هل دمر هولاكو بغداد فعلا ؟؟
كتابات - طارق الخزاعي أثارني مقال نشره السيد وائل القادري في كتابات الغراء بعنوان ( هل دمر هولاكو بغداد فعلا ) وقد كان في تحليله وطرحة قريبا لحقيقة لاتسر الكثير من الساذجين سواء من كتبة التاريخ أو المخدرين في نشوة الخيال القومي المريض , وقبل ان نحكم بالرأي التحليلي العلمي البعيد عن العاطفة الفارغة من أي مضمون عقلي على تلك الفترة المهمة من تأريخ العراق وهي سقوط بغداد عام 1258م تحت الغزو التتري وبين الغزو الأمريكي الجديد عام 2003 لقد علمنا أساتذة التأريخ من قيام الحكم الملكي والى هذا اليوم في مدارسنا ان نلعن هولاكو القاسي القلب والهمجي والبربري والتتري الذي هدم بغداد ولم يعلمونا ان نشتم الخليفة المستعصم بالله الذي سمح لهولاكو بسقوط بغداد , هذا الخليفة الماجن الذي أبتعد عن شعبه وغرق في ملذاته والتأريخ يقول : قبل أن يقترب جيش هولاكو من بغداد , عسكر جيشة في أربيل ومن هناك كان يرسل جواسيسه على شكل تجار وحجاج وباعة وغير ذلك ليجلبوا له الأخبار عن حالة الشعب والجند والخليفة نفسه الذي كان غارقا في لياليه الملاح لآن بغداد يحميها الله دائما كما يردد في مجالسه حين ينذره أحد, ولذلك فقد كان يرسل الى الموصل مواليه وغلمانه ليجلبوا له الآلآت الموسيقية والجواري , في حين ساد التذمر في بغداد لتحكم الأتراك الأجانب في رقاب الناس وشددوا الرقابة والمحاسبة قبل ان يشمموا وبجلبوا الأخبار من جيش تتري تهاوت أمامه عروش كبيرة . لااريد أن اطيل في السرد التاريخي لكن كتب التأريخ الأوربية تخبرنا بأن هولاكو كان يتمتع بحب جنوده وبقوة شخصيتة وبكونه دائما في أول المهاجمين وبجيش منضبط بأوامر حديدية. لكني أورد هنا حوارا دار بين هولاكو والمستعصم بالله ينكره كتاب العرب بفعل الخوف من السلطان أو الشعور بالعار القومي دون أن يكون درسا للطغاة.!!! سجن هولاكو الخليفة المستعصم بالله في أحد غرف قصره التي سكنها هولاكو الذي وزع جواريه هدايا على قواد جيشه....جاع المستعصم بالله فطلب طعاما من الحرس ....جلب له هولاكو بنفسه طبقا مملوء بالذهب وامره أن يأكل ...ضحك الخليفة وقال : الخليفة : كيف يؤكل الذهب ؟ هولاكو : اذا كنت تعرف ان الذهب لايؤكل فلماذا أحتفظت به ولم توزعه على جندك وشعبك ليحولوه الى سيوف ورماح ويمنعوا غزوي لبغداد وتهديم اسوارها الحصينة ؟ الخليفة : أن ذلك هو من أرادة الله . هولاكو : اذن غزوي لبغداد واسقاط حكمك هو من ارادة الله ايضا. ترك هولاكو طبق الذهب وخرج ... وبقي الخليفة يصارع الجوع ..الى ان مات جائعا أمام أطباق الذهب .!! هولاكو سمح للناس وللجند أن يستبيحوا ممتلكات الوزراء والأمراء وكل الأغنياء من أهل البلد وهكذا أيقظ شهوة الغزو العربية فنهب الناس ماعودهم عليه خلفاؤهم حين يسمحون لهم بنهب وزير غضب عليه الخليفة أو عائلة البرامكة رغم احسانهم للناس أنذاك, وهي مقارنة تأريخية تقتضي الحكمة الوقوف عندها حين غزا الجيش الأمريكي بغداد فقد شاهدنا بأم أعيننا الفقراء او مانسميهم بالغوغاء يسرقون دوائر ومؤسسات دولتهم لايام معدودة وهم فرحين بنشوة غبية ثم يؤدون صلاتهم خاشعين الى الله وطالبين الرحمة والمغفرة وربما في سرهم دوام السرقة.! بل وشاهدت أناس سرقوا سقوف وحيطات بل وبلاط الأرض لمخازن حكومية فما هي حال المؤسسات الثقافية كالمسارح والمكتبات التي أحترمها المحتل وحطمها أبناء الرافدين النشامى وبلاشك هناك قصص مشاهد في محافظات أخرى لاتليق بشعب حضارته الآلآف السنيين!! أن حكاية قذف هولاكو للكتب العلمية في نهر دجلة بحيث اصبح النهر أزرقا لكثرة الكتب التي نزفت حبرها فيه , هذه الحكاية كذبها الكتاب والمؤرخون العرب , لكن أكدها كتاب الغرب, لأن هولاكو لم يرمي في النهر سوى كتب الشعراء والخطباء وكتاب السيرة الشخصية ومدوني جلسات الخليفة و وحسابات الجند والمرتزقة وكتب دواوين بيت المال والجواري والغلمان وغيرها في حين أحتفظ بكل الكتب العلمية والحضارية التي تحدثت عن الطب والصيدلة والفلك والنجوم والهندسة والفلسفة لتباع الى أوربا بمايوازي وزنها ذهبا ولتستيقظ أوربا على حضارة بغداد بعد العصور المظلمة ولنعود نحن عبيدا ثانية بين حكم السلاطين , لم يرمي هولاكو غير قذارة وعاظ السلاطين لسلطانهم لأنها تحمل النفاق والكذب , هولاكو كان محاطا بمستشارين اذكياء ومنهم علماء مسلمون جلبهم من أذربيجان وغيرها , ولم يكن دكتاتورا في الرأي ابدا وذلك ماجلب له النصر في الحروب أعتماده على المشورة الصادقة . للأسف أن أساتذة جامعة ومثقفين وموظفين وصحفين لهم علاقة بالتأريخ يصدقون هذه الأكذوبة التي تروج لها الصهيونية العالمية ومؤسسات أخرى بأن العرب أنتهت حضارتهم في نهر دجلة حين قذف هولاكو بالنهر كتبهم الحضارية , التأريخ لم يخبرنا ان هولاكو أحرق كتبا في ساحة عامة أوجلد وقتل عالما ورجل دين مثلما حدث الى أبن حنبل وللحلاج وغيرهم. أن أوربا والعالم يشهد أن الحضارة العربية قامت على أساسها حضارة أوربية بدليل لازالت تماثيل العظماء من العلماء العرب قائمة عند مداخل الجامعات بل ومراجعهم تؤكد ذلك , بل ويحتفظون بمخططات لم يرمها هولاكو في النهر الى يومنا هذا . أن مشاكل حكامنا وسياسينا أنهم ينظرون الينا كوننا مجرد مثقفين لانملك الأ الثرثرة الفارغة من أي مضمون أو حكمة أو استقراء للمستقبل , وأن طال لساننا أكثر فليس هناك الأ اسكاته سواء بالذهب أو الرصاص .... كلنا الى الأرض ولكن صوت الشجاع في لحظات الشدة يبقى خالدا لأن مداه السماء....فماأجمل الحق حين ينطق للبناء لا الهدم
كتابات - طارق الخزاعي أثارني مقال نشره السيد وائل القادري في كتابات الغراء بعنوان ( هل دمر هولاكو بغداد فعلا ) وقد كان في تحليله وطرحة قريبا لحقيقة لاتسر الكثير من الساذجين سواء من كتبة التاريخ أو المخدرين في نشوة الخيال القومي المريض , وقبل ان نحكم بالرأي التحليلي العلمي البعيد عن العاطفة الفارغة من أي مضمون عقلي على تلك الفترة المهمة من تأريخ العراق وهي سقوط بغداد عام 1258م تحت الغزو التتري وبين الغزو الأمريكي الجديد عام 2003 لقد علمنا أساتذة التأريخ من قيام الحكم الملكي والى هذا اليوم في مدارسنا ان نلعن هولاكو القاسي القلب والهمجي والبربري والتتري الذي هدم بغداد ولم يعلمونا ان نشتم الخليفة المستعصم بالله الذي سمح لهولاكو بسقوط بغداد , هذا الخليفة الماجن الذي أبتعد عن شعبه وغرق في ملذاته والتأريخ يقول : قبل أن يقترب جيش هولاكو من بغداد , عسكر جيشة في أربيل ومن هناك كان يرسل جواسيسه على شكل تجار وحجاج وباعة وغير ذلك ليجلبوا له الأخبار عن حالة الشعب والجند والخليفة نفسه الذي كان غارقا في لياليه الملاح لآن بغداد يحميها الله دائما كما يردد في مجالسه حين ينذره أحد, ولذلك فقد كان يرسل الى الموصل مواليه وغلمانه ليجلبوا له الآلآت الموسيقية والجواري , في حين ساد التذمر في بغداد لتحكم الأتراك الأجانب في رقاب الناس وشددوا الرقابة والمحاسبة قبل ان يشمموا وبجلبوا الأخبار من جيش تتري تهاوت أمامه عروش كبيرة . لااريد أن اطيل في السرد التاريخي لكن كتب التأريخ الأوربية تخبرنا بأن هولاكو كان يتمتع بحب جنوده وبقوة شخصيتة وبكونه دائما في أول المهاجمين وبجيش منضبط بأوامر حديدية. لكني أورد هنا حوارا دار بين هولاكو والمستعصم بالله ينكره كتاب العرب بفعل الخوف من السلطان أو الشعور بالعار القومي دون أن يكون درسا للطغاة.!!! سجن هولاكو الخليفة المستعصم بالله في أحد غرف قصره التي سكنها هولاكو الذي وزع جواريه هدايا على قواد جيشه....