بيت القصيد . لكنهم لن يستطيعوا أن يستحوذوا على عواطف الكثيرات المدركات للمقاصد الخفية لمثل هذه الحروب وهذه التغطيات الإعلامية. لكي لا نؤكل مثلما أكل الثور الأسود علينا أن نعي جميعا ونتصدى لمثل هذه القصص. وان نمنح الشخصية العربية بعض الاحترام وان لا نهرول لكل عرض مسرحي في طرقات الحي أملا بصولة جديدة لأبي زيد الهلالي في حياتنا. بل علينا أن نعرف بأننا بشر بخياراتنا . هفواتنا. ماضينا وإسقاطاته على الحاضر. تراثنا المتمكن في أدق تفاصيلنا نسير حياتنا وأننا عندما ندافع عن الحق والحقوق علينا في اقل تقدير أن نكون نزيهين في أهدافنا حتى نفوز أو نهزم بها بنبل وكرامة.

د. شـــذى احمد





حرية المرأة بين قيدها وقدرتها




والأغصان المقطوعة والمصغية إلى أزيز الرياح في المستنقعات . تحفزني على نسيان
المرأة التي أحببتها وأصبحت الآن هرمة لإدمانها الوقوف في نوافذ الأفكار الدينية .
أيّة التماعة واهنة تبرز صورتها أمامي في هذه الهجرات التي لا تنقطع ؟

نوافذ الأفكار الدينية
الشاعر نصيف الناصري




تذكرت وأنا اقرأ القصائد الأخيرة للشاعر العراقي المهاجر نصيف الناصري بإشكالية ظلت عالقة في ذهني تقفز إلى مساحة تفكيري واهتماماتي كلما سمعت رجلا مثله يردد نفس الهم . هم سيطرة الأفكار الدينية الموروثة بكل تفاصيلها مهما كانت على الكثير من النساء وانبرائهن للدفاع عنها ومعاداة كل من يرغب في مناقشاتهن فيها.

يعتقد الكثير من المفكرين والمفكرات إن الخلاص الحقيقي للمشاكل الاجتماعية تكمن في تحرير المرأة من قيودها ومن السلطة الدينية وعبوديتها تكمن في النصوص التي تستعبدها.
تتمرد البعض منهن في سن مبكرة مثلما قرأنا في كتابات الدكتورة نوال السعداوي وكيف انتبهت في سن مبكرة في الريف الذي ولدت فيه للفارق الكبير في تربيتها وتربية أخيها وكيف كانت تقمع كل مرة بقوانين الدين والأعراف وكيف أرادت التخلص منها وكيف قالت ذات مرة إن الله يجب أن يكون عادلا وقد خلقني وخلق أخي فلما يعطي أخي أكثر مما يعطيني؟!.

الفتاة الريفية قبل عقود التفتت إلى هذه الحقيقة وتصدت لقيم راسخة وتمردت عليها وكتبت ومازالت تكتب رافضة أن تكون المتحكم بحياتها. فلما تقبل بها أخريات ربما ولدن في ظروف أفضل من ظروف نوال السعداوي بل ويتمتعن بإمكانية البحث والاطلاع أوسع اليوم مما كانت هي وغيرها من الرائدات عليه.
أين يكمن الخلل في رفض المرأة أو ثورتها على ما حكم ويحكم عليها؟!.
هنا يطرح السؤال التالي نفسه هل هو استسهلال للحياة أم عجز؟
هل هي الرهبة من سلطة القوانين التي صارت تشرع بصورة اشد وأشرس من السابق وتتحكم بالمجتمع العربي والإسلامي بسطوة اكبر.
قبل أيام كان هناك لقاء مع مراسلة الراديو الألماني في بغداد تحدثت عن الواقع السياسي وما قالته ويعني موضوع مناقشتنا الآن هو أنها قالت: كنت اعتقد بأنني تخلصت من ضرورة الخروج إلى الشارع وأنا أضع الحجاب وارتدي الثوب الطويل لكن التفجيرات الأخيرة أعادت كل شيء إلى سابق عهده.
هي سطوة المظهر الديني الذي يأتي على ما تبقى من شجاعة المرأة ورغبتها بالتحرر.
أم أن حركات التحرر التي ازدهرت وشهد منتصف القرن العشرين المنصرم أوجها قد ولت وتصدر المشهد العام الجماعات الإسلامية التي تضع قوانينها وتلجم ما تبقى من رغبة في معالجة الواقع المتردي للمرأة وبحثها عن سبل خلاصها بل تحديدهم لها أساليب الخلاص وطرقها والتي لا تخرج بأفضل أحوالها من تشريعاتهم وبعض كتبهم المنتقاة والتي تحجم حركتها وحريتها ومعتقدها وتجعلها لا تعدو أن تكون اله تردد ما يملى عليها.

