------------ --------
Share |
‏إظهار الرسائل ذات التسميات poet gedicht adab kultur kunst lieben love freundschaft. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات poet gedicht adab kultur kunst lieben love freundschaft. إظهار كافة الرسائل

الياس ومقتل السفير الأمريكي












الياس ومقتل السفير الأمريكي




قال الصاحب بن عباد


لو أدركت عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني مصنف كتاب الألفاظ الكتابية ، لأمرت بقطع يده،

فلما سئل عن السبب قال:
’’ لأنه جمع شذور العربية الجزلة في أوراق يسيرة ، فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب ،
ورفع عن المتأدبين تعب الدرس والحفظ الكثير’’.




اليوم من يقرأ هذا يضحك .. لا بل يستخف به حيث لم يعد احد من الصبية يفتح الكتاب أصلا. بالمناسبة ليس فقط في البلاد العربية او الشرقية بل حتى الغربية صارت الكتب المقررة لا تصفح ويتبارى المعلمون بالبحث عن طرق ووسائل تعليمهم المقرر بأبسط الطرق ،وأكثرها تشويقا دون الاعتماد على الكتاب!.




لكن هذا ليس موضوعنا بل الموضوع الذي رغبت من مقدمتي التطرق له هو سياقة الشواهد على أمور كادت تصبح بديهيات... بل لا يلتفت إليها احد. مثل أعلام النهضة وعطائهم الثر في إيقاظ الشعوب العربية التي كانت غارقة بالجهل والأمية في القرن العشرين . فلو سمع ال الياس بكلام الهمذاني لما صار بين أيدي متعلمي اللغات قواميسهم اللغوية التي فتحت أفاق المعرفة للاطلاع على اللغات الحية الأخرى.




ولو لم يكن بتاريخنا أعلام النهضة من المسيحيين في كل من لبنان وسوريا وفلسطين ومصر والعراق .. من الذين احتكوا قبل غيرهم بالحضارة الغربية ، فاحضروا المطابع وساهموا بالنشر لما بدأت اي بوادر حقيقية لشعوب المنطقة للتخلص من الاستعمار... والبحث عن هويتها ومستقبلها وان تعثر كل ذلك كطفل يحبو ثم يهرول ويعود فينكفئ ليحبو لأسباب اجتماعية وسياسية من العسير اختصارها هنا.




البحث في قائمة هؤلاء الأعلام يقود من فقد مروءة الأنصاف وحس العدالة الى أسماء لا يمكنه تجاهلها والتعتيم على حضورها القوي . فباستعراض سريع نجد بان مؤسس المسرح المصري الحديث هو نجيب الريحاني المسيحي من أصل عراقي حيث وضع وزوجته بديعة مصابني اللبنانية و السورية الأصل اللبنات الأساسية لأول مدرسة فنية خرجت الأسماء التي ما زالت روائعها الفنية الى يومنا هذا.




وفي الأدب سجل جبران خليل جبران اسمه في قائمة الأهم بين أدباء وشعراء العالم. ورسائله حبه العذري مع الأديبة مي زيادة سطرت للحب العربي فصولا انضمت لأحلى قصص الحب وأشهرها على مر التاريخ. لن تنتهي قوائم الأدباء والشعراء إذا ما بدأت بها ،ولكن الا يكفي العالم اقصد كل العالم بان العرب يصحون على صوت كروانهم فيروز كل صباح ويتناولونه مع أول فنجان قهوة بكل شهية!.




إضافة الى روائع الشعراء من المسيحيين ،والكتاب .المثقفين .الفنانين ..هناك العلماء والأطباء . فاليوم يفتخر العالم العربي بالدكتور احمد زويل ونوبله بالكيمياء والحقيقة انه العالم الثاني بعد الدكتور العربي اللبناني الأصل بيتر مدور. حيث حصل على نوبل بالطب عام 1960 فتجاربه وأبحاثه ساهمت في فتوحات لاحقة في علم زراعة الأعضاء ،والارتقاء بالطب،ودوره في إنقاذ حياة الإنسان .




