------------ --------
Share |

المالكي يدعو إلى الدولة الإسلامية




بقلم: ضياء الشكرجي - 01-01-2012


أمس احتفل المالكي لوحده بيوم يفترض حسب ما يتبناه هو أن يكون يوما لكل العراقيين، لكنه كان يوما خاصا بالمالكي، وبحزب الدعوة، وبحزب دولة القانون، ولم يشاركه في احتفاله أي من الكتل السياسية، ولا أقصد هنا غياب (العراقية)، بوصفها طرف الأزمة الحالية المتفاقمة، بل أعني غياب حتى تلك الكتل الحليفة له في حكومة المشاركة من غير العراقية (التحالف الكردستاني)، والكتل المؤتلفة معه في إطار التحالف الوطني (المجلس، الأحرار، الإصلاح الوطني). ووحده قرر أن يسمي هذا اليوم عيدأ وطنيا، وأن ينعته بـ(يوم العراق)، بعدما كان في وقت سابق قد أسماه بـ(يوم الوفاء). وهنا أحب أن أشير إن إعلان يوم ما عيدا وطنيا، وتسميته باسم خاص لا يجري عادة في النظم الديمقراطية من قبل رئيس السلطة التنفيذية، بل إن ذلك ما يجري عادة في النظم الديكتاتورية، ثم إن المادة (12) من الدستور (ثانيا) تنص على أن العطلات الرسمية تنظم بقانون، وهذا نص يحتاج إلى تأويل، ومعرفة الناسخ من المنسوخ، والمحكم من المتشابه، وأسباب التنزيل، كما حصل مع تأويل مادة (متشابهة) أخرى في وقت سابق.






واليوم أقام رئيس وزرائنا مهرجانا أسماه بـ(مهرجان اليوم الخالد)، أكد فيه ضمنا إسلاميته بشكل لا يقبل الشك، من حيث قصد ذلك أو لم يقصده. فدعونا نقرأ ما قاله وهو يتحدث عن ثورات العالم العربي، وكأنه يتأسف على عدم تحقيق إخوانه الإسلامويين مشروعهم في إعلان (جمهورية مصر الإسلامية)، و(جمهورية تونس الإسلامية)، و(جمهورية ليبيا الإسلامية)، ولو إنه يتمناها من جهة، ولا يتمناها من جهة أخرى، لأنها ستكون جمهوريات إسلامية، وهذا هو الجزء الذي يتمناه، لكنها ستكون إسلامية سنية، وهذا يمثل الجزء الذي لا يتمناه. المهم إن كلامه يفهم منه أنه متأسف على أن الإسلاميين لم يحققوا حلم الدولة الإسلامية، مما اضطرهم إلى القبول بالدولة المدنية التعددية، من أجل أن يسرقوا هم الثورات التي حركها غيرهم ولو بالتدريج، لا أن تسرق منهم، كما عبر المالكي، وهو يقرأ الواقع - كما يبدو - بالمقلوب تماما. فهو يقول:






- «لكل نجاح وثورة سراق، وهؤلاء أخطر بكثير من جموع الفرحين المؤيدين، الذين لا يدركون أهميه وخطورة أن تسرق الثورة منهم.»






- «أغلب الثورات في عالمنا العربي والإسلامي تبدأ من الشريحة الإسلامية وبقيادة علماء الدين، وتنتهي إلى غيرهم.»






- «هؤلاء العلماء يدفعون الثمن غاليا من دماء ومعاناة وسجون خلال الثورات، إلا أنها تسرق لقلة الوعي وتحمل المسؤولية.»






كلنا نعلم أن الذين حركوا الشارع العربي هم شباب الفيسبوك الذين لا ينتمون لا من قريب ولا من بعيد للإسلام السياسي، ثم جاء الإسلاميون لاحقا وركبوا الموجة، ليسرقوا الثورات، وليس كما ذكر المالكي. نعم هو يرى ربما إن (المجاهدين) من (دعاة) حزب الدعوة، ومن المجلس، وبدر، هي التي أسقطت صدام، وليس الأمريكان، ثم سُرقت ثورتهم من العلمانيين ليضطروهم بالقبول بالدولة الديمقراطية المدنية التعددية.






هذا تحول خطير في خطاب المالكي. أو هل كانت هذه مجرد زلة لسان وشطحة كلام، كما عهدنا منه في كثير من الأحيان؟ لكن إذا كان رئيس وزرائنا مبتلى بكونه يقع في زلات وشطحات غير مقصودة، فينبغي ألا يرتجل الكلام، بل ليجعل كلامه في كل صغيرة وكبيرة مكتوبا. ولكن حتى زلات اللسان للسياسيين إنما تعبر عن حقيقة كوامنهم وضوامرهم، وإن كان المفروض ألا يتكرر الززل والشطح من سياسيين هم في موقع رجال الدولة في قمة هرم المسؤولية.






لكن هل لدينا شيء يشبه العالم؟






01/01/2012


dia.shakarci44@yaoo.de






-----
Share |
------