من الجانب الأخر على المفكرين والمفكرات أن لا يغفلوا إنصافا للحقيقة تلك الجهود الخيرة التي يبذلها الكثير من الرجال التنويريين من شعراء وأدباء وكتاب وفلاسفة لإخراج المرأة من دائرة حكمها الضيقة إلى عالم أوسع لتعرف قدرها وتتعرف على مكانتها في الحياة لا أن تقبل قانعة بفتات العطايا التي يهبها لها كل من استلم زمام الأمر فيبيع ويشتري بها وبمصيرها ما يشاء.

اعترف بان النص الجريء للشاعر الناصري لم يكن أول ما قرأت وسمعت به بهذا الاتجاه لكنه سطره علنا ليقول أنا ضد قيود المرأة عليها هي أن تمد يدها كي أساعدها على كسرة
تحية لكل رجل يرى في نفسه شعلة الحرية ويريدها أن تدفئ وتضيء درب المرأة أيا كان أما إن كان شاعرا مثل نصيف الناصري فبالتأكيد علينا أن نطرز قصائده بخيوط الأمل ونحلم بان يسمعها الكثير غيرنا

د. شــذى احمد




<--- ----!>

آن الأوان






آن الأوان
نفضت كل الغصون متاعها
تساقطت أوردتها الخضراء
ضاع شراعها
آن الأوان
انه وقت الرحيل
أبدلت ألوانها
صففت أشجانها
رسمت أغصانها حزن شفيف
عصفت ريح الوداع عاتية
بكت في غمرة الأحزان ذكريات شاكية
آن الأوان
لا الجدول لا الليل لا الصبح
حائل
بين غصة السفر المقدر
أن يجادل
آن الأوان
لمت الغابات بقجتها
لملمت دون دموع
اشلا ء زينتها
أن الأوان
تريد أن تغفو وريقات الذرى
بين أحضان تربتها

د. شـــذى احمد

لشهداء العراق




كل يوم ينال الموت من العراقيين كأنه معتوه حيهم الذي لا يبرئ من بلائه. وبالأمس قتلوا العزل الأبرياء مثل كل مرة.
د. شــذى احمد

لا نرحل


لتسل مثل الدموع دمائنا
لا نرحل
ـ يقتلوننا صاحبي
الموت أنيابه سنتها النفوس الجائرة
ـ لا ارحل
ـ ستطفئ صباحاتنا أعمدة الدخان
علهم يقطعون أوصال الفطور بيننا
ـ يا صاحبي
لن أبدل الموت الشهي بمؤجل
فلا تعجل
لن أموت بعيدا عن مكاني
عن شموعي ودموعي ..دعواتي
لن يشرخ صوت الخوف موسيقى حياتي
ليفعلوا ما يستطيعوا
سوف ابقي
سوف أرضى
إن روحي التي بين خباياي تنادي
أوقفوا دعواتكم سوف أبقى
لنصنع الشاي الشهي
ـ الموقد تتراقص ناره
ـ لنضع الشمع البهي
ـ الهواء المر يطغى
ـ لنزيح عن التراب غبرة الشبح الكئيب
ـ انه وحش مريب
شبح يريد استباق الموت بالقدر العجيب
انه السكين ضرج ا لضرع الوديع
ـ لنزيح الهم من صفوف التائبين
ـ الباب يغلق
ـ الباب مفتوح لكل القادمين
دعنا نعد بدمائنا عرس يليق بالمحتفين
ـ دعنا نرحل
ـ دعك مني سوف أبقى
عند دجلة
اتفئ بظل نخلة
وأطوف أرجاء الكنيسة
كل يوم
دعك مني سوف أبقى
إنهم وجه الزوال
إلي ترجع وجهة الروح العنيدة
إن روحي ساعة الصبح سعيدة
كيف لي أن اصطبر
بنهار دون بغداد الوليدة
إن رحل المساء فلا أراها
أو لا يغازلني على الضفتين
في الصبح صباها