النماذج أعلاه قطرات ندى من سماء حبلى بعطاء لم ينضب من أبناء الديانة المسيحية الحالمة بنهضة شعوبها والعاشقة لأوطانها، والمعتزة بها... وإلا ما كانت لتقدم كل هذا البذل والعطاء السخيين لو لم يكن همها الإنسان والخير له آيا كانت ديانته وطائفته.




وككل الأحداث التي تتسارع وتتلاحق أصاب العلاقة المسيحية مع باقي الطوائف بأوطانها الكدر. فبروز التيارات الإسلامية المتشددة لم يكن وبالا على المجتمع المسلم الذي راح يحصد أرواح أبنائه ويدعو الى تقييد حريته والعودة به الى الوراء فحسب، بل ساهم بأعماله العنيفة ،واعتدائه السافر على مجمل الحريات والمسيحيين والمرأة .. ساهم كل ذلك الى بروز تيار مسيحي يقارعه العداء بنفس الوسائل والأساليب وان كان إعلاميا على الأقل.




فرغم تعاطف الكثير من المثقفين مع القنوات التي كرست رسالتها للنيل من الإسلام ونبيه أول الأمر معتبرة ذلك جزء من حرية الرأي الا أنها تمادت لحد الرغبة بنسف كل أسس الديانة الإسلامية بطريقة استفزازية متناسين بان الديانات تشكل الى حد كبير تاريخ الشعوب وفلكلورها وعاداتها وتقاليدها.. ومن المتعذر سلخ الشعوب عنها مهما كانت الأهداف والنوايا طيبة وراغبة بإخلاص بخلاصهم كما يردد المبشرون على الدوام!!.




وراحت رسائلها المتشددة تثير الضغينة بنفوس الكثير من المسلمين، ولأنها قنوات تبث من أماكن أمنة في أوربا وأمريكا ،فهي بعيدة عن المواجهة التي يتلقاها المسيحي البسيط الذي ربما لا يعرف أساسا بوجودها، وتبدو المعارك الطاحنة بينها وبين التشدد الإسلامي تجاوزت كل حدود التجاور ، وتحولت الى استفزاز يبررونه على الدوام بترديد عبارات والاستشهاد بآيات وأحاديث لم يكن ليلتفت اليها من قبل والا ما كان المسيحيون ليحيوا الى جانب المسلمين 14 قرنا ، وما كانوا ليحققوا نهضة ببلدان لم تحيل بينهم وبين إعطائهم زمام القيادة في المجالات التي أبدعوا فيها، ولما وجدت أصلا أرضا خصبة ومعبدة لقبول إبداعاتهم الفكرية والفنية والثقافية والأدبية.




فلم محمد رسول الإسلام الذي عرف أخيرا بانه من إنتاج مجموعة من أقباط أمريكا




بعض مشاهده محملة على الرابط التالي




http://schataly.blogspot.de/2012/09/blog-post.html








...باختصار هو واحد من هذه الرسائل السلفية المسيحية ولم اجد وصفا اقرب منه لنعت صانعيه .فهم اظهروا تطرفا وتشددا لا يوازيه الا تطرف السلفية . فالفلم إضافة لكونه ضعيف . هش .رديء العرض والفحوى ومفكك التفاصيل ، وبدائي الصنع يدل على رعونة وسذاجة ، وسطحية من قام بكتابة السيناريو ـ هذا أصلا اذا كان فيه سيناريو ـ ومن قام بأداء أدواره الإشارات والتلميحات الجنسية التي وردت به لا تليق بمسيحي الشرق والغرب على السواء لأدائه. فكيف يدعون خدمة المسيح والرب ، وهم يؤدون حركات ومشاهد لا تليق بأخلاق وسلوك المسيحي الذي عرفنا عنه دماثة الخلق ، والرغبة بالتحلي بأخلاق المسيح، وتطبيق وصاياه بحب من يعاديه .... وكل وصاياه الإنسانية التي تدعو الى المحبة والسلام.




