------------ --------
Share |

الشيخ فيس بوك





عاجلة أم أجلا عليك الاستجابة لقوانين الحياة ومتطلباتها مهما عاندت وادعيت عدم حاجتك لهذا أو ذاك مما تعده خرقا لخصوصيتك وسلبا لإرادتك.
الفيس بوك احد تلك القنوات الالكترونية التي أصبحت الأشهر في عالم الانترنيت وخصائصها وصفاتها لا تخفى على احد من القاصي والداني. الاقتراب من تطبيقاتها وإدراج المعلومات يأتي بطرق مختلفة بمعنى التعاطي معها له أوجه متعددة فهي وسيلة قد يستخدمها من المرشح لرئاسة الجمهورية إلى رؤساء جمهوريات وحتى بائع اكسسوارت بسيطة يبحث عن سوق له في عالم الرقميات المتلاطم.
هل تقل بان مقدمتي لتبرير انتمائي وتسجيلي به الإجابة ربما تكون بنعم. فانا من الذين يشكون على الدوام من تسرب الوقت من أيديهم مثل الماء الجاري وقليلا ما يتبقى لي وقت لكي أشارك نفسي همومها الخاصة. لم اصدق وانأ اكتب اسمي بأنني سألتقي مع هذا الكم الهائل العظيم من أصدقاء الأمس،وأصدقاء جدد لم أكن لأعرفهم لولا هذه المشاركة. وفي غضون أيام صار لي أصدقاء رائعون نتبادل معا الكثير. وفجأة مثل كل القصص والروايات جاء هادم اللذات ومفرق الجماعات وهي الغصة التي تعيق الفرحة وصلني رابط يطلب مني التسجيل بجمع تواقيع قبل رمضان ويطلب جمع ما مقداره 30مليون توقيع. عادةً أنا فتاة مطيعة لطالما أرسل لي الحوار المتمدن حملات التضامن ووقعت وشاركت عن طيب خاطر من التضامن مع سكان مخيم اشرف إلى أخر تضامن مع أهلي في الناصرية ومعاناتهم في نقص الكهرباء ووقعت عن طيب خاطر تضامني مع مطالبات في أماكن متعددة بعضها اسمع بها للمرة الأولى لكن أثق بان المقيمين على التوقيع سوف لن يبتزوني إن أنا لم أشارك وقد حصل مرة أو مرتين متعمدة لجس النبض ومعرفة النتائج فلم يحصل شيء. أي بقيت انشر، وبقي كل شيء على ما يرام.
لكن ما حصل معي على الفيس بوك آمرا أخر .. فلتمكن القائمين على هذا المشروع المقدر له أن ينجز قبل قدوم رمضان يمتلكون خبرات واسعة جدا في مجال النشر وبرمجة الكمبيوتر ويكفي أن يصرحوا بان المسئول الأول عن غوغل في الشرق الأوسط هو من قام بعمل شعار الحملة لتعرف أي نوع من القوة والسلطة يتمتعون به. إضافة إلى حماسة الشباب وتمكنهم وتفرغهم لمثل هذه النشاطات.
دون إذن مني قاموا بعمل رابط علالخاصة.وصرت كلما فتحت الصفحة أجد رابطهم وهو يقول بأنني أشارك في المشروع. ثم وجدتهم وقد صاروا في قوائمي الخاصة..لم أتحمل أنا اكره القهر وعندما استطيع الرفض ارفض. قمت بصرف وقت ثمين لمعرفة كيفية إلغاء الرابط وربما استغرق مني الأمر نهارا كاملا.
في اليوم التالي وجدت أن احدهم قد غزا الصفحة ووضع رابطه ملغيا كل الروابط الموجودة على صفحتي والتي اعتز بها من مركز الوردي وأخواته!. وكالمعتاد كان علي في هذا البرنامج الذي يشبه المتاهة أن ابحث عن حل ونجحت واعدت الرابط.
مضى يوم وقد دخلت القائمة السوداء. ربما امثل ألان في نظرهم الجنود الذين اقتحموا سفن الحرية بالمناسبة أسطول الحرية احد الروابط التي تزين صفحتي واعتز به . وربما أنا ألان امثل الفكر الصهيوني وأنا حاقدة وكارهة وعميلة وخائنة وملعونة أب وأم إلى يوم الدين .
ماذا حصل في هذا الفيس بوك الذي يعاني الكثير من المشاكل في البناء والإعداد ،ويحتاج إلى الكثير لمعرفته وليعرف كيف يتم استغلاله ثم منع اسمي من المشاركة واستقبال الأصدقاء ..وإذا ما فتحت النافذة لأسأل لما جاءني جواب بمنتهى الغباء يقول أن احدهم قام بمنعك لأنك اسأتي استخدام هذا الرابط والمنع لمدة ساعات وربما أيام وإذا ما كررت الخطأ فقد نوقف الحساب فنرجو تفهمك للموقف!!!.
الحق لم أجد برنامجا يعادل هذا البرنامج حمقا وسخافة .. لا يستطيعون عمل شيء لأنني أسيء استخدام وانأ التي أتعرض للقرصنة كل لحظة .. وفجأة رأيت أن ما يزيد عن أربعة قد انسحبوا من قائمة أصدقائي خفت على أصدقائي الحقيقيين فراجعت القائمة وتنفست الصعداء عندما عرفت بان من انسحب كان من الطوارئ. لم اعر للموضوع أهمية
في صباح اليوم التالي وصلتني على بريدي رسائل عديدة كلها تهنئ شاعرة سورية بإصدار مجموعة شعرية جديدة .. وأنا لمشاركتي الروحية لكل امرأة وكاتبة ذهبت لا ستطلع الأمر وكتبت تهنئة رغم عدم معرفتي بالشاعرة وهي ليست أصلا من قائمة أصدقائي !!!. فإذا برابط صوري قد وضع مغلف كتابها وقد حجب كل إمكانية أو رابط للتعامل معه وصارت صوري وأرشيفي الخاص ملحقا.. الحق احترم الآخرين وانجازاتهم لكن أن يتم اقتحام خصوصياتي بهذه الطريقة السافرة والمستفزة وان يتم وضع كتاب في اعلي صفحتي دون إذن مني وجدت ذلك امرأ مزعجا ..انتظرت كيف سيتم التعامل دون جدوى بعد الظهر عدت لا فتح الصفحة واستزيد من المعرفة في عالم الفيس بوك البائس هذا .. فوجدت عشرات الشكاوى كلها تعاني من اختراق الخصوصية والتطفل.. وكالمعتاد كان علي المحاولة لإنهاء هذا الإنزال غير المقبول على أرشيف صوري. وفرض صورة واسم .. وعدم رغبتي بتلقي التهاني ليست لي على بريدي الخاص. ونهش الحال ساعات وساعات حتى نجحت في إبعاده والعودة بصالون بيتي إلى سابق عهده على الأقل مؤقتا.