د. شــــذى احمد



<---
----!>

عصابات حلوى الأطفال تجتاح أوربا





عصابات حلوى الأطفال تجتاح أوربا

تحرير وتصوير: د. شــذى احمد

يوم لا يشبه باقي الأيام هو الحادي والثلاثون من تشرين الأول . حيث خرجت إعداد غفيرة من الأطفال في العديد من المدن والقرى والعواصم الأوربية تطلب على غير العادة حلوى. على البيوت أن تستجيب لطلبها برنة الجرس وان لا فالويل لها ينظرها انتقام عنيف يتمثل بتلطيخ صندوق البريد بمعجون الأسنان أو توزيع ورق التواليت( النظيف طبعا) على الباب وسور البيت للدلالة على بخل وعدم استجابة ذلك البيت لمطالب الأطفال لما زاروهم ليلة أمس.
لما كل هذا انه الهلوين (Halloween) الاحتفال السنوي الذي يتطلب ملابس واحتفالات خاصة لإحيائه لقد بدأ الاحتفال به في سويسرا ثم انتشر تدريجيا في كل أنحاء أوربا وصار تقليدا مدرسيا حيث تحييه المدارس الابتدائية بشكل خاص وتزين الواجهات والصفوف بكل ما هو مرعب من صور الأشباح والمخلوقات الخرافية والرمز الأول للرعب في هذا العيد هو اليقطين حيث يفرغ ثم يحفر على شكل مخلوق مرعب . تمتلئ المتاجر والمحلات بالكثير من الملابس التنكرية لهذه المناسبة وتحيي بعض المجمعات التسويقية الاحتفالية ببرامج خاصة تعدها للأطفال ولأسرهم رغبة في ازدياد مبيعاتها وفي تقريب السكان للتبضع من متاجرها .
يعترض على هذه الاحتفالية العديد من المؤسسات الدينية المسيحية منها والإسلامية والبعض يعده احتفالا مبتكرا من طائفة معينة . لكن الناس تحييه وهي غير أبهة بالانتقادات مهما تعالت وكثرت لأنها بالحقيقة تستمتع به وتعتبره فرصة طيبة لإمتاع الأطفال الذين ينتظرونه بدورهم ليطلقوا العنان لالتهامهم الحلوى بلا حدود أو قيود مستغلين انفلات الرقابة في يوم خرجوا يكدون من اجل تحصيل قوتهم من السكاكر!!! . فليس ببعيد انضمام مؤسسات الصحة والتغذية لقائمة المعترضين على اعتباره يضر بصحة الأطفال.
لكن يبقى القطين العابس ثابتا ينتظر صغاره كل سنة وتبقى فرحتهم به اكبر من أي قيود لجهات دأبت فقط على وضع القيود وتنغيص كل فرحة بدعاوى الحظر والتقييد.




اذا ما كنت في أي مدينة أوربية في هذا اليوم فاخرج للتسوق مبكرا واحتفظ بكيس الحلوى مليئة في هذا اليوم وإلا فالويل لك من غضب عصابات لا تعرف الرحمة إذا ما رن الجرس ولم تسارع في إعطائهم الحلوى




جعفر صديق اوباما






د. شـــذى احمد



فجأة انقطع البريد الالكتروني معلنا عن وصول رسالة إعلامية تخللتها الألوان المتعددة وهي تعلم على الأسماء ، وإشارات واضحة لفقرات تجبر على الانتباه إليها.

