لن أتنازل عن ليلتي
مضت من السنوات عشر .. عشرون .. خمسون بددناها بالكثير من الوهم والسلم والحرب!.
أمضى غيرنا ربما اقل آو اكثر منها آو ما بينها من الأعوام لا يهم كم طال الوقت او قصر ، وان كان وقتي معك كافٍ لكي أقول لك ما أريده بلا تردد آو مواربة
لماذا تزوغ عيناك كلما أردت أن اسألهما ما الآمر .. لماذا تتهربان مني ، وتندسان في غيوم من التمويه تدعيان البراءة وتسدلان ستارا من التعتيم عما يدور فيهما من جديد لم أعتاده منك.
هي أخرى إذن .. لما تجمدتا ألان حتى فارقتهما روح المراوغة. هل صدق حدسي هذه المرة .. هل مرت بك المراكب الموبوءة بالحسرة على ما ضاع منك و رشتقك برذاذ الوهم بإمكانية استعادتك له عندما تقضم تفاحة نضرة تلوكها بين فكي ترقص أسنانهما سامبا الوهن كما يحلو لها!!.
لما صمت أظن صمتك يشي بنعم.. تريدني بعد كل الذي استمعت إليه من صمتك من اعترافات أن أبارك ثورتك الصبيانية و أتوج كهولتها بالإيجاب وان أتنازل لها عن كل ما أنقضى من سنواتي في صحبتك؟ تريد هه .. هل تريدني اليوم مثلا أن أتنازل لك عن ليلتي فأتمدد ولا أجدك بجانبي .... لن أتنازل عن ليلتي كما فعلت آم المؤمنين سودة بنت زمعة ليس لأنني اقل منها إيثارا وتضحية حينما تنازلت عن حقها لصبية ،واكتفت بمجد اسم ومكانة في الفردوس بل لأنني لا أقوى على التسمية التي سوف تضيف إلى اضطهادي مزيدا من الوجع في المطارات ،ونقاط التفتيش في كل مكان في العالم ،فلقد نجحت القاعدة نجاحا منقطع النضير في دفع العالم على نبذنا ورفضنا والخوف منا ، والنظر بين طيات ثيابنا و حروفنا لتعرف ما نخبئه من موت ودمار .
و لأنك وهذا الأهم لست كفئً لتتحمل مسؤولية المجد الذي ساساهم في صنعه لك ـ تنازلي عن ليالي لصبية تجدد بها ما تظنه عتق فيك ـ فلقد خبرتك تتعثر في قراراتك ، وترتجلها إن كانت تصدر منك وحدك ولا تتسم بالعقلانية وكثيرا ما تعود متحسرا نادماُ عليها كيف الحال وأنت تدير العالم وتقرر له مصيره. إذن لن يكون هذا سبباً كافياُ لا تنازل به عن ليلتي وأنا بطبعي لا احب الألقاب الكبيرة ولا يثيرني أن يقال امرأة عاقلة حصيفة ، لبيبة عرفت قدرها وتركته يتمتع بصبية لكي يجدد بها شبابه ما دام قادرا على الزواج وراغبا به ويجد بنفسه حاجة .
هل هذا ما يدور برأسك هل هو ما فعله فلان وفلان وترغب باللحاق بهم قبل انقضاء النهار.؟
لما لا ترد تستحي مني آم منك فيُِ اقرب إلى المنطق عندي انك تستحي منك فيُ تعرف لما لأنك أودعت كل ما فيك فيُ إن لم يكن أفضله.
أودعت خلايا أول حملك وطلقك ووضعك لكل ما خلفته في هذا العالم من نجاحات الى أولاد حتى هزائمك وانتصاراتك .. ولا ادري إن كنت أيضا أودعت أحلامك السرية التي لا يخبر بها المرء أحدا..
هذه الخلايا لا تموت ولا تتجدد بل تمر بمجرى الحياة مرة واحدة تعلق بعضها في قيعانه وأخرى على شواطئه تختبئ بعضها في أصدافه الراسية آو تنبت كل عام خضرة على صفحاته لكنها لا تعود لك آو لي ..لن نتمكن من لمها لكنها تنهمر كحبات المطر في عيوننا وتصطاد بنا أهات مبهمة تنبعث من أعماقنا .
الى أين وما عساك تفعل بعظامك الهشة التي ستسحقها متانة الصبا في أول جولة ..كيف ادعك تطيح بملكنا فيساق سبيا الى سوق نخاسة التوسل بالصبا كي يستجدي رضاه
اذهب اختبر كل هذا حتى مغيب الشمس ، وعد قبل العشاء آو عند العشاء لا فرق لا تهتم لن اطلب منك أن تنجز واجباتك البيتية وتملأ لي صفحات تجربتك بآي من العبارات فآنا اعرف بأنك لا تستطيع ذلك سوف تكتب بلغة قواعدها عسيرة عن المنطق وكل همها أن تكرر هذا حق رجولي فتزداد خيبتها ومرارتها إخفاقا.
لا تكتب شيئا لا تنجز واجباُ اذهب الى آخر النهار وعد و أحذر أن تضيع فردة جورابك كما اعتدت لتعود بعد كل مرة متخيلاُ بأنك دسستها في حقيبتك اليدوية مع نظارتك وحاسوبك الشخصي!. صارت هذه الهفوات عادة شبه دائمة فعد بقردتي جورابك سالماً
علمتني حسرة آم المؤمنين سودة بنت زمعة منذ ما يزيد عن خمسة عشر قرناُ بان النساء اللاتي لا يتخذن القرارات الصائبة في أول الآمر تلوكهن المصاعب والأحزان الدهر كله. لذا تيقن بأنني لن أتنازل عن ليلتي آو ليالي لصبية مهما بلغت حمرتها ومهما وعدت بها الأيام من حسنات تصيبني منها .. من أوهمك بان الحب كيسه مثقوب فتتساقط منه ليرات ثروتنا الذهبية للذي يلتقطها بلا عناء.فقد خدعك .
لما أنت متسمر في مكانك جاحظ العينين تتأملني بتعجب .
عد من مغامرتك سريعاُ إن لم تجدني في غرفة الجلوس فلا تزعجني في مشغلي حيث أعيد ترتيب الطين أشكالا تليق بالغد. سأشعل أعواد بخور يمني ثم أدس تحت الوسادة حرزا من كلمات خرافية تكفي لتدير رأسي متهالكين أساً وتخبطاُ مثلنا فان رأيت مزاجي صالحاُ فقص عليُ ما عشته من مغامرة النهار وان اقتربت أمواج سخطي من سواحل حديثنا فما عليك إلا أن تحضن الكل الذي تركته بي وتنام .. والغد سيكون كفيلاُ بهمه وبنفسه
د. شــــــذى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.