------------ --------
Share |

التصفية الروحية




التصفية الروحية

عندما تجاذبت معهن أطراف الجدال توجست خيفة ..هناك أطنان من الموروث المثقل بتركة الرفض والشجب والغضب وكل المشاعر السلبية. وهناك سوء الظن المزروع عمدا في نفوسنا لأننا نساء. كان الرجال لا تغار كان الرجال لا تحسد كان الرجال لا ينتابها الغضب من بعضها كان الرجال لا تنتابها الرغبة بالاستحواذ كأنها لا تمكر ولا تكيد كان كيدهم لا تزول منه الجبال ربما ببساطة لأنه بحجمها أو اكبر منها. كأنهم لا يظلمون لا يقهرون لا يسودون العيش ولا يدمرون ويحرقون الأخضر باليابس عندما يريدون إن كان كل هذا لا فلما لم تعرف الأرض منذ نهاية عصر الأمومة وعبادة الآلهة الأم أي طعم للسلام . ولما تتلاحق الحروب وينتشر الشر والغزو والاستعباد والرق. لما إلى يومنا هذا تبحر السفن والبارحات قاطعة مئات الآلاف من الأميال كي تغزو بلدا أخر. إن كان لا لما هناك بدع اجهزة الأمن والمخابرات والاغتيالات والتصفيات الجسدية وقوانين حظر زواج بنات هذا البلد الذي يملكون من غير أبناءه وان كان لا فلما يسترقون ويستعبدون بعضهم البعض . ولما يسرقون ويقتلون ويسبون ويدمرون.
فكرت بكل ذلك وعرفت بان وساوسي هي وضعية بمعنى هناك من حشاها في رأسي تربيةً وهي لا أساس لها من الصحة بل هي بأفضل الأحوال عبارة عن تهويل وتضخيم لحقيقتنا كبشر وردود أفعالنا إزاء الأفعال والتصرفات التي تصدر من الآخرين .

هدأت من روعي وأمسكت نفسي وقلت أما الآن وإلا فلا قلبت كما تقلب أي امرأة أخرى أدراج دولابي لأرى أي الملابس تسنحكم مظهري اليومي وأيها انزوت في أركان مظلمة قصية لا لسبب فقط لأنني اعتدت على غيرها وصارت تتفنن في إقناعي بدوامها مستغلة بلادة التطبع الذي يغلب على بني البشر ذكورا وإناث ويسيرهم.


وجدت بان علي أن أرى الكثير الذي كنت وما زلت غافلة عنه وأبرزها لغتنا وتعاطينا مع الأحداث. عشرات الوثائق والكتب بل مئات منها تتحدث عن سلبيّ التاريخ وأشرارهم والمصير المريع الذي واجهه بعضهم ولأننا مبرمجون كنا نميل وما زلنا للذي يراد لنا الميل له . النازيون كانوا أشرارا فصارت أحكامنا كلها عليهم بالمطلق سيئة ليس هم وحدهم بل كل من عمل في زمنهم حتى ألحدائقي الذي سقى الزرع. والطباخ والخباز اللحام الاسكافي المعلم أولهم لأنهم لقنوه درسا عليه أن يتلوه والشباب الذي سرق منه حماسه وعبئ برأسه أفكارا مسمومة تنص على تفوق عرقهم الآري ـ ولا احد يعرف من أين تفتقت قريحتهم عن مبدأ سمج كهذا ـ وصاروا ينظرون للآخرين كأنهم حشرات أو عبيد لهم. قلت عبيد كم تبدو الكلمة مألوفة ورددت ملايين المرات في كتب تاريخنا الناصع.
أخافتني وفرملتني كل هذه الملاحظات المبذولة بسخاء على صفحة أيامي . فقررت أن ادفعها وابحث عن جديد لم ارتديه. أن أقول مرة واحدة ما يصدر عن الأفعال من رد فعل وما علينا أن نراه من رد الفعل ذلك . اليوم نحن نعيش عصرا نازيا وان كنت أصدقكم القول ولا يتهمني احد بالمغالاة اشعر بان الدهر الذي عشناه على هذه الأرض كان كله نازيا. لما ..لأنني لم أجد يوما ما وصلت به إمبراطورية أو قوة عظمى إلى السلطة والتحكم بزمام الأمور إلا وأجبرت الجميع على قبوله . انظروا أغسطس الذي اعتنق المسيحية بالصدفة والذي يعتبره الكثير من المسيح نموذجا وهو ابعد ما يكون عن الرجل الصالح فرض الديانة على رعيته. وفي الشرق فرض الإسلام سلطانه على كل البلاد التي دخلها وسمى احتلالها له فتوحا.
التتار المغول حتى العثمانيون الذين استغلوا الإسلام شعارا لإمبراطوريتهم ثقيلة الظل فرضوا شروطهم واتبعوا سياسة التتريك رغم أن لغة القرآن عربية!. ولما أراد الغرب إزاحتها أخر الأمر بعد أن اكتملت عوامل هزيمتها فرضوا بالنار والحديد قوانينهم وعقائدهم وخياراتهم وخرجت الشعوب من حكم طويل رتيب إلى استعمار مسلح قاس ولئيم أذاقها بسبب تأخرها مر العذاب وقطع أوصالها. حتى حركات التحرر الكبيرة فرضت قوانينها بالقوة الثورة الاشتراكية حكمت البلدان التي بإمرتها بالنار والحديد وفرضت عليها طوقا أمنيا خانقا ومنعت عنها الاختلاط بالآخرين وحجرت الحريات الفردية وصارت قوانينها هي السائدة. أمريكا التي تتبجح بأنها الدولة الحلم والتي يحقق بها الفرد ذاته وكل ما يريد تعاملت مع هذه الحقيقة على الدوام بوجهين مختلفين صافحت بحرارة الجلادين والدكتاتوريات العفنة ونشرت تقارير حقوق الإنسان. دعمت الحكومات الفاسدة وأمدت المتمردين على خصومها بالسلاح والمال كما فعلت بمتمردي أفغان وكوبا . من كل هذا وذاك تبقى حقيقة الكلمة التي تحكم كل هذه الإمبراطوريات وتتحكم بنا هي في مخارج حروفنا. بعد سقوط بغداد عليك أن لا تنعت صدام إلا بالطاغية ونظامه بالمقبور . نهبت كل أثار ذلك العهد كأننا في مغارة علي بابا. ومسحت آثار حقبة من الزمن في هذه البقعة من الأرض هي حق إنساني عام مثلما هو حق عراقي خاص. إن مساطر الاختيار الجاهز للسطور والكلمات تجعل المعالجة لأي قضية عقيمة و عديمة النفع. الغرب يتصالح مع تاريخه ينبش بطون الكتب يقرأ تاريخه بتأني بلا انفعال وبلا تشنج. عندما أنتج الألمان فلم هتلر لم يستفز قرارهم أحدا من شعبهم أولا قبل الآخرين الذين ينظرون لهم دوما بعيون الرقيب المتابع لأنهم محصوا تاريخهم الحديث وأشبعوه درسا وتحليلا ودراسة ثم نشروا عنه ألاف الأفلام والوثائق ولم يتركوا شاردة وواردة عن تاريخه لم يحفظوها ويحللوها ويقدموها لكي تكون مادة للتاريخ يطلع عليها كل من يريد في هذا العالم.

