------------ --------
Share |

النساء أنواع









(" بعض الناس يقضون عمرهم في فهم المرأة..والبعض الأخر يقضونه لفهم أمور ابسط مثلي اقضيه في فهم النسبية") ألبرت اينشتاين
إنها المرأة المتعددة المعالم والخصائص كأنها كواكب مترامية في مجرة مأهولة كل واحد منها يحتوي ملايين الأسرار وأكثرها عصية عن الفهم. فنجا العالم الشهير نفسه واشتغل بما يثمر عنه بحثه .
اخترت مقدمتي من الفيزيائي الكبير لان في تاريخنا العربي الذي تخرجنا منه الكثير مما يناقض الحقائق. وما يقلل من قدر وقيمة المرأة ويحط منها ظنا منهم بأنه يرفع من قدر الرجل ومكانته، لكنه أبقى البلاد التي تحكمها العادات والتقاليد الموروثة في أخر القائمة. ولم يجد لها حل من عثراتها التي يجيد رجالها على الدوام تبريرها ماداموا يمسكون بحبل يحكمون به تقيد نسائهم وتكبيلهن بحجة الخوف على مجتمعاتنا من أن يغزوها القادم من خلف المحيطات ويفتت أواصرها القوية!!.
يصل الأمر في بعض الأحيان لاستخدام أشنع النعوت لرجمها بحجة تحفيزها، واستفزازها وتحريضها على تغير واقعها!!.
المرأة في المحافل الثقافية والفكرية عامة فاعلة .متحدثة .كاتبة .. باحثة وعالمة جديرة بالتقدير . الأمثلة الحية على ذلك كثيرة ذكر أسماء محددة لأعلام النساء قد يبخس الكثيرات منهن حقهن. لكن هل هذه المجموعة المتميزة أثرت واشتغلت على الشرائح الأخرى محاولة النهوض بها.
(( لن اكتب ولم اكتب عن المرأة لأني أدافع عن حق المرأة المجهولة التي لا اعرفها..بل جمعت كل ما استطعته من أمثلة واخترت واختار المواضيع التالية لكي أدافع عن المرأة فيُ وانتصر لحقي))
لذا فانا إذ انتقل من مرحلة التسفيه والنظر لي كعورة وتحقيري باتهامي بالنقص والعاهة ، والعيب من اسمي ومن جنسي الى مرحلة الاحترام . فأنني أدافع عن حقي.أقول لمن تسمعني عشت بالكذبة سنوات ثمينة خسارة أن تعيشها غيري ولا أريد لها أبدا ذلك.
عندما انتفض منتقدة ومتسائلة عن أسباب تحامل المجتمع على المرأة وقوالبه الجاهزة أريد أن اشجب ما أصابني عندما كنت من اللواتي شملتهن أحكامها وقهرها.
الآخرون في العالم الثاني ربما لا يعنيهم مجتمعاتنا والضيم والحيف الواقع على المرأة في الشرق عموما وعلى المرأة المسلمة والعربية بالأخص لأنها ليست من أولويات اهتماماتهم إلا بما يمس قوانينهم وحياتهم أو مجاملة في دفاعهم عن حقوق الإنسان .
لكن تسحقني القوانين الجائرة بحق المرأة في مجتمعاتنا وما تعانيه وستبقى تعانيه. إن المقالات والكتابات والدراسات التي يكتبنها متخصصات ومثقفات ينحدرن من فئات مختلفة من النساء كما الرجال. جئن من مشارب واتجاهات فكرية مختلفة.. بعضهن تبنت فكراً يسارياً أخرى طائفياً كما نلحظ في بعض كاتبات الحوار أو ربما تعصب ديني أو ثوري يميني مثل الرجال تماما.. السؤال هو هل حركت كتاباتهن المرأة وأخذت بيدها ؟. إنها أسئلة كبيرة لا استطيع أنا ولا غيري الإجابة عليها بسهولة . لكن بنفس الوقت الالتفات الى تصنيفات المرأة في هذه المجاميع قد يفرز بعض الخصائص التي تستحق الوقوف عليها. بعض النساء يكتبن للكتابة ..بمعنى انك تقرأ موضوع مسبوك رائع به عنوان كبير تقرأ وتخرج حيادي لا تحكم به لزيد ولا لعمر ! . وهن يتعففن من الاختلاط بالأخريات أو يبدين تعليقات على ما يكتبن بل يصل الأمر بهن الى تجنب الاقتراب بحرص منهن مخافة أن ينالهن غضب التسمية بأنهن متمردات وخارجات عن العرف والتقليد الذي فرضه المجتمع على المرأة . فهن ناعمات ، رقيقات يكتبن عن ورود الحياة ودموع الأرامل والثكلى لكن لا شأن لهن فيما تذهب لهن فئة أخرى أكثر جرأة ربما بعض الشيء يقلن بان هناك أسباب أخرى لتلك المشاكل يستعرضنها بجرأة وبيان أوضح كما يفعل الكتاب الملتزمين وأصحاب الفكر الحر. هؤلاء اللاتي يقفن قريبا من ساحة الرجم بل يرجمن كلما تسنى استصدار أمر برجمهن وخصوصا عندما يتعرضن لمواضيع دينية واجتماعية وسياسية اعتاد المجتمع أما على السكوت عنها أو عدم سماع رأي المرأة فيها إطلاقا!!. في أجواء شديدة الحساسية تجد هذه الفئة من النسوة ضالتهن في كتابات أقرانهن من الرجال معضدات ومساندات فتزداد فرصة التغيير رغم تلقيهن الصفعات المرة من نساء او اسماء نسائية اكثر من الرجال.