الرسالة عرضت فصولا من حرب شعواء بين كاتبين شهيرين تخللت شهرتهما الألقاب والشهادات الأكاديمية مضافا لهذا وذاك الموهبة المميزة في الكتابة والمحاججة والنقد. ماذا إذن كانت رسالة من صديق اعتاد إخفاء آهاته وغضبه ، وأي شعور خاص ومشاركة مجموعته بكل ما بحوزته أيا كان مرسلها وهدفه . تضمنت الرسالة سبا وشتما وقذفا من الكاتب له شخصيا وطردا صريحا يمنعه من مخاطبته.. ثم لحقتها بعد ساعات رسالة الكاتبة التي شتمت ولما حملت كلماتها الكاتب على شتمها، ولان العالم مأهول بالإحداث تعجب جعفر كيف فاتته كل هذه الأحداث ولم يتابعها.
تأمل طويلا الرسالة التي تضمنت كلمات الكاتبة التي أشعلت النار والحرب في نفس الكاتب الذي خانه هدوئه، وراح يشتم بلا رحمة.

أستيقظ جعفر في اليوم التالي وهو يشعر بان الموضوع لا يريد تركه . أنجز أعماله وعندما عاد لأحضان حاسوبه قلب بصفحاته باحثا عن المزيد ليرضي فضوله من المنشور عن الكاتبين عله يقنع نفسه بمعرفة من المخطئ منهما .. قرأ وتصفح وكانت أخبارهما تكفي لتكون مادة لأشهر لا لأسابيع وبينما هو مستغرق في متابعة لقاءات الكاتب وتصريحاته على اليوتيوب تذكر جملا محددة. علها كانت السبب لأعادته أو دفعته لكي يمضي في فضوله وبعثه في صفحات الويب عنهما وتقفي أخبارهما ومتابعة وقائع حربهما الضروس. رجع بسرعة قلب صفحات البريد ، وقرأ..... آه هذه هي تلك العبارة التي استوقفته كما الكثير بل الكثير جدا من الناس عندما يقرؤون موضوعا تصبح اغلب السطور والأفكار الواردة فيه جانبية إلا فكرة أو جملة واحدة معلقة لأنها تلمس وترا خاصا أو ذكرى .
ـ ذكرى رددها جعفر عدة مرات . لقد قرأ لتوه ولمرات دون معرفة السبب لما يقرأ.. الآن عرف ابتسم ثم ما هي إلا لحظات حتى انفجر ضاحكا. تذكر الآن كل شيء في بيتهم العتيق أيام طفولته وصباه.. وأحاديثها تلك الجدة القوية وهي تردد بلا كلل أو ملل قصتها التي أحالتها الى عشرات القصص،وكلها تذكر الأحفاد بالمنصب العظيم الذي تقلدته يوما ما في حياتها كانت خياطة الملكة عالية أم فيصل الثاني ملك العراق .. هكذا صنعت لها فستانها وعدلت من قصتها كم كانت الملكة مهذبة والأميرات في القصر وقصصا لا تنتهي للعجوز التي فصلت قطعة قماش لترتديه امرأة كانت تحمل لقب ملكة.
هذان النجمان في سماء الإعلام يرددان بدورهما قصصا لا تقل تشويقا عن قصة جدته ويفتخران بتعدد مصافحتهم للمشاهير رغم أنهما من المشاهير على الأقل لجمهورهما..ضحك استغرق بالضحك والأفكار تتدافع الى رأسه كأنها شلالات عارمة .. من قال تلك العبارة الشهيرة .... في حياة كل ناجح هناك من يفخر بأنه كان يجلس بالقرب منه على مقاعد الدراسة. الحال هكذا مع المشاهير الكل يتسارع في نقل الأحاديث عنهم والتفاخر بالتقرب منهم وتسطير لقاءاته بهم . وهم لا ينفون ولا يؤكدون فماداموا يذكرون يعني إن شهرتهم مضمونة .