أما العرب فهم عبيد السيد بدءا من الحاكم الذي يحدد حجم ونوع ومقدار المفردات ونوع التناول لأي شخصية بناءا على موقفه الشخصي منها وعبيد للاصطفاف والخيارات الفكرية والسياسية . فرجال الدين لا يتناولون ابدأ شخصية فكرية أو فنية ـمعاذ الله ـ بالخير . وعلى العلمانيين أن يتجنبوا ذكر أي محاسن للدين حتى تأثيراته الفلكلورية أو الاجتماعية أو التربوية أو حتى التعبوية التي ساهمت في تأجيج حماس الناس ضد غاز أو محتل. لا لان هذا يعني نكوصا عن مبادئ كلا الطرفين. بهذا نحن عبيد إن لم نكن ضحايا للتصفية الروحية كل يوم. ضيقة عبارتنا. ركيكة دراساتنا. عقيمة أطروحاتنا وحلولنا وننتظر من يأتي ليحاضر لنا في المناهج البحثية وطرق البحث ومدارسه التي تنبثق في بلدان العالم المتحضر والتي لا تعني بأحسن الأحوال القائمين على الأمر فينا لأنها لا تناسب بعرضها وطولها الأسمال البالية التي نملكها والتي لا نريد استبدالها .
لم تغضب ايا من صديقاتي ولم ينقطع حبل المودة بيننا بل زادنا اختلاف الرأي تقاربا رغم أنني عن نفسي شذبت أغصانا كثيرة من شجرتي بصحيح ما طرحن. وعدت أتأمل متى أنجو بنفسي من التصفية الروحية حلم قد يبدو بعيد المنال لكنني سابقي احلم بقول ما أريد قوله و لا اردد كالببغاء ما تريده السلطة التي تحكم سوق القوة أن اردده.

د. شــــذى احمد



لاحياة لمن تنادي



الاستحواذ والاستبداد بالسلطة صفات يكتسبها الحكام عندما تقسو قلوبهم وتصبح ارادتهم هي الواهب العاطي ويصبحوا فوق البشر فيحكمون بالنار والحديد وكذلك عندما يستسهل الشعب النفاق ويكثر التملق والخنوع تماما مثلما يحصل اليوم في العراق. رغم كل ما عاناه ومر به من قهر ودمار فاصبح لقمة صائغة في فم الاطماع الخارجيةولاصحاب المصالح في تقطيع اوصاله والقضاء عليه والاستحواذ على ثرواته. الرسالة التالية التي توصلت اليها عندما قرأت نبأ وفاة عز الدين المجيد قريب الرئيس العراقي سابقا صدام حسين ذكرتني بذلك كله عل من يقرأها هنا يفكر بما افكر به .. ترى هل كان تنازله عن السلطة سينقذ العراق .. اثنان قالا له باخلاص ابن عمه الذي ذبح كل عائلته ببرودة دم اطفاله الاربعة وزوجته اي قلب والشيخ زايد الذي رحل وكان يأمل ان يسمع صدام لكنه كان يسمي كل من يخالفه الرأي خائنا. ترى هل ما زال البعض يجد صدام على حق ما رأيكم
يقول الراحل عزالدين المجيد
ليطلع العراقيون على مواقف أبنائهم
نص رسالة عز الدين المجيد إلى صدام حسين قبل أشهر من الاحتلال

