------------ --------
Share |

خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 1


شذى احمد

2012 / 1 / 21






خروشوف


سأل الرجل الستيني مضيفته وهو يتناول الشاي: مدام تعرفين كم من الصواريخ الستراتيجية تكفي للقضاء الشامل على جزيرتكم.إنتاب المرأة الارتباك الشديد لكنه لم يأبه لذلك وواصل قائلأ : انا اعرف انها خمسة صواريخ


والان عزيزي القارئ من الجنسين هل تظن انها بداية لأحد القصص المشوقة مستلة من كتاب ما . الجواب لا بل هو مشهد حقيقي وقع على مسرح الحياة منتصف القرن العشرين .


كان الرجل فيه فلاحا لم يكتفي بكل حقول الأرض فقاد بلاده لغزو الفضاء. وبحفلة شاي اعاد ترسانة العدوان الثلاثي المدمرة من الحاق المزيد من الأذى والدمار بمصر المحروسة ابان العدوان الثلاثي عليها.


والمرأة التي ارتعدت لكلماته ماهي الا زوجة رئيس الوزراء البريطاني ايدن.


كان هذا هو اسلوبه في ادارة الأمور كما يقول ابنه سيرغي خروشوف. لكن هذا الفلاح الذي تجسدت به اسطورة الفلاح الذي يصل لسدة الحكم ويقدم خدمات جليلة لبلاده جاعلا منها قوة عظمى بالتقدم التكنلوجي والصناعي ويبني لشعبه مساكن عرفت بخروشوفا تيمنا باسمه ليأوي اليها ملايين البسطاء الذين خرجوا من الحرب العالمية الثانية حفاة عراة بعدما سكنوا الاقبية والجحور.


هذا الفلاح غضب يوما ما تحديدا ب12-10-1960 وخلع حذاءه ملوحا به في هيئة الأمم المتحدة ليكون الحذاء الاشهر للقرن العشرين قائلا عبارته الشهيرة التي هدد بها بدفن الرأسمالية وانتصار القوى العاملة. قد يضحك اليوم ملئ شدقيه البعض قائلا لكن العكس هو ماحصل ابتلعت الرأسمالية الشيوعية وتناثرت بالريح دولة الفلاح هذا ونبؤته . لكن مهلا. الم يعتلي سدة الحكم في الامبراطورية الراسمالية الولايات المتحدة اليوم ذلك الرئيس القادم من اصول افريقية. يقولونها تهذيبا بل من اصول العبيد الذين اذاقهم الاسياد البيض مر العذاب وملئت قصص بؤسهم مجلدات عديدة.ذلك الرئيس الذي ولد فقيرا لم يكن يملك الملايين التي يصرفها على الحملة الانتخابية فهبت له جموع البسطاء من العاملين الكادحين تحلم بان يصنع لها غدا افضل. هذا ونبؤة الفلاح الروسي لم يمضي عليها سوى نصف قرن. والقرون في حياة الامم ازمان قصيرة.






قدر للشيوعي الذي انجز لبلاده نهضة عمرانية ومدنية وانطلق بها الى الفضاء الخارجي ان يكون حذاءه الاشهر للقرن العشرين . ومقولته تشق طريقها بفردة حذاء واحدة في احداث العالم اليوم. ازمة مالية طاحنة تدفع الدولة الرأسمالية العظمى للاقتراض وديونها تتزايد.اوربا تعاني ليس الركود فحسب بل الانهيار وتبدد حلم وحدتها. قوى تملك السلاح تعاني ازمات داخلية لا تعرف كيف تصدرها فتارة تسارع لحروب واخرى لعقد صفقات مع هذا لا تلوح بالافق بوادر انفراج الازمة المالية العالمية بل على العكس تفاقمها.


فهل تتحقق نبوءة صاحب الحذاء الاشهر للقرن العشرين نيكيتا خروشوف عندما دق به على طاولته في الأمم المتحدة وحمته صوريخه الستراتيجية من غضب الرأسمالية بابتلاعه يومها. من يدري فما زالت مقولته في نصف قرنها الاول.






-----
Share |
------