الفلم لم ينل من شخصية النبي محمد بكل المقاييس. لقد غفل صانعوه عن حقيقة شديدة الأهمية الا وهي ان المبالغة تدفع المتلقي الى استلام رسالة معاكسة لما أريد بثها. لقد دفع الكره بالمتشددين والمتعصبين والحاقدين صانعي الفلم الى الإسراف بالمبالغة في النيل من النبي محمد مما منح المشاهد إحساسا بالتقزز والقرف ، والنفور منه .... فما الذي حصدوه ؟.








تماما مثلما حصل مع الرسوم الكاريكاتورية انتابت المسلمين مشاعر غضب عارمة. وهل يمتحن المسيحيون المتشددون سطوتهم وقوتهم في هذه المرحلة بالذات بينما تحكم التيارات الإسلامية قبضتها على السلطة في كل البلدان العربية التي غيرت أنظمتها الثورات الجماهيرية مثل تونس ومصر وليبيا. ما الذي تريده التيارات المسيحية المتشددة بعرض فلم لا تزيد عباراته وفحواه عن التكرار الدائم لنفس الحجج والنصوص التي يراد منها تشويه صورة النبي محمد في نظر العالم. ولكن هذه المرة بوقاحة اكبر وان جاء بمشاهد تمثيلية لممثلين هواة لا يتسلحون بموهبة تعينهم على أداء شخوصهم بل كره لا يقبل به الدين المسيحي ولا يدعو اليه بل ينكره ، ولا يحترم حامله والمنادي به.








يتمنى كل محب للسلام اليوم ان لا تتصاعد موجات العنف التي تغذيها التيارات المتشددة في البلاد الإسلامية عموما ،والعربية خاصة. ويتمنى كل إنسان يرغب بالتعايش مع الأخر ايا كانت معتقداته ، وصفاته أن لا تتفاقم المسألة لتكبر ككرة الثلج مسببة أضرارا اكبر ، وتوتر العلاقات ما بين المسلمين والمسيحيين وان كان العدد الأكبر من كلا الطرفين ليس لهم اي ذنب بما حصل ويحصل.




قد يسوق البعض العشرات بل المئات من الأمثلة التي تضع اللوم على المجتمع الإسلامي . من سرعة الغضب. الى تبني العنف. الى الحروب والقتل الدامي بين أبناء الطوائف لا بل أحيانا بين أبناء الطائفة نفسها.... قائمة قد تبدأ ولا تنتهي. لكن رغم ذلك فالأمر هنا مختلف.




الأحداث الحالية والمشهد السياسي الحالي في اغلب الأقطار العربية لا يسمح بمثل هذا النوع من الإساءة ، ان من صنع الفلم يقود المسيحيين الى محرقة ،ويؤجج نيرانها المستعرة بأطروحات لا تغني المسيحي الشرقي من جوع بحثه عن حقوقه.




لا تؤخذ الحقوق العادلة بإعطاء مبررات للمتشددين من الإسلاميين لإيجاد خطاب يلتف حوله العامة من المسلمين ، ولا يبقى بالساحة احد للاستماع الى صوت العقل والحكمة .




اذا ما استمر التشدد المسيحي فقط رغبة بالتبشير بإنتاج مواد مثل هذه ، رديئة ومباشرة الإساءة فان مسيحيو الشرق وحدهم من سيدفع الثمن . لن يهتم المتشدد الذي حزم حقائبه وأمره على احتقار كل الانجاز الحضاري، والعلاقات بين الشعوب والأديان . واعد نفسه للموت والفوز بحورياته... هذا لا يهمه ما يقوله فرج فوده ولا نصر حامد أبو زيد ولا السيد القمني ولا السعداوي ولا القصيبي ولا ايا من أعلام الفكر . هذا سيخرج للشهادة وهو لا يعرف احد سوى من سلحه لرحلة العالم الثاني منوم فيفجرونه بأجهزة تحكم عن بعد.




