همس
تعالوا الآن لنتسلى قليلا.. نادت الشابة البيضاء وهي تشير بيدها الى الكراسي الفارغة التي راحت تصفها على شكل دائري.
اقترب الشبان والشابات واخذ كل منهم مكانه.. ينظرون باهتمام وفضول إليها .. لم يكونوا قادرين على السؤال والمناقشة الطويلة لضعف مفرداتهم باللغة التي جاءوا يريدون تعلمها
مرت الأسابيع الأولى من الدورة التعليمية وهم يتدربون على الأساسيات المهمة في تعلم كل لغة..وصار بعضهم يتبادلها مع البعض الأخر لاختلاف لغاتهم وتنوعها.. المعهد اعتاد على استقبال الطلاب من بلدان متعددة.. يتجنب كل منهم قدر الإمكان التحدث بالانكليزية لرغبته الحقيقية بتعلم لغة البلد القادم إليها.
لما اكتمل عددهم توسطتهم معلمة اللغة وقالت بعبارات بسيطة وبحركات توضيحية إن اللعبة تتعلق بالكلام .. سوف يهمس الأول بكلمة ويقوم الثاني بالهمس بها للثالث وهكذا حتى أخر المشاركين فبعد أن يسمعها عليه قولها بصوت مسموع ، لنعرف إذا ما كان أصلها صحيح أم لا!.
تحمس الجميع وبدأت اللعبة .. همس الياباني بكلمة ووصلت الى أخر الحلقة من اللاعبين.سألته المعلمة : هه ماذا سمعت ولما نطقها انفجر الياباني بالضحك لان لفظها كان بعيدا كل البعد عما قاله..وبدأ الثاني حتى وصل الدور للمنصف همس بأذن الأول الذي نقلها بدوره الى التالي ولما وصلت الى الأخر كانت ابعد ما يكون عما نطق به..
ضحك الجميع بعد أن سمعوا من المنصف أصل الكلمة بعدما نطقها بشكلها الصحيح لأن اللاعب ابتكر كلمة بعيدة عنها كل البعد عن تلك التي قالها لم يبالي اللاعب بل هز كتفه بانكليزية مقصودة هذه المرة وهو يقول : هكذا سمعتها.. الوحيد الذي لم يضحك هو المنصف نفسه نظر لأخر القاعة حيث كانت مجموعة ثانية تتابع لعب المجموعة ولمح نظرات ساهمة في عيني وليد .. تبادلا حديثا صامتا.. طال حتى ترك للآخرين علامة استفهام كبيرة . لكنها لم تكن بقدر دهشة المنصف ولا الوليد .. دهشة اتسعت لتكفي صمتا امتد حيث أفق بحر الدهشة الذي خلفه الهمس.
شـذى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.