أدعـــوك لأن تزهـــد بالدنـيا والســـلطة
وتترك العـراق لأبناء شـعبه لا للأجنبي
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تَحسبن الذين يَفرحونَ بما أوتوا ويحبّون أنْ يُحمدوا بما لمّ يفْعَلوا فلا تحسبَنّهمْ بمفازةٍ منَ العذاب ولهمْ عذابٌ اليمْ)
صدق الله العظيم
إلى / السيد الرئيس صدام حسين المجيد
بعد التحية
ما كنت أتوقع يوماً أننا سنتحادث أو نتخاطب مباشرة بعد ما حدث وما شهده العالم أجمع من حمّام الدم الذي سالَ داخلَ العائلة. وبعدما حملتُ حزني وأسفي معي مطعوناً بخسارةِ فِلذات كَبدي الأربعة وعائلتي على يديكم ورحلتُ إلى بقاع الله الواسعة. ولنْ أتوقعَ أنْ تحظى رسالتي هذه باستجابةٍ مباشرةٍ من سيادتكم لما أعرفُهُ عنكمْ من عِنادٍ في هذه الأمور.
غيرَ أنّ الحقيقة التي فيها هي فوقَ كلِ تصرّفٍ وسلوكٍ سيؤدّي بالعراق وشعبه إلى مصير غامضٍ إذا ما وقعت الحرب ضدّ العراق لا سمح الله.
السيد الرئيس
لقد علّمْتَنا مذْ كنّا صغاراً سبيلاً لا سبيلَ غيرها هي حبُّ العراق وحب شعبه وانّ كلَّ منْ يخرجُ على إرادة العراق فهو خائن وأنَّ كرامة الفرد من كرامة المجتمع والعكس كذلك، وقد تربيّنا على تلك الأفكار حتى كبرنا ووقفنا إلى جانبكم وعشنا في ظلّكم حتى تبيّن عكس ذلك، وحتى رأينا أنَّ سفينة العراق تقودها الأهواء والأعاصير ولا تقودها الحكمة، وأنَّ كلَّ من صفقوا للقبضة الحديدية والغزو والحرب إنما كانوا يصفقون في احتفالات ذبح العراق وشعبه، حتى وصلت الحال إلى ما وصلت إليه الآن.
السيد الرئيس
أعلم واعلموا معي أنّ الأمر الآن بلغ مبلغه، وأنّ كلَّ خطوةٍ يخطوها سيادتكم لن تجدي نفعاً، لأنّ إرادة أعدائكم ستمضي إلى ابعد من النقطة التي تخشون أن تصل إليها يوماً. ولا مخرج الآن سوى المزيد من الدم والموت، سيكون مصيركم ومصير العائلة بأجمعها في دائرته ووسط حرائق لا آخر لها داخل العراق.
لقد تيقنا من ذلك تماماً.. ولذلك أقول قولتي هذه أمام الله وأمام العراقيين جميعاً وأمامكم واضعاً جنباً مأساتي الشخصية وما ألمّ بي وبعائلتي.
السيد الرئيس
إن شعب العراق الذي أغمضتم أعينكم طويلاً عن معاناته، شعب العراق الذي عرفت شخصياً كم من المآسي لحقت به وكم من الألم والحيف والحرمان يكابد داخل العراق وخارجه، إن شعب العراق الكريم هذا يستحق الاعتذار حتى إن لم يقبله. ويستحق التفكير والتضحية حتى وإن جاءت متأخرة. ويستحق لحظة صدق مع النفس ومبادرة شرف وموقف رجولي ولو لمرة واحدة من أجل انقاذه مما يمكن أن يلحق به من دم ودمار. وعليه أدعوكم بكامل الإخلاص إلى أن تنقذوا أنفسكم والعراق وشعبه من المأساة القادمة وأن تزهدوا بالدنيا والسلطة وتفوزوا بقولة الحق، لتتركوا العراق لأبناء شعبه لا للأجنبي، وأن تقطعوا الطريق على أية مؤامرة ضد العراق ومصيره بأن تضعوا حداً للمآسي التي بدأت منذ استلامكم السلطة والتي يبدو أنها لن تنتهي.
السيد الرئيس
إنها ساعة الفصل وساعة الحقيقة تدفعني الآن إلى توجيه ندائي هذا لا طمعاً في شيء ولا خدمة لأحد سوى خدمة شعب ضحى أكثر مما يجب وعانى أكثر مما ينبغي، ولم يعد بحاجة إلى سياسة تعرضه للمزيد من الهلاك والحرائق بل إلى حكمة تطفئ نار أعدائه وتترك مصيره مستقلاً بين أيادي أبنائه.
السيد الرئيس
أوجه كلماتي هذه لثقتي بالله أولاً وأملي بأن تكون بعض طروحاتكم عن أمن العراق وسلامته وشعبه ذات رصيد يوماً ما. إنه نعم المولى ونعم النصير.
(ربّنا إننّا سمعنْا منادياً ينادي للإيمان أنْ آمِنوا بربّكِم فآمنّا، ربَّنا فاغْفِر لنا ذنوبَنا وكفّرْ عنّا سيّئاتنا وتَوَفَّنا مع الأبْرار)
صدق الله العظيم
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الموقع الشخصي للراحل عز الدين المجيد
ezaldinalmajeed.com


كلام اهمس به



اياد البلداوي
كلام اهمس به!!!!
يؤرقني حزنك ياسر دنياي
تخدرني نظراتك يا كل منايا
كلماتك
تدخل القلب دون استئذان
فيها من الحب مزايا
كم من عاشق
هائم دنياه يعدو في الحب
يخط الخطايا
قالت :
ما بالك تهفو بعيدا
والقلب
فيك نابض بين الحنايا
وحروف كلماتك
تصيب مقتلا
والهمس
يدنيه من القلب هياما
ما بال الحبيب
يهفو بعيدا
وما بال القلب
يتراقص كالسبايا
رأفة بي قاتلتي
سهامك أصابت القلب مقتله
فما كان حبي بهتانا
فانا اهيم
في حبك عشقا ووجدا
اهواك يا من
كنت للروح سلطانا




