نعت البداوة بعيدا عن الاسلام
يدور في خلد البعض ان لم تكن الاكثرية عندما يعترض اي منا على سلوكيات غير سليمة او لا تتفق مع المجتمع المدني الذي تنشده الشعوب ويصف السلوكية او التصرف بالبداوة بان الامر يرتبط بالاسلام . والامر غير ذلك تماما
فالمجتمعات البدوية كما يعرف الكثير هي التي تمثل ذلك القوس الجغرافي العملاق الممتد من اليمن شمالا الى شبه الجزيرة العربية ، مرورا بجمهوريات آسيا الوسطى والتبت وينتهي في منغوليا. لذا لا شان لقريش ومكة حيث ظهر الاسلام ابدا بهذه التسمية وهي بالمناسبة كانت تمثل قمة المجتمع المدني الليبرالي الذي تعايشت به القبائل المختلفة ،وازدهرت به التجارة ومعالم المدنية المختلفة من شعر وتنوع في الاديان والمعتقدات في ذلك الوقت فما شأن ذلك والبداوة.
ورغم اختلاف المناخ في هذا القوس من حر شديد في صحراء شبه الجزيرة العربية الى جبال وبرد قاس في اسيا الوسطى حتى جليد في هضبة التبت لكن سكان هذه المناطق يتشابهون في كونهم يعيشون في تجمعات قبلية صغيرة. دائمي الترحال ولا يستقرون الا لفترات قصيرة بحثا عن الماء والكلأ. ورغم اختلاف اصولهم العرقية ولغاتهم واديانهم ومعتقداتهم بالتالي الا ان تأثيرهم مشترك على الحضارات والمدن التي كانوا هم من يحيط بها . فرفضهم للاستيطان يدفعهم على الدوام ان يكونوا مصدر خطر ،وقلق مستمر للمدن التي يعيشون بالقرب منها حيث يغزونها لغرض السلب والنهب . وامتيازهم بالغلظة والقساوة ورفضهم لكل قيم الحضارة والتطور جعلهم لا يتوانون من ان يشنوا هجماتهم المستمرة على الحضارات المتعاقبة لتلك الاسباب.
كون القوس امتد بين اقوى واعتى الحضارات البشرية في العالم القديم من الحضارة المصرية الى حضارة وادي الرافدين مرورا بالفارسية والهندية وانتهاءا بالصينية هذه الحضارات كانت مدنية زراعية عرف سكانها الاستقرار والمدنية ،ولم تكن حياتهم تعتمد على النزاعات والحروب فاستغل البدو ذلك وقاموا بغزوات متتالية عليها ، ورغم ان الحضارات تلك دافعت عن نفسها من الحضارة الصينية التي بنت سور الصين العظيم وهو الاطول في العالم. الى المصريين الذي خاضوا معارك طاحنة ضد الهكسوس وهو الاسم الذي اطلقوه على البدو وقتذاك.
ولم تنجوا حضارة الاشوريين من شرورهم فكانوا يرسلون الجيوش المنظمة لصد هجمات البدو الذين اطلق عليهم تسمية ال اربو .. ونجحوا في كسر شوكتهم وارجاعهم الى صحرائهم . لكن لم تقف كل جيوش اشور ولا منعة سور الصين في وجه اطماع القبائل البدوية بل ظلت تغير مرات ومرات على تلك الحضارات وتفرض قيمها عليها والسبب كما هو واضح هو كونهم محاربون ،ولغة حياتهم هي الحروب والدمار .واستطاعوا بالفترات التي تولوا بها الحكم او دمروا المدن العريقة من ان يفرضوا قيم البداوة والغلاضة ،وعاداتهم التي تتميز بتدني الاحاسيس والمشاعر الانسانية ، واحتقار المرأة واعتبارها جزءا من غنائم الحرب ولاغراض المتعة الجنسية والانجاب فحسب.
حتى يومنا هذا فان هذه القيم وهذه التقاليد يعمل بها في الكثير من المجتمعات الشرقية التي كانت سابقا مهد للحضارت الانسانية الاولى . اما امتزاج تلك القيم وتحكمها في الحياة المدنية بعد الاسلام فهذ امر اخر يرجع لاحتياج الاسلام لتلك السيوف وبأسها لكي يبسط نفوذه في صدر الرسالة ويحقق انتشاره فيما بعد بما عرف تاريخيا بالفتوحات وهذا حديث يطول شرحه.
مجتمعات العالم كلها عرفت قهر المرأة والانتقاص من مكانتها . لكن الثورات والفقزات الحضارية استطاعت ان تعيد الامور الى نصابها وتنتصر للمرأة . الا المجتمعات التي مازالت قيم البداوة تتحكم فيها ظل حال المرأة فيها يعاني الامرين.ولم يتحرر رجالها من تلك القيم
من هذا لم يعد مستغربا ان تصل قيم البداوة الى امريكا في يومنا هذا ولا نستغرب ان تصلها مع المهاجرين الى العالم الجديد مثلما يسمى وانتشار الفاظها ومصطلحاتها في المجتمع مثلما قال الاستاذ الحكيم البابلي من استخدام البعض لكلمة المرأة لغرض الشتيمة ،فمثل هذه القيم قابلة للتبني والانتشار وسط الغلاظ والذين يستمرون البداوة سلوكا وطريق حياة
ولا نستغرب اذن الفرق بين لغة المدنية وسلوكها المتحضر في المجتمعات الانسانية وبين البداوة والغلاظة التي تطفح على سطح المجتمعات التي تشدها البداوة الى الخلف بجهلها ،ورفضها للمدنية التي تعدها طراوة حياة لا تليق بها .
ملاحظة:
كان الاستاذ الحكيم البابلي قد اعترض على تسمية البداوة في المقال التالي وهناك يمكن للقارئ ان احب ان يطلع على النص كاملا ..مع التقدير
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=211890
أســـتودعكم
والى القاء
شذى احمد
shathaah@maktoob.com
العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.