بدت بوادر الردود العنيفة الرافضة للفلم على السفارات الأمريكية في كل من مصر وليبيا وقتل الدبلوماسيين ، وتتصاعد موجات العداء وكالمعتاد هناك من سيستثمرها لتحقيق مصالحه الآنية منها والمستقبلية. لكن السؤال الأهم ألان لما كل هذا ؟ . بماذا أفاد صانعو الفلم المسيحية؟. كيف يجوز لهم خلق كل مشاعر الكره والعداء بين الديانتين . من أعطاهم هذا الحق بخلق مثل هذا الجو المسموم والمشحون بمشاعر العداء والكراهية.




الرسائل العظيمة نبيلة وخالية من نوايا الدمار. ما زالت سمعة المسيحية الشرقية نقية من العداء وداعية للمحبة والسلام أقول الشرقية بعدما لطختها الغربية بحروب وقتال ودمار وظلم وطغيان على مراحل متعددة ليس هنا مجال لسردها. فلما يريد المغامرون تدمير هذه السمعة الطيبة . وتعريض المسيحيين لمزيد من المعاناة في ظل أجواء أصلا متأزمة . فهناك حملات تهجير قصرية في العراق للمسيحيين وكلما امتد تيار إسلامي متشدد ببلد عربي كان المسيحيون أول المستهدفين ان لم يكونوا الهدف الثاني بعد المرأة . فلما يمنح هؤلاء المغامرين مسيحيي الشرق والبلدان العربية على طبق من ذهب لهؤلاء. وختاما هل يبحث صانعي الفلم الفاشل عن مكان لهم بين عظماء المسيحية ممن ساهموا بصدارة وريادة في نهضة الكثير من البلدان العربية هل يبحثون لهم عن مكان بينهم هيهات. الإبداع هو محبة لا يفهمها بالتأكيد صانعو هذا الفلم الرديء.






ايات شيطانية وشيفرة دافتشي

سلمان رشدي
 
و
دان براون

Dan Brown and Blythe Brown - Cannes - 'The Da Vinci Code' World Premiere & Opening Gala