عجلة الحياة اليوم لا تديرها البداوة


سواءا كتب سري ام سوي فانهماابعد ما يكونا عن واقع حالنا


عجلة الحياة اليوم لا تديرها البداوة

اذا ما بقيت همومنا مركزة بالعيوب والشوائب الشخصية . والبحث عن فضائح ومثالب لخصومنا فكريا. والتصرف معهم من منطلق بدوي يتلخص في تشويه السمعة والتعرض للشرف المهني والشخصي الذي ما زال يشكل الدافع الأكبر في حياة العرب حتى بعد أن صار دفاعهم عنه من المشكوك به. عندما يريد محتل أو حاكم لأي ارض عربية- أن ينتزع من أي أسرة نسائها بحجة التهمة كما يحصل في العراق وفلسطين وربما غيرها فلن يستطع احد إيقافهم. عندما تتعرض عصابات الموت التي احتلت العراق بعد سقوط بغداد من لأعراض النساء اللواتي جعلهن العرف في خانة القيمة المطلقة للفرد فإنما هم يدنسون الشرف الرفيع الذي عاشوا على أمجاده.
لا احد يدعو لعدم اعتزاز المرء رجلا وامرأة بشرفه الشخصي متمثلا بالعفة والطهر أو المهني متمثلا بالنزاهة ونظافة اليد. لكن المبالغة في إعطاءها الأولوية جعلها سهم يرتد على المجتمع معيقا بشكل واضح أي فرصة لطفرات اجتماعية باستغلال السلطة التي تستبد على الدوام بالحكم لهذه الخصلة وإسقاط المعارضين والرافضين لها ولأخطائها تباعا. ليس في العالم العربي أي معارضة إنها مقموعة بالسجون وبالتسقيط الفردي لأي معارض والتعرض للسمعة الشخصية والطعن في أخلاقة ومبادئه وإخلاصه ومبادئه وانتمائه واخلاصة للعقيدة والمواطنة .
لكي نبقى صادقين علينا أن ندعم إنساننا . إيماننا بان ما ورثناه وما زال يحكمنا يحمل بين طياته الكثير من الغث والسمين . لكي تتسع العبارة لكي يكون لنا فسحة من الوقت لكي نتمرن على جديد الخيارات. لكي لا تنفر عروق احدنا تشنجا وهو يصرخ ويصيح مدافعا عن نظرياته التي عفا عليها الزمن . أو التي أتى بها من أحجار العرافات.

في حديثة عن اليهود يقول الشيخ القرضاوي ..ان ما قام به هتلر من عمليات إبادة لليهود هو تأديب سماوي لهم. انه يثلج بذلك صدور المسحوقين الذين دجنوا على عبارات مثل هذه والتي تريهم بان الله معهم وانه قادر على نصرهم. لكن في المقابل ماذا يصنع القرضاوي ينقل كل ضريبة الأعمال النازية البشعة إلى العرب والمسلمين الذين يستمعون إليه ويستغرقون طربا بخطبه. انه يؤجج صدور العالم المتحضر ويحرج المعتدلين منه . وكمواطنة أوربية أقول بمنتهى الصراحة إن الطرح العقلاني والرأي الأخر في التعاطي مع العرب والمسلمين موجود وله حضور. لكنه يحرج ولا يستطيع الرد عندما يبرر الشيخ الأشهر جرائم النازية البشعة وما قاموا به من أعمال ضد الإنسانية بحجة واهية هي عقوبة الله لهم. بالمقابل قبل أن تنفر عروق متحمس له ماذا جنى الفلسطينيون الأبرياء لكي يشردوا من أراضيهم ويطردوا خارج بلدانهم ، وتنكل بهم دولة إسرائيل وتسرق أراضيهم وبيوتهم وتبني مستوطنات لها وللمهاجرين الجدد على أراضيها ؟. إن طرح القرضاوي يقود تلقائيا لظن مثل هذا . فلما لا ندع الرجم بالغيب والادعاء بمعرفة ما يفكر به الله والتفكير جديا بحلول لأزماتنا الطاحنة.
بلدان تملك أفضل وأحسن خيرات الأرض وإنسانها إما مشرد أم مسحوق تتلاعب به وبقدره المحن والمصاعب .أو في السجون يعاقب على جريمة كونه مواطن على ارض لا يحسن ساستها إدارتها.
من المخجل حقا أن يتم الاستشهاد في المحافل الدولية والمنتديات الفكرية بعبارات غير إنسانية عن شيخ عليه أن يمثل صورة الإسلام المتسامح وينشر السلام.
كيف هو الحال بمن هم اقل منه مكانة وعلما وهم يتخذونه قدوة. انظر لقد تربينا على رفض الأخر وتربينا على فسفورية القرارات والمشاعر نشتعل بلحظة ثم نخفت وتنثر الريح رماد ثورتنا كأنه لم يكن. يقول العلامة علي الوردي ان العراقيين مثل الشلب وهو نبات طري ينمو على ضفاف النهر سريع الاشتعال و أظنها صفة تنطبق على الكثير من البلدان العربية ان لم تكن كلها. إن العصبية والعبارة الضيقة تخلف بشرا أصحاب شخصيات موتورة وعدائيين .

قبل ان نفكر بشكاية قاتلينا الذي عبروا البحار لاحتلال أرضنا مثل الأمريكان أم المستعمرين للأرض العربية مثل الصهاينة علينا ان نشكو معتقداتنا الراسخة لا زلنا نؤمن بالقصاص . العراق يحترق والملايين مشردة وهناك محكمة هي الوحيدة التي لا ينقطع تيارها الكهربائي في استصدار أحكام الموت.

