الا الأطفال ده شغل عيال
جميل ان يكون الأطفال إلى جانب ذويهم في الحياة العامة. في النزهات و الأفراح وفي مهرجانات الفرح وكل ما يمت للبراءة والطفولة بصلة. لكن إن يتم زج الصغار في قضايا سياسية وخيارات مستعصية فهذا استغلال لطفولتهم وانتهاك لحقوقهم سافر يرفضه المنطق والعقل والقوانين الدولية ، لا تجد طفلا صغيرا يخرج ويردد كالببغاء كلمات وضعها في فمه أبوه او أخوه او أي كان. ليس من المفيد ولا انعكاس لحضارية المجتمع ان يتم الزج بالأطفال في مثل هذه المواقف لكي يظهروا بان الشعب يرفض او مجتمع.
على الطفولة ان تصان وان جاعت وتم اغتصابها واغتصاب حريتها.فان ما يقوم به المتظاهرون والثوريون لا يقل سوءا في استغلال الطفولة لمصالحهم حتى وان كانت نبيلة.
في مصر وبأعمال فنية رصينة تم رصد الكثير من السلبيات البشعة في استغلال الأطفال وان هناك ملايين من الأطفال المشردين لكن ليسوا هم من رأيناهم على شاشات التلفاز رأينا أطفال يرددون جمل وعبارات مثل أغاني رياض الأطفال وهذا بائس عندما يتم عرضه عالميا فسوف لن تعود بالأثر السيئ على النظام ولا تؤكد الا على استغلال الأطفال للوصول المعارضة لأهدافها وبالتأكيد هذا ليس هدفها. على الطفولة ان تكون بمنأى عن الاستغلال. ان ما يحدث في فلسطين من تسويق غير موفق للطفولة يتم تناوله في الأعلام العالمي كأدلة دامغة لانتهاك حقوق الطفولة في المجتمع الفلسطيني من تفخيخ الأطفال إلى حمل السلاح إلى كل مظاهر العنف التي يعتبرها البعض نوعا من انواع التحدي، ولكنها بالنهاية تسيء لقضيتهم وتعكس صورة معاكسة لهم. ومن لا يكترث متعاليا ومتكبرا بالرأي العالمي عليه إيجاد كوكب أخر للانتقال إليه وعرض وجهات نظره.
نشرت الغارديان تقارير مرعبة عن استغلال الطفولة بالعراق والمتاجرة بها وهناك أبشع من التقارير حقائق على الأرض تؤكد استغلال أطفال العراق والزج بهم بكل أنواع الجرائم والإعمال المشينة من الاغتصاب الجنسي إلى استخدامهم في عمليات التفجير إلى تشرد الآلاف الذين فقدوا أسرهم في الشوارع وتركهم لقمة صائغة بيد عصابات الموت والدمار . لذا على كل القوى الواعية والمثقفة ان تلتفت إلى ضرورة إبعاد الأطفال عن الصراعات السياسية وعدم إقحامهم في خياراتهم ومعادلاتهم الصعبة لأنهم ليسوا طرفا فيها. وعدم العبث بحياتهم ومصيرهم وتعويدهم على اتخاذ قرارات لا يعرفون عنها شيئا فيدجنون مبكرا ليكونوا اداة طيعة بيد من يقرر لهم.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
د.شذى
ردحذفاتفق معك في ماذهبت اليه كوجهة نظر تنطلق من زاوية الحفاظ على عذرية الطفولة ناهيك عن الحفاظ على سلامتهم،الا اني اريد ان اسجل قول يوسف بك وهبي الشهير.....ما الدنيا الا مسرح كبير.
تحياتي
عزيزتي د. شذى تحية وبعد ، أرجو أن تتقبلي بعض الاختلاف ، أنا معك أن الطفولة يجب أن تصان لكني أرى في الثورنين التونسية ثم المصرية طاقة النور التي أضاءت للانسان العربي طريقاً مظلماً ، تجاوزت الثورتان المفهوم السياسي لتشمل الانسان روحياً فكرياً أخلاقياً انسانياً ، يحدثنا الأديب نجيب محفوظ عن ذكرياته وهو طفل أيام الثورة، نحن من واجبنا أن نساهم بصنع الذكرى للطفل لتبقى له زاداً للمستقبل ، وأقول أنك لم تري المشردين في المظاهرات لأنهم مشردون بالأصل لا أحد يهتم بهم ، منْ سيهتم بهم في تلك الأجواء الحافلة بالمشاعر الملتهبة التي لا تسأل إلا عن نزول الحاكم الذي ساهم في تشريد هؤلاء الأطفال ؟ بالنسبة لي والمعذرة لللاختلاف معك أرى أنها كانت فرصة رائعة ليشارك الطفل ولو بهتافات لُقِن إياها ويرددها ببغائياً , لكني أشدد على توعية الأهل لأولادهم على طبيعة الثورة وتفتيح مداركهم على السلبيات التي أدت إليها, نحن منْ نسوق صورة الطفل المستغَل للترويج لفكرة ما , أما من حيث المشاركة فقد باركت اشتراك الأطفال . مناسبة لا تحدث إلا نادراً وشكراً . ليندا
ردحذفصديقتي ليندا.. ارحب برأيك واحترمه. لكن دوما ما يستخدم الاطفال لغرض تعزيز قوة الايدلوجيات المختلفة. لكنهم بالنتيجة ضحايا. لا يمكن ان يتبلور الفكر والاختيار لطفل. انظري للاديان تتسابق في تلقين الاطفال تعاليمها لانها تخشى اذا ما نضج الطفل ان يختار عقيدة تختلف عن عقيدتهم. انظري كيف يربون الاطفال في ايران وفلسطين والعراق وسوريا ولبنان. طفل يحمل البندقية. ويفخخ. شيء مرعب. في امريكا الجنوبية هناك ظواهر مشابه لكن هناك الصورةاوضح لانهم يشكلون منهم عصابات موت وقتل. وفي افريقا يشكلون منهم مليشيات موت. اعرف انه ترف الحديث عن ابعاد الصغار لكن علينا المطالبة به لكي تعي حركات التحرر في كل العالم حقائق عليها عدم اغفالها. اتمنى ان نصل معا الى قاسم مشترك اعتزازي
ردحذفصديقي مازن .. ليدع يوسف وهيب بك الاطفال في كواليس المسرح كي يلعبوا ويتمتعوا والباقي ليفعلوا ما يشاءوا على خشبة المسرح
ردحذف