بعضهم يشتري الشهرة .. وبعضهم تشتريه. ميخائيل نعيمة
تتفق مقولة الأديب هذه على اثنين من مشاهير الأدب اشتركا عن غير قصد واتفاق مسبق ببعض الصفات التي جعلت من روايتيه لهما مثار اهتمام الناس عامة ،وتناولتها اقلام المتخصصين بعناية اكبر. واثارت حفيظة رجال الدين ورجال السياسة وصناع القرار على السواء.
العمل الادبي الاول صدر عام 1988 للكاتب العالمي سلمان رشدي بعنوان ايات شيطانية . العنوان المستمد عن آيات قرآنية محذوفة منه بعنوان الغرانيق. ذاع صيت الاديب الانكليزي الجنسية الهندي الاصل في كل مكان بعدما قدمت له المصالح السياسية والصراعات الدينية في بعض مناطق العالم الاسلامي دعاية قلما حلم بها أديب. منها إهدار دمه على يد الخميني في ايران . ومساومة على بناء مسجد في الهند. ومنع اقامة مؤتمر في افريقيا . وأقلام مجدت روايته بكل ما يخفز القارئ لقرائتها ذما وتقريضا مرفقة في احيان كثيرة بعبارة لم اقرأ الرواية ولا اريد قرائتها !!. الرواية تتناول الإسلام ونبيه ونسائه ونصوصه،وتقدم رأيها في الكثير مما يعتبره أتباع الديانة مقدس ولكنها تنأى بنفسها من اعتبارها عملا دينيا أو هكذا يقدمها المدافعون عن الرواية.
العمل الأدبي الثاني شفرة دافنشي للكاتب الأمريكي دان براون 2004فيها يسرد بأسلوب المغامرات البوليسية رحلة عالم تلقى دعوة من باريس اجبر على القيام بمغامرات عديدة لم تكن في حسبانه وهو القادم لإلقاء محاضرة بالرموز وألغازها .الرواية تعرضت للمسيحية بالصميم وادعت زواج المسيح من ماريا حيث رحل عن العالم تاركا إياه حاملا متحدية إيمان إتباعه بإلوهيته وترفعه عن الغرائز وكونه أتى للعالم لهدف وغاية واحدة وهي خلاص الإنسان وتناول إلى جانب ذلك العصبية الدينية التي تمارسها بعض الطوائف . اغضب بروان الفاتيكان كثيرا وأصدرت بيانا نصحت به رعاياها بعدم قراءة الرواية والترويج لها.
ولكي امضي بالحديث عن العملين أقول أولا
أدين بكل ما يملكه الإنسان البسيط مثلي من إمكانيات كل أعمال الإجرام والقتل والتصفية التي تمارس ضد أي مفكر وكاتب واذكر من يقرأ هذا بمصير عالم يقتل مبدعيه وكتابه ومفكريه الحالك السواد.
ثانيا قرأت الروايتين
لذا فلن أقف بصف صناع دعاية الكاتب سلمان رشدي بغضبهم المتصنع وعباراتهم الرنانة. ولا ارغب الانضمام لفريق صادق جلال العظم الذي تناوله بالعرض والتحليل مادحا إياه باسهاب وهو يسرد المقارنات والمصادر التي اعتمدها سلمان في كتابة الرواية لتنتهي كقارئ بالسؤال كيف استطاعت كولاجات سلمان آن تنال كل هذه الشهرة وهو لم يكلف نفسه عناء الإبداع الحقيقي بل ترجمه أعمال أخر أو كما يعرف بلغة السينما العربية مصرنة الأفلام بأخذها مثلما هي بعلاتها ليقدمها الممثلون باللهجة المصرية وتغير الأسماء بأسماء عربية لكي يصبح فلما عربيا وهنا اصبحت رواية إسلامية .
هكذا فعل سلمان رشدي في العديد من ركائز روايته حين تعامل مع نتاج أدباء سبقوه ،ثم أسلمتها ودفعها لنا عملا شاء القدر أن يجعل منه اسما على كل لسان. وللأمانة كان قد بدأ بتحقيق نجاحات مهمة قبل صدور الرواية بأطفال منتصف الليل والعار ولكنهما لم يصنعان منه سلمان رشدي الذي يعرفه القاصي والداني هذا اليوم . وحياته المهددة بسبب التطرف والغوغاء الإسلامي صارت بمصاف حياة أهم رؤساء الدول والملوك.
الى يومنا هذا ينسحب سلمان من بعض الفعاليات بسبب تعرضه لتهديد بالقتل من قبل جماعات متطرفة. كما ورد أخيرا ذلك في البي بي سي وانسحابه من مهرجان جابيور في الهند خوفا على حياته.