كيف تكون هناك حياة في بلدان تمتهن الموت
لم تشنق إسرائيل قاتل اسحاق رابين لأنه عزيز عليها وهو بالتالي مواطن منها . لكنك تسمع طبيا عراقيا أمضى عمره في ارفع المهن الإنسانية التي تعنى بالحياة يعلق بان إعدام صدام حسين و رفاقه ضروري . إنها ثقافة الإقصاء والبتر والقتل التي تتحكم في تفاصيلنا اليومية . فمادمنا على هذا القدر من الرخص فيما بيننا. والبعض يقتل البعض الأخر . ويستسهل قتله فلماذا نعتب على الغريب الذي يأتي البلاد العربية ويتعامل مع شعبها كأنهم قطيع ليس للفرد فيه أي أهمية. يقول احد قتلة السادات بأنه كان يحلق ذقنه وشاهد في التلفاز السادات يشتم شيخه فقرر قتله... أنها قيم البداوة التي تستحكم بالمجموعة كلما تأخرت ثقافيا وفكريا عن اللحاق في ركب الحضارة وبقيت تصارع وتنازع رغباتها المكبوتة منها والتي تعلنها بصور دمار وقتل وتصفية وانهار دم تسيل بلا هوادة.
 شــذى احمد

بلا حدود






مشاركة من صديقة
بلا حدود
في بداية السبعينات تأسست في فرنسا منظمة ((أطباء بلا حدود)) على يد مجموعة من الأطباء و الممرضين. فكرة المنظمة هي أن الرعاية الصحية حق طبيعي لكل إنسان مهما اختلف عرقه و لونه و جنسه و دينه. وهدف المنظمة هو تقديم العلاجات و المعونات الطبية لكل المتضررين من جراء الحروب و الكوارث في أي مكان في العالم ، و لذلك تنشط أعمالها في المناطق الفقيرة و المنكوبة.

بعد ذلك تأسست منظمة ((مراسلون بلا حدود)) و هدفها نقل الوقائع و الأحداث على حقيقتها بدون تدخلات سياسية لأن الصحافة الحرة و معرفة الحقيقة حق لكل الناس.

في مقابل ذلك قدم عالمنا العربي و الإسلامي مجموعة من المنظمات الحضارية في مجال النشاط الإنساني و الثقافي في العصر الحديث ، نذكر منها :

في مصر ، تشكلت منظمة (( راقصات .. بلا حدود ))
و في لبنان عندنا منظمة (( عاريات .. بلا حدود ))
في الأردن تشكلت منظمة (( نصابون .. بلا حدود ))

و في سوريا منظمة (( شحاذون .. بلا حدود ))
في الإمارات تشكلت منظمة (( مسرفون .. بلا حدود ))

و في اليمن عندنا منظمة (( مخزّنون متخلفون .. بلا حدود ))
الصومال قدم للعالم ((قرصنة .. بلا حدود ))
و السودان كحلها بمنظمة ((قطاع طرق .. بلا حدود ))
الجزائر سبقت الجميع بمنظمة ((تكفيريون .. بلا حدود ))
و المغرب أطل علينا بمنظمة (( ارهابيون .. بلا حدود ))
مملكة آل سعود قدمت للإنسانية أرقى منظماتها (( ذباحون ... بلا حدود ))

و أخيراً تفرد العراق كعادته من بين أشقائه بكرمه الأصيل بأن قدم للعالم بدل الواحدة ، ثلاث من المنظمات : ((لطّامون .. بلا حدود )) و (( رواديد .. بلا حدود )) و المنظمة الأخيرة تضم النخبة طبعا Elite و هي منظمة ((معممون .. بلا حدود))
و تقبلوا تحياتي أهديها لكم .. بلا حدود.





