جلس جعفر بعدما مط جسمه، وأدار رأسه تطلع الى أصص النباتات التي على النافذة . انتزع أوراقها الذابلة ودس يده يتفقد تربتها . ثم التفت فإذا به يرى ابنه الصغير يتطلع إليه كمن يريد الحديث معه بادره
ـ هه أنهيت دروسك ؟

ـ كلها رد ابنه وهو يومئ برأسه
تعرف كانت جدتي تجلدنا بقصة صارت حرفية في سردها من كثر ما كررتها حتى وصلت بصياغتها الكمال ..ثم ضحك أراد التماسك فلم يقدر ضحك وعلت ضحكاته، فلم يملك ابنه إلا مجاراته . ضحكا ومرت الدقائق التالية وهما يتطلعان بعيني بعضهما كأنهما يتحاوران ضحكا صافيا. في عبارات متقطعة قال جعفر : كانت جدتي تتباهى بأنها خياطة الملكة عالية . حتى أخر أيامها . لقد ضعف بصرها في أخر أيامها كثيرا . لكنها لم تتوقف عن إسماعنا قصتها وتفاصيل زيارتها لصاحبة الجلالة . كنا نمل بعضنا يهرب ليلعب والبنات كن يتلقين بعد ذلك درسا في فن الخياطة. بعدها تنفس بعمق. نظر لابنه الذي كان يستمع إليه بانتباه شديد وأشفق عليه من مواجهة نفس مصيره مع الجدة، فخاطبه وهو يتصنع التباهي : لو عرفت جدتي اليوم إنني أصادق باراك اوباما وإنني أتلقى على صفحتي في الفيسبوك كل يوم بريدا منه يخبرني بنشاطاته وتحركاته . وان لي الحق بالتعليق على صوره ومبادلته الآراء ربما كانت ..ونظر لابنه يسأله عما يظنه غير أن الصغير ظل صامتا كمن يريد سماع القصة إلى النهاية، فتابع بخباثة: ربما كانت رفعت من أجرها الذي كانت تتقاضاه في خياطة فساتين ملكتها.. وعادا الى الضحك.من جديد. ثم سرح جعفر بفكره بعيدا وهو يقول بمرارة لكن تعرف ما الفرق ما بيني وبين جدتي. هز ابنه رأسه عاجزا . الفرق ربما كان بمقدور جدتي التمتع بمكانتها بين أهلها وأصحابها . وما أنا إلا مثل عشرات الآلاف الذين وجدوا أنفسهم اصدقاءا للملوك والرؤساء والمشاهير تفرحهم لقاءاتهم أو مصافحاتهم. أو حتى خيار أن يكون اسمه معك على النت كما هو حالي مع الرئيس الأمريكي لكن الفرق انه رجل يحكم الإمبراطورية الأولى في العالم .. وأنا لا احل رجل دجاجة . وعادا الى نوبة ضحك من جديد. .



د. شـــذى احمد



شوية عليه وشويه عليك




شذى احمد



تكثر وتزداد الأحاديث الطرق والوسائل التي تلتقي بالنتيجة كلها لتخدم غاية واحدة وهي تكفين المرأة بدواعي حفظها وهي الدر المكنون والجوهر المصون من أن تنالها الأيدي والعيون.