هذه الحرب الشعواء التي ستبقى ما بقي في نفوس الصبية المشاغبين ولع بالإساءة لكل من لا يستسلم لأوامرهم تدفعني للتفكير بمقدار وقوة الهجمة القادمة إن لم يجتهد الجميع في اللحاق والتعلم في هذا العالم. فهم قراصنة ودكتاتوريات، وسلاطين بأسماء ومقاييس جديدة.. يكممون الأفواه ويفرضون عليك المسيرات والألوان والإشكال التي يجب أن تكون عليها. مستغلين أي وسيلة إعلامية لخدمة أغراضهم. وموقع مثل فيس بوك تجاري ولا يهمه سوى الكسب المادي.. ويمنح صلاحيات للعاملين أو المتعاونين معه في اللغات الأخرى وعادة ما يشغل هذه المناصب ذوي الأهداف الخاصة مثلما رأينا مسئول غوغل في الشرق الأوسط وهو منصب رفيع .. هؤلاء قادرون على تدمير موقعك وإزهاق روحك على النت ومسحة من خارطة المشاركة . وإلقاؤك في بحر النسيان. لتبقى حملاتهم مستعرة وتأتي أكلها وتحقق غاياتها..

أغلقت الكثير من التطبيقات والنوافذ . وحاولت قدر الإمكان حصر إمكانية التعامل مع صفحتي على الموقع ،وحاولت جمع الخيوط بيدي علي استطيع أن اعرف أو أتبين في الوقت المناسب الضربة التالية ، والتصدي لها فاعتذر للأصدقاء الغوالي حجبي الكثير من النوافذ لأنني مضطرة، أتمنى تفهمهم لموقفي.
تعلم أولا كيف تعمل هذه المواقع ..وفكر كيف تصنع لفكرك ولحلمك واحدا بأخطاء اقل ،وكيف تقنع المتخصصين من أصحاب المواقع الأشهر مثل غوغل وفيس بوك وغيرها بان عليهم أن يهتموا بقيم الإنسانية اهتمامهم بالمال والكسب لأنهم قد يكونوا ثغرات حقيقية تدمر حياتنا إن تم السكوت عليها.
د. شـــــذى احمد
















هناك تعليقان (2):

  1. هكذا يتثبت البعض بانهم لا يتمتعون بروح التسامح حتى في العالم الرقمي وهم صفر والاخر الواحد وهو كل ما يكون العالم الرقمي

    ردحذف
  2. iam so sorry to read that

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

-----
Share |
------