حرية المرأة وقميص عثمان



أسماء بن قادة
الزوجة الثانية للقرضاوي


اعتاد العرب أن يضربوا المثل بقميص عثمان كما يعلم الجميع كناية عن طلب الثأر للخليفة الراشدي الرابع عثمان بن عفان رض من قاتليه. لست بصدد الحديث عن الحدث ومفارقاته فهناك من خصص عمره للخوض فيه و يدلو كل يوم دلوه كي يخبرنا بالحقيقة المطلقة كما يفصلها. إنما كما يقال الأمثلة تضرب ولا تقاس ولذا فان حرية المرأة. الانتصار لقضاياها صار مثل قميص عثمان يتمسح به القاصي والداني من اجل نيل مأرب شخصية والوصول إلى أهدافه وأطماعه بغض النظر عن موقف المرأة . إنها مثل الموضة السائدة في هوليوود في تبني الممثلات لأطفال سود من أفريقا وبيع صور تبنيهم بملايين الدولارات والتنافس فيما يبينهن عمن تحوز على حصة اكبر من المال والاهتمام الإعلامي. فلا أفريقا غادرت فقرها وضمن مستقبل صغارها ولا ارتاحت وهدأت نفوس أمهات يطحنهن العوز والحاجة في إيجاد مخرج لمشاكلهن المستعصية .
إن اللعب بأوراق المرأة وحريتها لعبة رابحة إذا ما تم عزف موسيقاها حتى ولو بمهارة متواضعة!. لكن لما يتعامل المتعاطين لقضاياها بازدواجية في التعرض لهذه المواضيع أو الأشخاص فهذا أمر أخر.
كل هذا خطر ببالي و انأ اقرأ نص الحوار الذي أجرته جريدة الشروق القطرية مع السيدة أسماء زوج القرضاوي.
حتى لحظة قراءة المقال أو اللقاء الصحفي كنا جميعا نظن بان القرضاوي قد استغفل طفلة وتزوجها ولم يكن لها إرادة لا هي ولا أهلها ربما اشتراها ببعض المال. وإذا بنا نلتقي بسيدة ذات حسب ونسب ومكانة اجتماعية رفيعة تضعها في مصاف النساء المتقدمات في مجال عملها وذات مؤهل اجتماعي رفيع وقد توجته بحصولها على الدكتوراه وهي سيدة مجتمع من الطراز الرفيع وتمثل النساء في المحافل والمؤتمرات الدولية ولها صولات وجولات في ميادين الفكر والثقافة وقد تلقت ارفع تعليم في بيت أبيها عالم الرياضيات بن قادة . ولم يستغفلها القرضاوي ولم يتزوجها وهي ابنة الخامسة او الثامنة عشر كما اجتهدت وسائل الأعلام والصحف العديدة على ترويجه.
قد يفغر الأصدقاء قبل الخصوم ألفاه دهشة وهم يقرؤون ذلك ظنا منهم بأنني أدافع عن القرضاوي (وان كنت اعتقد في يوم ما إن كان هناك لزاما في قضية ما وكان هو ضحية فيها فلن أتردد ليس حبا به بل احتراما للقلم الذي يفترض به النزاهة والموضوعية بالطرح) والأمر غير ذلك بالمرة. كل ما بالأمر أنني اكره الكيل بمكيالين. لما تجلد صحف ومواقع الإنسان العربي في بقاع الأرض العربية ليل نهار وتستخف به وبخياراته وحركاته وسكناته بكل أطيافه واتجاهاته المذهبية وتصوره مسخا أم مخلوقا بربريا مسكونا بالدناءة وخسة الأفعال. لمن ولمصلحة من؟. شرحت السيدة ظروف زواج الشيخ ولكنه ليس الشيخ الأول الذي يعشق ويتزوج وان كنت من الرافضين بشدة تعدد الأزواج وقهر المرأة والزواج من صغيرة بالسن. لكن أن يسمى ما قام به بأنه فضيحة الفضائح لأنه تزوج وهي التي نشرت القصائد التي جالت بها نفسه وما أفصح عنه من لواعج قلبه فهذا أمر يدعو إلى التساؤل. لما التحديد. لما التخصيص. خذ مثلا ابرز نجوم العالم الجديد والسينما كرروا الخطأ نفسه ها هو كلينت استوود يتزوج وهو في منتصف السبعينات من صبية في عمر أسماء فلما لا يكون عمله فضيحة. وكذلك توم كروز ترك أجمل امرأة وتزوج بمن تصغره بما يزيد عن الربع قرن، وبلا خجل لم نسمع نقدا واحدا. ثم القائمة تطول ولا تقصر . هذا شرودر المستشار السابق لألمانيا تزوج خمس مرات و أخرها فتاة تصغره بما لا يقل عن الثلاثين سنة أو يزيد .
رأيت في احد الأيام برنامجا يستهجن تهافت الصغيرات الفاشلات على أحضان الأثرياء العجائز واستسهالهن الحياة وطرق العيش بالتمتع بالجاه والمال ولكن الأمر لم يكن كذلك مع الجزائرية التي ولدت في بيت رفيع النسب ومستوى معاشي مميز وتلقت تعليما عاليا يؤهلها كما عبرت كي تكون من ضمن النخبة من النساء اللواتي يقدن التغيير.
إن الحرص على أظهار زواج القرضاوي من أسماء على انه مخالف للطبيعة وانه فضيحة وعار إنما المقصود منه ضرب الرجل في شخصه لا يعني قضية المرأة بأي حال من الأحوال ولا مصالحها. حتى لو أخطأت أسماء بالموافقة ولم تستمع لنصيحة والدها الثمينة من أن الزواج سيدمرها شخصيا فهي تعكس تجربة شخصية كان من الممكن أن تنجح أو تفشل، ومن تجاربنا مهما كانت مرارتها نتعلم.

ليس للمرأة أي مصلحة في صراع المصالح . والذين يشتمون القرضاوي ليل نهار معيرين إياه بزواجه من أسماء إنما يعنيهم شخصه وليس المرأة ولا قضاياها. ما الذي قدموه للمرأة. ما الذي تحقق على أيديهم من امتيازات وانجازات للمرأة. ماذا سنوا وأين هي ملاحمهم وبطولاتهم لإخراجها من واقعها المزري. أم أن الأمر مجرد مظاهر خداعة واستغلال ثغرات شخصية للفوز في حملة انتخابية كما فعل خصوم باراك اوباما حين استغلوا صورته باللباس الأفريقي لكي يشوهوا سمعته هزموا وارتقى اوباما سدة الحكم.
قد تنطلي الخدعة على بعض النساء الساذجات اللواتي لا يقرأن ما بين السطور وان كنت اشك بأنهن بأعداد كبيرة فالمرأة الواعية بفطرتها تعرف بيت القصيد . لكنهم لن يستطيعوا أن يستحوذوا على عواطف الكثيرات المدركات للمقاصد الخفية لمثل هذه الحروب وهذه التغطيات الإعلامية. لكي لا نؤكل مثلما أكل الثور الأسود علينا أن نعي جميعا ونتصدى لمثل هذه القصص. وان نمنح الشخصية العربية بعض الاحترام وان لا نهرول لكل عرض مسرحي في طرقات الحي أملا بصولة جديدة لأبي زيد الهلالي في حياتنا. بل علينا أن نعرف بأننا بشر بخياراتنا . هفواتنا. ماضينا وإسقاطاته على الحاضر. تراثنا المتمكن في أدق تفاصيلنا نسير حياتنا وأننا عندما ندافع عن الحق والحقوق علينا في اقل تقدير أن نكون نزيهين في أهدافنا حتى نفوز أو نهزم بها بنبل وكرامة.