يرصد بعض الكتاب والكاتبات حالات تبدو لشدة سذاجتها مخزية ومعيبة عندما يكن رواتها من الدعاة، والممتهنين الدين ونصوصه.
من هذه الحالات تلك التي حدثنا عنها الدكتور يونس حنون في مقاله ...غض بصرك تصبح مليونيراَ. حيث يلف ويدور الشيخ لكي يقنع جمهور المستمعين من المسلمين البسطاء الذين لم يسبق لهم الاطلاع على طبيعة الحياة لا في أمريكا ولا في بلاد غربية عموما بان النساء مبتذلات والاغتصاب هو الشغل الشاغل لرجالها وتغتصب حسبما جاء في المقال أمرآة كل ثلاث ثوان.. زمن قياسي كيف يصدقه مجنون قبل العاقل.
إن الهدف من مثل هذه الأحاديث وتداولها يوميا يبدو بالظاهر هدفا تربويا. لكنه في الحقيقة هدفا تبريرياً يريد من خلاله أولئك الدعاة من الشيوخ الإيحاء بسعة معلوماتهم وصدق رسالتهم وصحة النصوص التي يجب أن لا تناقش وإلا فان النتيجة ما نراه في بلاد الغرب.
يذكرني المقال بحادثة عشتها ولم اسمعها من احد الدعاة في إحدى القاطرات حيث صعدت شابة مبهرة الهيئة ترتدي ملابس متميزة يمكن وصفها باختصار بتنوره قصيرة للغاية ومعطف طويل جدا ولو أضفت .. كانت فارعة الطول ينطبق عليها الوصف الدارج كأنها ناقة أو منارة كما يحلو للعراقيين تسمية الفارعات فستعرف لما أدارت عنق كل من كان متواجدا يومها في القطار ولم تترك شبرا من ارض الصبر في نفوس من رآها منهم إلا وأحرقته بجمالها وفتنها وحضورها الملفت . لما جلست انحسر معطفها جانباً فانكشفت سيقانها المتناسقة الطويلة لتربك ريشة مايكل أنجلو الذي كان سيحتاج لساعات حتى يستعيد هدوءه واضطرابات قلبه قبل بدأ عمله في تخليد لوحة على هذا القدر من الروعة.
احدهم لم يصبر وسأخيب ظن زميلي يونس حنون وأقول انه أجنبي مليون بالمائة أشقر مثلها ولا يقل عنها وسامة ربما رأى نفسه كفؤا لها لكي يعلن بأنه نظير لهذا الجمال المتفرد. تحرش بعبارات هامسة ورأس يرتفع وينخفض كمن يجس نبض الخصم وردود فعله. فما كان منها إلا أن رفعت إليه رأسها قائلة بنبرات حادة قاطعة كل طريق للمساواة أو لإطالة الحديث غير المجدي على الأقل بالنسبة لها: أصمت ..أم تريد العقاب .
ماذا حصل الجلوس صامتون كان على رأسهم الطير . الفارس المغوار نكس رأسه ولم يرفعه والمعطف لم يسحب ليغطي عفوا اقصد ليطفئ نيران استعرت في قلوب شباب كانوا يعيشون في أمن وسلام في ساعة الصباح تلك . لم يحصل كل ذلك مضى القطار من محطة الى أخرى ونزلت الفارعة في محطتها وظلت تحرسها أيائل التحضر ، والحرية التي كفلها لها مجتمع يعتني بالكثير غير جمالها من بناء الى ثقافة الى تقنية الى تصميم الشوارع الى تنظيم الطرق والمواصلات مرورا ببناء محطات للوقود النظيف والطاقة الشمسية . بناء المصانع والمعامل إنشاء مركبات تسبر غور الفضاء . معالجة مشاكل البطالة التكافل الاجتماعي متابعة الأحزاب السياسية والحرص على معرفة الممولين لحملاتهم الانتخابية حماية تراث البلد و.. عشرات الملايين الأخر من الاهتمامات التي تفوق إن لم يسبق بعضنا الهاجس الشرقي فيقول يوازي بجماله وروعته ومتعته ساقي ناقة باهرة الجمال .
إن من يكفن المرأة وترتعد فرائضه لما يبدو منها ويسيل زبده مسكين يشكو تشوها خلقيا فاضحا في فقرات عنقه منعه من أن يرتفع برأسه ليرى بان في الحياة الكثير الذي يستحق اهتمامه والعيش من اجله. كل ما عليه فعله الابتعاد قليلا من كهوف الشهوة والشبق والرغبة المريضة بالجنس الى اهتمامات أعمق تعطي لباقي خلاياه وأعضاءه قيمة على الأقل موازية لتلك التي يمنحها لشهوته. عليهم تعليم الرجل في الشرق سواء في البلاد العربية أم الإسلامية بأنه لا يقل فتنه وجمالا وسحرا عن المرأة وانه ليس ظلاً يتبعها بل عليه أن يكون شمساً تنشدها هي أيضا. لم يخافون ذلك ربما كي لا ينقلب السحر على الساحر ويظهر من يقول ماذا عن مظهر الرجل وأناقته وجمال طلعته وحسن هندامه. الرجل بدوره يفتن المرأة فهل يظن واضعي النصوص والمحاضرات الأخلاقية الطويلة والخطب إن المرأة من حجر لا يحركها الرجل فلما لا يترتب عليه ما يترتب عليها هذا سيضع الحجاب ودعاته في محنة قاسية لكن الواجب يقول إن الحياة تتطلب الاحترام والتقدير بين الاثنين فلقد مللنا من قصة الذئب والغزال صرنا نسكن المدن المتحضرة ولدينا قوانين عليها تنظيم سلوكنا والرجل صار يشغله الكثير ويستثمر وقته في انجازات مهمة غيرت وتغير مجرى الحياة ولم تعد الأنثى واغتصابها همه كما كان في العصر الطباشيري لبني البشر. على اعتبار إن العصر الطباشيري تسميه خاصة بالديناصورات . وقفة ذكية وتستحق التقدير من كتابنا وكاتباتنا الواعين وهم يرصدون مثل هذه الحالات،وتتناولها أقلامهم بالتحليل كي يعرف الناس حجم الأضرار التي تلحق بحياتهم جراء سيطرة مثل هؤلاء الدعاة المبالغين وحجرهم لإرادة الإنسان البسيط ، وتغيب وعيه. علهم ينجحون في إيقاظ السبات منهم والمغيبين . ثم لتصدح الشواطئ بعدها بلحن عذب فتردد الحناجر المعافاة من وباء الهم الجنسي الأوحد بأغنية رقيقة تقول كلماتها..
ما تخليش الدنيا (الدعاة ) تلعب بيه وبيك
خلي شويه عليه وشويه عليك.