جاع المستعصم بالله فطلب طعاما من الحرس ....جلب له هولاكو بنفسه طبقا مملوء بالذهب وامره أن يأكل ...ضحك الخليفة وقال : الخليفة : كيف يؤكل الذهب ؟ هولاكو : اذا كنت تعرف ان الذهب لايؤكل فلماذا أحتفظت به ولم توزعه على جندك وشعبك ليحولوه الى سيوف ورماح ويمنعوا غزوي لبغداد وتهديم اسوارها الحصينة ؟ الخليفة : أن ذلك هو من أرادة الله . هولاكو : اذن غزوي لبغداد واسقاط حكمك هو من ارادة الله ايضا. ترك هولاكو طبق الذهب وخرج ... وبقي الخليفة يصارع الجوع ..الى ان مات جائعا أمام أطباق الذهب .!! هولاكو سمح للناس وللجند أن يستبيحوا ممتلكات الوزراء والأمراء وكل الأغنياء من أهل البلد وهكذا أيقظ شهوة الغزو العربية فنهب الناس ماعودهم عليه خلفاؤهم حين يسمحون لهم بنهب وزير غضب عليه الخليفة أو عائلة البرامكة رغم احسانهم للناس أنذاك, وهي مقارنة تأريخية تقتضي الحكمة الوقوف عندها حين غزا الجيش الأمريكي بغداد فقد شاهدنا بأم أعيننا الفقراء او مانسميهم بالغوغاء يسرقون دوائر ومؤسسات دولتهم لايام معدودة وهم فرحين بنشوة غبية ثم يؤدون صلاتهم خاشعين الى الله وطالبين الرحمة والمغفرة وربما في سرهم دوام السرقة.! بل وشاهدت أناس سرقوا سقوف وحيطات بل وبلاط الأرض لمخازن حكومية فما هي حال المؤسسات الثقافية كالمسارح والمكتبات التي أحترمها المحتل وحطمها أبناء الرافدين النشامى وبلاشك هناك قصص مشاهد في محافظات أخرى لاتليق بشعب حضارته الآلآف السنيين!! أن حكاية قذف هولاكو للكتب العلمية في نهر دجلة بحيث اصبح النهر أزرقا لكثرة الكتب التي نزفت حبرها فيه , هذه الحكاية كذبها الكتاب والمؤرخون العرب , لكن أكدها كتاب الغرب, لأن هولاكو لم يرمي في النهر سوى كتب الشعراء والخطباء وكتاب السيرة الشخصية ومدوني جلسات الخليفة و وحسابات الجند والمرتزقة وكتب دواوين بيت المال والجواري والغلمان وغيرها في حين أحتفظ بكل الكتب العلمية والحضارية التي تحدثت عن الطب والصيدلة والفلك والنجوم والهندسة والفلسفة لتباع الى أوربا بمايوازي وزنها ذهبا ولتستيقظ أوربا على حضارة بغداد بعد العصور المظلمة ولنعود نحن عبيدا ثانية بين حكم السلاطين , لم يرمي هولاكو غير قذارة وعاظ السلاطين لسلطانهم لأنها تحمل النفاق والكذب , هولاكو كان محاطا بمستشارين اذكياء ومنهم علماء مسلمون جلبهم من أذربيجان وغيرها , ولم يكن دكتاتورا في الرأي ابدا وذلك ماجلب له النصر في الحروب أعتماده على المشورة الصادقة . للأسف أن أساتذة جامعة ومثقفين وموظفين وصحفين لهم علاقة بالتأريخ يصدقون هذه الأكذوبة التي تروج لها الصهيونية العالمية ومؤسسات أخرى بأن العرب أنتهت حضارتهم في نهر دجلة حين قذف هولاكو بالنهر كتبهم الحضارية , التأريخ لم يخبرنا ان هولاكو أحرق كتبا في ساحة عامة أوجلد وقتل عالما ورجل دين مثلما حدث الى أبن حنبل وللحلاج وغيرهم. أن أوربا والعالم يشهد أن الحضارة العربية قامت على أساسها حضارة أوربية بدليل لازالت تماثيل العظماء من العلماء العرب قائمة عند مداخل الجامعات بل ومراجعهم تؤكد ذلك , بل ويحتفظون بمخططات لم يرمها هولاكو في النهر الى يومنا هذا . أن مشاكل حكامنا وسياسينا أنهم ينظرون الينا كوننا مجرد مثقفين لانملك الأ الثرثرة الفارغة من أي مضمون أو حكمة أو استقراء للمستقبل , وأن طال لساننا أكثر فليس هناك الأ اسكاته سواء بالذهب أو الرصاص .... كلنا الى الأرض ولكن صوت الشجاع في لحظات الشدة يبقى خالدا لأن مداه السماء....فماأجمل الحق حين ينطق للبناء لا الهدم