د. شـــذى احمد





حرية المرأة بين قيدها وقدرتها




والأغصان المقطوعة والمصغية إلى أزيز الرياح في المستنقعات . تحفزني على نسيان
المرأة التي أحببتها وأصبحت الآن هرمة لإدمانها الوقوف في نوافذ الأفكار الدينية .
أيّة التماعة واهنة تبرز صورتها أمامي في هذه الهجرات التي لا تنقطع ؟

نوافذ الأفكار الدينية
الشاعر نصيف الناصري




تذكرت وأنا اقرأ القصائد الأخيرة للشاعر العراقي المهاجر نصيف الناصري بإشكالية ظلت عالقة في ذهني تقفز إلى مساحة تفكيري واهتماماتي كلما سمعت رجلا مثله يردد نفس الهم . هم سيطرة الأفكار الدينية الموروثة بكل تفاصيلها مهما كانت على الكثير من النساء وانبرائهن للدفاع عنها ومعاداة كل من يرغب في مناقشاتهن فيها.

يعتقد الكثير من المفكرين والمفكرات إن الخلاص الحقيقي للمشاكل الاجتماعية تكمن في تحرير المرأة من قيودها ومن السلطة الدينية وعبوديتها تكمن في النصوص التي تستعبدها.
تتمرد البعض منهن في سن مبكرة مثلما قرأنا في كتابات الدكتورة نوال السعداوي وكيف انتبهت في سن مبكرة في الريف الذي ولدت فيه للفارق الكبير في تربيتها وتربية أخيها وكيف كانت تقمع كل مرة بقوانين الدين والأعراف وكيف أرادت التخلص منها وكيف قالت ذات مرة إن الله يجب أن يكون عادلا وقد خلقني وخلق أخي فلما يعطي أخي أكثر مما يعطيني؟!.

الفتاة الريفية قبل عقود التفتت إلى هذه الحقيقة وتصدت لقيم راسخة وتمردت عليها وكتبت ومازالت تكتب رافضة أن تكون المتحكم بحياتها. فلما تقبل بها أخريات ربما ولدن في ظروف أفضل من ظروف نوال السعداوي بل ويتمتعن بإمكانية البحث والاطلاع أوسع اليوم مما كانت هي وغيرها من الرائدات عليه.
أين يكمن الخلل في رفض المرأة أو ثورتها على ما حكم ويحكم عليها؟!.
هنا يطرح السؤال التالي نفسه هل هو استسهلال للحياة أم عجز؟
هل هي الرهبة من سلطة القوانين التي صارت تشرع بصورة اشد وأشرس من السابق وتتحكم بالمجتمع العربي والإسلامي بسطوة اكبر.
قبل أيام كان هناك لقاء مع مراسلة الراديو الألماني في بغداد تحدثت عن الواقع السياسي وما قالته ويعني موضوع مناقشتنا الآن هو أنها قالت: كنت اعتقد بأنني تخلصت من ضرورة الخروج إلى الشارع وأنا أضع الحجاب وارتدي الثوب الطويل لكن التفجيرات الأخيرة أعادت كل شيء إلى سابق عهده.
هي سطوة المظهر الديني الذي يأتي على ما تبقى من شجاعة المرأة ورغبتها بالتحرر.
أم أن حركات التحرر التي ازدهرت وشهد منتصف القرن العشرين المنصرم أوجها قد ولت وتصدر المشهد العام الجماعات الإسلامية التي تضع قوانينها وتلجم ما تبقى من رغبة في معالجة الواقع المتردي للمرأة وبحثها عن سبل خلاصها بل تحديدهم لها أساليب الخلاص وطرقها والتي لا تخرج بأفضل أحوالها من تشريعاتهم وبعض كتبهم المنتقاة والتي تحجم حركتها وحريتها ومعتقدها وتجعلها لا تعدو أن تكون اله تردد ما يملى عليها.

من الجانب الأخر على المفكرين والمفكرات أن لا يغفلوا إنصافا للحقيقة تلك الجهود الخيرة التي يبذلها الكثير من الرجال التنويريين من شعراء وأدباء وكتاب وفلاسفة لإخراج المرأة من دائرة حكمها الضيقة إلى عالم أوسع لتعرف قدرها وتتعرف على مكانتها في الحياة لا أن تقبل قانعة بفتات العطايا التي يهبها لها كل من استلم زمام الأمر فيبيع ويشتري بها وبمصيرها ما يشاء.

اعترف بان النص الجريء للشاعر الناصري لم يكن أول ما قرأت وسمعت به بهذا الاتجاه لكنه سطره علنا ليقول أنا ضد قيود المرأة عليها هي أن تمد يدها كي أساعدها على كسرة
تحية لكل رجل يرى في نفسه شعلة الحرية ويريدها أن تدفئ وتضيء درب المرأة أيا كان أما إن كان شاعرا مثل نصيف الناصري فبالتأكيد علينا أن نطرز قصائده بخيوط الأمل ونحلم بان يسمعها الكثير غيرنا

