شذى احمد
2012 / 1 / 22
الزيدي
أعتبر تباطؤ رجال الأمن الشخصي للرئيس و رجال المخابرات مع الحادث من اكبر الخروقات الأمنية بتاريخ امريكا . فردود أفعالهم على ذلك الشاب الذي قذف في 14-12-2008 رئيس الولايات المتحدة الأميركية بوش بفردتي حذاءه قائلا بالأولى : «هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب» وفي الثانية : «وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق»... اعتبر رد الفعل هذا اسوء الثغرات الأمنية حيث تقضي التعليمات حماية الرئيس بالسلاح عند حدوث اي تحرك مشبوه ومشكوك به. الارتباك وحده من منح الشاب العراقي الجميل الطلة فرصة الحياة .كان يعرف افضل من غيره نوع المخاطرة التي اقبل عليها.
هذا الشاب لم يقد بلده لا لفضاء ولم يبني لزهوره من أطفال المدارس حتى صفا مدرسيا. لم يكن يملك ما يؤهله لاحداث تغييرات هائلة كما فعل الفلاح الروسي نيكيا خروشوف. لم يكن عنده صواريخ نووية ولا حتى طلقة واحدة بل رأوه يسحل بعد فعلته والدم يتناثر منه وسمع كل من رأى الشريط على شاشات التلفاز صرخاته وهو يوسع ضربا قبل انقطاع البث.
لكن
لكن هناك شرارة انطلقت من بغداد رغم انكسارها اضاءت في سماء 300الف موقع على الفيسبوك انشأه المصريون فور سماعهم ومشاهدتهم للحادث، وفي 24ساعة انضم الى هذه المواقع قرابة النصف مليون شاب وشابة . وتبارت القنوات والوسائل والاعلام على نقل الحادثة التي اراد الرئيس الامريكي بعدها اضافة جو من المرح والطرافة عليها دون جدوى واعجب من في ارجاء الأرض بذلك الشاب وثورة غضبه،واضيف الى خيارات الغاضبين باعتباره رمزا جديدا من رموز الاحتجاج ورفض الظلم.
وما لم يعرفه هذا الشاب القادم من اوساط البسطاء ان حذاءه بفردتيه صار الاشهر للقرن الواحد والعشرين ، وانه بعد اقل من ثلاث سنوات من قذفه تمكن شباب الفيسبوك من الذين اجتمعوا على حبه وتأييده من تحقيق ثورة بهرت العالم بحضاريتها وراحت تغير معالم الحياة في مصر ايضا.
رجلان انتميا لعصرين مختلفين
كلاهما غضب
كلاهما نزع حذاءه
الاول حمى يوما ما سماء مصر المعمورة من قنابل غاشمة كانت ستحصد ارواح مئات الآلاف منهم.
والثاني الهم واستنهض روح الثورة في نصف مليون من المصريين ليقودوا بعد اقل من ثلاث سنوات ثورة القرن الواحد والعشرين
لم يبقى لخصومهما مهما فعلوا كثيرا من السطور ليدونوا فيها ما ينال منهما . فرغم استخدام خصوم خروشوف لتلك الحادثة كسبب لاقصائه من مناصب الدولة والسياسة. وشتم ولجم كل من يحاول تناول حادثة الزيدي بالعبارات الممجوة البلهاء ومحاولة النيل من سمعته ونزاهته واتهامه بمحاولة الظهور. رغم كل ذلك دخل التاريخ ودون اسمه في سجلاته التي لا تمنح مثل هذا الشرف للكثيرين العابرين.