د. شـــذى


2010 / 10 / 3

رضعوا وما خلوه يرضع





شذى احمد



صالح الحمداني كاتب عراقي ساخر.. تتسم سطوره بالبساطة واللمحة الذكية ومع هذا تقطر مرارة واسى على ما إل إليه حال العراق والدمار والتمزق الذي يعيشه من بداية الاحتلال الى يومنا هذا.
في مقالته المعنونة ب .. نعله على عرضك حمودي يروي لنا الحمداني يوميات جندي عليه واجب تأدية الخدمة الإلزامية والمعاناة التي يمر بها ولا يلتفت إليه احد ، يطلعنا على مشاعره الدفينة واشتهائه للحب بطريقة لا تخلو من براعة وحلاوة تتميز بها سطوره . باختصار يصور رحلته من بغداد الى الموصل حيث مكان خدمته ومشاركته الرحلة شابة جميلة ترضع صغيرها.. ولأن الصغير عنيد فإنها اعتادت كما يبدو على تهديده بالقول: "حمودي .. ترضع لو أخلي عمو يرضع !!"يتلقف (الجندي ) الذي تكالبت عليه الصعاب والمصائب التهديد بمزيج من الأمل والفرح وينتظر بفارغ الصبر أن يعاند حمودي وهو الرضيع ويصدق الملاك وهي السيدة الشابة كما وصفها في وعيدها!. لكن حمودي كان يرضخ لإرادة أمه فما كان من الجندي في نهاية المشوار وهو يغادر الأزبري كما اعتادوا تسمية مثل هذا النوع من السيارات في كراج الموصل إلا أن يلتفت الى حمودي بلوعة قائلا" نعله على عرضك حمودي، لا خليتنه نرضع .. ولا خليتنا ننزل بتكريت!!".
ويسترسل قلمه ليطول باقي القائمة في لعناته فيدون.......

نعله على عرضك بريمر: لا أنت حكمت البلاد كمحتل، ووضعت لنا دستورا ً– كما فعلتم في اليابان المحتلة – ولا أنت سلمت الأمور بيد حكومة انتقالية تضع دستورا ً وتدعوا لانتخابات، ولا (ظلينا على بنيان أول العام !) .
تركتنا بيد الجماعه يتعلمون برؤوسنا فن الحلاقة، وذهبت إلى واشنطن دي سي! لتلعب الغولف وحدك، وبقينا نحن هنا يتدرب علينا مجاهدو القاعدة ومن خلفهم عزت الدوري وقاسم سليماني وأسامة بن لادن على (فن دخول الجنة ، والزواج من 72 حوريه في ليلة واحده ، بدون استخدام الفياغرا أو الدبس وراشي!) .


