زواج سردشت و تشلسي
أقيم مؤخرا حفل زفاف ابنة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينون في بلدة رينبك التابعة لولاية نيويورك وتعد تشلسي من أشهر بنات رؤساء أمريكا وتحظى بمكانة خاصة و شعبية واسعة بين الأمريكيين . يعزو بعض المتابعين سبب شعبيتها لارتباط حياتها ونشأتها بفترة مهمة من حياة الأمريكان والانتعاش الاقتصادي الذي حققته فترة حكم كلينون لأمريكا والانتعاش الاقتصادي الذي شهدته البلاد في عهده قبل تولي جورج دبليو بوش الحكم وفشل سياسته المتعثرة وحربه الكارثية على العراق وما نجم عنها من أزمة مالية عالمية وكساد جلبته سنوات حكمه العجاف.
تشلسي التي تابع الأمريكان حركاتها وسكناتها على مدى السنوات الطوال حتى بعد خروج أبوها من البيت الأبيض ، معززة بسلوكها ومثابرتها في الدراسة وتفوقها مكانتها بينهم. لم ترتكب حماقات او فضائح أخلاقية كما فعلن بنات الرئيس بوش ورصد الإعلام الأمريكي بعضا منها من تسكعهن في المراقص والملاهي الليلية وأعمالهن الطائشة من تزوير البطاقات الشخصية للدخول هذا الملهى الليلي،او ذاك والتي حجبت بالتأكيد عن الإعلام العربي لان لا احد يجرؤ بالمس بسمعة سيد البيت الأبيض.
لذا ظلت ابنة كلينتون الفتاة الناعمة الحالمة التي يفخر بتربيتها الأمريكان. ساهمت في حملة والدتها الماراثونية بانتخابات الرئاسة للوصول الى البيت الأبيض.وكانت خير سند ومعين لأمها لما تتمتع به من شعبية وحضوه لدى العديد من الشرائح والطبقات. ولما انتهت الحملة بالفشل لعوامل متعددة بقيت الفتاة المدللة قريبة جدا من الأضواء الى جانب أمها التي اكتفت بوزارة الخارجية بعد منازلة شرسة وقوية ضد خصم دمث حضي بطالع سعد لا نظير له .
في إحدى زياراتها الى أفريقيا صادفت وزيرة الخارجية هيلاري موقفا تطلب منها شجاعة وذكاء للتملص منه خصوصا وانه من المواقف التي سيكتبه التاريخ لطرافته ،وخصوصيته . حيث تقدم رئيس بلدية باكورو في كينيا وهو رجل في الأربعين من عمره واسمه ( جودون شيبكو رجوي) منها مكررا طلبه السابق الذي تقدم به عام 2000 بالزواج من ابنتها ومستعدا لتقديم مهر سخي جدا تمثل ب40بقرة و20رأس من الماعز . لم ترتعد وزيرة الدولة العظمى ولم تأمر سيافها ليطيح برأسه بضربة سيف واحدة . لان السيوف صدئت في المجتمعات المتقدمة فأعادوا تلميعها وحفظها في المتاحف لتتعرف الأجيال على حضارة السيوف الغابرة ، ويتعلموا من تجاربها الصالح والطالح ... لم ترد بعصبية ولم تطالب بان يلقى به في غياهب السجن لأنه تجرأ على طلبه الذي ستذكره الأجيال بمزيد من العار والخزي كيف كيف يجرؤ أفريقي مثل هذا على طلب يد ابنة هيلاري كلينتون الوزيرة الحالية وسيدة البيت الأبيض سابقا وابنة الرئيس السابق الذي خرج من المكتب البيضاوي الى المكتب العالمي اللامع الذي يزخر بنشاطاته وحضوره المميز على مدار السنة . كيف يجرؤ هذا الحافي ليتفوه بكلمات مثل هذه ..أي عار لحق بال كلينتون من جراء هذه الفعلة النكراء والعرض المخزي..
لم تفعل هيلاري أي شيء من هذا ولم تتوعد الخاطب ومضى لحال سبيله بعد أن وعدته بنقل عرضه الى المعنية بالأمر ابنتها قائلة له: ابنتي حرة في خياراتها وسأنقل لها هذا العرض. نقطة رأس السطر.
لم تجرح مشاعره وسجلت للحصافة، واحترام الإنسان درسا لن ينساه التاريخ بل سيذكره كأحد طرائف الدهر ويمر عليه بالكثير من المتعة والإعجاب بهيلاري وفطنتها.
أتذكرك الآن حبيبي سردشت بمزيد من الأسى واللوعة .. وتتراءى أمام عيني صورتك الرائعة وابتسامتك الساحرة وأتذكر سبب رحيلك المبكر عن عالمنا. لا ادري أين أنت الآن ربما تتبادل مع إحدى ضحايا التطهير العرقي في البوسنة حديثا عذبا تتلاقى فيه وجهات نظركم في أسباب ثورة الغضب العدائية التي تنتاب البشر بين الحين والأخر ، او لعلك تناقش مع شاب أخر غدرته الحرب الأهلية في بلده ظروف موته حيث لم تترك له متسعا من الوقت لمعرفة أسباب إبعاده عن عالمنا. علك مع بعض الإعلام الذين نقشوا على رخام التاريخ أسمائهم وهم يقدمون أرواحهم الغالية الثمينة فداءا للعدل والإنسانية أمثال غاندي وروزى وجيفارا، او أبناء بلدك العراق الذين حصدوا مثل السنابل في حروب ما كان لهم بها ناقة ولا جمل .. او لعلك تداعب صغيرا أتت عليه جرائم حلبجة وهو يتدرب اليوم عندك هناك حيث المميزين على الكلام بعد أن خطفه الموت رضيعاً . الحق لا اعرف كيف تمضي أوقاتك أيها السردشت لكنني اعرف بان سبب رحيلك المبكر لم يكن مبررا.. واعذرني إن اقتطعت من وقت مجدك الآن دقائق أقول لك فيها.. علمونا أن نهتف في المظاهرات (( أمريكا ضد العرب شيلوا سفارتها)) كلما أراد أصحاب القرار ذلك او رغبوا بمزيد من التنازلات عن حقوق مواطينهم .. لكن بعد ما حصل لك... والظلم والحيف الذي أصابك ويصيب أمثالك الأكراد عليهم أن يغيروا الشعار لتهتف الجماهير في الشرق(( أمريكا ضد العرب والكرد شيلوا سفارتها )). لان الكثير من سلوكيات المسئولين الأمريكان والغربيين لا يجدر بها أن تعمم، وإلا قضت على بقايا الهيبة التي يتمتع بها من يحكم العرب والكرد والفرس معا..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.