------------ --------
Share |

الى جانب مباراة كأس أمم أوربا-1-

الانتقام



لمن عاشرته رغما عنه كرة القدم سنوات وسنوات وأجبرته بسبب التركيب الأسري على معرفة خصائصها ، والتي هي بالتالي ليست خوارزميات كما يحلو لأصحابها تسويقها بل لعبة لها قواعد وأصول مثل كل الالعاب تتميز عنها بكونها الاشهر عالميا والأكثر مشاهدة .لمثل هذا ولغيره تبقى المباراة اما وسيلة لتسلية وتبادل وجهات النظر والتحزب الاجباري لهذا الفريق او ذاك خلال دقائقها التسعين ،والوقت الضائع المضاف اليه بسبب الالعاب البهلوانية لهذا اللاعب ،أو التعثر المقصود لذاك . و استبدال اللاعبين والاهم تقديرات الحكم سيد الموقف.






في مباراة بولندا مع التشيك لعب الفريق التشيكي متفوقا على البولندي بشكل واضح.... لست بصدد كتابة تقرير رياضي عن المباراة. لا ليس الهدف منه ذلك اطلاقا انما اردت بسط بعض الحقائق للقارئ الذي لم يشاهد هذه المباراة. فما كان من البولونيين المضيفين إلا تعويض اخفاقهم وعجزهم عن مجاراة الفريق الخصم بتعمد الخشونة ، ومزاحمة المهاجمين ومنعهم بالعنف من الوصول الى الهدف ، ربما لم تسجل حالة ضربة جزاء لاستقتالهم بإيقاف التشيك خارج منطقة الجزاء . بعض من سلوكياتهم رصدها الحكم واغدق عليهم ببطاقات التنبيه والأخرى ربما لم يستطع رصدها ،او لكثرتها شعر بالملل من معاقبة كل لاعب وفي كل مرة. كل ذلك دفع التشيك الى تغيير خطتهم الهجومية وتكليف لاعبي خط الوسط باستلام زمام المبادرة ومساعدة المهاجمين الذين كان عليهم مواجهة ضربات الفريق الخصم وإعاقتهم على الدوام ونجحت الخطة واستطاع احد اللاعبين اختراق الفخاخ والحواجز العنيفة للبولنديين ليسجل هدف المباراة الوحيد ،واستحق التشيك الفوز


ذكرتني المباراة بأخرى جرت وعلها تجري على الدوام في ربوع اوطاننا العربية. جرت بين الشيخ خالد والسيد القمني كانت المباراة غير الودية التي اقيمت على ملاعب فضائية الشيخ خالد وبتحكيم احد انصاره ان لم يكن اتباعه مباراة حامية الوطيس. تعمد فيها الشيخ خالد كسر القمني بكل ما اوتي من قوة. ولان الحكم لم يكن حياديا ومائلا كل الميل لصاحب نعمته ،فلقد عانى القمني اثناء المباراة من ضربات خصمه ، والغريب كلما اراد الانفراد بالهدف والتسديد يسود الملعب الهرج والمرج وتعلو الاصوات ،ولا يمنح حق التسديد. انتهت المباراة كما تحدث متابعوها لاحقا بالضرب ،والإيذاء الجسدي للقمني الذي ظن واهما بإمكانية اقامة مباراة ودية بين فكر ،وفكر اخر مهما خالفه بالرأي وتباينت بينهما وجهات النظر .. وبينت له التجربة استحالة ذلك.


الغريب يا اخوتي صعوبة اعطاء نتائج قطعية لمثل هذه المباراة . بمعنى خصوم القمني سيعتبرون ما قام به الشيخ الجندي ومذيعه المتحيز انجاز بل هزيمة لكل ما هو علماني ، وتنويري وراغب بالانفلات من عقال الدين بحثا عن حلول اخرى ، او على الاقل دراسة اوضاعه والاستعداد لخيارات افضل.


اخرون قد يعتبرون المباراة هزيمة ماحقة لمنطق التشدد الذي فضح نفسه بنكرانه لحرية الفكر ، و فرضه الارهاب الفكري بطرق عفا عليها الزمن. وسلوكه الفاضح مع القمني ومحاولة جر النقاش الى زوايا معتمة. القصد منها النيل من المفكر.


لهذا فالمباراة غير محسومة النتيجة لعدم اعتماد الكثير من المباريات هناك على ابسط القوانين المتقف عليها في اي لعبة .


-----
Share |
------