عند انتهائي من قراءة مقالة الحمداني ، واستماعي لزفراته ، ومشاركته الأسى أظن بان بريمر رضع حتى الشبع هو ومن أتى بهم ، وان من حرم نعمة الرضاعة من ضرع أمه الوطن هو العراقي لأنهم ما خلوه يرضع.. بل ضرجوا ضرع الوطن بدماء أولاده. مسكين العراقي لم يعد حقلا لكل اللاعبين بقدره كما سطرهم قلم صالح الحمداني يرتع منه كل من هب ودب ويحقق به إغراضه سواءا الذين ذكرهم أم الذين لم يذكرهم مقاله ولهم أطماع في العراق لا تخفى على احد وفي مقدمتهم كما اصطلح على تسميته دول الجوار،ومن يعمل لها في العراق فحسب بل صار ضرعه حكرا على من يرضع بلا رحمة حتى الشبع، ثم يدير ظهره مغادرا دون كلمة شكر ، أو امتنان لان وقته لا يتسع وقد صار لتوه من أصحاب الثروات الطائلة والعقارات الفخمة في بلاد الغرب وعليه رعايتها.

إن الوازع الأخلاقي يفترض بالأمريكان أن يتحملوا مسؤولياتهم إزاء البلد الغارق في الاضطرابات والفوضى وعدم الاستقرار , وان يساهموا في إعماره مثلما كانت لهم اليد الطولى في دماره. عليهم الدفاع عن سمعتهم ،وان يكونوا أوفياء لآبائهم الذين أعانوا أعدائهم في الحرب العالمية الثانية اليابان وألمانيا وأعادوا بنائها وساهموا في نهضتها. عليهم تقديم المساعدة للعراق بشكل صحيح وليس صوري كما تطالعنا شبكات الأخبار ، فليس انسحابهم بكافي وليس كلمات الإطراء التي تشيع بان العراقيين قادرين على تحمل مسؤولية امن بلدهم وحدها بكافية لكي تعيد ما سحقته ألتهم الحربية وجحافلهم التي زحفت الى العراق واحتلته.
سيرد علي متحدث باسمهم ساخرا.....لكنهم ضحوا لأعمار العراق ما يقارب ال600مليار دولار حتى عام 2008 ،ولم يتم بها اعمار وبناء البلد بل سرقت بحسب المتحدث الأمريكي كما نشر في تحقيق معد فياض المنشور بعنوان ((7سنوات أحالت بغداد الى خراب...)) قد يكون ذلك صحيحا. لكنهم كانوا بطريقة مباشرة سببا في سيطرة الجماعات الفاسدة على مقاليد الحكم .
حتى تصرفاتهم التي اتصفت حينا بالا مسؤولية، والأخرى بالأمر الناهي ليست من الحكمة بمكان. عليهم أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث بحكم دوائرهم التحليلية وقدراتهم السياسية وباعهم الطويل في حل الأزمات العالمية للمساعدة في إيجاد أفضل الحلول للازمة العراقية ودعم القرار الصحيح . فلا يعقل أن تلعب الإدارة الأمريكية دور الحمل الوديع أخر الأمر وهي المحتل الذي تلطخت صفحات احتلاله بالأخطاء الكبيرة من فضائع السجون الى سوء التعامل مع الشعب المحتل والأزمات، فتدعي فجأة بأنها ضيف طيب ومهذب يرتدي بدلته الأنيقة ليرقب اختيار الشعب .. ذلك الذي لم يبقى منه القادر على اتخاذ القرار بسبب الإرهاب والقتل والتشريد.
على إدارة الرئيس اوباما مسؤولية أخلاقية لا تقل أهميتها عن وعوده بتنفيذ أجندته الانتخابية تطلب منه إعانة الشعب العراقي الذي تسببت إدارة سلفه في معاناته الحالية .وان يسجل في السلم انتصارا يستحق أن يذكر له.



2010 / 9 / 30

-----
Share |
------