د. شــذى احمد




<--- ----!>

آن الأوان






آن الأوان
نفضت كل الغصون متاعها
تساقطت أوردتها الخضراء
ضاع شراعها
آن الأوان
انه وقت الرحيل
أبدلت ألوانها
صففت أشجانها
رسمت أغصانها حزن شفيف
عصفت ريح الوداع عاتية
بكت في غمرة الأحزان ذكريات شاكية
آن الأوان
لا الجدول لا الليل لا الصبح
حائل
بين غصة السفر المقدر
أن يجادل
آن الأوان
لمت الغابات بقجتها
لملمت دون دموع
اشلا ء زينتها
أن الأوان
تريد أن تغفو وريقات الذرى
بين أحضان تربتها

د. شـــذى احمد

لشهداء العراق




كل يوم ينال الموت من العراقيين كأنه معتوه حيهم الذي لا يبرئ من بلائه. وبالأمس قتلوا العزل الأبرياء مثل كل مرة.
د. شــذى احمد

لا نرحل


لتسل مثل الدموع دمائنا
لا نرحل
ـ يقتلوننا صاحبي
الموت أنيابه سنتها النفوس الجائرة
ـ لا ارحل
ـ ستطفئ صباحاتنا أعمدة الدخان
علهم يقطعون أوصال الفطور بيننا
ـ يا صاحبي
لن أبدل الموت الشهي بمؤجل
فلا تعجل
لن أموت بعيدا عن مكاني
عن شموعي ودموعي ..دعواتي
لن يشرخ صوت الخوف موسيقى حياتي
ليفعلوا ما يستطيعوا
سوف ابقي
سوف أرضى
إن روحي التي بين خباياي تنادي
أوقفوا دعواتكم سوف أبقى
لنصنع الشاي الشهي
ـ الموقد تتراقص ناره
ـ لنضع الشمع البهي
ـ الهواء المر يطغى
ـ لنزيح عن التراب غبرة الشبح الكئيب
ـ انه وحش مريب
شبح يريد استباق الموت بالقدر العجيب
انه السكين ضرج ا لضرع الوديع
ـ لنزيح الهم من صفوف التائبين
ـ الباب يغلق
ـ الباب مفتوح لكل القادمين
دعنا نعد بدمائنا عرس يليق بالمحتفين
ـ دعنا نرحل
ـ دعك مني سوف أبقى
عند دجلة
اتفئ بظل نخلة
وأطوف أرجاء الكنيسة
كل يوم
دعك مني سوف أبقى
إنهم وجه الزوال
إلي ترجع وجهة الروح العنيدة
إن روحي ساعة الصبح سعيدة
كيف لي أن اصطبر
بنهار دون بغداد الوليدة
إن رحل المساء فلا أراها
أو لا يغازلني على الضفتين
في الصبح صباها


د. شــــذى احمد



<---
----!>

عصابات حلوى الأطفال تجتاح أوربا





عصابات حلوى الأطفال تجتاح أوربا

تحرير وتصوير: د. شــذى احمد

يوم لا يشبه باقي الأيام هو الحادي والثلاثون من تشرين الأول . حيث خرجت إعداد غفيرة من الأطفال في العديد من المدن والقرى والعواصم الأوربية تطلب على غير العادة حلوى. على البيوت أن تستجيب لطلبها برنة الجرس وان لا فالويل لها ينظرها انتقام عنيف يتمثل بتلطيخ صندوق البريد بمعجون الأسنان أو توزيع ورق التواليت( النظيف طبعا) على الباب وسور البيت للدلالة على بخل وعدم استجابة ذلك البيت لمطالب الأطفال لما زاروهم ليلة أمس.
لما كل هذا انه الهلوين (Halloween) الاحتفال السنوي الذي يتطلب ملابس واحتفالات خاصة لإحيائه لقد بدأ الاحتفال به في سويسرا ثم انتشر تدريجيا في كل أنحاء أوربا وصار تقليدا مدرسيا حيث تحييه المدارس الابتدائية بشكل خاص وتزين الواجهات والصفوف بكل ما هو مرعب من صور الأشباح والمخلوقات الخرافية والرمز الأول للرعب في هذا العيد هو اليقطين حيث يفرغ ثم يحفر على شكل مخلوق مرعب . تمتلئ المتاجر والمحلات بالكثير من الملابس التنكرية لهذه المناسبة وتحيي بعض المجمعات التسويقية الاحتفالية ببرامج خاصة تعدها للأطفال ولأسرهم رغبة في ازدياد مبيعاتها وفي تقريب السكان للتبضع من متاجرها .
يعترض على هذه الاحتفالية العديد من المؤسسات الدينية المسيحية منها والإسلامية والبعض يعده احتفالا مبتكرا من طائفة معينة . لكن الناس تحييه وهي غير أبهة بالانتقادات مهما تعالت وكثرت لأنها بالحقيقة تستمتع به وتعتبره فرصة طيبة لإمتاع الأطفال الذين ينتظرونه بدورهم ليطلقوا العنان لالتهامهم الحلوى بلا حدود أو قيود مستغلين انفلات الرقابة في يوم خرجوا يكدون من اجل تحصيل قوتهم من السكاكر!!! . فليس ببعيد انضمام مؤسسات الصحة والتغذية لقائمة المعترضين على اعتباره يضر بصحة الأطفال.
لكن يبقى القطين العابس ثابتا ينتظر صغاره كل سنة وتبقى فرحتهم به اكبر من أي قيود لجهات دأبت فقط على وضع القيود وتنغيص كل فرحة بدعاوى الحظر والتقييد.




اذا ما كنت في أي مدينة أوربية في هذا اليوم فاخرج للتسوق مبكرا واحتفظ بكيس الحلوى مليئة في هذا اليوم وإلا فالويل لك من غضب عصابات لا تعرف الرحمة إذا ما رن الجرس ولم تسارع في إعطائهم الحلوى




-----
Share |
------