لكن السؤال الذي ظل يراودني سنوات بينما أقارن بين العملين اللذين تناول كل منهما صميم الديانة التي انتمى إليها كاتبيها. سؤالي هو ما نصيب المرأة فيهما. المرأة التي تعمل في كل الإعمال الأدبية والفكرية الا باستثناءات قليلة عمل العامل المساعد في المعادلات الكيميائية تسرع في نجاح وشهرة ووصول هذا لمبتغاه وتلك الجماعة لغايتها ،لتبقى هي بالتالي لا نصيب لها من كل الحقول التي حرثت باسمها .
الطريف موقف المسلمين من شيفرة دافنشي المؤيد والمحتفل ولا شك لغاية في نفس يعقوب ، لكن هل أراد براون فقط التعرض لشخص المسيح والكتابة عنه كانسان . أم كانت له رسائل كثيرة أخر.
مايعنيني في المقارنة هنا نقطة واحدة حسبما يسمح به وقت وطبيعة مقال عام. تلك التي تتعلق بالمرأة
سلمان رشدي لم يتناول المرأة تناولا إنسانيا حالما ومنصفا ومساندا ومهموما بمعاناتها. بل استفز كل تاريخها ،وأهدر كفاحها عندما حجمها بالحجاب(الماخور) و أطلق على نساء ماحوند بالعمل لقب عاهرات وبأسماء يعرفها جميع أتباع الديانة الإسلامية . فبماذا أفاد اقتباسه وتحذلقه وأسلمته لعمل ـ رابيليه ـ المسيحي الذي أحال احد الأديرة انتقاما في روايته الى ماخور اسماه انتي مقتصا من الرهبنة والتبتل في جعل المكان مشاعا للجميع وعنوانه افعل ما تشاء.. هل فجر سلمان رشدي بداخل المرأة المسلمة الثورة مثلا أم بث فيها روح التمرد... إما كان الاجدر به البحث في حياة نسوة وجدن أنفسهن مجبرات على العيش في كنف رجل يملك سلطة السماء والأرض. لكل منهن حياة مختلفة عن الاخرى. ليجبرن بعد موته على البقاء وحيدات محنطات بلقب انهي طموح وحلم أيا منهن بمجرد التفكير للاقتران برجل أخر فهن أمهات المؤمنين وسوف يلحقن بزوجهن الأعلى قدرا بين البشر ولا يحق لأحد لمسهن من بعده وهناك حديث صحيح بان المرأة تلحق بأخر أزواجها لثبات صحة هذه القصة. حتى الصبية التي لم تبلغ الثامنة عشر. صارت أما للمؤمنين بمن فيهم الكهول والشيوخ والشباب على حد سواء. هل تناول سلمان أيا من أوجاعهن وإرهاصاتهن أم التفت إليها . لا لأن المرأة ببساطة لا تدخل ضمن حسابات الكتاب كهم أساسي خصوصا عندما يكونون في معارك كتلك التي يخوضها سلمان مع معتقده ورغبته في هدم المعبد بمن فيه.
استعار ببساطة سلمان رشدي فكرة رابيليه وثورته على حياة الأديرة والرهبنة ليكررها بلا عناء حقيقي ويلصقها بلا مسوغ بروايته .. فبماذا أفاد المرأة وماذا قدم لها؟. حق لي السؤال أريد أن اعرف هل رغب بتحريك ساكن في نفسي.. وأي ساكن هذا. لقد أشعرني سلمان بالخيبة كامراة أولا لأنني ببساطة لم أكن في دائرة اهتمامه. ثانيا لأنه أساء كثيرا للآخرين وهم يحاولون النهوض بالمغيبين ويتناولون حياة نساء النبي محمد مستعرضين إياها بالكثير من الإنصاف والموضوعية والاحترام.
رغم كل خلافات المناهضين للإسلام وكارهيه لا احد منهم يستطيع النيل من خديجة واتهامها بسوء الاخلاق لأنها امرأة عاشت وفق شروط عصرها باحترام ولها مكانة. كذلك أم سلمى التي رفضت بأدب واحترام طلب النبي محمد للزواج ولكنه أصر على زواجها فوافقت حيث لا خيار آخر أمامها.ثم زوجة ابنه بالتبني ومحنتها بين رفضها الزواج من ربيبه وعودته لطلبها. والسبايا منهن وظروفهن جويرية صفيه . وماريا ورحلتها مع العبودية من مصر الى مكة . وسؤدة وإحزانها بالهجر وحفظها لماء وجهها بالتنازل عن حقها. خلف كل واحدة من هؤلاء النسوة قصة تستحق إعادة النظر. وهن نساء يستحقن منا الكثير من الإنصاف وان لا نكون كالغوغاء في إطلاق الأحكام الكيدية أو ذم وشتم وسب من نريد النيل منه.
