شذى احمد
2012 / 1 / 22
أتعرض ولست الأولى ولا يبدو سأكون الأخيرة الى حملة من المضايقات على موقع الحوار المتمدن تتلخص في نذر بعض الأسماء المجهولة منها والمعروفة نفسها لتدوين تعليقات على مقالات يبدو بالظاهر أنهم معارضون لما ورد فيها. لكنها بالحقيقة تبدو أمور أخرى.
احد تلك التعليقات لمعلق يدعى فؤاد النمري قمت بحذفها للأسباب التالية
بدأ النمري تعليقه بالتالي (( للأسف معلوماتي قليلة عن الدكتورة شذى وتوجههاتها الفكرية ومع ذلك اسمح لنفسي الافتراض ان الدكتورة وبحكم درجتها العلمية تستقصي الحقائق))
والان يجمع الباحثون بشؤون الأدب والفكر على صعوبة البداية والمعضلة التي تواجه كل كاتب عند الشروع بكتابة شيء جديد بأي لون من ألوان الكتابة وفنونها.
هذا النمري يتأسف لجهله بي وبضعف معلوماته عني وبعدها مباشرة يكتب دكتورة. ولو لاحظ القارئ فانا لا أوقع مقالاتي بالدكتورة وهذا يعني انه قام بزيارة موقعي الفرعي على الحوار المتمدن ليعرف ذلك او أن احد أصدقاء الفزعه الذين يتكاثرون اليوم عندي قد اخبره بذلك، ولما زار الموقع افترض انه قرأ عناوين مقالاتي بأضعف الإيمان. وربما غره احدهم للقراءة ، فان لا . فمن أين أتى بلقبي العلمي وإنا لم أذيل به مقالي. وان زار موقعي ولم يعجبه شيء فلماذا يكلف نفسه ويكتب لي وهو من الذين لا يقرءون لهذا الكاتب ولم يحفزه عنوان من العناوين للقراءة له. وهذا أول الغيث.
ثم يستغرب المرء حق الاستغراب من الجرأة ولولا آداب الحديث وأصول التناول المنهجي للأمور لاستعملت بدل الجرأة كلمة أخرى. من أين أتت لهذا النمري الجرأة ليكتب بهذه الطريقة التي تخلو من ابسط قواعد وأصول الكتابة.
افترض وبحكم درجتها العلمية ... تستقصي الحقائق. هذه اللهجة الفوقية الاستعلائية لا تليق بمن يكتب تعليقا لأحد يزور موضوعا له لأول مرة ولا تعطي انطباعا بحسن أخلاق وتربية كاتبه.
فهل صادف أحدكم من طرق الباب على بيت كتب على يافطته منزل الدكتور ام المهندس ام الصيدلي وبادره بالقول: قرأت على بابك يافطة تقول بانك صيدلي وافترض بانك تفهم باصول الصيدلة وتعرف اصول تحضير الأدوية الخ الخ. هذه سلوكيات لا يلجأ إليها إنسان سوي نال من حياته حتى النزر اليسير من التعليم.
ثم يتابع النمري تعليقه قائلا:
آه يا دكتورة لو تعي حقيقة هذا الخائن خروشتشوف وما خلفه للعالم فيما يعاني من انحدارات مادية وروحية، مجاعات وحروب وعصابات حاكمة وإرهاب وأمراض ونخاسة، ما كانت لتكون لولاه. سيعي العالم خيانة هذا الشخص بعد حين وسيدرك أن خيانته تفوق خيانة يهوذا الاسخريوطي مثل الخيانة في التاريخ. طبعاً هذا الخائن تطوع لأن يقود ثورة البورجوازية الوضيعة ضد الثورة الاشتراكية وما كان لشخص آخر أن يقودها
لن أسوق ألف دالة ودالة على خيانة خروشتشوف بل أكتفي بالطلب من الدكتورة شذى بحكم درجتها العلمية أن تستقصي طبيعة وأسباب الإنقلاب الذي قاده خروشتشوف في قيادة الحزب في أيلول 1953 وشرعية التخلي عن مقررات المؤتمر العام للحزب الصادرة في نوفمبر 1952 وتحويل الخطة الاقتصادية من الصناعات الخفيفة لرفاه الشعب للصناعات الثقيلة والمقصود بها هو صناعة الأسلحة وإزاحة مالنكوف من القيادة لصالح خروشتشوف
الموضوع يتعلق بمصير العالم فلتستقص الدكتورة أسباب وضع مقررات المؤتمر العام 52 تحت السرية المطلقة !!؟
اهات ولوعات وحسرات النمري شأنه الخاص ، وقواعد وأصول البحث العلمي التي طالبني بها بحكم شهادة الدكتوراه التي بدت لازمه له في تعليقه ولا ادري ما السبب أقول لا شأن لي بكل ما ذكرت
ليس للموضوع علاقة بالشيوعية
ليس للموضوع علاقة بتقييم خروشوف ومكانته بين القادة السوفيت
ليس للموضوع علاقة للمقارنة بين الشيوعية والرأسمالية
ليس للموضوع علاقة لمناقشة الفكر الشيوعي الذي أساسا لا اعرف عنه الكثير كوني لم انتمي يوما للحزب الشيوعي ولم أكن شيوعية.
