عيد الأم .. عيد الوطن
الوطن أم ... الأم وطن
من الخصال الجميلة في اللغة العربية تسمية الوطن بأم فيقال الوطن الأم. بينما تنسب بعض الدول الوطن للأب مثل الألمانية فيقولون Vaterland أي وطن وترجمتها بلاد الأب والمقصود الوطن. هل هي من بعض الالتفاتات العادلة لمقام الأم العالي ومكانتها الرفيعة وتضحياتها الجسيمة والاستثنائية في حياة العرب التي لا تخلو حقبة زمنية من واقع مرير ومأساوي يغلفها ويحدد ملامحها ربما.
لكن لهذا التناظر الجميل بين الأم والوطن سمات مشتركة. فالوطن نفسه مثل الأم قلما عير أبنائه وتنكر لهم. قلما جحدهم وأدار لهم ظهره. معطاء عطوف حنين كثير الخيرات . واسع الأفق غزير المعرفة ثابت البنيان . شامخ الصروح عزيز أشم . مدعاة للفخر. كريم . مضيء متنوع الأعراق والأجناس وهذا لسعة صدره، وقبوله الجميع بين أحضانه. قليل العتب. صبور . يتعمد النسيان ووجنتاه متقرحتان من مدرار الدم على ما يلكمه من فعال أبنائه وبناته وهن لسن بمنأى عما يحيق به.
لكن كل يوم يطعن الوطن مثل الأم بخناجر الحاقدين ، الحاسدين المتسللين الطامعين به وبخيراته. يغتصب و يستكلب عليه المغتصبون تمزيقا كي تضيع معالم جرائمهم ويتفرق دمه بينهم كما ينأى اللصوص بأنفسهم عن جريمة اغتصاب اقترفوها. واتفقوا فيما بينهم على طمس معالمها بنكرانها وكلما كثروا . ازدادوا سفالة وصفاقة وقوة عداء في شهادة الزور هذه.
لم يطلب الوطن من احد تاجا لكنه توج على الدوام أبنائه . وقلة منهم من استحق التاج وقدر أعبائه.
لو عرفنا في يوم الوطن أو يوم الأم الذي نحن فيه لأمهاتنا...بأن الوطن لنا بالتساوي لهدأت نفوسنا وانشرحت صدورنا. لو التفتنا لنتأمل كوننا أبناءه ولا يهم أين يكون سعد وعمر وعلي وخالد . في أي موقع سيادي و أي منصب المهم انه حلقة من سلسلة متراصة تدعم بعضها البعض وتعطيها القوة ... تناصرها تساندها، وتمد لها يد العون ان كبت.
لا يضير سعاد و خوله نسرين وفاطمة أيهن الأغنى و الأفضل موقعا و الأكثر حظا في اقتناء متاع الحياة لكن المهم ثقة كل واحدة منهن بأنها وطن صغير في جسد هذا الوطن يغذيه ويمده بالديمومة ويشكل مع غيره مفردات حياته.
في الحياة الكثير من الممتع. يقول يوهانس فون فولفغان غوته شاعر ألمانيا الكبير .. هناك الكثير الكثير من الفن لكن الحياة قصيرة. الوطن يعمر اذا ما أحب أبنائه وبناته سنواتهم في ربوعه. يكبر يزدهر يترامى مجدا وعزا بهم ولهم. ويضمر وينضوي يتلاشى حينما يتقاتلون بحثا عن فتات وسنابل حقوله ملئ غطاءا وخيرا تنادي أياديهم لكي تنعم بقطفها وتقاسمها.
في الحياة التي يعيشونها الأبناء الشفرات الوراثية لوطنهم عليهم فكها وتسليمها لخلفهم بسرعة تتزامن وحياة كل منهم وإلا ضاعت فرصتهم. وفرصة الوطن الأم الذي وضع كل ثقته بهم
لا تريد الأم أي أم من أبنائها إلا شيء واحدا .. أن يكونوا أفضل منها ويحيوا حياة أفضل من تلك التي عاشتها. لذا تتقدم الأمم تتصاهر فيها الألغاز والأحاجي والأمس واليوم . تذوب كلمات وتبتكر أخر. وينهض وطن فتيٌ ويذوي أخر . قطعه أبنائه اربآ بخبلهم، وأحقادهم وطيشهم.
الأعوام التي سجلناها بالسنون قصيرة أما تلك التي يعدها الوطن الأم فهي طويلة وتمتد على طول طريق صبر أبنائه.
تذكروا الوطن كل يوم . وراقبوا عيون الأم في زواياه وأغصان أشجاره. الوطن الأم التي تنازع دهورا الموت كي تضع وليدها حتى بعد انقطاع الأمل. كل عام و أنا الباحثة عن وطن . لأنني من جيل لم يحسن الحفاظ عليه.في يوم الأم ابحث صادقة عن الأشواك بي لانتزعها كي لا اخدش وطن جديد مد لي يده .ولكي أهاتف وطن قديم ما زلت احن إليه رغم كل الضجيج الذي يخترق الأسلاك بيني وبينه.
د . شذى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك في ارض بعيده بقولون انها كانت يوم تسمى ارض الحضارات امهات يرتيدن السواد كل منهم باعت الغالي لاطلاق يراخ ولد ولكن الولد لم يطلق سراحه لان السجان فارسي استفز الولد اما ان تعترف واما ان نغتصب زوجتك وطفلتك !!! في وطن يعذب الرجال بالاعتصاب واي رجال اولاد بعمر الصبا جيل الثمانيات انتهى حلهم في سجون سريه والام تبحث عن الولد هناك من تقول اختطفته قوات بغداد وضاع الولد واخرى تقول اتهموه بالارهاب وسيعدم الجلاد ههده اما التوقيع واما فلا زوجه لك ولا ولد ترى الهذا السبب سمي الوطن بارض السواد يقولون كان ارضا من خصوبتها تشبه الليل فسميت بالسواد ولكني اقول قد تكون سميت ارضه بالسواد من كثره النساء اللواتي اردتين السواد لفقدانهن حبيب او ولد
ردحذفDr. Layth
كلماتك يقطر لها القلب دما دكتور ليث. لهف قلبي على ما يحصل بالعراق. لكن الطامة الكبرى ان لا احد يلتفت للعراق لا يريد احد الالتفات له. المحتل الامريكي المهزوم بخسارته العراق لصالح ايران يخجل من الاعتراف وحلفائه يجاملونه واعداء العراق يمعنون تمزيقه مستغليين نقاط الضعف في سبب نكبته هذه. ان امر من الموت ان لا احد يلتفت للقاتل ليقتص منه. لهف نفسي على الامهات وفواجعهن لهف نفسي
ردحذفأميرة الصغير -الجمهورية اليمنية
ردحذفأمي يا ملاكي يا حبي الباقي الى الأبد
و لا تزل يداك أرجوحتي و لا أزل ولد
يرنو إلى شهر و ينطوي ربيع
أمي و أنت زهر في عطره أضيع
و إذ أقول أمي أفتن بي أطير
يرف فوق همي جناح عندليب
أمي يا نبض قلبي نداي إن وجعت
و قبلتي و حبي أمي إن ولعت
عيناكِ ما عيناكِ أجمل ما كوكب في الجلد
أمي يا ملاكي يا حبي الباقي إلى الأبد