في كتابه ذهنية التحريم حاول صادق جلال العظم تناول رواية آيات شيطانية بالكثير والكثير من الجهد معتبرا إياها من الإعمال الأدبية الخالدة وقارنها بروائع الكتب التي استقى منها سليمان مادته الخام قبل الكتابة مدعيا بان همه الإنساني ورغبته الواعية بتغيير أحوال المسلمين هي ما دفعته لكتابة روايته آيات شيطانية. وتساءلت وأين المرأة من كل هذا ليس بنكتة الحجاب وأسماء عاهرات روايته. ما هكذا تورد الإبل. لكن قد لا يلام سلمان على ذلك فهو مثل كل مسلم ينشأ معتبرا المرأة اقل منه ، حتى إذا ما كبر وتمرد وتبنى أفكارا وقيما مختلفة تكرم عليها بتغيير بعض أرائه وفي داخله يبقى ذلك السيد الملتبس بين المنشأ وامتيازات العقيدة وبين حقوق عليه مشاركتها مع المرأة.
لم يعاني دان براون من هذا بل على العكس نشأته في بيت عالم رياضيات وأم متعلمة ثم زوجة عالمة تاريخ جعل منه إنسان متسامح مع نفسه ومع المرأة فتجد المرأة في قصصه تنبؤا مراكز مرموقة. تتمتع بذكاء حاد لها حضور كبير. وفي شيفرة دافنشي قاتل من اجلها كل مسلمات المسيحية التي نشأ عليها ليجعل منها شريكة ووريثة للمسيح. وفي الوقت الذي يتركك سلمان رشدي تشعرين بالامتعاض من تناوله المرأة بهذه الطريقة الفجة التي لم يعترض عليها احد يا للعجب بل اعترضوا على الأسماء إي الثورة كانت ضد المساس بأملاك محرمة وليس الأملاك نفسها كأنها قطع جامدة غير متحركة لا شان لها ولا قيمة بل قيمتها من قيمة مالكها. وهذا لعمري أمر محزن بل مخزي لمن يدعي احترام المرأة وفهم قيم العدالة والإنسانية.
في ذروة امتعاضك من تجاوز سلمان على قيم المرأة مهما ادعى المدافعين عنه من أحقيته في تناول إي موضوع وأي حادثة لخدمة أدبه تماما مثلما يفعل المتعصبون الدعاة على النقيض عندما تكون مادتهم ليل نهار المرأة والمحرمات عليها. ما الفرق هنا استخفاف واحتقار لها وتدنيسها وهناك قهرها وتأكيد قيم عبوديتها
على الجانب الأخر تناول دان براون المرأة بمزيد من التقدير والقدسية وإذا ما فرغت من قراءة أخر سطر تقول بينك وبين نفسك حتى لو هناك احتمال بقدر او بأخر لمثل هذا فان الرواية لم تتناول المسيح بسوء وان بدا الرأي غير مقبول عند أتباع الديانة المسيحية .. لكن الرواية لم تمسه بسوء بل على العكس كما علق احد المؤرخين تجعله اقرب الى القلب حيث تضفي عليه قصة الحب مزيدا من الرومانسية الحالمة . وبهذا لم يسئ براون للمسيح رغم انه عاد لينصف المرأة ويرفع عنها حيف المكيدة التي دبرت لها على طول التاريخ بجعلها عاهرة، ويعطيها نصيبا من اهتمامه ومكانة رفيعة تستحقها.
بقي القول أن دان براون لا يتواني في كل مناسبة وهو الكاتب الشاب الباسم المفعم بالحيوية والنشاط لا يتوانى بإغداق الألقاب على زوجته واصفا إياها بأنها أجمل واذكي امرأة بالعالم وهي.... بينما وصفت الصحف سلمان رشدي الذي تعثر بزيجاته الثلاث ولم يستطع البقاء معهن . رغم زواجه من عارضة أزياء جميلة تصغره ب 28سنة والذي أطلقت بسببها عليهما الصحافة لقب الحسناء والوحش للبعد الشاسع بينهما. ترى هل لتراكم الذكريات المرة والإحساس بالغربة بين الهند وباكستان وانكلترا. والإحساس الدائم بالقهر والتربية التي يتلقاها مسلمي الهند والمعاملة السيئة لهم من قبل الآخرين باعتبارهم من الأقليات كل هذه من الأسباب التي جعلت من سلمان رشدي الهندي المنطوي يتعثر بعلاقاته مع المرأة ويكون نصيب المرأة بكتاباته للأسف اقل بكثير من نصيبها بكتابات دان براون . سؤال يعنيني كامرأة أكثر من عنايتي لمن الغلبة في الصراخ والتنديد بأدبه وكتاباته . لأنني بالحقوقي.أمراة خارج حسابات المتصارعين. باحثة عن حقوقي ..كما قال طاغور ثقيلة هي قيودي ..والحرية كل مناي، وأشعر بالخجل وأنا أحبو إليها.