ليس للموضوع علاقة بإدانة او براءة خروشوف.
إذن ؟.
إذن الموضوع له علاقة بتناول حادثة مهمة للقرن العشرين وهي نزع رجل غاضب لحذائه في محفل سياسي وعادت لتحصل بالقرن الواحد والعشرين. كلتا الحادثتين عدتا من الحوادث النادرة التي بقيت بالذاكرة الإنسانية .
الكاتبة لم تدعو الى تشيد نصب لأي من الرجلين او لأحذيتهما كما كتب احد المعلقين المتفكهين لا أعدمنا الله طرافته وخفة دمه.
استعرضت حقائق فهل عرف النمري وناقش الكاتبة بصحتها الجواب القطعي لا
واليكم
هل كان لحديث خروشوف مع زوجة ايدن وقع كالصاعقة فهمت منه القوى المعتدية العظمى على مصر انه تهديد حقيقي وأنهت عدوانها على مصر المحروسة ام لا ؟. اجب
هل وصل الاتحاد السوفيتي بزمن نيكيتا خروشوف الى القمر ام لا ؟. اجب
هل بنا الرجل لشعبه الخروشوفا وأوى إليها ملايين الفقراء ام لا ؟. اجب
هل كان خرشوف فلاحا ثم عامل منجم ثم رجلا في أعلى هرم للسلطة في الاتحاد السوفيتي ام لا ؟. اجب
الم تحصل التغييرات الدراماتيكية في أمريكا ليصل لسدة الحكم لأول مرة رئيسا من أصول العبيد المسحوقين وتذرف دموع السود بغزارة لنصر انتظروه قرونا وتحقق بصعود الكادحين البسطاء لسدة الحكم وتحقيق نصرهم بقوة وصلابة أصواتهم لا بالمال.. الآن اجب.؟.
يعيد خيرة الباحثين اليوم كتابة التاريخ لتشذيبه مما لحق به من الافتراءات والأحكام المسبقة العاطفية متناولين إياه بعقلانية وموضوعية قدر الإمكان بعدما تحرروا من النزعة الدينية والعصبية القومية التي كان الكتاب والمؤرخون يضعونها نصب أعينهم عند الكتابة عن هذا الحدث ام ذاك.
لم يكن لي مع الشيوعية اي موقف وهذا ما جعلني اتناول هذه الحادثة دون خوف او وجل فليس لي مشاعر ومواقف محددة و امام عيني لا فرق بين هذا او ذاك من القادة السوفيت . يقال ايضا بان فترة خروشوف شهدت تناقضات عديدة منها بناءه لشبكة علاقات متميزة مع بعض البلدان العربية وتدهورها مع نظيرتها الولايات المتحدة حتى كادت ان تنشب حرب كونية ثالثة ابان ازمة ما يسمى بخليج الخنازير. وغيرها وغيرها. لم أتناول تفاصيل حياة خروشوف وليس مقالي استعراضا لسيرة حياته.
لكن يريد البعض الذين يتحدثون مثلنا العربية إحكام قبضتهم علينا ، وبقاء سيوفهم مسلطة على رؤوسنا بإجبارنا على مدح وقدح شخص حسب اجتماع الآراء حوله. كل ما قام به فلان شر ولم يحصل بزمنه اي انجاز فقط لان أهوائهم ضده وهذا كلام ليس به حتى رائحة العلمية والموضوعية.
لما تتعمد الخلايا المتيقظة والنائمة على صفحات الحوار المتمدن التخريب وإلحاق الأذى بهذا الصرح الثقافي الذي نهض كالعنقاء في أحلك ظروف وأتعس انتكاسة يمر بها العراق والبلاد العربية . لما يتبارون في طعن كاتب بهذه الطريقة السافرة الخالية من ابسط قواعد النزال الشريف في سوح الكلمة.
والأهم الى متى يبقى الحال على ما هو عليه
أدعو كما دعوت سابقا الى منح الحوار المتمدن للكاتب حرية التحكم بالتعليقات مثلما يمنحه حق إغلاق باب التعليق ومنعه لكي يلجم من لا هم لهم سوى العبث والمدفوعين بنوايا متعددة .ولكي يبقى للمتحاورين الجادين مساحة من الحرية .وان لا يعود المسيئون من حملاتهم منتصرين وهم يتبادلون نخب الظفر عندما يغلق من مثلي باب التعليق والى الابد . لانه ليس على استعداد لمهاترات ومناوشات وحروب لا تغني من جوع. ولا تقود الى نتيجة بل ترهق كاهله وتحبط من عزيمته ، وتصيبه بالخيبة والملل.