هناك فئة نسوية تهوى المغازلة والغنج والدلع بطريقة تستملهن أكثر من الغزل على الهاتف أو ببرامج الدردشة انه الغزل المبطن بالهجوم الشرس المعارض لكل ما تكتبه المرأة من انتقاد للسلبيات ، وتعترض به عن انتهاك حقوقها بل تجد المتغزلات الفاتنات يعشقن في أجواء كهذه العبارات الرنانة والصوت الرخيم الناعم فتكتب بكل انوثة .. إنها مستعدة لترفع دعوة قضائية على الكاتبة التي تسيء لكاتبها المحبوب وأنها معه ولتذهب الكابتة الى الجحيم فإنها من مريدي هذا الكاتب الرائع ال.... ولا تنتهي الديباجة لان من خصائص المنشور انه لا يعرض ما يجري بعد إغلاق الأجهزة الالكترونية من صفقات واتفاقات أو نتائج المؤازرة النزيه والموضوعية !!. إن كن أولائي النسوة لا يمثلن إلا أنفسهن فهن قد درجن على اختيار الأسهل .. ادعي الضعف واقبل بعدم السيادة وأنال ما أريد ولا افتح جبهة مع ما يدور في ساحة الحياة ورغم مواقفهن المتخلخلة إلا أنهن بقين أصعب المجاميع حتى أصعب من أولائي اللاتي تربين على أن المرأة ضلع اعوج وناقصة، وغير مؤهلة السيادة على نفسها وقرارها بيد سيدها و تلهج بالشكر ليل نهار على ذلك وتخوض الحروب الطاحنة مع بنات جنسها إن قلن غير ذلك .. افتح أجهزة التلفاز والنت ستجدهن حاضرات وبقوة عل مقالة المفكر فاخر سلطان الأخيرة .. صافيناز كاظم .. احد تلك الأمثلة.
هل تعتم تلك الحقائق الأجواء ، وتقود الى القنوط واليأس الإجابة بالتأكيد لا .. عند استعراض حياة بعض الرائدات في العالم الأخر تجد بأنهن بدأن بأجواء لا تقل سوءا لم يقبل تصويت المرأة إلا بتضحيتها وبذل روحها تحت عجلات العربة الملكية في انكلترا لكي تحرض الرأي العام على التغيير. قتلت النازية اليسارية المناضلة لحقوق الإنسان والمرأة في ألمانيا روزا لوكسمبورغ بعدها بحوالي القرن اعتلت سدة الحكم امرأة . في أوربا والسادة الضليعين بتاريخها يتحدثون أفضل مني كانت المرأة تشارك وتدعم كل الثورات لكن حظها من نتائجها ليس بأكثر من حظ نظيرتها في الشرق الآن القليل والتهميش ، فهل سكتت لا بل واصلت وأخرجت أمثلة قادت الى التغيير .
كل هذه الحقائق تدعو لعدم الجزع والاستسلام عندما تأتي الردود والتعليقات نارية من أسماء نسويه تتستر بفضل الإمكانيات التقنية المتاحة، وتتخفى بإحكام دون معرفة ملامح صاحباتها الحقيقية.
قد يكن المتحدث أو المعلق رجلا يستسهل الكتابة تمويها باسم امرأة لكن في نفس الوقت هذا لا يعفي ولا يغير من تبني نساء لفكره وطرحه والقنوع بما يصدره من أحكام ، فلا يعد للأمر أي أهمية سواءا كتبت امرأة أم رجل متخفي باسم امرأة مادامت هناك نسوة يمتهن الصمت ورضين الخنوع.
يستغرب المرء عندما يكون الموضوع حساسا ومهما، ويتعلق بتشريعات جديدة عن المرأة وهذه التشريعات بالمناسبة هي الوحيدة التي تجد طريقها للتطبيق في البلاد الإسلامية وبلا عراقيل لأنها تخص المرأة من منع الى فتاوى الى حجر وتجد صمتا مخيفا من النساء بينما قضية لا قيمة حقيقية لها مثل النقاب تستطيع أن تسيسها جماعات وتخرج أعدادا غفيرة من النسوة يتظاهرن ضد قرارات منعها !!. هذا الاستعباد يضع أمام الحركات الفكرية القادرة على التأثير تحديا كبيرا.
أما الفئة غير المتعلمة وهي اكبر بكثير من فئة غير المتعلمين من الرجال لان قرار تعليم الفتاة بيد ولي أمرها على الدوام فإنها بمنأى عن كل هذه العوالم الولوج إليه وتسبير أغوارها يحتاج الى الكثير. إنهن الحجر الثقيل الذي يمنع تدفق مياه التغيير الصافية لتروي حياة المجتمعات النائمة القاحلة وتعيد لها نضارتها ، من يعمل عليها ، من يمد لها يد المساعدة من يعتقد بحقها في تقاسم فرص التعلم ومتعة الحياة فكرا وفنا ، من يرفع من فرصها للمدنية بدل العيش في مفردات بدائية لا تتعدى الأكل والشرب والتناسل .. كلها أسئلة تحتاج الى عناية النخبة الحالمة بالأفضل وهي موجودة وتتعاطى مع الحياة وتحدياتها لكن أمامها التحدي الأكبر المرأة والنهوض بواقعها المزري .
طابت أوقاتكم
د. شــذى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

-----
Share |
------