كتابة : شذى احمد


 

اي نوع من النساء


مهداة الى الغالية ابتسام









كنت في حسرة
كنت اكثر من وحيدة
لم اكن اهتم بتصفيف شعر صباحي
وطلي شفتي بالابتسامة
وتكحيل عيني بالانتظار
لم اكن اعتني بعدد نبضات قلب اليوم عندي
اتركها تتصاعد عندما تريد ان تلحق القطار
او عندما اجلس خلف المقود واشارك المجانين في الشارع بجنوني
لم تكن لصناديق اسراري اي اقفال او مفاتيح
كانت ملقاة على قفاها وتتناثر فيها ذكرياتي واسراري المهمة منها والمملة
لم يكن لهمتي اي مشاريع
لم يكن لدمعي اي ثمن
كنت اسكبه غزيرا وقتما تزدحم امواجه امام سد همي الواهن
لم يكن لي شيء منذ ان اسرتني اسلاك المدينة البراقة
لم يكن للشوارع عندي اي تعرجات وانحناءات فلقد اعتادت قدماي ان تمضيا
لم يكن لصباحي اي ابدأ
منذ وقعت عليه ملكاً لمعبودتي اسرتي
لم يكن لدلالي ،ومرأة خصوصيتي اي لزوم
كانا في اقصى زوايا دولابي البعيدة

وكتبت لي انها قرأت سطري
وكتبت لي انها اعجبت بفكرتي اقولها خجلا بدلا من فكري
وكتبت لي بانها تسر بي ولي
وصارت تكتب لي واقرأ
وصارت تنشدني فاطرب
وصارت تغدق علي فاثرى
وصارت تناغيني فاتذكر
مشطي
ومرأتي
وساعات صباحي
حتى تذكرت انني هنا
وقلبت صناديقي ودفعتني للبحث عن مفاتيحها في اعماق ذاكرتي
لملمت ما تناثر منها في كل اركاني
وادرت مفاتيح صناديقي ووضبت اورافها وحدثتها عن بعضها
وصار لي ابتسامة تطلي شفتي بالفرح الوردي كل صباح
وصار لي تحت الشمس مكاناً من جديد
وصارت تهتم بافراحي واحزاني
لم تعاتبني على كسلي
لم تناكفني على اهمالي
لم تحاسبني على ما اغنتني به من ثرائها الفكري وعطائها الغالي
بل كتبت تقول لي وقد تعلمت من اجلي طباعتها العربية
انها تعتذر عن الاخطاء ان وجدت
قولوا لي
من هولاء النسوة
من اي طينة جبلت
وكيف يكون العطاء سخيا حد الحياء
وكريما حد البكاء
قولوا لي
اي نوع هي من النساء

د. شـــــــذى احمد

shathaah@maktoob.com
العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14
المحور: الادب والفن
-----
Share |
------